أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نسيان أمريكي














المزيد.....

نسيان أمريكي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن تجاهل الغياب الامريكي الصارخ عن ازمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهو غياب لايؤشر فقط رغبة الادارة الاوبامية في تقليص اهتمامها بالعراق وانما يؤشر ايضا انزعاجا امريكيا من الطريقة التي يدير بها الساسة العراقيون ديمقراطيتهم الناشئة التي تبدو مثل احجية مركبة كلما فكت احدى عقدها برزت عقدة اكبر، في منهجية عض الاصابع ومفاوضات النفس الطويل واحيانا الصمت الرهيب التي تحكم العلاقة بين الاطراف السياسية العراقية.
ادارة اوباما مصرة على تنفيذ الانسحاب العسكري في مواعيده وما كان موضع رهان وتخمين اصبح امرا محسوما، فالامريكان يريدون نفض ايديهم من هذا الملف المعقد والمكلف والتفرغ لملفات اكثر اهمية حتى في منطقة الشرق الاوسط نفسها.
عملية نفض اليد من ملف ما ليست جديدة على السياسة الامريكية التي لا تتورع عن اتخاذ قرار الرحيل حتى لو كان ما يعقبها هو الكارثة بعينها، فالامريكان بشكل ما مقاولون او يتصرفون بعقلية البورصة والاعمال التي تؤمن بأنه ليس من المعيب ان تخسر لكن المهم ان تحد من الخسارة الى اقصى حد ممكن وان تنقل جهودك واموالك الى مشروع اقل كلفة واكثر ربحا.
يظن بعض الساسة العراقيين ان الدور الامريكي يجب ان ينتهي عند هذا الحد واذا كان له ان يستمر ففي مجالات دعم الحكومة العراقية (هم انفسهم وليس الشكل المؤسسي) داخليا وخارجيا، وهؤلاء الساسة العراقيون يعتبرون ان وجود الامريكان في العراق يحد من سلطاتهم او يضع سقفا لطموحاتهم كما ان الوجود الامريكي يساهم بشكل ما في تسليط الاضواء على جوانب الفشل في الاداء الحكومي وحالات الفساد وانتهاكات حقوق الانسان.
الامريكان لديهم اكثر من ملف يريدون تركيز جهودهم عليه ولذلك صارت واشنطن تكتفي بارسال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية جيفري فيلتمان الى العراق في الآونة الاخيرة رغم الازمة المستفحلة في بغداد، وهذا النسيان او الاهمال ربما تعده ادارة اوباما نوعا من العقوبة للسياسيين العراقيين الذين يتصرفون احيانا تجاه المبادرات الامريكية بعدائية رغم ان ادارة اوباما لم تفلح في اختيار الاشخاص المناسبين للتعامل مع الملف العراقي مثلما كان حال ادارة بوش.
يتصور بعض اللاعبين السياسيين العراقيين ان الانسحاب الامريكي سيتيح له سلطة اكبر وان الفراغ الامني يمكن مواجهته بالتعاون مع طرف اقليمي ما متناسيا ان الاطراف الاقليمية اكثر رغبة في فرض سطوتها على القرار العراقي من الامريكان وان الصلات العقائدية او المذهبية او التاريخية لن تقلص من نهم اي جار للعراق في فرض سطوته على القرار العراقي الداخلي كما ان الاطراف الاقليمية تريد استعمال العراق بلا سقف يحمي مصالح العراقيين او يأبه لحقوق الانسان او خشية من الاعلام، كما ان تدخل دول المنطقة او واحدة منها سيكون ذا نتيجة تدميرية.
ازمة تشكيل الحكومة وقبلها ازمة الانتخابات تثبت ان العراقيين بحاجة الى وسيط وضامن دولي يمكنه طرح معادلات لحل الاختناقات السياسية ليملأ الفراغ الشاسع الذي يبتكره ساسة العراق في كل ازمة عندما لا يجدون ما يقترحونه لتجاوز ازمته، علما ان الوساطة والضمانة الامريكية ترتبط قيمتها بثقل الوجود الامريكي في البلاد وكلما ضعف هذا الوجود انخفضت قيمة الوساطة والضمانة الامريكية.
النسيان الامريكي للملف العراقي متعمد وربما يضعف هذا النسيان بعد انتخابات الكونغرس التي ستجري في تشرين الثاني القادم فيما لو تعززت قوة الجمهوريين، لكن على العراقيين في مواجهة الازمات الداخلية والتدخلات الاقليمية ان لا يفلتوا خيط الصداقة الامريكية وربما من الافضل تحويله الى حبل معدني يصل الطرفين بحساسية عالية.
واشنطن في عهد اوباما تشعر بان العراق قد تحول الى عقب اخيل او الخاصرة الضعيفة لها في منطقة الشرق الاوسط، وعلى الساسة العراقيين الذين يفهمون الافاق المستقبلية للعلاقات الدولية ويفهمون المخاطر التي يواجهها العراق، على هؤلاء اقناع الامريكان بمواصلة حماية الوضع الجديد والهش في العراق لئلا يتحول هذا البلد الى خندق لمواجهة الامريكان من جهة وجحيما لأهله العراقيين من جهة اخرى، وهذه الحماية لا تستلزم بالضرورة الشكل العسكري، بل يكفي اشعار القوى العراقية والاقليمية بان واشنطن معنية بالوضع العراقي بشكل مصيري.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نسيان أمريكي