أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خط مستقيم أو صراع ديكة














المزيد.....

خط مستقيم أو صراع ديكة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من ساسة عراق اليوم يحملون شهادات علمية عالية وجميعهم تقريبا يحملون الشهادة الجامعية او ما يعادلها وفي كل الاحوال يعلمون ان الخط المستقيم هو اقصر مسافة بين نقطتين، والخط المستقيم هو الدستور والاعراف السياسية الديمقراطية أما النقطتان فهما الانتخابات وتشكيل الحكومة، لكن حسابات النفع والخسارة في حقل السياسة العراقية لا ترضى بغير الخطوط المنحنية والمتقاطعة والذهاب والعودة مرارا وتكرارا فوق نفس الخط حتى لو لم يحقق اي هدف، والنتيجة لكل ذلك هي اتساع رقعة الجدال وتحوله الى عراك ديكة بين القوائم والساسة تتناهش فيه المناقير التصريحات الساخنة والجارحة والمنفعلة التي لا تستند الى قانون او عرف فترتفع مستويات الاحتقان وتتحول الخارطة الدستورية لتشكيل الحكومة الى متاهة لا اول لها ولا آخر.
كان يمكن ببساطة اجراء حوارات هادئة او بسيطة بانتظار المصادقة النهائية على النتائج وعدم تأخير هذه المصادقة ثم الركون الى المواعيد الدستورية لعقد الجلسة الاولى وتنفيذ الاستحقاقات وتكليف الكتلة الاكبر التي ينطبق عليها اي من التعرييفين اللذين اعتمدتهما المحكمة الدستورية بترشيح رئيس للوزراء يتم الاتفاق عليه او الاختلاف عليه ليعاد البحث عن بديل لا ان تكون الامور معلقة فوق ساحة فوضوية كما يجري منذ أسابيع.
القوى السياسية العراقية تعرف الطريق المختصر لكنها تتجنبه لأن كل منها يريد استكشاف قوة ورغبات بقية الفرقاء بأمل الحصول على اكبر قدر ممكن من المغانم ولذلك تعمد القوى السياسية الى ترك مواقفها دائما معلقة في منزلة بين منزلتين، ولهذا مثلا لم تأخر وتعقد اندماج ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني، ولهذا يذهب الصدريون مع علاوي ويعودون مع المالكي وينتظرون مع الجعفري، ولهذا ايضا يقدم المجلس الاعلى مرشحين لرئاسة الوزراء دون ان يمتلك ما يكفي من مقاعد في البرلمان، ولهذا ايضا وايضا تتقلب العراقية في تصريحاتها سخونة وبرودة ويتدلل المالكي وعلاوي في عقد لقائهما، ولهذا أيضا يخوض كل كيان داخل اي ائتلاف حوارات ومفاوضات جانبية بعيدا عن شركائه في الائتلاف الكبير، ويقارن ويوازن بين ما يمكن ان يحصل عليه لوحده وما يمكن ان يحصل عليه مع الائتلاف الكبير، ونتيجة لكل ذلك تتعطل المفاوضات وتطول وتتشعب ليزداد تعقيد الامور وكلما ضغط عامل الوقت وازدادت حدة التنافس بين الطامحين لرئاسة الوزراء كبر حجم التنازلات التي يمكن ان يقدمها الطامون المتنافسون فيندفع بالمقابل المساومون والمضاربون الى مزيد من المساومة والمضاربة.
القادة يقولون الوضع في العراق معقد لكن الحقيقة ان وضع القادة وقوائمهم هو المعقد، وانهم هم الذين يعقدون وضع العراق، وحتى لو كان وضع العراق معقد ابتداء فمن واجب الساسة تجاوز العقد وحلها وليس تكريسها والانتفاع منها واطالتها كما يحدث مثلا منذ ايام عدة لتشكيل لجنة حكماء من ائتلافي دولة القانون والوطني لوضع آليات اختيار رئيس الوزراء ومن ثم اختياره فعلا فاذا كان تشكيل مثل هذه اللجنة يستغرق كل هذا الوقت فكم سيستغرق اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة؟.
رئيس الحكومة القادمة أيا كان أسمه وانتماؤه فلن يخرق الارض ولن يبلغ الجبال طولا وفي كل الاحوال لن يأتي بالمعجزات كما انه لن يحل العقد العراقية والازمات الخدمية والاقتصادية والامنية، فهو وحكومته سيكونون نتاجا لوضع معقد وظروف ومساومات ابتزازية ومناوراتية ولذلك فقد الجدل السياسي الدائر الكثير من اهميته وصار تشكيل الحكومة تحصيل حاصل ستأتي في وقتها الذي تأتي فيه دون كبير فرح ولا تضخيم بالتوقعات فهي مسألة صارت تخص القوى السياسية ومصالحها اكثر مما تخص الوطن والمواطن اللذين غابا كمواضيع للجدل بين القوى السياسية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خط مستقيم أو صراع ديكة