أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - (نوافذ) رفعت زيتون المشرعة على التاريخ وحكمته














المزيد.....

(نوافذ) رفعت زيتون المشرعة على التاريخ وحكمته


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 21:07
المحور: الادب والفن
    




في ديوانه الثاني يقيم الشاعر (رفعت يحيى زيتون) حوارا فلسفيا ذا نفس شعري في لغته وصوره مع التاريخ ؛تاريخ بدء الخليقة وبداية الصراع . ومع ذاته الشاعرة ، ومع تلك المعشوقة التي عذبت فؤاده وليله . أما بعض ذكرياته فيتمنى نسيانها ومحوها .

إنه ينقل لحظات من الحوار الشعري مع الذات والآخر المتخيل . ويبني قصة شعرية مكتملة العناصر قوية الخيال والتأثير في قصيدة (عابرة سبيل) مثلا التي أجاد رسم الحركة والصوت واللون فيها . (صفحة 44 وما بعدها) .

والشاعر لا يتخلى عن فلسفته المتفائلة المأخوذة من أبي ماضي ، لكنه معجب بزهد أبي العتاهية ، ويتسلل إلى روحه أحيانا نبض من لغة أبي العلاء المعري المتشائمة.

وهو إذ يبني فوق ما بناه الآخرون لا يضيع في أساليبهم ولا لغتهم بل يتفرّد بلغته وقضاياه ورؤاه وموسيقاه وصوره .

إنه شاعر يقدّم بستانه إلى قارئه بما فيه من زهور تصلح للمناسبات جميعها !

مفاجأة الديوان الثاني الجديد هذا للشاعر كانت مطولته الشعرية(لم يبق إلا الكلام).

القصيدة المطوّلة التي حملت عنوانا رئيسا في الديوان (لم يبق إلا الكلام) حملت عناوين فرعية وصل عددها إلى سبعة وثلاثين عنوانا ؛ في كل منها كانت إشارة إلى الحدث التاريخي الأبرز في مسيرة البشر الثقافية .إنها سيرة الإنسان منذ البدء حتى اللحظة التي يحياها الفلسطيني في راهنه .

استعراض بروح المعنى البعيد عن المباشرة ، ورسائل بثها الشاعر بأسلوب ملحمي واع لغاياته الكبرى التي يدعو فيها إلى العمل ، والأمل والاستفادة من حكمة التاريخ التي تشير إلى أهمية مكافحة السواد ، والظلم ( لم تبق إلا كلمة الأنوار / بدّد عتم ليلك / واقتحم جدر السواد ودكّها /يا صانع العهد الجديد / انهض بها من تحت أكوام السواد / بنورها / وأعد إلى الدنيا البياض ) صفحة 110 .

اعتمد الشاعر أسلوب القصة الشعرية في مطولته هذه لأنه يروي بدء الخليقة في الدنيا ، وأرسل رسائله إلى مستمع متخيّل ، هو كل قارئ ، مستخدما اسلوب الخطاب المباشر ، تارة للمستمع وأخرى للقلم . كما اعتمد أسلوب النصح والإرشاد ( كن كذاك الشيخ - ص59) وفتح نافذة للبشرى بعد حادثة الغراب ( أبشر بعد سلبك / بعد سبيك /بعد قيدك / تلك بشرى بالسرور ) ص 63 .

تنوع أسلوب الشاعر في مطولته فاستخدم أسلوب الشرط ، والطلب ، والنهي ، والنداء ، والاستفهام ...والتعقيب والتلخيص منوّعا بين أسلوبي الخبر والإنشاء مناسبا أسلوبه مع أحداثه التي يسوقها مستوقفا قارئه للوقوف على عبرها ليقبس منها جمرة لصموده ، وبقائه ، وأمله لينهض مجددا غير يائس من التغيير .

تشكّل هذه المطولة الملحمية تطورا في أسلوب الشاعر المأخوذ بالتغيير والتجريب . وهو يسهم في مراجعة أحداث التاريخ ليأخذ منها عبرة لواقعه .

احتوى الديوان (نوافذ) على قصائد سبقت هذه المطولة في الترتيب ،عددها اثنتا عشرة قصيدة ، تنوعت موضوعاتها وطغى عليها جو الشكوى ، والحزن ، والانتظار ، والتشاؤم ،والضياع ، وإظهار التفجّع والألم وهي سمات الغزل العذري المعروفة فنيا لهذه الظاهرة الشعرية .

يعجب الشاعر هنا بشعر الذات الموجوعة المتألمة ليكون ألمه ذاتيا ينقل الحس العام . فنجده في غزله الشفاف ذا إحساس كليم متأثر بالجو العام الذي يحياه الإنسان في واقعه اليومي ؛ الأمل وحده يحرك الشاعر والصبر والإيمان . لذا نجده يدعو إلى الصبر والتمسك بالحلم في إطار عام من العاطفة الإيمانية التي تدعم صبر المرء على الرزايا والآلام .


رفعت زيتون شاعر مجدد ذو نفس ملحمي ، يحسن صوغ الصورة والعبارة الشعرية . وهو في هذه المجموعة من القصائد يتقدم خطوة إلى الأمام في بستان القول الجميل .

صدر الديوان عن دار الجندي للنشر والتوزيع – 2012 م .وجاء في 111 صفحة .

هذه الورقة مقدمة إلى (ندوة اليوم السابع) في (المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي) التي ناقشت الديوان يوم الخميس 27 أيلول 2012 م.



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للقلب
- شتاء وأغان وأيام مسرعة
- ثريات الذهب
- مياه بيضاء وقلب مثلها
- إلى متى ؟؟
- سيزيف لم يمت
- مطر...مطر
- ليس بالخبز وحده....
- بنات العين
- أوراق تنمو...أوراق تسقط
- -عاشق على أسوار القدس- لعادل سالم :
- لو دامت لغيرك....
- رموز وسأسأة ضياع
- لا للتشاؤم
- في القدس حياة
- عن القدس والبدايات والإهمال
- حرارة ومهمات حارّة
- جدار عن جدار يفرق
- في انتظار الآتي
- ثقافة (البولونيوم) والأسوار


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - (نوافذ) رفعت زيتون المشرعة على التاريخ وحكمته