أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جعفر المظفر - أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة














المزيد.....

أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 18:07
المحور: المجتمع المدني
    


أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
جعفر المظفر
في هذه الفترة التي تحتدم فيها لغة الخصومات الطائفية على الجانبين الشيعي والسني, والتي يغذيهاعتاة الطائفية على الطرفين, ترتفع الدعوات الإنفصالية لتقسيم العراق إلى دول ثلاث, واحدة كردية وأخرى شيعية وثالثة سنية, في حين يتجاوز الطائفيون على الجهتين الحل الأفضل والأسلم والأقوى ألا وهو قيام دولة مدنية لا مكان فيها للإحزاب الدينية, شيعية كانت أم سنية, دولة يكون القانون فيها هو الفيصل.
وبعيدا عن الإغراق الفكري لتعداد فضائل هذه الدولة المدنية فقد تأكد أن بقاء العراق ككيان واحد بات مرتبطا بها بعد أن تأكد للجميع طيلة عقد من الزمن أن الأحزاب الدينية, في دولة ثنائية المذهب, شيعية كانت أم سنية, لا يمكن أن تكون إلا أحزابا تفريقية.
وهل يمكن لعاقل أن ينكر أن هذين المذهبين, وخاصة بما يخص تاريخهما السياسي, قد قاما على خصومات قاتلة, وترعرعا في حضن تلك الخصومات, أكثر من كونهما تأسسا فقط على إختلاف في الإجتهادات الفقهية, وإنهما ما عاشا ولو ليوم واحد في دائرة الإختلافات التي يحكمها الحوار الديمقراطي بعيدا عن لغة السيف والثأر والدم, وذلك كان قد جعلهما متحفزّيْن على الدوام لإحياء تلك الخصومات بإتجاهات لا تخدم مطلقا حالة الأخاء المطلوبة لبناء دولة مختلفة الأديان والمذاهب والأعراق.
وبعيدا عن النوايا الطيبة, التي لا يمكن لها وحدها تأسيس الدول وحماية المجتمعات, فإنه ينبغي الإعتراف بأن هنااك ثمة تاريخَيْن مذهَبيين سياسِيين مُنعَزِلين متصادمين ومتقاتلَيْن, وبثقافتين متضاربتين, وليس هناك من فرصة تضمن الحوار بينهما, لإقرار حالة تعايش تاريخية من شأنها أن تغلق وإلى الأبد كل المعارك التاريخية المفتوحة على مصراعيها , والتي لا يمكن أن تتوفر أقفال غلقها ضمن حالة دولة المذاهب والطوائف المحكومة بفكرة إلغاء الأخر, وبعقلية الفرقة الناجية, وبمعارك دموية تاريخية ثقيلة ما زالت, وبعد ألف وأربعمائة سنة, تتصاعد صيحاتها في أذاننا, وتلمع سيوفها أمام أعيننا. لا بل أن هاتين الثقافتين قد فعلا فعلهما بإتجاه تحويل هذه المذاهب إلى أديان لا علاقة بينهما إلا تلك التي تُفّعِل حالة الخصومة والقتال.
وفي دولة الأحزاب المذهبية الدينية, فقد ثبت بطلان المراهنة على إمكانية أن تتعايش تلك المذاهب لإنتاج ثقافة سياسية واحدة, بحيث ان الدعوات التي تعتمد على حسن النوايا صار لها فعلا هداما لأنها تحل لغة التمني على لغة البصيرة التي تستطيع بلحظات أن تدلك على أن هناك تاريخا مذهبيا دمويا لم يتمكن الدين المشترك نفسه على إصلاحه فكيف يمكن لأحزاب مذهبية هي نفسها إنعكاس لحالة ذلك التاريخ الدموي القاتل أن تؤسس بلدا واحد.
على الجانبين إذن هناك دعوات تضليلية بشأن إمكانية بناء دولة من قبل قوى ذات خصومات تاريخية ثقيلة. وإنما تصدر هذه الأفكار من قبل أحزاب هي ذاتها من يؤسس للفرقة, وهي ذاتها من يجر خلفه أكثر من ألف وأربعمائة سنة من الخلاف المزمن, الذي ما هدأ يوما ولا خبا إلا لإلتقاط الأنفاس لغرض الدخول في المعارك من جديد, فكيف بالله عليكم تتمكن أحزاب كهذه على النجاح في بناء دولة مدنية بشعب واحد وفقه سياسي واحد, وذات علاقة متوازنة مع الجيران المختلفي المذاهب. كيف يمكن لأحزاب كهذه أن تنجح في مهمتها السياسية بعد أن فشلت بشكل مؤكد في مهمهتها الدينية التي تقوم على إطفاء الفتنة والخصومات بين أبناء الدين الواحد.
إن الدولة المدنية تقدم حلا نموذجيا لخلق حالة تعايش وتأخي بين الأديان والمذاهب, لا بل انها توفر من جانب آخر فرصا حقيقية لكي تنعم هذه المذاهب بفرصة تجديد أفكارها وتعديل تاريخها السياسي بالشكل الذي يقربها إلى بعض بعيدا عن أجواء الصدام الذي تغذيه مصالح السلطة وخاصة في دولة غنية كالعراق, ويعدم من جانب آخر فرص وأجواء نمو الطائفية المدمرة على المستوى الإجتماعي العام.
إن عقدا واحدا من الزمن العراقي الحالي قد أكد لكل صاحب بصيرة ولكل من ليس له مصلحة حقيقية وراء الفتنة إن الأحزاب الدينية الطائفية لا يمكن لها مطلقا أن تبني دولة مختلفة الأديان والمذاهب, وإن الحل المعقول ليس هو تقسيم العراق على تلك المذاهب, وإنما منع تشكيل الأحزاب على أساس ديني أو مذهبي لكي لا تسقط هذه الأحزاب الدينية والمذهبية خلافاتها التاريخية المزمنة على الدولة والوطن.
إن شعار إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعة, هو شعار رائع وجميل, وفيه من الأنغام ما فيه, ومن عذوبة الموسيقى مايمكن أن يرقص عليها الجميع, غير أنه من ناحية أخرى, ورغم ما يمكن أن يحتويه من نوايا طيبة, شعار لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدولة المدنية وحدها.
أما في دولة المذاهب وأحزابها السياسية فسريعا ما سيتحول هذا الشعار إلى نقيضه...
أعداء سنة وشيعة... هذا الوطن نبيعة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق
- الفلم المسيء .. بين الفعل الرخيص ورد الفعل الأرخص, وما بينهم ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جعفر المظفر - أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة