أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - منطق الحكومة














المزيد.....

منطق الحكومة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تراكمت المقولات الحكومية في تبرير حالات العجز الخدمي والاقتصادي حتى صار بالامكان استنباط منطق جديد خاص بالحكومة العراقية وهذا المنطق سيكون احد منجزات الحكومة وسيكون ايضا احب المنجزات الى قلبها المولع بالتمنطق وتنميق المقولات حتى لو كانت غير مقبولة ولا معقولة فهي اثبتت خلال اربع سنوات انها حكومة ناطقين ومتمنطقين ينزل عندها الكلام منزل الفعل الكامل الاثر وتعتبر التبرير والتعليل فعلا يعوض عن النقص والخلل.
في عدة مناسبات برز منطق الحكومة بصورة لافتة ففي برنامج تلفزيوني برر القائمون على نظافة بغداد تراكم النفايات بحجة الاستهلاك المفرط للمواطنين واقترح المسؤولون تقليص هذا الاستهلاك، ومن يستمع لهؤلاء المسؤولين من غير العراقيين، سيتصور ان العراقيين يتفوقون على شعوب الشرق والغرب في الاستهلاك فأي شعب هذا الذي لا تقدر مؤسسات ودوائر رسمية كبيرة على ملاحقة نفاياته واي نوع من الترف السلعي يعيش هذا الشعب، هذا الفهم هو نتيجة الركود عند المنطق التقليدي للامور اما المنطق الجديد للحكومة فهو يفترض ان افضل اسلوب للمحافظة على النظافة هو ايقاف الاستهلاك او الاكتفاء بحدوده الدنيا.
لم يكتف المسؤولون عن نظافة بغداد عند حدود التوجيه بخفض الاستهلاك بل راحوا يطالبون بفرض ضرائب على السلع وتقنين الاستيراد وضبطه حتى يرتاح العاملون في الدوائر البلدية من الانتقادات بعدما ارتاحوا فعلا من اداء واجبهم الوظيفي وتركوا بغداد نهبا للنفايات واكوام الزبالة، ووفق المنطق القديم كان على المسؤولين البحث في توسيع اداء الدوائر البلدية وجعل العاملين اكثر حرصا على اداء عملهم او البحث في آليات تحقق افضل مستوى من خدمات النظافة في العاصمة، لكن المنطق الجديد للحكومة يأبى الا قلب الامور.
في قطاع الكهرباء يبرز ايضا منطق الحكومة بفرادته وجدته وتميزه حيث يطالب المسؤولون ايضا بخفض الاستهلاك للطاقة والاستغناء عن الاجهزة الكهربائية او اكثرها للحفاظ على التيار الكهربائي ولا بأس من اطالة ساعات القيض التي يعيشها العراقي مقابل اطالة ساعات التزويد بالكهرباء التي لن يستخدمها، وفي هذا المجال ايضا يطالب المسؤولون بفرض اجراءات تقلل من تدفق الاجهزة الكهربائية على الاسواق وفرض اجراءات تقلل من استيرادها، بدل التفكير في آليات توفير التيار الكهربائي وزيادته انسجاما مع نمو السكان وتزايد حاجاتهم فضمان الرفاه وتوفير شروط الحياة الانسانية الكريمة من واجبات الدولة ولا عيب في هذا الكلام الا انه من نتاج المنطق القديم اما المنطق الجديد الذي ابتكرته الحكومة فهو العكس تماما.
المنطق الحكومي الذي يوجه اللوم الى المواطن باستمرار ويطالبه بالصبر والتحمل ويتجه دائما الى الاكل من حقوق المواطن وحريته يدفع الى العودة لتبني النظام الاستبدادي الذي يريد من المواطنين الرضى والقبول بواقع الحال الذي يوفره الاداء الحكومي حتى ولو كان في ادنى المستويات ويعتبر الرضى والصبر واجبا على الشعب وحقا مطلقا للحكومة، وهو ما يعني عمليا ايجاد شعب ينسجم مع امكانيات ورغبات الحكومة بدلا من اعتماد المنطق السياسي الديمقراطي الذي يسعى لإيجاد حكومة ينسجم اداؤها مع حاجات وطموحات الشعب.
منطق المسؤولين الرسميين في توجيه اللوم للناس وتحميلهم وزر فشل المؤسسات وتقاعسها عن اداء وظيفتها ليس منطقا جديدا تماما فقد تعوده العراقيون سابقا لكن الجديد فيه هو استزراعه داخل نظام سياسي يفترض انه ديمقراطي حيث يمكن للناس اختيار حكومتهم لكن لهجة المسؤولين تؤكد انهم يريدون اصطناع شعب على مقاساتهم، يشكرهم في كل الاحوال، ويقبل اعذارهم مهما كانت مناقضة للمنطق.
السؤال الذي يتبقى عصيا على المنطق الجديد الذي تتبناه الحكومة او مسؤوليها هو، كيف سيكون التعامل مع حاجات واستهلاك الشركات الاستثمارية وخاصة الاجنبية والعاملين فيها اذا ما جاءوا الى العراق استجابة لمطالبات الحكومة العراقية الملحة، فهل سيقلص الاجانب من الاستهلاك انسجاما مع طاقة العراقيين في توفير النظافة ام انهم سيتحملون الحر الشديد حتى لا يرهقوا كهرباء العراق؟!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - منطق الحكومة