أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الارهاب يقبل التحدي














المزيد.....

الارهاب يقبل التحدي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انخفض عدد العمليات الارهابية في العراق بشكل ملحوظ خلال الاشهر الاخيرة، كما انخفض عدد الضحايا المدنيين لهذه العمليات، كما ان الارهاب فقد العديد من الاماكن التي كان يسيطر عليها سابقا، الا ان تطورا جوهريا طرأ على العمل الارهابي نقله من مرحلة الرغبة الاعلامية او الاثارة الطائفية الى مرحلة جديدة تؤكد ان الارهاب اصبح لديه جهد سياسي يريد فرضه في العراق، وذلك عبر التوجه المباشر لضرب مؤسسات الدولة والاصطدام بالاجهزة الامنية.
على مدى سنوات كانت العمليات الارهابية تستهدف التجمعات المدنية والاسواق ودور العبادة وهي توصف بأنها أماكن رخوة لا يحتاج استهدافها الى كبير جهد او تنظيم معقد، فالانتحاري يتجول في المدينة ومتى ما اصبح قريبا من تجمع كبير للناس فجر نفسه، مستمطرا بذلك الانتقادات على الساسة والاجهزة الامنية ومستدرا ومحرضا للمشاعر الطائفية وكلا الامرين كان كفيلا، في تصور جماعات الارهاب، بانقلاب الناس على العملية السياسية، ولأسباب شتى لم يحدث ذلك الانقلاب او انه لم يحدث بصورة كبيرة، وفي تلك الايام كان المتحدثون باسم الاجهزة الامنية يتحدون جماعات الارهاب للمواجهة، ويسخرون منها باعتبارها لا تستهدف الا الاماكن الرخوة.
الاسابيع القليلة الماضية أثبتت ان الارهاب قبل التحدي وانه انهمك في البحث والتخطيط لمهاجمة أشد الاماكن تحصينا، بل انه دخل في مواجهات مع القوى الامنية سواء في ديالى او الانبار او بغداد، ولم يقتصر الامر على استهداف المقرات الامنية والعسكرية بل عادت الصواريخ لتسقط على المنطقة الخضراء، كما ان العبوات الناسفة اضافت الى اهدافها اليومية في مراكز المدن، الطرق الخارجية في المحافظات الامنة فيما يشبه تركيزا على خطوط انسحاب القوات الامريكية، وعاد زعماء القتل والتهجير ليطلوا برؤوسهم عبر الفضائيات والمنابر يهددون ويتوعدون بالويل والثبور ويعيدون استنساخ مواقفهم وشتائمهم في محاولة لاستعراض العضلات او التمهيد للعودة الاعلامية والسياسية والقتالية.
التحول في العمل الارهابي لا يعني بالضرورة ان الجماعات الارهابية قد استعادت قوتها، بل ان المواجهات المباشرة بين الارهاب والاجهزة الامنية في معظم دول المنطقة كانت بداية لضمور الارهاب وغيابه كما حدث في مصر والسعودية وغيرهما، لكن الوضع في العراق لا يدعو بالضرورة الى سياق التفاؤل دائما فالاجهزة الامنية العراقية لم يستكمل بناؤها وهي تعاني من ثغرات كبيرة وهناك تداخل اقليمي سياسي على ارض العراق، كما ان المؤسسة السياسية مرتبكة وتعيش مرحلة انتقالية مع وجود توظيف سياسي للارهاب، وانسحاب امريكي وتفاوض على تشكيل الحكومة، وهذا كله يجعل من التنبؤ بمسار التحولات الارهابية أمرا عسيرا.
الهدف السياسي للارهاب، في هذه المرحلة، يكاد ان يكون واضحا ويتمثل اساسا في عرقلة الانسحاب الامريكي، وقد يبدو هذا الامر مناقضا للوهلة الاولى مع دعاية الجماعات الارهابية لكن الانسحاب الامريكي مع استمرار العملية السياسية بكل مالها وما عليها هو اكبر مأزق يواجه الجماعات التي تبنت مسار العنف خلال السنوات الماضية، سواء تلك التي شاركت بأحدى قدميها في العملية السياسية او تلك التي قاطعت العملية السياسية تماما.
لقد طرحت القيادات الامنية تحدي المواجهة على الارهاب ويبدو ان الارهاب قبل التحدي وعلى القيادات الامنية اليوم ان تثبت قدرتها على التصدي خاصة وان الاستهداف موجه لها هذه المرة، كأشخاص ومؤسسات.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الارهاب يقبل التحدي