أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جرس الموازنة














المزيد.....

جرس الموازنة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تسرب الوقت من بين اصابع العراقيين بهدوء دون ان يثير انتباه أحد بسبب الانشغال اليومي بتصريحات النواب والساسة الذين يعيشون في الدرجة الثالثة من هرم السلطة، ساسة يفعلون كل شيء الا اتخاذ القرار او صنع المبادرة، فضلوا على مدى اشهر ينتفون الزمن يوما فيوما ولحظة فلحظة حتى وجد العراقيون أنفسهم في الربع الاخير من السنة المالية ولتحدق المخاطر بلقمة عيش الناس وبمستقبل عشرات آلاف الشباب الذين ينتظرون السنة المالية الجديدة للحصول على فرصة عمل، بعدما خابت آمال سابقيهم الذين انتظروا تشكيل مجلس الخدمة المدنية لكن المجلس لم يتشكل لأن البرلمان لم ينعقد الا لاداء اليمين، وهو ما يعني تراكم العاطلين في صفوف الانتظار.
هناك من يتحدث عن اعداد موازنة عامة وانها جاهزة لتقدم الى مجلس الوزراء، وهي خطوة ان كانت قد حدثت فعلا فإنها تعني تجاوزا خطيرا على حق الحكومة القادمة التي مازالت في علم الغيب، فالسياسة الاقتصادية والمالية هي جوهر عمل الحكومة وتمثل الجزء الاساس من برنامجها، ولذلك لايمكن لحكومة المستقبل الاعتماد على موازنة وضعتها سابقتها وهي قد تشكل عقبة أمام تنفيذ برنامجها ووعودها، ولهذا ليس من حق الحكومة الحالية وضع موازنة عامة تحت اي مبرر كان والا فأنها ستكون قد استحوذت على السلطة او على جزء مهم منها خارج اطر الدستور وادوات الديمقراطية.
اقتراب نهاية السنة المالية لا يشكل فقط خطرا دستوريا وتهديدا للوظائف المحتملة ولا اشتباكا سياسيا فادحا فقط، بل انه سيضع الحكومة والدولة امام مشاكل تتعلق بالالتزامات الدولية وعمليات الاستثمار وابرام العقود الخارجية، وسيفتح المجال امام القوى السياسية المتنافسة الى الدعوة مجددا لتدويل الازمة العراقية.
لقد اعتدنا في العراق على تأخر اقرار الموازنة العامة بشكل دوري، لكن الذي قد يحدث هذه المرة يشكل خطرا يفوق ما عهدناه فهو اختبار حقيقي لقدرة العراقيين على ادارة الدولة وفق الدستور والمنهج الديمقراطي، ومجرد تلفيق حل للخروج من ازمة الموازنة بعيدا عن حل المأزق السياسي برمته، سيكون بمثابة اعلان نهاية الديمقراطية وتمزيقا صريحا للدستور، وبعدها لن يكون هناك مجال للحديث عن التمسك بالدستور او التمسك بأي فقرة من فقراته، فليس هناك ما هو اكبر من خرق الدستور او التحايل عليه في السلطة على المال العام.
هناك من يراهن اليوم على شعور القوى السياسية بالمسؤولية تجاه الخطر الداهم من انتهاء العام المالي بدون وجود موازنة شرعية حتى في قسمها التشغيلي، وهناك من يظن ان القوى السياسية ستكثف مفاوضاتها وتقلص طموحاتها لانقاذ العراق من هذا المطب القريب والاسراع في تشكيل الحكومة، لكن التجارب القريبة علمتنا ان هؤلاء المراهنين لن يحظوا بفرصة للكسب والاقرب الى الظن ان القوى السياسية المتنافسة والمتفاوضة وهي نفسها التي تدير الحكومة الراهنة ستسعى الى تلفيق حل تشويهي يتيح لها من جهة الاستمرار في انفاق المال العام كما يتيح لها من جهة أخرى مزيدا من الوقت لممارسة مناوراتها التفاوضية علها ترضي شيئا من نهمها المرضي للسلطة، ولهذا فأن جرس الموازنة وهو يقرع لن يجد له مصغيا بين الساسة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - جرس الموازنة