أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الامن..تحسن أم استقرار؟















المزيد.....

الامن..تحسن أم استقرار؟


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حمى الصراع السياسي على مواقع السلطة في التشكيلة الجديدة للحكومة تراجع الاهتمام بالملف الامني كثيرا بل كان لهذا الصراع عدة آثار سلبية على امن العراق والعراقيين بسبب التهديدات المتبادلة بإشتعال (او اشعال) حرب اهلية في حال عدم حصول هذا الشخص او ذاك على رئاسة الوزراء، وامتدت المشكلة الى داخل المؤسسة الامنية حيث ينشغل بعض كبار المسؤولين بتدبير مستقبلهم الشخصي اثناء وقوفهم على رمال السياسة المتحركة وكل هذه الثغرات تستغلها جماعات العنف اقسى استغلال سواء في استهداف المواطنين العاديين او حتى في استهداف عناصر الاجهزة الامنية، ويبدو ان المقياس الذي يستعمله القادة الامنيون من العراقيين والامريكان لتقييم الوضع الامني يختلف عن المقياس الذي يستعمله العراقيون او حتى الذي تستعمله جماعات الارهاب، فالجنرال راي أوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق يقول يوم الجمعة4/6 الماضي ان القوات الامريكية والقوات العراقية قتلت أو اعتقلت 34 من بين أكبر 42 قيادي للقاعدة في العراق على مدار 90 يوما الماضية مما ترك التنظيم في حالة من الارتباك. اما وزير الداخلية العراقي جواد البولاني فقال يوم الاثنين 7/6، إن تنظيم القاعدة تعرض خلال الفترة الماضية إلى ضربات قاسية ساهمت بإضعاف إمكانياته بشكل كبير، مؤكدا أن القوات الأمنية تمكنت من قتل واعتقال نحو 48 من قيادات تنظيم القاعدة خلال الأشهر الأخيرة، إضافة إلى عدد آخر لم يعلن عنهم لحد الآن لعدم اكتمال التحقيق. واعتماد هذين المسؤولين على هذه الارقام يؤشر الى ان اهتمامهما ينصب على قياس حجم الاذى الذي يلحق بتنظيم القاعدة، ولذلك يمكن ان يرفد المسؤولان الامريكي والعراقي رقيميهما بالزيادات اليومية لأعداد المعتقلين وخاصة من امراء ووزراء وولاة الدولة الاسلامية الذين لا ينقطعون ولا ينتهون ويتناسلون بخصوبة تنظيمية عالية.
اما مقياس عامة العراقيين فهو الذي يقوم على الاحصائية التي تشير الى استشهاد 337 شخصا واصابة 718 اخرين بجروح في اعمال عنف في ايار المنصرم مقارنة مع 151 عراقيا لقوا مصرعهم في الشهر ذاته العام 2009. واكدت حصيلة وزارات الصحة والداخلية والدفاع ان "الهجمات اسفرت عن مقتل 275 مدنيا في ايار في حين لقي 45 شرطيا و17 عسكريا مصرعهم". وكشفت الارقام اصابة 718 شخصا بينهم 520 مدنيا و141 شرطيا و57 جنديا بجروح في اعمال عنف ضربت بغداد وشمالها وجنوبها خصوصا. بينما قتلت "القوات الامنية 55 ارهابيا كما اعتقلت 660 اخرين" خلال الشهر ذاته، وهذه الارقام اصدرتها ثلاث وزارات عراقية هي الصحة والداخلية والدفاع، والارقام واضحة وهي تؤكد ان الاذى الذي اصاب العراقيين خلال شهر آيار هو اكبر بكثير من الاذى الذي اصاب الارهابيين هذا على فرض ان الذين صنفوا على انهم ارهابيين هم كذلك فعلا كما ان المعتقلين سيذهبون الى المحاكم مهما طال الامر وقد يطلق سراحهم حتى قبل ذلك تحت اي عذر.
الاختلاف بين المقياسين يؤشر الى ان المؤسسة الامنية تهتم بصورتها اكثر من اهتمامها بوقائع الميدان الذي يتحمل عبئه المواطن العراقي وحتى عناصر الاجهزة الامنية في مسلسل العمليات الارهابية اليومي الذي لا ينقطع دون ادنى اهتمام من الساسة والقادة الامنيين وكأن العشرات الذين يقتلون او يجرحون يوميا لا يعنون أحدا، ويتسع هنا تساؤل عن هدف العمل الامني فيما اذا كان هو تحقيق امن المواطنين والوطن ام استمرار لعبة القط والفأر مع الارهابيين؟.
الارقام عن قادة القاعدة الذين قتلوا او اعتقلوا لا تعني شيئا لأن دوامة العنف اليومي مستمرة في ذات الوتيرة بل ان ضحايا شهر آيار 2010 زادوا عن ضحايا آيار 2009 بضعفين وهي مقارنة رقمية لا يريد القادة الامنيون الاعتراف بها او حتى الالتفات اليها فهم متمسكون بقناعاتهم الخاصة عن نصر كبير وعن انحسار للقاعدة وهؤلاء القادة الامنيون ملزمون اليوم بالكشف عن سبب استمرار العنف مع تهاوي رؤوس القاعدة ولأن أحدا منهم لا يريد تكليف نفسه حل هذا اللغز فهم يكررون نفس المقولات امام وسائل الاعلام وهي مقولات دفاعية غالبا حتى عندما تريد التباهي بالمنجزات وفي سياق الدفاع المستميت غير المفهوم عن الصورة المتخيلة يقول وزير الداخلية في حوار مع جريدة الشرق الاوسط عن اجهزة كشف المتفجرات التي تستعملها القوات العراقية للتفتيش في السيطرات ( ان موضوع هذه الاجهزة استغل سياسيا بعيدا عن المهنية، فمن الواضح أن هناك صراعات، وهذه المشكلة أثيرت قبل الانتخابات، وحتى اليوم لا نعرف سبب هذا التصعيد أو المشكلة)، وأضاف الوزير (هناك دول كثيرة تستخدم هذه الأجهزة والتجربة الميدانية أثبتت نجاحها، وهناك ما يقرب من تسع لجان شكلت لدراستها عمليا وعلميا وكلها اتفقت على صلاحية الأجهزة).
لكن المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن لانزا انتقد استمرار استخدام قوات الأمن العراقية لاجهزة الكشف عن المتفجرات عند سيطرات التفتيش والمسماة "السونار" بعد ان ثبت فشلها. وقال (إن سيطرات التفتيش يجب أن تستخدم فيها مجموعة أجهزة ومعدات وكلاب بوليسية للكشف عن المتفجرات، لكن قادة العراق الأمنيين يصرون على استخدامها في الشوارع)، ولا ندري من هو الادق في كلامه خاصة ان بريطانيا اعتقلت قبل اشهر مدير الشركة المصنعة لأجهزة كشف المتفجرات التي مرت من تحتها الكثير من المتفجرات التي سببت عدة كوارث في بغداد وغيرها من مدن العراق.
المصطلحات التي تستخدم في وصف الوضع الامني هي (تحسن امني) و (استقرار امني) وهما مصطلحان يختلفان في المعنى، فالتحسن الامني يعني انخفاض عدد العمليات الارهابية وانخفاض عدد الضحايا واختفاء المظاهر المسلحة غير الدستورية وغير الشرعية وتقلص وجود الجماعات الارهابية وهو ما حدث في العراق خلال عامين 2007-2009 ثم توقف التحسن عند نقطة معينة لا يتجاوزها وهنا يصلح مصطلح (استقرار امني) فالاستقرار هو ثبات على وضع معين وهذا الثبات تحول الى استعصاء لا يمكن تجاوزه سواء في سياق هدم الجماعات الارهابية التي تتواصل في تمويل نفسها بشتى الطرق دون ان تتعرض منابع تمويلها للتجفيف من قبل الاجهزة الامنية كما ان الجماعات الارهابية تتمكن من تعويض خسائرها البشرية وتمكنت من ايجاد اعداد كافية من العراقيين لينضموا اليها بعدما صعب استيراد الارهابيين، واستمرار الارهابيين بترميم منظماتهم يعني بالمقابل ان المؤسسة الامنية العراقية قد وصلت هي الاخرى الى حالة (الاستقرار) ايضا وانها توقفت عند مستوى (تحسن) معين هو الحد الاقصى الذي تمكنت من بلوغه.
استعمل الامريكان (مراقبون ومحللون وقادة) لعدة اشهر مصطلح (الامن الهش) لوصف الوضع في العراق وهو مصطلح مخاتل او غير دقيق فالامن الهش يعني في المقابل (الخطر الماثل) او (التهديد المتواصل) وهو وضع مرهق للدولة وللمجتمع لأنه يضع الجميع في حالة استنفار وتوتر قبل ان يدفع الطرفين الى الاستسلام لحتمية وجود جماعات تمارس العنف عند مستوى معين وبالتالي تقبل النتائج المتمثلة بضحايا يوميين وانفاق مالي كبير على المؤسسة الامنية والاسوأ هو سيطرة حالة الاعتياد النفسي وبالتالي رفض الانتباه الى الوقائع حتى وان كانت رقمية وموثوقة، فالمهم هو الاحتفاظ بطعم النصر الذي تحقق يوما ما او يتوهم انه تحقق وحتى لو تحول هذا الطعم الى طعم (بضم الطاء) ابتلعته القيادات التي تريد التفرغ لمستقبلها السياسي الشخصي ووضعها الوظيفي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الامن..تحسن أم استقرار؟