أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - شفق أحمر














المزيد.....

شفق أحمر


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 23:12
المحور: الادب والفن
    



شفق أحمر حضر على شرفتي وفي غرفتي.

بدأ نهاري في لحظات سحره الأخيرة بشفق أحمر ؛ شفق بلون الدم.

باق على موعد بزوغ شمس النهار ساعة ونصف الساعة، لكني بدأت بنشرة أخبار طغى الدم على كلماتها فكان للحروف طعم دموي كريه؛

شفق دموي بدأت به نهاري. انتظرت الشفق الذي بدأت ملامحه تتشكل على شرفتي التي تجرأت فمشيت في أجوائها، فكانت خيوط شفق حمراء تتجمع وتتشكل بسرعة.

الشمس في بداية بروزها كانت حمراء هذا النهار . رأيتها قبلا أرجوانية برتقالية حانية، فلماذا جاءت اليوم حمراء؟!

شفق غزة، وليلها الدموي في الليلة الفائتة نشر لونه على الدنيا...



بتّ ليلتي على أنباء القصف والموت والدمار التي وصلتني من خلال الشاشة.

بقربي كان عمر العبد اللات يصدح، وموسيقى تتعالى، وأصوات غناء نسائية لا أعرف صاحباتها...كان الحفل نشطا، وأصوات المفرقعات تشق حزن الليل...

هل درى أهل الفرح بليل غزة؟

هل علموا نبأ الموت؟

كانوا في حيّنا يمتنعون عن نشر الغسيل على الحبال حين يموت أحد أبناء المكان.

ما الذي طرأ على مشاعرنا؟ لماذا تبلدت؟!

الموت صار روتينا عاديا لا غرابة فيه.

الموت الأحمر في الشفق الأحمر والليل الأسود ؛ معادلة صالحة لإنسان العصر المسيّج بالقلق واللا معنى...



الخميس ؛ عطلة سنوية في موعد إعلان الاستقلال. عطلة رأس السنة الهجرية. يوم (العسل) لموظفي المدارس وطلبتها! ويوم الدم الأحمر ...

تناولت إفطاري بصحبة (الجزيرة) و (وائل الدحدوح) و (شيرين أبو عاقلة) و (إلياس كرام)؛ لقمة ونظرة فغضب...

لقمة مغموسة بالدم والخوف والقهر.

(في الأزمات أميل إلى التهام الطعام؛ ألتهمه بوفرة. لماذا نميل إلى مثل هذا ؟!!)



اليوم عطلة رأس السنة الهجرية التي ترافقت مع عطلة (الاستقلال) ولا أجمل من (المسخّن) وجبة للغداء!

أليست الأجواء ساخنة؟ فلم لا تكون الوجبة (مسخّنة) ، وهذا ما كان.

توجهت من فوري في هذا الصباح لإحضار البصل والدجاج. البصل عنصر أساس في وجبة (المسخن) .

(كان يوم الخميس يوما للعسل! واليوم يصير يوما للبصل؛ بصل بصل...بصل بلون الدم، ولون الدموع)



مساء أتوجه إلى المسرح الوطني (الحكواتي) ؛ اليوم موعد ندوتنا الأسبوعية التي ستناقش كتاب الكاتب (جميل السلحوت) الصادر مؤخرا بعنوان (كنت هناك).

الندوة لا تتوقف في يوم الاستقلال ورأس السنة. الندوة حياة ؛ ليست وظيفة يحسب الموظف موعد يوم العطلة!

تباينت الآراء، وحضرت القدس في الكلام.



دم في غزة،

روح القدس نستحضرها في المسرح الوطني،

بصل في يوم العسل. شفق أحمر في كل مكان.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروب وزيتون وحرائق
- -كنت هناك- لجميل السلحوت لكني بقيت هان في لحم القدس وحزنها
- الرمل لا يصلح...الرمل لا يبني
- يدي على قلبي، قلبي على.........
- مطر ونشاط وموسيقى
- -بنت وثلاثة أولاد- لمحمود شقير العقل الراجح مقابل الاندفاع
- هل أنجزت (الأنجزة) تغييرها المطلوب وفرضت ثقافتها؟
- بيتنا بيتنا
- نوافذ الصباح
- تشيرز !! تشيرز!!
- هي الظلال
- هذيان الحمّى والسهر
- شكرا للبصل
- هدوء وجمال ومناشير
- نوارس العيد هوية الأرض
- هديتان والعيد واحد
- تقديم الأديب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يو ...
- الزعتر يريد أرضا
- من كل وظيفته، لكل تقديره
- مطر الأسئلة وجواز السفر


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - شفق أحمر