أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التفكك مبكرا














المزيد.....

التفكك مبكرا


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تنتظر الكتل السياسية نتائج الانتخابات وحوارات تشكيل الحكومة والخلاف على برنامجها بل هي بدأت مبكرا عملية التفكك حتى قبل ان تجرى الانتخابات، واذا كانت الكتل السياسية في الدورة النيابية السابقة قد أفلحت في التشبث بتماسكها لبعض الوقت فتبدو قياداتها هذه المرة وقد اصبحت اقصر نفسا واقل صبرا وأضيق حيلة بصورة مستفزة.
لقد حذر المراقبون والخبراء والقادة الميدانيون مرارا وتكرارا من هشاشة العملية السياسية الجارية في العراق وكذلك من هشاشة الوضع الامني الذي رغم تحسنه إلا انه ما زال معرضا لخروقات كبيرة وضربات مباغتة وغالبا ما كانت الاحتقانات السياسية والحزبية هي العامل المؤثر السلبي الاكبر على تماسك الاوضاع ويبدو ان هذه الاحتقانات مصدرها غياب المشروع او الرؤية لدى القوى السياسية التي بنت تحالفاتها ومواقفها بتأثير العواطف والمواقف المتسرعة وتحت ضغط الرغبة بالسلطة، ولذلك سرعان ما أخذت التصدعات تظهر بوضوح في التحالفات الانتخابية نتيجة التسرع في رسم مواقع السلطة وتوزيعها رغم ان نتائج الانتخابات قد تكون حبلى بالمفاجأت.
القوائم التي تعيش حالة التمزق والتناحر الداخلي، أو التي تشن مواجهة لكسر العظم مع قوائم اخرى كانت حليفة لها حتى وقت قريب تضع نفسها في مآزق هي في غنى عنها، وأولها تبني توقعات كبيرة تؤدي الى صراعات مسبقة وهو ما يشتت الخطاب الانتخابي للقوائم ويضعف تأثيرها في الناخب لأن المرشحين سيبدون مجرد طلاب سلطة، اما القوائم التي تخوض مواجهة كسر العظم فإنها تمارس عملية احراق مبكر للجسور ولمراكب العودة مما سيجعلها في وضع حرج بعد الانتخابات بصورة تصعب معها عمليات الترميم لتشكيل الحكومة التي لن تنفرد بها قائمة مهما كان شأنها.
الصراعات داخل القوائم تكشف ان الحديث عن رفض المحاصصة هو مجرد هراء وذر للرماد في العيون، أو هو استعراضات اعلامية لا تتجاوز صفحات الجرائد وبرامج التلفزيون حيث تكشف الخطابات المتناقضة والمتصارعة عن عقليات محاصصاتية عتيدة لم تنجح في ابتكار صيغة جديدة لتشكيل الحكومة القادمة، وتستعجل في حجز مواقعها داخل سفينة السلطة وهو ما ينذر بمرحلة صعبة من الحوارات تنتظر العراقيين بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات المقبلة.
الايام الاخيرة كشفت ان معظم الشخصيات والقوى السياسية تعيش حالة من التشوش والفوضى وتتحرك بلا تخطيط تحت تأثير شهوة السلطة اللامحدودة، حيث تبدو هذه القوى وكأنها غير مستعدة للاعتراف بحجمها الطبيعي وبالتالي غير مستعدة للاعتراف بوجود قوى أخرى تشاركه الحق في العمل السياسي وفي تسنم مواقع السلطة، واذا كانت المرحلة الاولى من العمل السياسي بعد 2003 قد شهدت استقطابات محددة بعدد المكونات العراقية ثم انفرطت المكونات الى احزاب وتنظيمات فهاهي ساحة السياسة تشهد التنافس على اسس شخصية فحسب، حيث لا طائفة ولا قومية ولاحزب بل مجرد اشخاص يتنافسون على المواقع الاولى بلا مشاريع ولا برامج، بل اشخاص مسلحون بشيء واحد هو الثقة المطلقة بالذات الموهوبة بعد أن اقتنعت هذه الشخصيات بتأثير حواشيها بأنها شخصيات خارقة، وهذا يعيد العراق الى المربع الاول، مربع البطل المنقذ.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية
- الخرائط الطائفية
- في الفصل بين الجنسين مدرسيا
- السلوك الانتخابي..النهوض متأخرا
- الموازنة ..أمراض مزمنة
- قانون الاحزاب..ملف مزعج
- الفكة..حقل الفشل
- دعاية إنتخابية في الخارج
- حملات قاتلة
- تأثير الرأي العام
- ضربة إستباقية
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - التفكك مبكرا