أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - إنهيار أمني وإنشغال سياسي














المزيد.....

إنهيار أمني وإنشغال سياسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 16:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العمليات الارهابية التي شهدها العراق يوم الاثنين تشكل انهيارا أمنيا بكل ما في الكلمة من معنى وهي احداث تتجاوز سلسلة الايام الدامية التي شهدها العراق سابقا عبر تفجيرات ضخمة متزامنة ومركزة على اهداف رسمية محدودة مثل الوزارات.
ما حدث الاثنين هو عمليات نوعية من حيث التزامن والانتشار الذي شمل عدة محافظات فضلا عن استهدافات مركزة طالت نقاط التفتيش في العاصمة، واذا كانت اعداد الضحايا مقاربة لما شهدته الايام الدوامي السابقة فإن العمليات التي وقعت الاثنين طالت محافظات ومناطق آمنة ومستقرة في معظم الايام مثل البصرة والصويرة والحلة التي كانت حصتها من الضحايا هي الاكبر.
جاءت جرائم يوم الاثنين بعد سلسلة من الضربات القوية التي سددتها الاجهزة الامنية لرؤوس تنظيم القاعدة، وكشفت احداث الاثنين ان هذا التنظيم لا يتأثر كثيرا بقطف رؤوسه هذا على صحة فرض ان القاعدة هي التي كانت وراء جرائم الاثنين كما صرح الناطق باسم الحكومة، وإلا فان الفرضية الاخرى غير المنطوقة حتى الآن قد تؤشر وجود قوى اوسع واكبر واشد اجراما من القاعدة تعيث فسادا في العراق، وما يرجح هذه الفرضية هو تفوق جرائم الاثنين على كل ما سبق للقاعدة ان ارتكبته من حيث الاتساع والتركيز وشمول السيطرات بالاستهداف إلا اذا كانت القاعدة قد احدثت تطويرا كبيرا في ادائها في غفلة من الاجهزة الامنية التي ركزت جهدها على استهداف وتتبع الرؤوس الكبيرة.
جرائم الاثنين تدهور أمني خطير يرقى الى واقعة "حرب" إلتزم تجاهها الساسة الصمت في وقت استمر زعماء القوائم الفائزة بالانتخابات تبادل التصريحات وتنفيذ المناورات في تجاهل تام وغريب ومستفز لعشرات الارواح التي ازهقت ومئات الجرحى فضلا عن الاستهداف المباشر للقوى الامنية في حصونها "السيطرات" التي يفترض ان تكون مواقع حماية وتحصين للمدن وللمواطنين.
عندما يقتل أو يلقى القبض على أحد ما يسمى بـ"زعماء" الارهاب يتسابق القادة السياسيين والامنيين الى عقد المؤتمرات الصحفية وحمل صور المقتولين أو عرض اقراص مدمجة لإعترافاتهم، وهي احداث لا يمكن دائما الركون الى صحتها بعدما اعترفت الاجهزة الامنية نفسها بأنها ناورت مرة بإعلان القبض على ابو عمر البغدادي، كما ان اعداد المقبوض عليهم من الامراء والوزراء والولاة والقضاة الذين ينتمون لما يسمى "دولة العراق الاسلامية" تكفي لتشكيل هياكل عدة دول حقيقية دون ان يؤثر ذلك على وتيرة العنف منذ أشهر الى حد الاعتياد من المسؤولين والمواطنين على أخبار الخروقات الامنية.
استمر الزعماء الساسة في مناوراتهم العادية ومقايضات تشكيل الحكومة المستمرة منذ اسابيع ومدن البلاد تضرب واحدة بعد أخرى، ولم نسمع خلال اسابيع اي تصريح عن سياسة امنية تطرحها احدى القوائم وتتفاوض عليها القوائم، بل ان الاعلام الرسمي لم يشغل نفسه كثيرا بمتابعة الانهيار الامني ولم يلاحق الساسة والمسؤولين الامنيين لتفسير ما يجري.
التصريحات القليلة التي علقت على الاحداث جاءت من شخصيات بعيدة عن الملف الامني لكنها اجمعت ان التدهور الخطير جاء نتيجة الخلافات السياسية والاحتقانات المترتبة على خلافات تشكيل الحكومة، بمعنى آخر ان الساسة بصورة مباشرة او غير مباشرة هم المتسببون بهذا الخلل، او ان انشغالهم عن مهامهم الحقيقية تسبب باحداث التراخي والضعف والخلل الذي استغله الارهاب لينفذ جرائمه، وبينما يؤثر الجدل السياسي سلبا على حياة المواطنين يبدو ان الاحداث الامنية الجسيمة غير قادرة على التأثير بالوتيرة الرتيبة للجدال السياسي، وهي احداث لا تتولد اي ارتدادات على برود أعصاب السياسيين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - إنهيار أمني وإنشغال سياسي