أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدية غير متوقعة














المزيد.....

هدية غير متوقعة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3086 - 2010 / 8 / 6 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصل الطغاة في الشرق الاوسط، الاحياء منهم والاموات، مؤخرا على هدية غير متوقعة ومن جهة غير متوقعة أيضا، والهدية هي الازمة السياسية في العراق والخلافات الناشبة على تشكيل الحكومة، وهي أزمة يمكن استخدامها من قبل من يريد او من يحتاج الى اثبات مقولة عتيقة ترى ان النظام الديمقراطي غير صالح لحكم دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط، وهي فكرة لطالما استخدمها الطغاة في المنطقة لتبرير استبدادهم وقمعهم للحريات وفرض القرارات وتوريث الحكم والتضييق على الحريات العامة والخاصة.
أنظمة الطغيان في المنطقة استنفرت كل قواها وامكانياتها ومنذ سبع سنوات لإفشال النظام السياسي الجديد في العراق الذي يحاول بناء ديمقراطية في بيئة معادية وظروف سيئة وخلافات داخلية واحيانا في اجواء من الرياء السياسي والادعاء الكاذب بتبني القيم الديمقراطية، ولم تتردد نظم الطغيان في استخدام ودعم ابشع الممارسات الارهابية للاطاحة بالنظام الجديد وبذلت في سبيل ذلك اموالا طائلة وبررت عداءها للنظام الجديد بأعذار طائفية تارة وقومية تارة اخرى ودينية تارة ثالثة، وسوقت للجماهير افكارا معادية للوضع في العراق وجعلت من معركتها على ارض العراق بديلا عن كل المعارك الاخرى التي تريد ان تخوضها او تحلم بان تخوضها الجماهير وتنتصر فيها، ضد الغرب، الاستعمار، الصهاينة، الكفار، المارقين...، وتجاوزت هذه النظم تاريخ عدائها الطويل ومشاكلها المستفحلة مع نظام صدام التي ساعدت هي نفسها في الاطاحة به.
قدم ساسة العراق عبر أزمة تشكيل الحكومة هدية عجزت نظم الطغيان عن الحصول عليها عبر الارهاب والتحريض الطائفي، في حين قدم الساسة العراقيوان تلك الهدية الثمينة بلا مقابل من حيث يعلمون او لايعلمون عندما عجزوا عن التعامل مع آليات النظام الديمقراطي ومعطيات الواقع العراقي، بصورة تجعل من الديمقراطية نظاما منتجا وفعالا وقادرا على بناء دولة متماسكة توفر الامن والخدمات والحرية للمواطنين.
حتى ما يقال عن دور اقليمي في تأخير تشكيل الحكومة، انما هو دور استجلبته القوى العراقية احيانا لتستخدمه في صراعاتها على السلطة ثم حثته على التضخم والاستفحال ليتدخل بعد ذلك في كل الشؤون العراقية، واستجلاب الدور الخارجي وتحريضه لا يعبر فقط عن فشل القوى السياسية في التعامل مع النظام الديمقراطي بل يكشف ايضا عن خلل أخلاقي كبير يجتاح الحياة السياسية العراقية فيما يشبه الآفة القاتلة، حيث لا تتورع بعض القوى السياسية عن تعريض أمن واستقلال ومصالح البلاد للخطر أو المقايضة في مقابل مكسب سياسي خاص بها، لنكتشف بان الفشل الذي يصيب الديمقراطية مصدره الضعف الاخلاقي للساسة قبل ان يكون مصدره نقاط ضعف في النظام نفسه، وهو قول لن يقلل من اهمية الهدية غير المتوقعة التي حصل عليها الطغاة في المنطقة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات
- سفير جديد وخطة جديدة
- ما يشبه الرثاء
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - هدية غير متوقعة