أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حسم ملف البعث














المزيد.....

حسم ملف البعث


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ما زال البعث يشكل خطرا على النظام السياسي الجديد في العراق؟
يبدو ان خلافات عميقة على المستويين العام والخاص تكتنف الاجابة على هذا السؤال، والاتجاه الاول من الاجابات الذي ينفي الخطر البعثي يعتمد في جزء مهم من مبرراته على الموقف من النظام السياسي الجديد ونتائجه وظروف تشكله، بينما يعتمد الاتجاه المضاد على الارث الوحشي البشع للبعث وممارساته وأخطائه على مدى عقود عدة من حكمه للعراق، لكن مجرد طرح هذا التساؤل يكشف عن وجود تخوف لدى القوى والفئات التي استهدفها البعث سابقا من قدرة البعث على الصعود الى سدة الحكم في العراق مجددا وهذا التخوف مصدره تكرار عدد من الظروف الداخلية والاقليمية والدولية التي سبق للبعث أن إستغلها للصعود الى السلطة سابقا، ومع ذلك لا يمكن الغاء الجانب الاعلامي في التعامل مع ملف البعث، من قبل خصوم البعث ومن الموالين له، فاليوم ليس هناك بعث بالمعنى الحزبي الذي كان قائما قبل 2003 لكن هناك متعاطفين مع البعث ووارثين للبعث وتشكيلات سياسية وعنفية تحمل شعارات البعث وهي تهدف الى الحصول على موقعه السابق في الترتيبات الاقليمية والدولية وهي تسعى لتقديم كل التنازلات وارتكاب كل الآثام للوصول مجددا الى السلطة.
الخطأ القاتل الذي سقطت فيه القوى المعارضة للبعث هو انها ماطلت وناورت كثيرا في حسم ملف البعث، ومعظم هذه المناورات كانت من اجل قضايا فرعية وصغيرة، كما إنها حاولت كسب رضى الدول الاقليمية عبر طرح ملف البعثيين معها وكأن الدخول في علاقات جوار طيبة مع الدول العربية تحديدا لا يمكن الا عبر استرضاء البعثيين، وفي هذا السياق عقدت مؤتمرات للمصالحة وورش عمل في مدن وعواصم عالمية، من أقصى شرق الارض الى أقصى غربها، ومنحت وظائف واسترضاءات لبعثيين سابقين نجحوا في كسب ود قادة احزاب السلطة وساهموا في تشغيل ماكنة هذه الاحزاب، وقدمتهم كمرشحين في قوائمها فشملت بعضهم اجراءات المساءلة وليس ببعيد ان تتسلم هذه الشخصيات مواقع حكومية مرة اخرى بعد أن تنتهي مرحلة الانتخابات واستحقاقاتها الاعلامية.
لو إن الاحزاب الكبيرة في البلاد تمكنت من حسم موقفها تجاه حزب البعث بأي من الاتجاهين لكان العراق قد تجاوز هذه المعضلة منذ سنوات، لكن الاحزاب فضلت تعليق الموقف العملي من البعث على حجم المصلحة أو الضرر الذي يلحقها من كل حالة بعثية بصورة منفصلة، ورغم ان القطيعة مع البعث حتى بصورته في 1963 هو أساس شرعية الاطاحة بنظام صدام إلا إن الاحزاب فضلت تعريض هذه الشرعية الى مخاطر جذرية مقابل منافع ضيئلة، فبعض قادة الاحزاب مثلا يميع موقفه من البعثيين ويبدو متسامحا معهم عندما يقوم بزيارة لإحدى دول المنطقة ويبذل الوعود والعهود هناك، بينما هو يلقي بكل الاخطاء والخروقات والفساد على عاتق البعثيين في خطاباته ولقاءاته الداخلية ويبعد النقد عن اعضاء حزبه المقصرين في ادائهم بتحميل مسؤولية التقصير للبعثيين، وهو نفسه لا يتوانى عن تقبل افراد بعثيين في حزبه عندما يحتاج إليهم.
الخطر البعثي موجود بأشكال ومستويات مختلفة والقوى السياسية غير جادة في حسم ملف البعث لأنها تجد في بقائه منافع عدة أبسطها المنافع الاعلامية أو استعمال البعثيين كشماعة للاخطاء، أو كوحش مخيف يرفع نسب المشاركة الجماهيرية في الانتخابات، ويمكن للخوف من البعث أن يغطي على كثير من حالات الفشل، ولذلك فأن حسم ملف البعث معلق بالتساؤل عن الوقت الذي تنتفي فيه الحاجة للبعث، كوحش مخيف وكشماعة للاخطاء، وكعصا ترعب الناس.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية
- الخرائط الطائفية
- في الفصل بين الجنسين مدرسيا
- السلوك الانتخابي..النهوض متأخرا
- الموازنة ..أمراض مزمنة
- قانون الاحزاب..ملف مزعج
- الفكة..حقل الفشل
- دعاية إنتخابية في الخارج
- حملات قاتلة
- تأثير الرأي العام
- ضربة إستباقية
- الضامن الامريكي وسياسة التوتر
- الحوار المتمدن في توهجه الثامن
- هل تقتل الديمقراطية نفسها؟
- محرقة الانتخابات
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حسم ملف البعث