أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - -عاشق على أسوار القدس- لعادل سالم :














المزيد.....

-عاشق على أسوار القدس- لعادل سالم :


ابراهيم جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 23:56
المحور: الادب والفن
    


"عاشق على أسوار القدس" لعادل سالم :

لماذا قتله الجنود ؟

____________________________ إبراهيم جوهر – القدس

سرحان خ. العاشق الذي عاد إلى القدس متخلّيا عن الحياة الأمريكية والمهنة القانونية المريحة ماديا ، عاد طلبا لانسجام نفسي ذاتي وإحياء لامتداد تاريخي في القدس وبحثا عن صمود وهوية وبقاء ، آثر الكاتب أن يدفع به إلى إكمال مسيرة المعاناة في بلده والمواجهة مع قوانين الاحتلال الجائرة فقتل على أسوار القدس .

(سرحان خ. ) عاد متخليا عن ثقافة غربية من أجل إحياء ثقافة عربية في القدس يعيشها مع أولاده الذين خشي عليهم الضياع والغربة والانفصال ، لكنه لم يجد القدس التي يحملها في ذاكرته الحية قبل خمسة وعشرين عاما .

ربع قرن من زمن الاحتلال غيرت القدس ؛ الطرقات والمنازل والناس والمفاهيم والقيم .ولم يجد سرحان خ. العاشق العائد بقناعة ثقافة المقاومة التي ترك القدس وهي تحياها وتحيا فيها فبل ربع قرن من الغربة والعيش في أمريكا .

الكاتب وهو ينقل عشقه للقدس ويسجل أزقتها وشوارعها وناسها وذكرياتها ، نقلنا إلى صباه فيها وأحيى ذاكرته المتدفقة عشقا للقدس . وجمع بين عشق المدينة وعشق الفرد الإنساني ، فنقل تجربة الراوي مع الطالبة (لمياء) والموسيقى التي يتعلمها ولده في رام الله وهو يتساءل عن (لمياء) ولده الخاصة ، والمستقبل الذي ينتظر عشقهما . في إشارة إلى الواقع المضطرب غير المستقر الذي لا يدع مجالا لغير أن يأمل الفرد ويتساءل .

اهتم الكاتب بنقل الصدام الحاصل بين ثقافتين متضادتين تتصادمان في البلد بأشكال متباينة ؛ الصمود والانتماء والاستعداد للتضحية بكل شيء في جانب ، والتماثل السلبي مع الواقع الجديد بما يعنيه من تخل عن قيم المقاومة حتى السلمية منها .

جاءت لغة الكاتب متفاوتة في القوة والسرد التاريخي السياسي والحوار . فقد أجاد في لغة الحوار الإنساني وهو يحمل نكهة العاطفة الأسرية الكوميدية أحيانا ، وطغت لغة الموقف السياسي أحيانا على لغة الحوار فجاء جافا قاصدا إثبات رأي يراه الراوي وهو يتابع عددا من المسلكيات الاجتماعية الخارجة عن ثقافة خبرها ، أو يفترض وجودها . فالمفاهيم تبدلت ، والاهتمامات تغيرت ، ولم تعد القدس على رأس سلم أولويات السلطة الفلسطينية . لذا أشار إلى مسلكيات عدد من رؤساء الأجهزة القائمة .

هذه رواية موقف . رواية تحريض وتنوير ورسم مسار للصمود ، ورسالة عشق للقدس . لكن موت الشخصية المركزية (سرحان خ.) العائد إلى قدسه مضحيا بعمله في أمريكا ، وبجواز سفره، كان صادما للقارئ الذي أحب هذه الشخصية وعاش معها أحلامها ، وذكرياتها وأعجب بمنطقها وتشخيصها وتقييمها. فلماذا يموت العاشق حتى وإن كان في أحضان معشوقته ؟ في الوقت الذي كان يجب فيه أن يواصل ترجمة عشقه بقاء !

كنت أحبذ ألا يميت الكاتب شخصية سرحان . لكنه أشار بذكاء إلى استمرار بقائه في ابنه ، والجيل الجديد .وهذا ما يبرر مقتله على أيدي الجنود المرعوبين على سور باب العامود ، فنيا .

الرواية قدّمت القدس إلى القارئ بواقعها المتشظي ، وحالها البائس ، وأهلها المتمسكين بها وبالذاكرة التي لا تموت إلا بموت أصحابها ، لذا نقل الراوي مخزون ذاكرته المقدسي إلى أبنائه الذين أشار إلى استمرارهم في مسيرة عشق القدس .

لقد أسمى غسان كنفاني شخصيته الرئيسة في (عائد إلى حيفا) سعيد س. ، وكانت نهايتها انتظار مواجهة بين الفدائي خالد و(دوف) الذي كان اسمه خلدون . بقيت النهاية هناك مفتوحة وهي تعالج مسألة فلسفية وطنية . وعند (عادل سالم) جاء التأثر بطريقة التسمية التي أشارت إلى اسم العائلة برمز الحرف ، وبانتظار إكمال الأبناء لمسيرة الصمود .

عودتان ؛ إلى حيفا ، وإلى القدس ، والمستقبل هو الحكم .

صدرت الرواية عن منشورات الجندي للنشر والتوزيع 2012م. وجاءت في 259 صفحة



#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو دامت لغيرك....
- رموز وسأسأة ضياع
- لا للتشاؤم
- في القدس حياة
- عن القدس والبدايات والإهمال
- حرارة ومهمات حارّة
- جدار عن جدار يفرق
- في انتظار الآتي
- ثقافة (البولونيوم) والأسوار
- لغتنا ورحلة العودة إلى عكا
- ثقافة عن ثقافة تفرق
- شفافية وتشاؤم
- شواء وحزيران وكسل
- من احتل الجبل؟
- مصادرة الوعي والعقل
- قبلة الفرح والسياسة
- حاصر حصارك
- شاشة وكتابة وتبولة
- قهوة سادة
- المدينة تغسل وجهها


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر - -عاشق على أسوار القدس- لعادل سالم :