أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - تقديم الأديب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يوميات مقدسية)















المزيد.....

تقديم الأديب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يوميات مقدسية)


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


تقديم الأدبب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يوميات مقدسية)

هذه اليوميّات المقدسيّة
محمود شقير
يكتب ابراهيم جوهر يوميّاته المقدسيّة بمثابرة وجلد، حتى لا يكاد يمرّ يوم منذ ابتدأ كتابتها من دون أن يدوّن فيه شيئًا من مكابداته ومن نقده الجريء للواقع ومن تأمّلاته في الحياة.
هل نحن بحاجة إلى اليوميّات؟ ببساطة ومن دون حذلقة: نعم، نحن بحاجة إليها. نحن الفلسطينيين بحاجة إلى أن نروي حكايتنا بأشكال شتى. لأنّ ثمة من أنكر علينا وما زال ينكر علينا الوجود في هذه البلاد، فقد قيل، من باب الكذب والتدليس، إنها أرض بلا شعب، لكي يتملكها في غفلة من ضمير العالم، ومن ضعف الفلسطينيين والعرب، غزاة بارعون في قلب الحقائق وفي فبركة تاريخ مزوّر معتمد على الأسطورة وعلى القوة الغاشمة.
لذلك، نحن بحاجة إلى أن نكتب تفاصيل حركتنا مهما صغرت على هذه الأرض. وهذه اليوميات التي كتبها ابراهيم جوهر تتحدّث عن التفاصيل الحميمة وعن لحظات التأزّم والقهر، وعن نواقص التجربة الفلسطينية في الحكم وفي إدارة شؤون البلاد والعباد، وعن كلّ ما له علاقة بالأرض وبالوطن، وأخصّ بالذكر القدس، التي منحها الكاتب كثيرًا من انتباهه، ليس لأنّه يحيا على تخومها ويتحرّك في فضائها الثقافي والاجتماعي كل يوم، ويعاني من حواجز المحتلين المنصوبة حولها، ومن ممارساتهم العنصرية، معرّضين بذلك كرامته وكرامة أبناء شعبه للامتهان، وإنما كذلك لما للقدس من مكانة في نفسه وفي نفوس الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين.
ولا يكتب ابراهيم جوهر يوميّاته بعيدًا من تجربته المشخّصة. لا يكتب بوصفه مراقبًا محايدًا، أو مثقّفًا متعاليًا، بل هو يكتب من داخل التجربة، وهو طرف فيها وعنصر فاعل في أدقّ تفاصيلها، فحينما يكون المشهد الموصوف جديرًا بالعناية، تجد ابراهيم جوهر هناك بكلّ ما لديه من حس مرهف ومن دماثة خلق وأناقة في التعاطي المتحضر مع الناس ومع قضاياهم وهمومهم. وحينما يكون المشهد باعثًا على الحزن تجد ابراهيم جوهر الحزين المتألّم المجروح. وأما حينما يستدعي المشهد
الغضب فلن تعثر إلا على إبراهيم الغاضب المحتجّ المتذمّر، الذي لا يطيق السكوت على الخطأ وعلى من يمارسون الخطأ.
وأثناء تدوين هذه اليوميّات، لم يقع ابراهيم جوهر في مأزق التسجيل الوقائعي الذي يذهب إلى الواقع الخارجي ليرصد حركته بشكل مسطّح، وليعود إلى القارئ بحصيلة مملّة من وقائع لا تثير الحس ولا تغني الوجدان.
يرصد ابراهيم جوهر ما يحيط به وما يقرأه وما يراه بحسّ الفنان، فيعطينا صورة عمّا يقرأ وعمّا يرى بطريقة جذّابة وبقدرة على إمعان النظر وتحليل الظواهر والتعليق عليها واستخراج ما فيها من دروس ومن عبر، ويقوم بإلقاء مزيد من الضوء عليها، ويعمد أثناء ذلك إلى استنفار ثقافته الواسعة لكي يقتطف منها ما يناسب الحال وما يغني المقام، وما يترك أثره الطيب في نفوس القراء.
تلعب لغة ابراهيم جوهر دورًا بارزًا في إضفاء قيمة فنّيّة على يوميّاته. لإبراهيم جوهر لغة أدبية جميلة ذات وهج رشيق، وهي ليست لغة زخرف وجماليات شكليّة فارغة، بل هي لغة حيّة مستوحاة من التجرية المعيشة، وهي لغة تدلّل على انفعال صاحبها بموضوعه وبعمق إحساسه بهذا الموضوع، وباستعداده المرهف للتعاطي معه من دون تغافل أو استرخاء، وبالميل إلى السخرية الظاهرة حينًا المكتومة حينًا آخر كلّما دعته الضرورة إلى ذلك. ولذلك فإنّ لغته في يوميّاته هذه ترفع اليوميّات لتجعلها نصوصًا أدبية باقية، وليست مجرّد تقارير إخباريّة معرّضة للزوال.
ولا يكتفي ابراهيم جوهر باللغة، وبما تحفل به من مفارقات وجماليات، عنصرًا حيويًّا من عناصر بناء مادته الأدبيّة. فثمّة تقنيات فنّيّة تؤطّر اليوميات، ولا يتقنها سوى متمرّس في الكتابة عارف بأسرارها خبير بإمكاناتها وبقدرتها على التأثير في القراء.
فثمّة في اليوميّات نسق سرديّ يجعلنا قادرين على الاستمرار في القراءة، كما لو أنّنا نقرأ نصًا طويلا متشابك العناصر والأجزاء. وثمة انطلاق من وحدات مجتمعيّة أو تربويّة أو ثقافيّة، ورغبة في إستقصاء التفاصيل الخاصّة بهذه الوحدات، فهو ينطلق حينًا من الأسرة الصغيرة، ويستعرض بشكل حميم علاقته بالزوجة وبالأبناء وبالأحفاد، ولا يترك هذه الوحدة إلا ليعود إليها بعد حين، ليعطينا مزيجًا شائقًا من تداخل الخاص بالعام ومن تبادل الأدوار أثناء السرد في ما بينهما.
وهو ينطلق حينًا آخر من المدرسة التي يعمل فيها، فيقدّم لنا نماذج بشريّة بهيّة من العاملين معه والعاملات، ولا ينسى التعريج على تلاميذه وتلميذاته، يستعرض مستوى تحصيلهم ويتوقّف عند قدراتهم، وعند جهوده الخلاقة لبعث هذه القدرات وتعزيزها. والأمر نفسه ينطبق على منهجه في الكلام على ندوة اليوم السابع ودوره فيها وعلاقاته الإنسانيّة والثقافيّة مع المتردّدين على هذه الندوة من الكاتبات والكتاب، وهو في كلّ ذلك يلعب دور الناصح الأمين والرائد الذي لا يكذب أهله.
ومن التقنيات الفنّيّة في اليوميّات: الظهور المتكرّر لبعض مظاهر الطبيعة وكائناتها، فالطقس وحالاته المتبدّلة حاضر على نحو متواتر في اليوميّات، والطيور التي تحطّ عند نافذة الكاتب حاضرة بين الحين والآخر. وثمة ظهور متكرّر لبعض الشخصيات، التي يهبنا ظهورها بين الفينة والأخرى إحساسًا ممتعًا، ويجعلنا ندرك بأنّنا نقرأ نصًّا سرديًّا مترابط الأجزاء، ولكي يعزّز ابراهيم جوهر لدى قرّائه هذا الإحساس، فإنّه يعمد في أحيان غير قليلة إلى لملمة أجزاء سرديّته الواحدة بجمل مكثّفة في نهاية كلّ يوميّة، فكأنّنا أمام صانع ماهر لا يترك أجزاء صنعته للبعثرة وللتشتّت أو لعدم انتباه القراء.
وفي اليوميّات، ثمة مزجٌ موفّق بين الخاص والعام، ثمة حيّز للشخصي، للزوجة وللإبنة وللإبن وللحفيد، وللأقارب وللأصدقاء ولهموم الكاتب الشخصيّة ولأيّام طفولته ولأحواله الصحية ولوقته الذي لا يتّسع لكلّ طموحاته وأنشطته، وللمناسبات الاجتماعيّة التي لا بدّ له من المشاركة فيها، رغم ازدحام برنامجه اليومي وتوزّعه بين الوظيفة والقراءة والكتابة واحتضان المواهب الجديدة الشابّة وحضور الندوات والمشاركة في اللجان. وثمة حيّز لقضيّتنا الوطنيّة ولهمومنا في ظلّ الاحتلال، وثمة تحليق في العالم وتطرّق إلى بعض قضاياه، ما دمنا شعبًا لا يستطيع الانفصال عن العالم ولا يمكنه الانغلاق على الذات. وثمة مكان أثير للقدس التي تتعرّض للتهويد المستمرّ وللعدوان، ولتفاصيلها ولكلّ ما يمتّ بصلة إليها في كثير من تفاصيل هذه اليوميّات، بحيث يصبح وصفها بأنّها يوميّات مقدسيّة أمرًا في مكانه الصحيح وفي زمانه الصحيح.
هذه يوميّات مكتوبة بصياغة أدبيّة جميلة، وهي جديرة بالقراءة



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعتر يريد أرضا
- من كل وظيفته، لكل تقديره
- مطر الأسئلة وجواز السفر
- بذور في البستان
- لا مكان للخراف
- أريد بلدية
- يا شمس يا شموسة
- أعياد وثقافة
- لماذا الاقحوان ؟
- حب وجبال
- طعم الحرية ومعنى الوطن
- اللغة عماد الإبداع
- ثقافة وتخطيط
- لا تنسيق لا حصاد
- فقاعة صابون..إمسك حرامي
- برق في السماء ، برق في دورا
- أقمارنا أقمارنا
- يوم العسل
- لا تيأسوا من روح الله
- (نوافذ) رفعت زيتون المشرعة على التاريخ وحكمته


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - تقديم الأديب الكبير (محمود شقير) ليوميات (اقحوانة الروح - يوميات مقدسية)