أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز














المزيد.....

صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم أنها تحدث في بلد غارق في الفساد إلى أذنيه, ورغم أن الرشى التي تحدد حجم الفساد فيها قد لا يساوي ربع ما سرقه وزراء سابقون من مختلف الطوائف والأحزاب فإن صفقة موسكو يجب أن توضع في خانة متقدمة على كل خانات الفساد الأخرى .. والأسباب كثيرة ومنها أن هذه الصفقة كشفت إلى أي حد قد إنتشر الفساد, وإلى أي حد تعمق وتجذر. فالمتهمون فيها ليسوا وزراء عاديين, وإنما كان من بينهم وزراء سياديين يتقدمهم الناطق الرسمي بإسم وزارة المالكي, الخبير في شؤون الحوزة سابقا, ورئيس تجمع الكفاءات العراقية ! والعضو البارز في إئتلاف دولة القانون, الصائم المصلي الحاج لبيت ربه ! والمتمسك بحب آل البيت السيد علي الدباغ. أما الشخص الثاني فهو وزير الوزارتين المهمتين, الدفاع والثقافة, الذي ظهر أنه كان ذا علاقة, وفق ما ذكره الشيخ النائب (صباح الساعدي), مع قضية فساد طالت عقودا لإطعام الجيش العراقي عام 2008, وشاركه هذه العقود الفاسدة شخص إسمه ذر البدري, شقيق عبدالعزيز البدري المتهم في قضية الفساد الموسكوي.
هناك ثمة حقيقة هامة علينا أن نتذكرها جيدا.. في العهود العراقية السابقة كان المواطن يحرم من التعيين حتى في وظيفة بسيطة لو ثبت أنه كان مرتشيا أو سارقا, أو أنه كان قد مارس الغش حينما كان طالبا. أما الموظف الذي يتورط في سرقة ولو دينار واحد أثناء الخدمة فيفصل منها ويحرم حتى من راتبه التقاعدي.. في حالة وزير دفاعنا العتيد ما يهمنا هنا بشكل اساسي مسألتين, أولهما أنه كان قد أختير كوزير رغم وجود شبهة فساد سابق, وكأنما الأمور قد إنقلبت تماما, فبدلا من أن يجري البحث عن الشخص النزيه فإن النزاهة هنا لم تعد مطلوبة, بل القاعدة صارت تقتضي تفضيل الشخص غير النزيه لكي لا يكون وجوده عائقا ويلعبها مثاليات وبطولات أخلاقية في دولة علي بابا والأربعين حرامي
لكن أخطر من ذلك كله هو التالي.. تتذكرون أن إتفاق اربيل كان قد أقر أن تكون وزارة الدفاع من حصة العراقية. بطبيعة الحال لا يهمنا هنا حصة من تكون هذه الوزارة, غير ان الإتفاق إتفاق, والمالكي يلقي بسبب المشاكل التي تواجهه على الآخرين كونهم مشاغبين, في حين يقول خصومه إنه هو الذي يتقدم صفوف المشاغبين. وحرمان العراقية لا يثيرنا إلا بالقدر الذي نعتقد فيه أن عدم تنفيذ الإتفاقات هو أحد أسباب الكوارث التي مرت, وتمر بنا حاليا, أوتلك التي هي في الإنتظار.
ولقد سمعنا حينها أن العراقية قدمت قوائم متعددة بمرشحين تجاوز عددهم في واحدة منها الثلاثة عشر مرشحا, غير أن المالكي قام برفض جميع أولئك المرشحين بحجة عدم كفاءتهم لتقلد المنصب. لكنه على الجهة الأخرى, وبعد سلسلة الرفض تلك, أقدم على إختيار أشخاص مشكوك في نزاهتهم الأخلاقية, وعلى طريقة الجمل الذي تمخض وتمخض ثم لم يلد إلا فأرا.
من ناحية أخرى فإن صلة المالكي بالفساد لا تعتمد على ما إذا كان قد قبض نصيبا من الصفقة الموسكوية أم لا, وإنما لعدم إبدائه القدر الكافي من الحرص على أموال الدولة, إذ ليس معقولا أن يترأس وفدا على هذا المستوى من الأهمية دون أن يزوده مستشاروه وأجهزته الإستخبارية بمعلومات وافية عن المشاركين بالوفد. ولما كان المتهمون في الصفقة المشبوهة يشغلون مناصب رفيعة في قياداته السياسية والإدارية فإن عدم مشاركته لهم فساد الصفقة لا يسقط عنه من ناحية أخرى صفة عدم الكفاءة وسرعة خضوعه للإستغفال والإستغلال, وهي صفات لا تليق بموظف عادي فكيف إذا كان الذي يتصف بها هو رئيس الوزراء ذاته
كلنا نعرف طبيعة الفساد وحجمه والذي إستحق العراق بسببه أن يكون الأول أو الثاني في قائمة فساد ضمت أكثر دول العالم, غير أن صفقة موسكو ستكون الأولى في قائمة ضمت المئات من الصفقات الفاسدة, ولم يكن ذلك قد تأسس على حجم الأموال المسروقة وإنما لما إجتمع في هذه الصفقة من أمور جعلت المالكي يهرع كالعادة إلى خلق أزمات وفتح ملفات كان قد خزنها ليوم الحاجة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة


المزيد.....




- بدأ ترامب وبوتين لقاءهما الأول باجتماع ثنائي في ألاسكا
- مقتل شخص وإصابة آخر بإطلاق نار قرب مسجد في السويد
- بدء القمة بين ترامب وبوتين وسط آمال بانتهاء الحرب
- احتدام نزاع واشنطن وإدارة ترامب حول السيطرة على شرطة العاصمة ...
- مقتل 18 شخصا وإصابة تسعة آخرين إثر سقوط حافلة في واد بالعاصم ...
- تغطية خاصة لقمة ترامب وبوتين في ألاسكا
- محللون: نتنياهو نجح في إخضاع الجيش وهناك عوامل ربما تحبط خطت ...
- الاحتلال يواصل عمليات عسكرية واسعة في حي الزيتون بغزة
- زوجة الشهيد أنس الشريف للجزيرة نت: قلبي يتآكل.. من يعيده إلي ...
- الجيش الإسرائيلي يستعد لتسريع عملية احتلال غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز