أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية














المزيد.....

أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا وطن بإمكانه أن يستمر وتسوده حالة من الوئام والسلام الإجتماعي إن لم تكن له ثقافة وهوية وطنية واحدة, ولذا فإن أزمة الدولة الوطنية ستكون متفاقمة حينما يقدر لهوية واحدة ان تعلو على جميع الهويات الأخرى أو أن تتضخم لكي تختزل ثقافة الدولة في ثقافتها.
وإذا كانت المشكلة الإسلامية المسيحية في مصر, وكذلك في السودان قبل تأسيس دولة الجنوب, هي الأبرز فإن المشكلة المذهبية في العراق هي المتقدمة. وإن إنعكاس تداعيات الفقه الإسلامي المذهبي على الساحة الوطنية كما في العراق سيعبر عن نفسه من خلال خطأ جوهري في ترتيب تبعية الساحات إلى بعضها البعض مما يؤسس لإشكالية أكيدة تتلخص في من يتبع من, ومن يوضع في خدمة من: الساحة الوطنية أم الساحة الإقليمية.
الفكر الأممي (لشيوعي) والقومي (البعثي) يواجهان نفس المأزق حينما يكون هناك تغليب للقومي أو الأممي على الوطني, لكن علينا أن نعترف أن (الدعوة) يواجهها بشكل اشد بسبب حساسية وخطورة العلاقات العراقية الإيرانية الممتدة عبر التاريخ وصولا إلى تأسيس الدولة العراقية الحديثة ومرورا بالحرب العراقية الإيرانية, وما تحمله علاقة البلدين من إشكاليات تشنجها ميول إيرانية إستعلائية مستمرة وأطماع غالبا ما جسدت نفسها من خلال إحتلال الأراضي أو المياه. ولو أن العلاقة بين البلدين هي علاقة جيرة طيبة وخالية من الأطماع وبعيدة عن محاولات الهيمنة, ولو أن تاريخ العلاقات لا تسوده شوائب كثيرة وكبيرة, ولو أن الساحة الإقليمية خالية من المواجهات الحاسمة التي يتقدمها الحدث السوري لكانت مهمة الدعوة لبناء علاقات عراقية إيرانية متوازنة مسألة ليست بالصعبة على الإطلاق وستكون لديه أيضا القدرة على وضع العلاقات الطيبة بين البلدين في خدمة الحالة الوطنية العراقية. غير أن ذلك سيكون صعبا مع وجود هذا الكم من المشاكل والمفترقات.
نظريا وبمقدار ما يتعلق الحديث عن الحزب الشيوعي, نعم.. كان هناك تغليب لأمميته على وطنيته. لكن حتى نكون منصفين فإن هذا الحزب لم يكن قد إستلم السلطة, ونحن نتحدث عن العراق هنا, لكي تكون قاعدة الحكم عليه عملية ومنصفة كما هي الحال مع الدعوة حاليا وقبله مع البعث. ويبقى أن الحكم عليه يبقى مرتبطا بأحكام نظرية خالصة. بالإضافة إلى أن الفكر الشيوعي, ونتيجة إمتلاكه نظرية إقتصادية إجتماعية, هو أكثر من غيره من بقية الأحزاب قدرة على مرحلة السلطة ( تمرحل السلطة ) وإنجازاتها بإتجاه وطني لتحقيق النقلات المرحلية المطلوبة بإتجاه بناء الإشتراكية مما يجعله في حالة صلح وتوافق مع الأنظمة الوطنية.. نظام عبدالكريم قاسم كنموذج, ونظام البعث الثاني في مرحلته السبعينية.
الفكر الدينوإسلامي ذا النظريات الأيديولوجية البحتة التي لا تقوم على ركائز إقتصادية وإجتماعية مثل الدعوة والإخوان المسلمين, والتي تعتمد على التعويم والمقدس, تتناقض في حالات معينة مع الواقع الوطني بحدة لأن لقاءاتها بالآخر المسلم عموما هي مطلقة فقهيا وقابلة لأن تكون كذلك سياسيا. ولكن هنا, وحتى بالمقارنة مع الإخوان المسلمين العراقيين, يواجه الدعوة مأزقا حادا حال وجوده في السلطة في العراق وذلك لطبيعة علاقاته المذهبية المشتركة مع إيران. وبما أن العلاقات العراقية الإيرانية تاريخيا هي علاقات متشنجة وتتأثر على الأرض بكثير من الإشكالات المتصادمة مع حقوق العراق الوطنية فإن ثمة إرباك كبير سيواجه السلطة العراقية التي يقودها الدعوة.. وذلك هو قدره وقدرنا معه.. لكن مع الإخوان المسلمين, الأمر سيكون أخف حدة, بل ربما على العكس سيكون هناك تفعيل للعامل الوطني العراقي في مجابهة أزمات عراقية إيرانية. غير أن الأمر سيختلف حقا حينما يهيمن الإخوان المسلمون في سوريا على السلطة, وهذا ما حذرنا منه في المقالة الأخيرة في نداء موجه إلى أخوتنا في المناطق الغربية لكي لا يقعوا في مأزق تغليب الإقليمي على الوطني لأن ذلك شأنه شأن الأحزاب الموالية لإيران سيكون له أثر مباشر على صعيد تمزيق العراق. كما وستمتحن هذه الإستقلالية في حالات إشكالية مع السعودية وخاصة إذا ما تقدر للتيار الوهابي أن يهيمن على الحركة.
مع تجربة حزب البعث في العراق بإمكانك أن تؤكد على وجود إشكالية متأسسة على قاعدة تغليب القومي على الوطني ومحاولة تكييف الساحة الوطنية لكي تلبي إحتياجات الساحة القومية ( فلسطين وقضايا الوحدة) ولكن علينا أن نعترف هنا أن طغيان شخصية صدام حسين أضفى على تجربة الحزب القومية مزيدا من الشخصنة الذي جعلها تعرقن القومي أو تصدمنه.
لكن.. ومع كل ذلك, فإن هناك ثمة إشكالية وطنية خطيرة هنا لن يستطيع الحزب القومي تجاوزها مالم يحاول الدخول إلى القومي من خلال الوطني.. ( كثيرا من المشاكل التي حدثت في عهد الزعيم قاسم كانت نشأت بسبب الإقترابات الخاطئة إلى الأهداف وليس بسبب الأهداف عينها).. قضية الوحدة العربية مثلا: ما زال الحزب يتعامل معها بمنطق أيديولوجي وتعويمي وحتى أناشيدي وخطابي, وينزلها بمنزلة المقدس الذي يتقدم على بقية الأهداف ويصوغها بإتجاهه ولخدمته مما يجعل الساحة الوطنية من الناحية الفكرية في خدمة الساحة القومية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما


المزيد.....




- إليكم آخر مستجدات اجتماع ترامب المرتقب مع بوتين في ألاسكا دو ...
- بقيمة آلاف الدولارات.. عملية سطو في لوس أنجلس تستهدف دمى -لا ...
- بين المخاطر والفرص.. ما هي مصالح الهند في سوريا؟
- لماذا نبقى في علاقات بلا عنوان؟ دراسة تكشف خفايا -اللا-علاقا ...
- عاجل | وزارة الدفاع الروسية: أسقطنا 121 مسيرة أطلقتها أوكران ...
- عشرات الشهداء بمجازر في غزة والمقاومة تقصف مواقع إسرائيلية
- اقتحامات بأريحا ونابلس ومستوطنون يهاجمون قرى في الخليل ورام ...
- مصر.. علاء مبارك وفيديو لوالده عن -المقاومة فوق أشلاء الشهدا ...
- ما خطة نتنياهو العسكرية لاحتلال غزة؟ وكيف ستواجهه المقاومة؟ ...
- وكالة تسنيم: إرهابيون حاولوا اقتحام مركز شرطة سراوان جنوب شر ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية