أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - نافذ الرفاعي وامرأته العائدة إلى الحياة:














المزيد.....

نافذ الرفاعي وامرأته العائدة إلى الحياة:


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 18:36
المحور: الادب والفن
    


نافذ الرفاعي وامرأته العائدة إلى الحياة:
حياة وفلسفة ورموز _ بقلم : إبراهيم جوهر - القدس

حكايات ألم وأمل وصمود وقهر وظلم وادعاء فارغ ينتظمها خيط واحد يربط بين مكوّناتها هو فتاة القبعة الحمراء التي تسأل، وأحيانا ترشد، وتغادر فجأة، وتأتي متأخرة...ثم نرقب تحولاتها المعرفية، ونقف على مشاعرها الذاتية الإنسانية وهي تدخل معادلة (الألوان) التي بنى الكاتب بدايته عليها ليشير إلى الجانب الشكلي البرّاني غير الدال على مضمون منسجم .

الكاتب يقيم بناءه على متوازيات هنا؛ الشكل والمضمون،

الاسم والدلالة،

الواقع والمرجو المأمول.

واختار مكانا لينطلق منه هو المقهى المقدسي الذي لم يعثر عليه في أرض الواقع ليكون مجرد فكرة. فكرة في المضمون ، ووسيلة للبحث برفقة الفتاة وإرشادها للتجول في مدينة القدس.

الفتاة ذات القبعة فكرة

والمقهى فكرة.

والأستاذ فكرة.

والأسماء فكرة ذات انتقاد سياسي واقعي ، فهي تقترب من الفكرة تارة ، وتقدّم رأيا تارة أخرى.

توسّل الكاتب بالفتاة الغامضة ذات القبعة الحمراء ليوصل حكاياتهما معا ويوصلها إلى القارئ برموزها المعتمدة على اللون، والرقم، والأسماء، والمرأة التي قدّم لها أكثر من نموذج واحد؛ الأمر الذي يستحق التوقف عنده وهو الذي اختار عنوانا لروايته يتعلق بها (امرأة عائدة من الموت) . الموت الحقيقي كما يعلم القارئ من حادثة التراجع في اللحظة الأخيرة لفتاة حقيقية من بيت ساحور، والموت المجازي؛ ذلك الموت الذي يسلب الإنسان فهمه، وانتماءه، ووعيه.

أبرز الكاتب بجمالية لافتة للانتباه واقع التآخي الإسلامي النصراني في مدينة السلام والمهد والأديرة والمساجد (بيت لحم) . واستعرض بتوثيق موضوعة الحصار والاجتياح والترحيل؛ أبرز الصادقين الواضحين المنتمين في مقابل المدعين البعيدين عن روح العمل الصادق .

أقام الكاتب توازنات متضادة في ثنائياتها الضدية في روايته؛ قارن بين قتل الطفلة إيمان حجو وتلك الفلسطينية الإنسانة التي تراجعت في اللحظة الأخيرة عن تفجير نفسها ومن يحيط بها لأنها رأت طفلة تبتسم لها( وهي قصة حقيقية) .

سعى الكاتب إلى توثيق التاريخ بلغة الرواية، فحقق البعد التأريخي التوثيقي . واستعان بخيط يربط هذه الحكايات العديدة المتجمعة لديه فأتى بشخصية الفتاة ثورية الشكل، فارغة المحتوى( فتاة القبعة الحمراء) التي تمثل الثوريين الشكليين .

هذه الشخصية الحية بحضورها ، ودورها في تسيير الحدث، وتشويقها تستحق التوقف عندها مليا لمحاسبة الكاتب في مدى توفيقه في خلقها ؛ رمزا، وبعدا، وانسجاما.

لقد رأيناها غالبا ما تسأل أسئلة ساذجة تدل على جهلها وسذاجتها وابتعادها عن الواقع رغم كونها فتاة تحمل شيئا من (وعي) ألمح إليه الكاتب في بدايات تعرف الراوي عليها من خلال ملابسها .

الكاتب هنا ينتقد الشكليات والتوجه اليساري المعتمد على الشعارات والأسماء .

وهو يتبنى موقفا ثوريا من المرأة وينتقد السياسيين الذين يرونها مجرد أنثى. لذا أتى بانحياز بيّن للمرأة في نماذج متعددة منها ؛ الصابرة، المناضلة، الفنانة، الثورية، الزوجة....

رسم الكاتب الرفاعي مخطط روايته رسما يعتمد على التوثيق من جانب ،والخيال الروائي من جانب آخر. ولم يبتعد عن المضمون الرمزي ذي البعد الفلسفي . لذا وجدناه يشير إلى عدم اكتمال الحكايات على لسان ذات القبعة الحمراء، الأمر الذي يشير إلى قصدية التشويق، وإلى فتح المجال للتأويل الأدبي. فالحكايات لم تكتمل بعد على أرض الواقع، وهو بعد موفق الدلالة.

ثم لعب على الأسماء ودلالاتها البعيدة التي تكون أحيانا تقف على الضد من اللفظ. وهو وقوف قاس يشير إلى تبدّل لغة الثورة ومسمياتها .

وأتى الكاتب بشخصية فكرية هي الشخصية- الفكرة؛ شخصية الأستاذ الواعي المبشر ، بما يفتح الأفق على القادم المنتظر من رحم الواقع بشخصيات مثقفة فكريا ذات آراء هي التي سيكون لها الحسم والنصر.

ولأن القصص والحكايات التي ساقها الكاتب ليست ذات انتظام زمني ولا شخصي فقد استعان بأسلوب (ألف ليلة وليلة) إذ كانت الفتاة تسأل والراوي يروي ويخبر. وأحيانا يقترح الراوي أو يسأل ليجيب .

الوسيلة الفنية ناجحة هنا ، رغم كون الكاتب بدا مولعا بتجميع الحكايات التي وقف عليها أو سمع بها وحشدها جميعها بين دفتي كتاب واحد، الأمر الذي أثّر سلبيا على الانسجام النفسي للحدث وقرّب الرواية من التوثيق والتجميع.

البعد الفكري- الفلسفي لدى الكاتب واضح في الرواية ،وهو الذي شفع لها وأبعدها عن السقوط في فخ التوثيق التاريخي البارد، مع العلم أن الحدث في عظمته وغزارته يستحق التناول وقد تمت دراسته وتوثيقه، إلا أن المزج الفني عند الكاتب أنجاه من الوقوع في الفخ الفني .

وبسبب من تسرع الكاتب في النشر ربما، وقع في هنات لغوية، وفنية، وانساق وراء الموقف الإخباري أحيانا كثيرة وكأنه يقدم تقريرا إخباريا يعتمد على سرد الأخبار والأحداث. فرأيناه يفسّر ويوضح في عدة مواقف لأحداث ومسميات....كما أتى جريا وراء فكرة الرقم (7) بأحداث غير مقنعة، وكذا في التمهيد للأسماء.


وإذا أخذنا بالاعتبار الأخطاء المطبعية الكثيرة في اللغة، وتداخل بعض الفقرات فإن التأثير الفني المطلوب للرواية قد ضعف. لذا يجب التخلص من مجمل الأخطاء الواردة في هذه الطبعة، وتنقيح هذا الكم والابتعاد عما لا يخدم الفكرة المركزية . وتوضيح موقف شخصية الفتاة ذات القبعة الحمراء، وتلك الساذجة التي حملت اسم (فتاة الفنون) وهي ترضى العيش مع شاذ لا يرى في المرأة أكثر من وعاء لرغباته....رغم كونها مجربة سابقا لتجربة حب فاشلة. أقصد هنا مراجعة منطقية الحدث ومدى إقناعه فنيا رغم احتمالية كونه قد حصل فعلا على أرض الواقع، لأن الواقع أضحى أكثر عجبا وعبثا أحيانا ...

نافذ الرفاعي. امرأة عائدة من الموت. منشورات جماعة الباب الأدبية. الطبعة الأولى 2011 م.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقام وفهم سقيم
- دفء مفقود
- مطر وصدف
- حرب وسبت وأعصاب
- حوار السماء والأرض
- الباب الموارب
- تطيّر
- طعم حزني أحلى
- سؤال وأحلام ممنوعة
- -عيوننا ترحل اليط كل يوم-
- باب ليلى علوي
- شفق أحمر
- خروب وزيتون وحرائق
- -كنت هناك- لجميل السلحوت لكني بقيت هان في لحم القدس وحزنها
- الرمل لا يصلح...الرمل لا يبني
- يدي على قلبي، قلبي على.........
- مطر ونشاط وموسيقى
- -بنت وثلاثة أولاد- لمحمود شقير العقل الراجح مقابل الاندفاع
- هل أنجزت (الأنجزة) تغييرها المطلوب وفرضت ثقافتها؟
- بيتنا بيتنا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - نافذ الرفاعي وامرأته العائدة إلى الحياة: