أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الزمن والحقيقة والتيه














المزيد.....

الزمن والحقيقة والتيه


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا العنوان قد يصلح لكتاب فلسفي او رواية غامضة، بل حتى انه يصلح لمسلسل عربي رمضاني مفكك، كما انه يصلح ليكون عنوانا لمسلسل مدبلج سواء أكان تركيا او مكسيكيا، يمتد لعشرات او حتى مئات الحلقات، لكن هذا المقال يتحدث عما هو اكثر تعقيدا من كتاب فلسفي واكثر غموضا من اي رواية مهما كانت تدعي الغموض، وهو يتحدث عما هو اكثر تفككا من مسلسل رمضاني وماهو اطول من مسلسل مدبلج، واذا كان هناك قارئ عابر تورط بالاطلاع على هذا المقال، ويريد المجازفة بمواصلة القراءة، فأنه باختصار سيقرأ مقالا عن الزمن والحقيقة والتيه في تشكيل الحكومة العراقية.
نشرت صحيفة كرستيان ساينز مونيتر في عددها ليوم السبت 9/10مقابلة مع رئيس الوزراء رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اكد فيه انه سيشكل الحكومة خلال اسبوع، ومضى الاسبوع منذ وعد المالكي ولم تتشكل الحكومة، لا بل لم تتخذ اي خطوة في المسار الدستوري لتشكيل الحكومة، فلم يتم اختيار رئيس الجمهورية ولا انتخاب رئيس البرلمان بل ان البرلمان نفسه لم ينعقد ليستأنف جلسته الفراغية التي حققت لأبناء الرافدين نصرا تاريخيا آخر يستحق ان يوضع الى جانب ملحمة كلكامش واهزوجة "الطوب أحسن لو مكواري"، كما ان المفاوضات الجارية بين الكتل لم تخرج عن مسارها المألوف لتكون في سياق تحقيق وعد المالكي.
لم يكن رئيس الوزراء السياسي العراقي الوحيد الذي وضع سقفا زمنيا كوعد لتنفيذ خطوة ما ثم تبدد ذلك الوعد وتلاشى السقف الزمني، بل انها ليست المرة الاولى التي يتعهد فيها المالكي بتنفيذ خطوة خلال زمن محدد ثم لا ينفذ تلك الخطوة، وهو امر مألوف في السياسة العراقية وغير العراقية، لكن المحير هو هذا التفاؤل المفرط الذي دفع بالمالكي لاختيار مهلة اسبوع لا اكثر لحل ازمة استغرقت اشهر عدة دون حل.
كثير من الساسة ما زالوا يعيشون ذهنيا في مرحلة ما قبل الانفتاح الاعلامي، ولذلك يقسمون وسائل الاعلام بحسب الجهة التي يريدون مخاطبتها، فهم يتحدثون لبعض وسائل الاعلام الغربية متصورين ان المواطنين لن يطلعوا عليها، كما انهم يتحدثون لبعض وسائل الاعلام المحلية متخيلين ان لا احد في الخارج يطلع عليها، ومن هذا الفصل اراد المالكي تقديم رسالة متفائلة للامريكان، ليبرهن لهم ان موقفهم الداعم لتوليه رئاسة الوزراء كان في محله وبذلك يحصل على دعمهم لاسبوع آخر.
ومن حق المالكي كسياسي ممارسة هذه المناورة التي هي في عرف الاخلاق السياسية ناصعة البياض اذا ما قورنت بغيرها من المناورات والالعاب والتحريفات التي يمارسها منافسوه وخصومه.
ما هو مهم هنا، هو انه لا احد عول كثيرا على وعد المالكي هذا وحتى ابسط العراقيين يعرفون ان الازمة اكبر من ان تحل خلال اسبوع، بل ان كل خطوة يتم تنفيذها في مسار تشكيل الحكومة ستفتح الباب على خطوات أكثر تعقيدا، ولذلك صار التفاؤل امرا يتناقض مع الحقيقة في العراق، وصارت الحقيقة والعقلانية تقترن بالتشاؤم، ولهذا ايضا ليس هناك بيننا اليوم اناس كثر يصدقون وعود الساسة والمسؤولين، حتى لو حلفوا بأغلظ الايمان ولو اقسموا بالطلاق والعتاق، لقد ذهبنا بعيدا في فقدان الامل، فقد تراجعنا كثيرا في الاهتمام بالزمن السياسي عما كنا عليه قبل بضع سنوات.
ومثل تفاؤل المالكي هناك وعود وتفاؤل القائمة العراقية فهي تكاد تجتمع او تلتقي بصورة يومية ومنذ عدة اشهر مع بقية القوائم وتتحدث دائما عن تحالفها مع هذه القائمة او تلك وفي النهاية تبدو هذه القائمة وكأنها استسلمت لحظها وعجزها عن كسب اي حليف ومع ذلك لم تسأل نفسها جديا عن اسباب ابتعاد الاخرين عنها.
التيار الصدري يسير ايضا في نفس القافلة غير قادر على تثبيت بوصلته ولا هو متخل عن المسير في نفس الوقت، فبعد ان تحدث التيار لعدة ايام عن مرشح لرئاسة الوزراء من صفوفه مستندا الى مقاعده الاربعين ومعها مقاعد حلفائه في الائتلاف الوطني الثلاثين، أقدم الصدريون على خطوة لافتة عندما توجهوا الى انتخابات داخلية لتحديد مصير اصواتهم وافرزت تلك الانتخابات فوز الدكتور ابراهيم الجعفري لكن الصدريين سرعان ما تجاهلوا نتائج هذه الانتخابات وصوتوا لمرشح المجلس الاعلى عادل عبدالمهدي كمرشح لرئاسة الوزراء عن الائتلاف الوطني في مواجهة المالكي عن دولة القانون لتوحيد مرشح التحالف الوطني، ثم غير الصدريون موقفهم لصالح المالكي ولا احد يعرف الاسباب التي تقف وراء كل واحد من هذه التحولات الصدرية وفيما اذا كان تأييدهم للمالكي هو موقف نهائي ام انهم سيغيرونه ايضا؟.
المجلس الاعلى لم يقدم تبريرا يدعم مطالبته برئاسة الوزراء وهو لم يحصد عددا كافيا من المقاعد تؤهله لهذه المطالبة، فمهما قيل عن الشراكة الوطنية لا يمكننا تخيل القوى السياسية وهي تتجاهل تماما نتائج الانتخابات.
تشكيل الحكومة هو مركز العملية السياسية، ويبدو ان هذا المركز محاط بمتاهة يصعب العثور فيها على الحقيقة كما يصعب فيها ضبط الوقت اللازم للخروج من المتاهة ولذلك فان تحديد مواعيد دقيقة لن تمنح احدا صفة الحزم او التفاؤل قدر ما تمنحه فرصة قصيرة الامد للمناورة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الزمن والحقيقة والتيه