أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد














المزيد.....

لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 15:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لأسباب شتى تبدو السياسة في العراق أحيانا مجرد ممارسة كلامية بحيث يتحول التصريح الاعلامي الى فعل سياسي متكامل البنيان وعلى اساسه تحدد السياسات وتتخذ المواقف وتصدر ردود الافعال وتثار المعارك السياسية (الكلامية والمسلحة)، ولأن العراق بلد ديمقراطي فقد تعدد لاعبوه السياسيون ولأن الابتكار محدود في بلد ديمقراطيته تحبو ولأن الكلام يستعاد عمدا أو سهوا فإن مجموعة قليلة من المقولات تعاد على ألسنة الساسة بقصد أو بدونه حتى في أخطر المواقف وفي أشد المنعطفات أثرا.
منذ انطلاق الحوارات بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة صعدت الى سطح التداول السياسي (الكلامي) مجموعة عبارات تقال بمناسبة ودون مناسبة بعد ان ضاعت اسماء مبتكريها الاوائل لكثرة استعادتها من قبل زملائهم في المهنة ومن بين تلك المقولات عبارة من شطرين هي (لا خطوط حمر..ولا استثناء لأحد) وتبدو هذه العبارة محورية في مفاوضات وحوارات القوى السياسية والمعنى العام المراد بها هي ان ابواب الحوار وابواب الحكومة مفتوحة امام الجميع للمشاركة في الاثنين (الحوار والحكومة) وبعض الكلام يكون غطاء لمضمر مخالف او استباقا لفرض لازم لا فكاك منه فيبدو قائله وكأنه سباق للمبادرة بتقديم العرض الذي سيفرض عليه رغما كما في فتح باب الحوار امام جميع الشركاء او فتح باب المشاركة في الحكومة امام جميع القوائم، وفي عبارة (لا خطوط حمر ولا استثناء لأحد) يجتمع الغرضان وهو تغطية مضمر واستباق فرض بعرض يبدو كريما لأول وهلة.
من حق المواطن في العراق الديمقراطي ان يفهم الاساس الذي تبنى عليه الحكومة وهو اساس وان كانت تفرضه مناورات المتحاورين والمتفاوضين الا انه لايقل اثرا عن الدستور او القانون الانتخابي مثلا في تشكيل المؤسسات السياسية وبالتالي في ادارة البلاد ومن هنا يحق التمعن للمراقبين ولعامة الناس في المقولات التأسيسية للحكومة المقبلة.
المضمر في مقولة (لا خطوط حمر ولا استثناء لأحد) هي ان هناك خطوطا حمر بالفعل وتتمثل في ان كل قائمة تريد تحقيق حلمها ومطمحها بالحصول على الموقع او المنصب الذي تعتبره استحقاقها وهدفها وحصنها الذي لايحق لأحد التجاوز عليه او الحلم به، اما مقولة لا استثناء لأحد فهي محاولة اولا لالغاء الفوارق الحجمية للقوائم وهي ايضا محاولة لسد الطريق على وجود معارضة ما في المرحلة القادمة فاذا شارك الجميع في الحكم غابت المعارضة لذلك يسعى حتى اشد الطامحين بالسلطة واكثرهم جشعا لها ورغبة بها الى اشراك الجميع في سلطته (الحكومة فيما لو شكلها هو) لأنه لا يريد وجود معارضة تنغص عليه تمتعه بالحكم وتعرقل حركته وهو يدير عجلة السلطة.
(لا خطوط حمر ولا استثناء لأحد) هي محاولة أيضا لاستباق الفرض المتمثل بعدم حصول احد على الاغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة لوحده وذلك بعرض المشاركة على الجميع وكذلك هي عرض لاستباق فرض عدم امكانية تشكيل حكومة عراقية كاملة الشرعية شعبيا بغياب مكون من مكونات التركيبة الوطنية بعدما عادت القوائم عبر انفاق التحالفات الى مرحلة الهويات الفرعية الفئوية.
هذه منطلقات احدى المقولات التأسيسية لحكومة عراقية جديدة (حسب فهم ما) ولكن هذه المنطلقات لا تكشف المآلات التي ستنتهي اليها تركيبة حكومية تعتمد هذه المقولة في اساسها، ولا تكشف طبيعة العلاقة بين الحكومة القادمة والبرلمان الجديد، ولا طبيعة العلاقة بين مكونات الحكومة بعضها ببعض ولا ندري فيما اذا كان رئيس الوزراء القادم سيشكو قبل انتهاء مدة حكمه بأسابيع من فرض وزراء وسياسات عليه وتكبيل يديه بشروط وممارسات انتجتها مقولة (لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد) رغم كل الشروحات المتفائلة المتداولة هذه الايام بنتيجة المقولة التأسيسية أعلاه، ومن هنا لايمكن الركون كثيرا أو قليلا للمقولات المعتمدة بسبب قلة الابتكار والتكرار الممل لما يبدو احيانا مستحيلا على التطبيق فوق الاراضي الطينية الرخوة لبلدنا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد