أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جليد في بغداد














المزيد.....

جليد في بغداد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 15:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


درجات الحرارة في العاصمة هذه الايام فاقت معدلاتها وهي تسبب الكثير من المضايقات للعراقيين المحاصرين بين نقص الطاقة الكهربائية وما تبعثه مولدات الطاقة الاهلية من دخان يتحالف مع دخان السيارات التي تكتظ بها المدينة فيساهم هذا التحالف في مزيد من الحرارة.
وحدهم الساسة لا يشعرون بدرجات الحرارة المرتفعة وهذا لايؤدي فقط الى احتفاظ الساسة ببدلاتهم الثقيلة واربطة العنق التي تبدو محنة لأي عراقي آخر، بل ان عدم الشعور بالحر اللاهب الذي يسيطر على بغداد أدى الى سيطرة اجواء جليدية على العلاقة بين الكتل النيابية وعلى مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، وبذلك بدد السياسيون توقعات الكثيرين من كتاب المقالات والمراقبين بصيف سياسي لاهب في يجتاح البلاد.
لم تفلح الخروقات الامنية المتتالية ولا اعداد الضحايا ولا استهداف مواقع رسمية مهمة في رفع درجة حرارة التفاوض بين الساسة في بغداد، كما لم تفلح الضغوطات الدولية في رفعها، وحتى التحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني والذي وصف بأنه زواج اسلامي بلا طلاق، لم ينجح في ان يبعث بعض الحرارة في المفاوضات او في الفراش المشترك بين الائتلافين بما يسهل اتفاقهما ليس على مرشح لرئاسة الوزراء فذلك طموح كبير، بل مجرد الاتفاق على الجوانب الشكلية لإندماجهما.
الجليد المسيطر على مفاوضات الكتل النيابية ليس نتيجة لأجهزة التبريد الجيدة والباهضة الثمن، بل هو برود نفسي وذهني، حيث تسيطر الرغبة بالحصول على رئاسة الوزراء على الكتل الثلاث، العراقية، دولة القانون، الائتلاف الوطني، وتتعقد هذه الرغبة حين يشتبك فيها ماهو طائفي مع ما هو حزبي وشخصي، فيكون التمسك بالرغبة مسألة شرف ووجود تعصبية، يكون التنازل فيها وفق اي صفقة كانت هزيمة شخصية وعارا لا يمكن العيش معه، وكل هذه المصطلحات تنتمي الى اماكن عدة من حلبات المصارعة الى دواوين العشائر لكنها لا تنتمي بالتأكيد لحقل السياسة، وهذا الجليد هو نتيجة لبرود ذهني يمنع القوى العراقية من انتاج معادلات سياسية نافعة ومقبولة رغم مرور اكثر من ثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات وهي مدة استغرق اكثرها في التسخين او الاحماء استعدادا للمفاوضات بعد اعلان النتائج لكن الجليد بقي على حاله بعد الاعلان واستمرت المناورات الخفيفة وبقي زواج دولة القانون والائتلاف الوطني معلقا بلا زفاف وقال الساسة ان المفاوضات ستبدأ مع انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان فجاءت الجلسة مكللة بالثلج وظهرت الجلسة الافتتاحية اقل من بروتوكولية حتى، وكأن الساسة لا يطيقون الجلوس جوار بعضهم البعض ولو في مناسبة احتفالية.
ضغوط دولية وخاصة امريكية بالاضافة الى الضغوط الداخلية قد تجبر الساسة العراقيين على رفع درجات الحرارة في غرف التفاوض، وسيجدون انفسهم ينزلقون فوق الجليد المتبقي نحو اتفاق ما في اللحظة الاخيرة، ورغم ان اكثر المتفائلين يتحدث عن الحاجة الى اسابيع لتحقيق الاتفاق الموعود (يحددون غالبا بداية آب وتحديدا اكثر بداية رمضان!!) لكن المناخ الجليدي الذي طال أمده قد يهاجم العراقيين مرة اخرى بعد تشكيل الحكومة وهو ما سيعني تجميدها عمليا، فالخلافات الحالية ستورث الحكومة المقبلة الكثير من المتاعب، بل ان هناك من يعلن عن خطط لتوزيع صلاحيات رئيس الوزراء ستؤدي فيما لو نفذت الى تحويل مجلس الوزراء الى ثلاجة، فقد تجاوز العراقيون في بعض مفاصل تناولهم السياسي مراحل العراك او (الزعل) الى مرحلة القطيعة وهو ما يفسر صعوبة لقاء علاوي والمالكي وهو ما يفسر ايضا الزمن القياسي (18 دقيقة) الذي استغرقته الجلسة الاولى للبرلمان رغم انها جاءت بعد انتظار دام لمئة يوم.
اذا استمرت سيطرة الجليد على السياسة في بغداد فأن ذلك يعني تزايد نسبة الوفيات السياسية فستحترق الكثير من الاسماء العنيدة كما ان الاجواء الباردة سياسيا قد تحرض جينات ديناصورية خاملة الان على الحركة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة


المزيد.....




- مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
- مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو ...
- الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست ...
- Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر ...
- الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب ...
- الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس ...
- واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء ...
- -إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو ...
- إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جليد في بغداد