أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - العناد السياسي














المزيد.....

العناد السياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 18:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الانتخابات العراقية افرزت نتائج معقدة لا تتيح لأي قائمة امكانية تشكيل الحكومة لوحدها كما ان النتائج المتقاربة لا تتيح لأي قائمة اعتبار نفسها الفائز المطلق بل ان مصائر الفائزين مترابطة بما يشبه لعبة شطرنج كل حركة فيها تؤثر على وضع الرقعة بأكملها، وتكرار هذا التوصيف مرارا من قبل الكتاب والمحللين ووسائل الاعلام لم يفلح في اداخله الى اذهان قادة بعض القوائم الذين يصرون على التصرف والحراك وكأنهم متفوقين بأغلبية ساحقة على منافسيهم.
الطامحين الى منصب رئيس الوزراء يعيشون اليوم حالة من الفصام بين رغباتهم ووقائع الارض ففي الوقت الذي يصرون فيه على التمسك بملاحقة موقع رئيس الوزراء يجدون أنفسهم محل اعتراض ونقاش وربما رفض مطلق من بقية القوائم الفائزة، ولذلك ذهبت القوائم الى اجراء تمارين تفاوضية داخل وخارج العراق هي في الاساس تمارين استكشاف معقدة لرغبات الآخرين وهي أيضا محاولة تسويق للذات عبر اعلان مقبوليتها داخليا وخارجيا.
الايام الماضية لم تكشف فقط اننا بدون آليات واضحة لإنتاج المؤسسة السياسية وترتيب بيت السلطة لكنها كشفت ايضا ان النخبة السياسية غير قادرة على تقمص العقلانية المطلوبة في التفاوض السياسي فهذه النخبة ما زالت تعيش أجواء الحملات الانتخابية وانها (النخبة) تورطت بالاقتناع بما بثته هي من دعاية عن مشاريع مطلقة لا تضع في اعتبارها عقد البناء السياسي في العراق.
لقد استخدمت القوائم المتنافسة اسماء وكاريزمات زعمائها لحصد الاصوات غير ان هذه القوائم تورطت كثيرا في الاقتناع بإلزامية المصادقة الشعبية والنخبوية على هذه الاسماء وبالتالي هي افترضت ان زعمائها يجب ان يكونوا محل اجماع القوائم الفائزة الاخرى متناسية حالة التنافس التي بينها.
من الغريب ان يصر اي سياسي على الضرورة التاريخية في ان يكون هو ولا احد غيره في منصب ما حتى ولو فقد شروط اقتراح نفسه لذلك المنصب وحتى ولو كان موضع رفض من بقية الشركاء السياسيين، وهذا الاصرار يكشف هشاشة الفكر الديمقراطي في العراق، وهو الفكر الذي يفترض الانسحاب المهذب من اي سياسي يواجه اعتراضات كلية ويسبب بشخصه مواضيع خلافية تؤزم العلاقات بين القوى السياسية وتعقد وضع الدولة ومؤسساتها ويهدد تماسك النسيج الوطني.
من حق العراقيين ان يستفهموا مستنكرين عن حالة العناد السياسي التي يتصرف بها زعماء بعض القوائم، وهذا الحق مصدره ان أزمة العراق خلال العقود الماضية تتمثل في العناد المرضي للتمسك بالموقع والتحكم بزمام السلطة انطلاقا من رغبات ذاتية اكثر مما هي استجابة لرأي عام أو اتفاق وطني.
لقد أثبتت السنوات الماضية إن شخص الرجل الاول لا يؤثر كثيرا في ادارة البلاد ما دامت جميع الحكومات هي حكومات شراكة واسعة، وان ما يحاول البعض تسويقه من قوة شخصية ليست سوى تصورات ذاتية وحزبية واعلامية مدفوعة الثمن تتبدد عندما يتعذر اي رئيس وزراء عن نواقص الاداء بعدم سلطته في اختيار وزرائه.
لقد تحولت النقاشات بشأن منصب رئيس الوزراء الى حالة من المساومة والمقايضة وهو ما يعني ان أي رئيس وزراء قادم سيأتي عبر حزمة من الالتزامات السياسية تجاه القوائم التي وافقت على توليه المنصب وهي التزامات ستقلص من قدراته وتضعف حكومته ان هو تمسك بها وستعرض الحكومة القادمة الى الانقسام والتناحر ان هو تنصل من التزاماته، فأين المفر؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية
- الخرائط الطائفية
- في الفصل بين الجنسين مدرسيا


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - العناد السياسي