أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - -كنت هناك- لجميل السلحوت لكني بقيت هان في لحم القدس وحزنها














المزيد.....

-كنت هناك- لجميل السلحوت لكني بقيت هان في لحم القدس وحزنها


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 15:07
المحور: الادب والفن
    






(كنت هناك) لجميل السلحوت لكني بقيت هنا في لحم القدس وحزنها


لا تغيب القدس عن خطوات الكاتب (جميل السلحوت) في كتابه (كنت هناك) الصادر عن وزارة الثقافة مؤخرا، فمنها ينطلق، وإليها يعود بشوق، وعنها يحكي وينقل ويخبر. وهي دائمة الحضور في وجدانه؛ يقارن حالها بحال المدن التي يراها ويزورها من شقيقاتها، ويستذكرها في صحوه ومنامه، وفي أحاديثه ومقارناته. إنها الحاضر في غيابه، الغائب الماثل في العقل والوجدان.

يحكي عن حالها وهي ترزح تحت نير الاحتلال، وينقل واقعها المحاصر ثقافيا، ويبكي حالها في الأسر.

القدس دائمة الحضور لا تغيب إلا لتعود عند الكاتب الذي كتب انطباعاته ونقل زياراته إلى مدن عمان، والرياض، والقاهرة، وبيروت.

استعان الكاتب بأسلوب الاستطراد الذي يواصل حضور المعنى؛ فعندما يشير الكاتب إلى الماء في موضع ما يستذكر حال المياه الجوفية المنهوبة في فلسطين. وحين يشير إلى الأمن السائد والسير بطمأنينة يذكر واقع الخوف وعدم الاستقرار في الوطن.

يسرد الكاتب ويخبر بأسلوب إخباري سلس شائق مشوّق ليقول أمرا ويرسل رسالة. إنه لا يقص أخبارا جافة بهدف المعلومة والإعلام فقط، بل ليقارن، ويقف على المعنى، وينقل حال التغير العمراني، وينقل دموع الناس الصادقين المقهورين حين يسأل سائلهم: متى تعود القدس؟ أو: ما حال القدس؟

يبكي القوم حسرة ، وفي البكاء دليل حياة؛ القدس تحيا في الوجدان. الناس لم ينسوا القدس.

رحلات أراد الكاتب توثيقها بلغة إخبارية مطعمة بلغة الأدب والسياسة. وجغرافيا مكان وإنسان نقلها بوعي ومتعة.

يجد القارئ في (كنت هناك) الأساليب التعبيرية المتجاورة المتضافرة. ويقف على معلومات في الجغرافيا والوعي والعلاقات والعادات .

استخدم الكاتب أسلوب السرد الحقيقي الواقعي الذي يقدم معلومات للقارئ يردفها بتعليق خاص به بعيدا عن مواصلة خط سرده؛ يستقطع الكاتب مكانا من مساحة السرد ليعلّق ويذكّر، وكأنه يقول: إنما أسوق هذا السرد بمعلوماته لأذكّر بواقع ما زال ماثلا. فالاحتلال ما زال يربض على صدر القدس وشعبها الفلسطيني.

واستعان الكاتب أيضا بأسلوب الاسترجاع؛ فهو يستذكر الأمكنة، والأزمنة، والقدس، والسيرة الشخصية في مواقف محددة.

ويربط ما يشاهده في المدن العربية التي زارها بواقع وطنه، وحين يسير بحرية في شوارع المدن يذكر أنه يفتقد لهذه الحرية في وطنه.

الكاتب هنا في سرده بضمير ال(أنا) إنما يسرد (أنا) الشعب والوطن في جزء من سيرته ومسيرته. فهذا التوثيق لا يرمي إلى التسجيل والتوثيق فقط بل يقدّم مقارنة متخيلة حينا ومصرحا بها حينا آخر.

لهذا الكتاب الذي يواصل مسيرة (أدب الرحلات) أربع قيم أرادها الكاتب وأوصلها الكتاب؛

قيمة توثيقية، وقيمة أدبية، وقيمة وطنية، وقيمة فكرية.

لقد عاش الوطن بجماله وتاريخه ومكانته في نفس القارئ فلم يغب عنه لحظة بل رأيناه يزداد تمسكا به وحلما بالرجوع إليه. لم يتمن البقاء سائحا ذا احترام في مدن عربية أحبها وتغنى بجمالها وهدوئها وأمنها بل ظل يذكر وطنه في حله وترحاله مذكّرا بقول الشاعر العربي:

هب جنة الخلد عدن / لا شيء يعدل الوطن

_________________________ صدر الكتاب عن منشورات وزارة الثقافة في طبعته الأولى لعام 2012 م. ويقع في 265 صفحة وثّق فيها الكاتب زياراته عواصم عربية وأوروبية هي؛ عمان، والسعودية بمدنها، والقاهرة والاسكندرية، وبعض الولايات الأمريكية، وموسكو، ودمشق، وبيروت.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرمل لا يصلح...الرمل لا يبني
- يدي على قلبي، قلبي على.........
- مطر ونشاط وموسيقى
- -بنت وثلاثة أولاد- لمحمود شقير العقل الراجح مقابل الاندفاع
- هل أنجزت (الأنجزة) تغييرها المطلوب وفرضت ثقافتها؟
- بيتنا بيتنا
- نوافذ الصباح
- تشيرز !! تشيرز!!
- هي الظلال
- هذيان الحمّى والسهر
- شكرا للبصل
- هدوء وجمال ومناشير
- نوارس العيد هوية الأرض
- هديتان والعيد واحد
- تقديم الأديب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يو ...
- الزعتر يريد أرضا
- من كل وظيفته، لكل تقديره
- مطر الأسئلة وجواز السفر
- بذور في البستان
- لا مكان للخراف


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - -كنت هناك- لجميل السلحوت لكني بقيت هان في لحم القدس وحزنها