أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - كثير من الضجيج الأجوف














المزيد.....

كثير من الضجيج الأجوف


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي ان يكون في كل انتخابات فائزون وخاسرون، وان تظهر وجوه وتختفي اخرى، ولا حرج في ان يخسر مسؤول او نائب موقعه او مقعده في العملية السياسية، غير ان الحرج كل الحرج والازعاج بأشد صوره حينما ينكشف الغطاء عن ساسة واحزاب وقوائم ضخمة اشبعت الفضاء ضجيجا وتحدثت عن تغيير المشهد السياسي برمته واعلنت عن مساعيها للحصول على منصب رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء بل تحدثت بعض القوائم عن توزيع المواقع السيادية على افرادها وكأنها ستحصد أصوات الناخبين لوحدها فوجهت الاتهامات والشتائم للجميع وتحدثت وكأنها المنتصر الاوحد في المعركة الانتخابية واذا بها تنتهي الى لا شيء.
حالة الغرور والجشع السلطوي ومنهج الضجيج الاعلامي الباهض الثمن تكشف جميعها عن سلوك غير علمي ولا عقلاني ولا واقعي، سلوك يعتمد أفكارا مشوشة يريد السياسي تسويقها للناخبين عبر الاعلام فإذا بالسياسي نفسه يعتنقها ويصدقها ويبدأ بالتصرف على أساسها في حالة من النكران المطلق للأسباب والمناخات التي سمحت لهذا السياسي او ذاك بالحصول على موقع متقدم في الدولة وجهاز السلطة، بل ان البعض من هؤلاء انطلق يوجه الانتقادات والشتائم للمحاصصة التي لولاها لما عرف به احد.
لقد بينت نتائج الانتخابات ان هناك قوائم وهمية كبيرة انفقت الكثير وازعجت المواطنين بالرسائل البريدية التي استولت على شبكات النقال، وبالاعلانات التلفزيونية والورقية التي شوهت المدن لعدة أسابيع واذا بهذا القوائم لا تتجاوز حاجز مئات الاصوات التي لا تؤهلها للحصول على اي شيء ليترك هذا المشهد الكثير من الاسئلة الاخلاقية والسياسية والمالية، فما الذي سيقوله شخص لأسرته وأصدقائه وزملائه في العمل ليبرر عدم حصوله على اي صوت باستثناء صوته، وما الذي سيقوله شخص أراد ان يصبح رئيسا للوزراء أو رئيسا للجمهورية فإذا به لا ينجح في الحصول على مقعد برلماني، بل لم ينجح في تحقيق خسارة مشرفة؟!.
السلوك السياسي للعراقيين، نخبة وعامة، يكشف انهم ابعد ما يكونون عن العقلانية، سواء في ترشحهم أو في تصويتهم، بل وحتى في صناعة قانونهم الانتخابي الذي تحول الى كارثة، وهذه اللاعقلانية أدت الى انفاق ملايين الدولارات بغير جدوى كما أدت الى حشر آلاف المرشحين في حملة انتخابية كبيرة وأدت أيضا الى ضياع جهود شخصيات وقوى تستحق الوصول الى مجلس النواب بعدما حصدت عشرات آلاف الاصوات بينما دخل البرلمان من لم يتجاوز بضع مئات من الاصوات.
لاعقلانية السلوك السياسي هي التي دفعت الناخبين لتكديس أصواتهم لمرشحين محدودين لتبقى مناطق واسعة من كل محافظة عراقية بلا ممثلين في مجلس النواب، ولا عقلانية المرشحين هي التي دفعت الكثير منهم الى الاسراف في تسويق ضجيج أجوف جذب انتباه كل دول المنطقة وشعوبها التي اضطرت الى معرفة تفاصيل المشهد العراقي الذي احتل شاشات الفضائيات المعروفة وغير المعروفة ليبقى التساؤل الاكبر هو من اين جاءت كل تلك الاموال التي اشترت ساعات البث الطويلة والباهضة الثمن؟.
هل ستكون هذه الانتخابات درسا بليغا لآلاف المرشحين الذين تسببوا في احراج انفسهم وازعاج المواطنين والمؤسسات التي ادارت الانتخابات؟، ومع ذلك هناك حالة أغرب في اللاعقلانية تتمثل في اولئك المرشحين الذين سبق لهم أن خاضوا انتخابات مجالس المحافظات ولم يحصدوا شيئا ثم عادوا ورشحوا أنفسهم في مجلس النواب رغم ان الانتخابات الاخيرة أصعب من الاولى، والغريب في هذه الحالة ليس تكرار المشاركة الفاشلة بل في قدرة المرشحين الفاشلين على اقناع قادة القوائم على اشاركهم في قوائمهم وقدرة الفاشلين على تحمل الفشل مرارا وتكرارا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية
- الخرائط الطائفية
- في الفصل بين الجنسين مدرسيا
- السلوك الانتخابي..النهوض متأخرا
- الموازنة ..أمراض مزمنة
- قانون الاحزاب..ملف مزعج


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - كثير من الضجيج الأجوف