أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفقاعة القاتلة














المزيد.....

الفقاعة القاتلة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن خالد الأسدي النائب عن دولة القانون هو الوحيد الذي تحدث عن وجود أجندات أجنبية وراء مظاهرات الأنبار, بل سبقه إلى ذلك حشد من نواب وسياسي دولة القانون, إذ لم يتبقى أحد منهم إلا وألقى بأسباب تظاهرات الأنبار على أجندات وقوى أجنبية لكي يصوروا أنفسهم في موقع الضحية التي تتآمر عليها الصهيونية والإستعمار والإمبريالية. الغريب أن أولئك الذين ظلوا يدينون منطق أبي سبأ اصبحوا يتبنونه بكل قوة. وحكاية إبن أبي سبأ كما هي معروفة تلقي بكل اسباب مقتل الخليفة الراشدي عثمان على بن أبي سبأ الذي فتن الصحابة وألهاهم عن دينهم ونومهم مغناطيسيا ووضع لهم المخدر في فناجين قهوتهم ثم وضع في أيديهم السيوف وسهل لهم أمر التآمر, حتى وكأن الوضع آنذاك كان خاليا تماما من كل ما يثير الناس ويحرك رفضهم. هذا المنطق ليس غريبا علينا بالمرة, كل الطغاة والنظم الدكتاتورية والحكومات الفاسدة تتشارك سوية في إستخدامه حينما تعجز بالمقابل عن تقديم ما يجب أن تقدمه من خدمات لشعوبها وحينما تغرق كاملا في الفساد والتزوير والرشوة.
هل ننكر وجود يد أو تدخل أجنبي في كل الإنتفاضات التي طافت وعصفت بأنظمة الطغاة العرب وصولا إلى بشار. كلا لن ننكر ذلك لأن منطقتنا هي منطقة مصالح إستراتجية تزدحم بكل ما يجعلها عرضة لهذا التدخل بكل الأشكال والسبل التي إعتاد عليها الطامعون. فإذا كان ذلك واقعا وحقيقة فإنه هو بالذات ما يجب أن يدفعنا إلى سد كل الثغرات التي يمكن أن يدخل من خلالها هؤلاء, فمعرفة أن هناك تآمر ومحاولة إستثمار كل المنافذ لدخول تآمري يجعل هذه الأنظمة تتحمل هي ذاتها مسؤولية هذا التدخل, أما العجيب فهو أن ترفع هذه الأنظمة عقيرتها لإلقاء وتهريب أسباب عجزها وطغيانها على الأجندة الأجنبية, وذلك ما يحدث مع النظام السوري الذي بدلا من أن يستفيد من تجربة الإنتفاضات العربية ويعمل على إصلاح أوضاعه نراه يسرع إلى إلقاء اللوم على القاعدة وإسرائيل والإستعمار.. إنها حكاية مستهلكة ولم تعد مجدية على الإطلاق, ولذا فليس من الحق الإستمرار على إستعمال هذه الإسطوانة المشروخة التي تدل على إفلاس حقيقي لهذه الأنظمة وعلى فساد بنيتها التي لا تعينها على إنتهاج طريق الإصلاح. وهل سيكتب على شعوبنا أن ترضخ لحكامها الفاسدين لكي لا تقع تحت طائلة خطر الإتهام يالسير خلف أجندة أجنبية.
حسنا لنتفق على أن هناك مثل هذه الأجندات, رغم أن هناك مساحة واسعة لمناقشة النية والهدف وراء هذا التصريح, وهي نية لا تخلو دون أي شك من أهداف تسقيطية من خلال تشغيل نظرية المؤامرة بأقصى حد, والتي يبدو أن النظام الحالي في العراق لم يعد يملك قدرة البقاء إلا من خلال تشغيلها.
السؤال الأساسي والهم الحقيقي هو كيف نمنع تأثير هذه الأجندات لا الوقوف عند محطة إدانتها فقط.. هذه الأجندات موجودة في كل الأزمنة وفي كل الساحات, والأنبار, ونتيجة لإشكاليات الوضع السياسي العراقي والمتغيرات الإقليمية, مهيئة مثل أية ساحة أخرى لدخول هذه الأجندات على خط الصراع..
ليس غريبا إذن أن نتوقع وجود هذه الأجندات وإنما الغريب هو أن نجعل شعبنا حصة لها, والغريب أيضا أن لا يرى الأسدي كل الجهود التي بذلها الإنباريون من أجل المحافظة على إنتفاضتهم عراقية المنشأ والأهداف.. والأدهى من كل ذلك والأغرب منه أن يتحدث رجال مثل الأسدي أو من هم في صفه عن وجود أجندات أجنبية وهم الذين ما جاءوا إلى الحكم إلا بواسطتها. ونحن واثقون على أن أهل الأنبار الذين ثاروا من أجل مطاليب وطنية عادلة سوف يطردون كل أصحاب الأجندات الأجنبية ولن يكونوا أنصارا إلا لأجندتهم العراقية.. أما أصحاب نظرية المؤآمرة فإن عليهم أن يفتحوا حوارا مباشرا مع العراقيين, لا أن يصفوا إنتفاضتهم بالفقاعة.
حتى الفقاعة تكون قاتلة إذا ما وجدت طريقها عبر شرايين الدورة الدموية لكي تستقر في القلب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الفقاعة القاتلة