أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاتراك قادمون














المزيد.....

الاتراك قادمون


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا في زمن حزب العدالة والتنمية تبحث عن ادوار اقليمية لها في اكثر من ملف من ملفات المنطقة ولا يستغرب ان تكون هناك رغبة تركية بالبحث عن دور في العراق بل سيكون من المستغرب عدم وجود مثل هذا الدور او عدم بحث تركيا عن مثل هذا الدور، فتركيا دولة كبيرة، ستراتيجيا وجغرافيا وديموغرافيا وعسكريا وهي تجاور العراق وترتبط معه بأكثر من قضية، اقتصادية ومائية وامنية وبشرية ودينية وتاريخية، وتبدو تركيا نقطة لقاء لأكثر من خط وعلاقة في المنطقة وفي العراق تحديدا، فتركيا هي حليف ستراتيجي للولايات المتحدة حتى مع عدم تعاونهما في حرب العراق عام 2003، كما ان تركيا البلد الوحيد الذي ينتمي لحلف شمال الاطلسي من بين دول الشرق الاوسط، ولذلك فهي نافذة امريكية واطلنطية دائمة على الشرق الاوسط بما يتواجد فيها من ثقل عسكري وتزداد اهمية تركيا في الملف العراقي مع اقتراب مواعيد الانسحاب الامريكي، ويبدو ان الامريكان درسوا مع الاتراك قبل اشهر مخاطر حدوث فراغ في العراق بعد الانسحاب الامريكي وسواء كان الفراغ المتوقع سيكون مباشرا او متأخرا فقد تناثرت الاشاعات عن مداولات تركية مصرية لتشكيل قوات بديلة عن الامريكية تدخل العراق لفرض الاستقرار وهي شائعات تعرضت للنفي الشديد بعد ايام قليلة من انتشارها لكنها شائعات جاءت بعدما ظهرت للعلن مداولات لخبراء عسكريين اتراك ومصريين تبحث في مستقبل العراق بعد الانسحاب وكان أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك، قد اعلن أن هناك مباحثات للتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لإرسال قوات مصرية وتركية، وهذه الإجراءات قيد البحث في مراكز القرار بالبلد".
تركيا نقطة ارتكاز مهمة للامريكان في العراق، لأنها سنية أولا ولأنها قادرة على تحقيق التوازن مع ايران في العراق وهو الدور الذي اريد لدول عربية ان وخاصة السعودية ان تقوم به لكنها لم تنجح في ذلك وتورط دورها بشبهة الارهاب والاقتتال الطائفي دون ان تتمكن هذه الدول فعلا من الامساك بمفاتيح القوى السنية العراقية، ولذلك فتحت تركيا ابوابها لشتى القوى السنية العراقية بمختلف مواقفها من النظام السياسي الجديد في العراق بما فيها قوى بعثية، كما استقبلت تركيا قوى عراقية فاعلة في النظام الجديد واستقبلت قيادات التيار الصدري التي عقدت مؤتمرا تنظيميا في تركيا.
تركيا تتحرك في العراق بعدة اتجاهات، فهي تفتح المزيد من القنصليات وشركاتها ومسؤوليها الاقتصاديين يجوبون محافظات البلاد عرضا وطولا يعقدون صفقات ويباشرون مشاريع ويقيمون مؤتمرات ويوقعون اتفاقيات ويجدون انفسهم في ملفات شائكة مثل كركوك والموصل فيشاركون احيانا في حوارات تتعلق بالمحافظتين.
لقد تجاوزت تركيا الكثير من العقد الداخلية لتوسيع وجودها الاقليمي والدولي ومنها القضية الكردية فهي تشرع في اصلاحات داخلية كما ان علاقتها بإقليم كردستان اصبحت خالية من كل احتقان وهناك تعاون اقتصادي كبير بين الجانبين وزيارات متبادلة وتعاون متواصل، كما ان انقرة اصبحت في الاسابيع الاخيرة من بين العواصم التي تزورها الاطراف العراقية لإشراكها او اطلاعها على حوارات تشكيل الحكومة المستعصية، وزارها ممثلون عن ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي وممثلون عن القائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي، وتناثرت اخبار عن رغبات بدور تركي في هذه المعمعة ولن يفوت اردوغان هذه الفرصة ليتوج بها دوره الاقليمي والدولي الجديد بعد المشاركة في اتفاق طهران النووي ودوره في المفاوضات الاسرائيلية السورية وكذلك في الملفين الفلسطيني واللبناني.
تركيا وان كان يحكمها اليوم حزب ذا اصول دينية الا ان تركيا ليست دولة مؤدلجة حتى بالمعنى الاتاتوركي بل هي دولة محكومة بالبراغماتية التي تدفعها للحفاظ على عضويتها في الناتو والمؤتمر الاسلامي في نفس الوقت، وهي ايضا تحتفظ بتعاون مهم مع اسرائيل وتدافع بقوة عن الفلسطينيين في المحافل الدولية، وهي كذلك حليف الولايات المتحدة عسكريا وصديق ايران الذي يساعد في تخفيف الضغط الغربي عنها، وهي الدولة التي تريد ان تنضم للاتحاد الاوربي وتريد ان تقود دول آسيا الوسطى، هي دولة لاشرقية ولا غربية تريد ان تمتد في كل اتجاه ولا ريب انها تريد التوغل في العراق الذي تراه يرتوي من مائها ويصدر جزءا مهما من نفطه عبر موانئها وفيه اقلية تنتمي عرقيا اليها رغم اندماجها في المجتمع العراقي منذ قرون، وفي التقسيم المذهبي قد ترى تركيا انه حان الوقت لاستعادة دورها الذي تخلت عنه سابقا فاخذته السعودية ليس في العراق وانما في العالم، وقبل كل شيء فان في العراق فوضى تخيف تركيا وتغريها وفي العراق زعماء وجماعات لا يترددون في طلب المعونة الخارجية ولا يمانعون في التعامل مع التدخلات الخارجية التي اصبحت علنية ورسمية منذ اجراء الانتخابات الاخيرة، وتشير الشائعات الى ان الاتراك قد بدأوا فعلا بطرح وصفاتهم على الفرقاء العراقيين.
مصالح تركيا في العراق أكثر وضوحا من اي طرف اقليمي أو دولي آخر، فلا روحانيات ولا عصبيات ولا احلام مقدسة لكن الشكل الذي سيتخذه الدور التركي والادوات التي سيعتمد عليها والاساليب التي سيمر عبرها هي الغامضة ولذلك فان ردود الافعال العراقية والاقليمية على هذا الدور غامضة هي الاخرى.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الاتراك قادمون