أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.














المزيد.....

هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
دولة الشرَاكات أم دولة المُشترَكات.
جعفر المظفر
مع العراق هناك ثمة مشكلتين أساسيتين تهددان بقاءه وإستقراره وتستنزفان قدرته على البناء والنهضة. الأولى هي المشكلة بين العرب والأكراد والثانية هي المشكلة بين السنة والشيعة, إضافة إلى عدد من المشاكل الأخرى التي قد لا يرتقي حجمها إلى حجم المشكلتين الأساسيتين لكنها من ناحية المبدأ تنطلق من عاهة مشتركة مصدرها غياب التفكير والمناهج الإنسانية المتحضرة. وتشمل هذه الخانة بشكل رئيسي الموقف من الأديان المتفرقة, كالمسيحيين والصابئة والزيدين, مثلما تشمل الموقف من بقية القوميات كالتركمان والكلدوآشور.
ولقد كانت هناك محاولة لحل مشاكل على هذا المستوى من خلال ثقافة مشوهة هي ثقافة الأغلبية والأقليات التي تؤسس دون ادنى شك لدولة ومجتمع عنصري من الصعوبة مكيجته بمساحيق الديمقراطية والحداثة.
وبينما كانت هناك محاولة لإظهار هذه الثقافة بمظهر عصري, وكحل إنساني متقدم لمشكلة الأقليات الدينية او القومية في مجتمعنا, إلا أن من الصعوبة بمكان إخفاء حقيقة ان هذا المفهوم نفسه قد جاء لخدمة المجموعات المتغلبة عدديا, قوميا أو دينيا, بينما هي حطت من قدر وحقوق المواطنين الآخرين بأن جعلتهم مواطنين من الدرجات والمستويات الدنيا.
ويوفر نظام الكوتات التي قسمت على أساسها مقاعد السلطة التنفيذية والتشريعية وما يتفرع عنها من مؤسسات مدخلا مناسبا للإقتراب من الطبيعة السيئة لهذه الدولة, فالشيعة لهم كوتة تتبع عددهم, والسنة كذلك, والأكراد والتركمان أيضا, أما المسيحيون والصابئة فلا يتجاوز عدد مقاعدهم سوية عدد مقاعد اليد الواحدة لذلك فهم محكومون بالبقاء في المقاعد الخلفية حتى لو ظهر من بين صفوفهم نبي.
في هذا الإتجاه كان هناك عمل واضح لبناء توافقات ثقافية بصيغ تلتقي على مناهج (الشراكة) لا على مناهج (المشترك). ولأن الشراكة هي حاصل جمع وليست حاصل تفاعل فإن إمكانية الوصول إلى مشتركات حقيقية لبناء مجتمع منسجم ومتماسك تبقى صعبة ومستحيلة وحتى أنها تبقى ممنوعة.
بلد (الشراكة) هو بكل تاكيد غير بلد (المُشتركات). الأول هو بلد منقسم على ذاته وهو متحد وقتيا بفعل إضطرار الشركاء فيه على العيش معا, لا بفعل إيمانهم بسيرورة واحدة.
من ناحيتها فإن دولة المشتركات لا تعني مطلقا القضاء على الهويات الثانوية, غير انها تعني أن لا تطغى تلك الهويات على الهوية الوطنية للجميع لأن ذلك من شأنه أن يجعل الدولة بالنهاية دولة شراكات لا دولة مشتركات.
في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة تبارى على الرئاسة مرشحان أولهما اسود هو الرئيس اوباما والثاني من طائفة المورمان هو السيد رومني . الأول كان أجداده وحتى منتصف القرن العشرين غير مسموح لهم بالجلوس في حضرة الرجل الأبيض, أما الثاني فهو من طائفة دينية لا يتجاوز تعدادها غير نسبة قليلة جدا من مجموع الشعب الأمريكي. كل المُرشَحين المنافِسين لهما, جمهوريين كانوا أم ديمقراطين, هم بجموعهم كانوا من البيض أولا, ومن المَذهَبيْن المُتغلبَيْن البروتستانت أو الكاثوليك ثانيا, سرعان ما أبعدهم الشعب الأمريكي من التسمية النهاية للمتنافسين.
لو أن للأمريكين نظاما إنتخابيا كنظامنا وثقافة سياسية كثقافتنا لما فكر رجل الطائفة المورمنية للوصول إلى أكثر من مقعد المحافظ لولاية (يوتا) ذات الأغلبية المورمانية, ولما تطلع السيد أوباما لأكثر من أن يجلس في حضرة الرجل الأبيض. هؤلاء هم من جاءوا لنا بديمقراطيتنا ومعها حزمة من المفردات القبيحة كالمكونات والأقليات والكوتات, فإذا سألهم أحدنا.. لماذا جئتم لنا بهذا الشكل المشوه للديمقراطية فسيشيرون إلى حالة التمزق المذهبي والقومي لمجتمعنا للدلالة على واقعية الحلول, مع انه بالإمكان تذكيرهم بتاريخ الصراع المذهبي الطويل الذي عانت منهم مجتمعاتهم لأمد طويل والذي لم يكن ممكنا تجاوزه لولا قوانين الدولة المدنية العلمانية الليبرالية..
ترى لو أن الأمريكان إعتمدوا ديمقراطية الشراكة, لا ديمقراطية المشتركات, وأخذوا بنظام الكوتات السياسية ومفهوم الأقليات ,هل كان بمقدور أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.