أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الآخرون وديمقراطيتنا














المزيد.....

الآخرون وديمقراطيتنا


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكننا اليوم ان نطرح بجدية التساؤل القاتل عما اذا كان المشروع السياسي للعراق الجديد بصفته الديمقراطية قد فشل، وربما لن تكون الاجابة صعبة حينما نضع في الاعتبار مستوى التدخل والتأثير الذي تمارسه قوى خارجية في ادارة النظام السياسي العراقي وترتيب مواقعه والتوسط في خلافاته بينما تقف تلك القوى الخارجية بعيدا تماما عن النظم الديمقراطية.
لقد أراد الامريكان ان يكون نقطة البداية لدمقرطة دول المنطقة في مشروعهم لشرق أوسط جديد، لكن المصير الذي صار العراق يقترب منه بسرعة وقوة، وهو التحول الى نقطة ضعف في المنطقة ومستنقع تتسرب اليه مشاريع قريبة وبعيدة، وساحة لممارسة النفوذ وجيب في ميدان المواجهات الاقليمية، مجرد جيب صغير تجري في اشتباكات امنية ودبلوماسية وصفقات سياسية، إنه انحدار فظيع للمشروع العراقي.
لقد أصبحت أصوات الناخبين خارج حلبة اللعبة السياسية التي افترض الناخبون انها ديمقراطية، وبدا تأثير زعماء الجوار أكثر تأثيرا والزاما وحسما في صياغة القرار الداخلي من أصوات الناخبين، وهو الامر الذي لا يعني فقط انهيارا للمشروع الديمقراطي للنظام السياسي بل يعني أيضا مقدمة لتمييع الدولة العراقية، وما يستدعي الاستغراب ويثير الحيرة ان القوى التي كانت تتحدث وتعمل وتقاتل من اجل اخراج الامريكان من العراق باعتبارهم قوة "محتلة" تشارك اليوم في تدشين وضع مربك للعراق تكون فيه البلاد تحت أكثر من احتلال ومن جهات ودول لا تخفي رفضها لوجود عراق قوي ومتماسك في المنطقة، كما انها لا تخفي خططها لا متصاص اكبر قدر من ثروة العراق بشتى الاعذار والحجج.
هيمنة القرار الخارجي في صياغة النظام السياسي العراقي، وتحديدا من نظم غير ديمقراطية، سيكون سلاحا سياسيا واعلاميا فتاكا في ايدي اولئك الذين يعتبرون الديمقراطية نظاما لا يصلح للشرق الاوسط والاهم انه سيكون سلاحا فتاكا في ايدي اولئك الذين لا يعترفون اصلا بشرعية العملية السياسية في العراق، وستدعو ظاهرة التدخل الخارجي بالمواطنين للتساؤل عن جدوى مشاركتهم في الانتخابات ما دامت النتائج تحسم في عواصم الدول الاخرى.
عندما يتدخل الساسة من الدول الاخرى في حسم القضايا الاساسية في العراق فأن تصور وقوف تأثيرهم او تدخلهم عند هذه القضايا فحسب هو من قبيل خداع النفس، كما ان اي مسؤول عراقي سيكون مدينا للقوى الخارجية التي مكنته من الحصول على موقعه في هرم السلطة، وعند تعارض المصالح سيكون موقف المسؤول العراقي ضعيفا امام القوى الخارجية التي اعتمد عليها سابقا، وهذا ما تجلى خلال السنوات الماضية حتى عندما تكون ارواح العراقيين وامنهم هي موضوع الجدل، حيث يجد المواطنون انفسهم بلا حماية سياسية فالساسة يتحزبون للدول الداعمة، فينغمسون في توجيه الاتهامات او التصدي لها، بهدف حماية متوجيهم ومموليهم.
ويبدي السياسي العراقي فرحا كبيرا بحصوله على اي دعم خارجي او عند استقباله من قبل اي مسؤول في دولة اخرى مهما كان حجم هذا المسؤول، فهو يعتبر هذا الدعم مرمما لما يعوزه من اصوات الناخبين او ما يحتاجه من اتفاق داخلي عليه.
لقد كان الدور الامريكي في بناء النظام السياسي الجديد في العراق ولسنوات عرضة للنقد رغم وجود اكثر من مبرر يشرعن الدور الامريكي المؤسس ورغم ان المبادئ الاساسية لهذا النظام المتعلقة بالديمقراطية تحديدا اعتمد وجودها وتنفيذها على الدعم الامريكي لها، لذلك لا يمكن بأي حال من الاحوال المساواة بين دور انصار الديمقراطية الذين اطاحوا بنظام صدام وتحملوا ماديا وبشريا وسياسيا كلفة تشييد النظام الجديد، مع دور اعداء الديمقراطية والمتربصين بالنظام السياسي للعراق.
النظام الاستبدادي يعني هيمنة فرد او مجموعة قليلة من الافراد او حزب واحد على مقدرات البلاد، اما النظام الديمقراطي فيعني ان مقدرات البلاد تحت نظر وادارة المواطنين، اما وضع الاحتلال فيعني ان تلك المقدرات في ايدي جهات او ساسة من دول أخرى، فأي وضع يعيش العراق؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الآخرون وديمقراطيتنا