أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والنموذج الصومالي














المزيد.....

العراق والنموذج الصومالي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3109 - 2010 / 8 / 29 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث يوم الاربعاء، 25 آب، ليس استثناء في حياة العراقيين، فلا يكاد يمر اسبوع الا وشهدت البلاد على الاقل خرقا أمنيا كبيرا واحدا، مع استمرار العمليات الارهابية اليومية الاخرى التي اصبحت معتادة ولا تهم احدا باستثناء اولئك الذين يذهبون ضحايا لها، لكن جماعات العنف اصبحت لها خبرة اعلامية اكبر فهي تحرص على ترك فسحة من الزمن مهما كانت قصيرة للمحافظة على عنصر المفاجأة والاهتمام الاعلامي، فالتواتر اليومي لأي حدث يفقده الاهتمام الاعلامي.
مئات الضحايا ذهبوا بين قتيل وجريح في يوم واحد، انها ليست الحصيلة الاكبر فهناك هجمات أوقعت عددا أكبر من الضحايا، كما ان اهداف العمليات يوم الاربعاء لم تكن الاكبر او الاهم، فسبق ان استهدفت وزارات سيادية ومؤسسات مهمة، لكن الخرق الاقسى الذي حدث يوم الاربعاء هو ان الهجمات المنسقة شملت عدة محافظات وعدة مدن، واستهدفت جميعها تقريبا مراكز الشرطة ومسؤوليها، وهذا التنسيق يدفع بالضرورة الى مراجعة كل المعلومات والتصورات عن جماعات العنف ويدعو توقيت الهجمات الى البحث عن مغزاها السياسي للكشف عن السيناريو او المخطط الذي تسعى جماعات العنف لتنفيذه في العراق.
يمكن كيل الشتائم والاوصاف السيئة لمن قاموا بتنفيذ العمليات الارهابية يوم الاربعاء، لكن ذلك لن يخفف من حجم الخسائر التي مني بها العراقيون في ارواحهم واموالهم ومؤسساتهم وامنهم، مع ما سيتركه ذلك من مخاوف في نفوس المواطنين وقلق من قادم الايام وما سيتركه ذلك من اثر ايضا على صورة العراق عند المؤسسات الدولية والاقتصادية.
الحكومة تقول ان الهدف من العمليات هو افشال الانسحاب الامريكي، لكن ماذا لو ان الامريكان استمروا في انسحابهم واستمرت اعمال العنف في نفس الوقت، خاصة بعدما اثبتت تفجيرات الاربعاء عن وجود تنظيم واسع له قدرات تمويلية وتنسيقية واتصالات مهمة وناشطة بقدرة توازي او تتفوق على ما تمتلكه الدولة العراقية وهو ما يعني ان هناك تنظيم بمستوى "دولة" كامنة تعمل في العراق وتستعد للوثوب والظهور والسيطرة عند او فرصة وهو ماحدث سابقا في الاعظمية كما حدث الاربعاء في بهرز.
لقد اثبتت تفجيرات الاربعاء ان هناك فراغ امني يوازي الفراغ السياسي، ويبدو ان ظهر الاجهزة الامنية اصبح مكشوفا مع تزايد الانسحاب الامريكي، وفي ظل الفراغ السياسي الراهن والاحتقانات الحزبية يبدو ان البلاد تشرف على تمزق مأساوي، يدفع بالعراق الى تكرار النموذج الصومالي وربما بشكل اقسى بسبب توافر الثروات في معظم محافظات البلاد والتداخل الاقليمي الكبير على ارض العراق، فمع استمرار الخروقات الامنية من المتوقع ان تتجه بعض الاحزاب لتفعيل ميليشاتها باستثمار وجودها في مجالس وادارات المحافظات وعلى خلفية المشاكل المتنامية بين هذه الاحزاب لتشكل كانتونات خاصة ومتقاتلة كما هو الحال في الصومال.
تقول الحكومة العراقية والاجهزة الامنية ان الاوضاع لن تعود كما كانت قبل 2008 وهذا صحيح ولكن هذا لا يعني ان ما هو أسوأ لن يحدث فجماعات العنف قد غيرت خلال العامين الماضيين ليس فقط وسائلها وتقنياتها واهدافها الميدانية واساليبها، بل ايضا غيرت أهدافها السياسية في العراق، ولم يعد الصراع الطائفي ميدانها المفضل.
تقول الحكومة والاجهزة الامنية ان ما ينقصها هو المعلومات الاستخبارية لكن تصريحات المسؤولين قبل يوم او يومين من احداث الاربعاء كشفت عن توفر كم كبير من المعلومات عن تحركات الجماعات الارهابية ونوع اهدافها وجاء يوم الاربعاء ليثبت صحة المعلومات لكنه اثبت ايضا انها لم تنفع كثيرا في منع الجرائم، وهو ما يعني وجود خلل قيادي وانعدام التنسيق بين الاجهزة.
لقد دخلت العملية السياسية في طريق مسدود وهناك شكوك قانونية او دستورية او سياسية في شرعية الحكومة القائمة تسيطر على اذهان بعض القوى السياسية وهو ما يمهد لتكرار النموذج الصومالي بعدما كان العراقيون يخشون من تكرار النموذج اللبناني.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات
- سفير جديد وخطة جديدة
- ما يشبه الرثاء
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - العراق والنموذج الصومالي