أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أوزجان يشار - نبوخذنصر الثاني: -الفصل السابع- سيرة ملك بين الطين البابلي والنار اليهودية















المزيد.....



نبوخذنصر الثاني: -الفصل السابع- سيرة ملك بين الطين البابلي والنار اليهودية


أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي

(Ozjan Yeshar)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 21:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل السابع: يهوديت – الأرملة اليهودية التي قطعت رأس الإمبراطورية

الأسفار الأبوكريفية وسياقها التاريخي

في قلب التراث اليهودي، في المنطقة التي تتشابك فيها الحقيقة بالتأويل، تقف الأسفار الأبوكريفية كأصوات كتبت خارج السرد الرسمي ولكن داخل الروح الجماعية. لم تدخل هذه الكتب في «الكانون العبراني» الذي استقر لاحقًا عند اليهود الربّانيين، لكنها احتفظت بمكانة راسخة في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، لأنها تكشف شيئًا بالغ الأهمية: الانفعال الداخلي لأمة تُصارع البقاء تحت ضغط سياسي وثقافي خانق.

هذه الأسفار وُلدت في القرن الثاني قبل الميلاد، زمن الاضطراب الكبير الذي أعقب غزوات الإسكندر المقدوني وهيمنة السلالة السلوقية على فلسطين. كان العالم الهلنستي محاولة لقولبة الشعوب في نموذج يوناني شامل: لغة، وثقافة، وطقوس، وفلسفة، وهوية.
وفي هذا العالم المزدحم بالديونيسية والأفلاطونية والطقوس اليونانية، وجد اليهود أنفسهم أمام صراع وجودي، بلغ ذروته مع حكم أنطيوخوس الرابع إبيفانيس؛ الملك الذي لم يكتفِ بالسيطرة السياسية، بل أراد اقتلاع الطقوس والذاكرة والعقيدة، وفرض العبادة الوثنية داخل الهيكل ذاته.

من هذه المحنة انفجرت ثورة المكابيين، الحدث الذي أعاد ترتيب الوعي اليهودي بأكمله. وفي ظلّ هذا الصراع، بدأت تظهر نصوصٌ ليست تاريخًا محضًا ولا خيالًا محضًا، بل «كتابات مقاومة»؛ نصوصٌ تقاتل بطريقتها الخاصة، عبر الرمز، والمجاز، وصناعة البطولة الروحية.
وهكذا وُلد رواية يهوديت:
نصّ يجمع بين الدراما السياسية والتصوير الأسطوري، بين الإيمان والدهاء، بين التاريخ المعاد تشكيله والخيال الذي يخدم الحقيقة النفسية للشعب اليهودي.

يتعمد كتاب يهوديت خلط الأزمنة:
يجعل من نبوخذنصر ملكًا آشوريًا، رغم أنه بابلي، ويوزع الجغرافيا كما لو أن الزمن نفسه أداة داخل الرواية. هذا الخلط لم يكن جهلًا تاريخيًا، بل رسالة: لم يعد المهم هو التحديد الدقيق لعهد الملك، بل التعبير عن «الطاغية المجرّد» الذي يمكن أن يتكرر في كل عصر.
ولذلك أصبحت شخصية نبوخذنصر هنا «قناعًا» للطغيان، لا تمثيلًا تاريخيًا لشخص بعينه.

إن كتاب يهوديت لا يقدّم مجرد بطولة امرأة، بل يقدّم استراتيجية أدبية لإعادة تشكيل الهوية اليهودية في لحظة كانوا يشعرون فيها أن العالم يريد صهرهم. لذلك ظلّ هذا السفر حيًا رغم خروجه من الكانون الرسمي، لأنه يقدّم وظيفة ثقافية لا يلغيها الزمن: صناعة أملٍ في وجه المستحيل.

───────────────────

رواية يهوديت وحملة نبوخذنصر وهولوفيرنس

يُقدّم كتاب يهوديت نفسه منذ الصفحات الأولى كعملٍ ينتمي إلى الأدب الحكمي، ذلك النمط الذي يختلط فيه السرد القصصي بالوعظ الروحي، وتتقاطع فيه السياسة مع اللاهوت. ولهذا يبدأ السفر بتأسيس مشهديّة واسعة، تُظهر نبوخذنصر لا كملك بابل فحسب، بل كقوة كونية تتجاوز حدود الجغرافيا. يصوّره النص وهو يعلن الحرب على أرتاكسركس ملك الميديين، في صراع يبدو للوهلة الأولى متخيّلًا، لأن الكتاب يمزج الأزمنة عمدًا—لكن هذا المزج ليس عبثًا؛ إنه يؤسس لرمزية الحاكم الذي يرى نفسه إلهًا، والمتغطرس الذي يريد أن يبتلع العالم بأسره.

في هذا السياق الملتهب، يدخل القائد هولوفيرنس إلى المشهد كذراع نبوخذنصر الحديدية.
يُرسله الملك على رأس جيش يشبه أمواجًا من الحديد والجلَد؛ جيشٌ يُقدَّم في السفر بوصفٍ يكاد يكون لاهوتيًا أكثر منه عسكريًا. يزحف هولوفيرنس عبر بلادٍ كاملة:
يدمّر المدن، يعاقب الشعوب التي تجرأت على رفض سجودها لنبوخذنصر، ويحرق معابدهم باعتبارها رموزًا لآلهة غير شرعية.
هنا يكشف النص بوضوح عن بنيته الرمزية: إنه لا يكتب عن بابل وحدها، بل عن الفكرة نفسها: فكرة الحاكم الذي يريد أن يفرض ديانته على كل الشعوب، ويُخضعهم لطعامه وطقوسه وإلهه.

وهذه الإشارة ليست بريئة. فالقارئ اليهودي في القرن الثاني قبل الميلاد سيشعر فورًا بأن هذا السرد يعيد إنتاج سياسة أنطيوخوس الرابع إبيفانيس، الملك اليوناني الذي دنس الهيكل، وعلّق الآلهة الوثنية داخل أورشليم، ومنع الختان، وحوّل العبادة اليهودية إلى جريمة.
إن النص، دون أن يسمّيه صراحة، يجعل من نبوخذنصر «قناعًا» رمزيًا لأنطيوخوس: كلاهما طاغية، وكلاهما يعدّ مقاومته خيانة للكون، وكلاهما يفرض آلهته على البشر.

حين يصل هولوفيرنس إلى يهوذا، تتبدل الإيقاعات كلها. فهو لم يعد الآن قائدًا عابرًا في أراضٍ غريبة، بل أصبح واقفًا على مشارف أمة ترى نفسها قلب التوحيد في العالم. وهنا، يبدأ حصار مدينة بَيثُوليا، المدينة الواقعة بين السهل والجبل، والتي قد لا نجدها بسهولة على الخريطة اليوم، لكنها في النص تتحول إلى رمزٍ للبوابة الأخيرة قبل سقوط الأمة.
فمن يسقط بيثوليا، يسقط أورشليم.

يعقد هولوفيرنس مجلسه الحربي، ويستشير قادته الذين كانوا يعرفون قواعد الحصار القديمة خير معرفة:
لا يحتاج الجيش إلى اقتحام الأسوار إذا تمكن من قطع الماء.
إن الماء في الشرق القديم ليس مجرد مورد حياتي، بل عنصر لاهوتي وثقافي، يشكل الضامن الأول لصمود المدن. ولذلك تأتي نصيحة القادة أشبه بضربة خفية: «اقطعوا الماء، ودعوهم يموتون من الداخل، ثم ادخلوا من أبواب الهلاك.»

هذا التكتيك لم يكن جديدًا؛ فقد استخدمته الإمبراطوريات الكبرى من قبل: الأشوريون ضد لخيش، البابليون ضد أورشليم نفسها،وحتى الرومان لاحقًا ضد مدن الساحل الشرقي.
لكن النص يقدّم هذا القرار بلمسة روحية: فحصار الماء يصبح حصارًا للإيمان ذاته، وكأن المدينة تُجرد من آخر خيط بين الإنسان والسماء.
ومع كل يوم يمر، ينهار الناس نفسيًا قبل أن ينهاروا جسديًا؛ يتصاعد البكاء في الساحات، ويبدأ الشيوخ في التفكير بالاستسلام، وتبدو بيثوليا كأنها تستعد لتسقط صامتة.

في هذا الظرف الدرامي القاسي، وفي اللحظة التي يبدو فيها كل شيء متجهًا إلى الخراب، يبدأ النص فجأة في نقل مركز الثقل نحو امرأة واحدة: يهوديت، الأرملة، الصامتة،التي تقف كأنها آخر ما تبقى من كرامة مدينة كاملة.

وهكذا يصنع السفر مفارقته الكبرى: إمبراطورية من الحديد يقودها هولوفيرنس في مواجهة امرأة ترتدي ثوب الحداد… ومع ذلك، يشير السفر منذ هذه اللحظة الأولى إلى أن المعركة الحقيقية لن تُحسم بالسيف، بل بالبصيرة، وبقوة الروح حين لا يبقى للناس شيء آخر يتشبثون به.

───────────────────

محور الرمزية في الأسماء والأحداث: يهوديت كتجسيد لليهودية

في أدب العصور الهلنستية، لم تكن الأسماء مجرد دلالات لغوية، بل كانت مفاتيح لفهم البنية العميقة للنص. وفي سفر يهوديت على وجه الخصوص، يعمل الكاتب بوعي كامل على شحن الأسماء بطبقات من الرمزية تجعل من القصة كلها أشبه بمرآة روحية وتاريخية للأمة اليهودية. إن اختيار اسم البطلة “يهوديت” ليس صدفة لغوية، بل إعلان رمزي مباشر:
يهوديت هي اليهودية نفسها.
هي الأمة في هيئة امرأة، والذاكرة في شكل جسد بشري، والمقاومة محصورة في يد أرملة لا تملك سلاحًا سوى الإيمان والدهاء والقدرة على تحويل الضعف إلى قوة.

إن يهوديت ليست امرأة عابرة في النص؛ إنها “الاسم” الذي يحمل تاريخًا كاملًا. فحين تدخل إلى المشهد، لا تدخل كفرد، بل كهوية جماعية متجسدة. كل خطوة تخطوها، كل صلاة ترفعها، كل كلمة تتلفظ بها، كانت تمثل حركة أمة بأسرها. إنها تتحدث باسم الأرض، وتبكي باسم المدينة، وتواجه العدو نيابة عن شعب بكامله.
وبهذا تصبح القصة سلسلة من الرموز المتتابعة:
عجز الشيوخ هو عجز المؤسسة،
ارتباك المدينة هو ارتباك الأمة،
وظهور يهوديت هو ولادة قرار جديد خارج حدود السلطة التقليدية.

أما اسم “هولوفيرنس”، فهو في ذاته خطاب سياسي. فالاسم مشتق في أغلب التأويلات من جذر يعني «الغاصب» أو «الأجنبي الغازي»، وهذا يجعل القائد الآشوري في القصة رمزًا لكل قوة طاغية امتدت يدها عبر التاريخ لابتلاع الشعوب الضعيفة. إنه ليس قائدًا عسكريًا فحسب؛ إنه “آلة الاحتلال”، النموذج المتكرر للطاغية، القناع الذي تغيّر عبر العصور لكن روحه بقيت واحدة.
وهكذا تتحول المواجهة بين يهوديت وهولوفيرنس إلى مواجهة بين الهوية والاحتلال، الإيمان والقوة العمياء، الروح والسيف.

أما “بيثوليا”—المدينة المحاصرة—فهي قمة الرمزية اللغوية في النص. فالاسم أقرب إلى “بيت إيل” أو “بيت الله”، وأحيانًا يُربط بجذر يعني “العذراء”، مما يجعل المدينة رمزًا مزدوجًا:
هي الهيكل الذي يحاول الغزاة تلويثه،
وهي الأرض المقدسة التي يُراد إخضاعها،
وهي في الوقت نفسه الأمة العذراء التي تحاول الحفاظ على نقائها الإيماني في وجه التهديدات الخارجية.
ولذلك تصبح معركة بيثوليا ليست معركة مدينة، بل معركة الهيكل نفسه، معركة الروح التي تقف على حافة الانهيار.

ومع أن السياق التاريخي الظاهر للقصة يشير إلى زمن آشوري-بابلي متداخل، إلا أن القارئ المتمرس يعرف أن النص الهلنستي يتعمّد إعادة صياغة الماضي ليخاطب حاضره. فاختيار نبوخذنصر—الملك البابلي الذي دمّر الهيكل الأول وأسَرَ اليهود—ليكون ملكًا آشوريًا في سفر يهوديت ليس خطأً تاريخيًا، بل استراتيجية سردية.
الكاتب يريد أن يربط آلام الماضي بآلام الحاضر، السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد بالاضطهاد السلوقي في القرن الثاني قبل الميلاد. إنه يقول للقارئ: العدو وإن تغيّر اسمه يبقى هو نفسه، والتهديد وإن تنوعت صوره يبقى ثابتًا، والمعاناة اليهودية ليست حدثًا منفصلًا بل سلسلة واحدة… لكن هذه المرة، لن تنقرض الأمة، بل ستنتصر.

وبهذا يصبح سفر يهوديت درسًا في الذاكرة المقاومة: اليهودية تقاتل بذكائها، وتستعيد كرامتها من خلال امرأة واحدة تتقدّم حين تراجع الرجال، وتتكلم حين صمتت المؤسسات، وتضرب حين خاف الجميع أن يرفعوا صوتهم.

───────────────────

يستدعي كتاب يهوديت ذاكرة السبي البابلي بوصفها جرحًا مؤسِّسًا في الوعي اليهودي، ويستخدمها كأستراتيجية درامية مقصودة لربط حاضر النص بماضي الأمة. فرغم أن الأحداث تدور في زمن هلنستي بعيد، فإن الكاتب يعمد إلى استحضار الملك نبوخذنصر تحديدًا—الملك الذي أحرق الهيكل الأول وجرّ الأمة اليهودية إلى المنفى—ولكن بعد إعادة تشكيله في صورة “ملك آشوري” يقود حملة عالمية لفرض عبودية جديدة. هذا التلاعب التاريخي ليس مجرد خطأً سرديًا، بل اختيار واعٍ يهدف إلى دمج طبقتين من الزمن لكي يخلق شعور واحد بالتهديد الوجودي.

بهذا الأسلوب، تتحول قصة يهوديت إلى نفق زمني مفتوح تتجاور فيه الإمبراطوريات القديمة، حيث يبدو اضطهاد أنطيوخوس الرابع – بطمسه للهوية اليهودية وفرضه للآلهة الأجنبية – امتدادًا مباشرًا لسياط بابل على ظهور المسبين. إن هذا الربط، المصنوع بحرفية لاهوتية، يجعل كل تهديد جديد هو “سبيًا جديدًا”، وكل قوة غاشمة هي إعادة تجسيد لنبوخذنصر، وكل مقاومة هي وعد بالعودة والانتصار.

ومن خلال هذا البناء الرمزي، لا تصبح هزيمة جيش هولوفيرنس مجرد انتصار عسكري محلي، بل تحقيقًا دراميًا لرغبة لم تتحقق في التاريخ القديم: أن ينتصر اليهود أخيرًا على نبوخذنصر نفسه، ولو كان نبوخذنصرًا مجازيًا. إنها محاولة أدبية لشفاء ذاكرة السبي، عبر كتابة نهاية مختلفة للتاريخ، نهاية تخرج فيها الأمة من الظل، وتتذوق للمرة الأولى طعم الخلاص الذي حُرم منه أسلافها.

───────────────────

مدينة تنسج من الخيال ومقاتلة تنسج من الإيمان

يستهل النص وقوعه في فضاء رمزي خالص: مدينة بيثوليا، تلك البقعة الجبليّة التي لا تُعرَف في الجغرافيا بقدر ما تُعرَف في الذاكرة اليهودية كاستعارة لمدينة الله المحاصَرة بين العطش والخوف. حول هذه المدينة الوهمية التي تحيا على حدود الحقيقة والأسطورة، يضرب هولوفيرنس حصارًا خانقًا بجيشه الكاسح: مئةٌ وعشرون ألفًا من المشاة، واثنا عشر ألف فارس، جيش لا يُقهر في المنطق العسكري ولكنه ينهار في المنطق الروائي أمام امرأة واحدة.

يمشي هولوفيرنس في طريقه كعاصفة وثنية، يحرق المعابد، يطمس الرموز، يفرض عبادة نبوخذنصر بوصفه الإله الأوحد، كأنما يعيد تمثيل مشهد الاضطهاد الهلنستي ولكن بلباس آشوري متخيَّل. وعندما يصل إلى تخوم يهوذا، لا يضرب المدينة بالسيف أولًا، بل بعصب الحياة: يقطع عنها الماء. فيتحول العطش إلى جندي متوحش ينهش إرادة السكان. تتفاقم الأزمة حتى يصبح الخضوع للغاصب خيارًا مطروحًا، ويهتز الشيوخ أمام الغضب الشعبي، فيتخذون قرارًا يشبه الانتحار الروحي: “نستسلم بعد خمسة أيام إذا لم يأتِ الفرج”.

وهنا ينفتح الباب لدخول امرأة لا تدخل المشهد كطيف عابر، بل كفكرة خلاص متجسدة.

يهوديت، الأرملة الهادئة التي تخفي خلف سكونها فصاحة نبيّة وجرأة قائد، تتحرك من عزلتها الروحية على سطح منزلها—حيث كانت تصوم وتبكي وتلبس المسوح منذ وفاة زوجها منشي—إلى قلب الأزمة. ليست امرأة ورعة فقط؛ بل عقلًا لاهوتيًا يدرك أن الإيمان بلا مبادرة تراب، وأن انتظار المعجزة دون عمل هو امتحان لله أكثر مما هو رجاءٌ فيه.

تواجه الشيوخ بلا تردد، توبّخهم بنبرة تكسّر حائط الخوف الذي بنوه حول المدينة: “الله لا يُختبر، ولا يُمهَل ليُثبت نفسه.” تذكّرهم بعهود إبراهيم وموسى، وتعلن بجرأة لا تصدر عادة إلا عن الأنبياء: “الفرج آتٍ، لكن علينا أن نتحرك نحن أولًا.” تطلب مهلة قصيرة، وتلمّح بأنها ستفعل ما لا يجرؤ الرجال على فعله، دون أن تكشف سِرّها لأحد.

ثم تبدأ المرحلة الأخطر: تحويل الجسد إلى أداة حرب.

تخلع ثياب الحداد، ترتدي جمالها كما لو كان درعًا من عصر آخر، تزيّن شعرها وجيدها وجسدها بالجواهر، ليس بدافع الغواية العابرة بل بتكتيك محسوب يعرفه التاريخ منذ زمن دليلة وكليوباترا: الخصم الذي يُغلب بالسيف يمكن أن يُغلب بالفتنة. لكن سلاح يهوديت الأعمق لم يكن جمالها، بل عقلها الذي يحوّل الجمال إلى خطة محكمة.

تنزل من الجبل مع خادمتها، عابرة ليلاً تخوم الخوف، حتى تصل إلى معسكر الأعداء. وعندما يوقفها الجنود، تتقن أول أكاذيبها الاستراتيجية: تدّعي أن اليهود خالفوا الشريعة، وأن الله نفسه أصبح ضدهم، وأنها جاءت لتدل هولوفيرنس على اللحظة المثالية للهجوم. تكذب كجندي، لا كخائنة؛ كمن يستخدم الخداع في حرب مقدسة.

يقع هولوفيرنس في الفخ، ليس فقط لأن جمالها يأسر نظره، بل لأن خطابها يمنحه نشوة التفوق المطلق. يسمح لها بدخول المخيم والخروج منه، معتقدًا أنه سيمتلك المدينة والمرأة معًا.

ومع ذلك، تبقى يهوديت ثابتة على طقوسها: تغتسل كل ليلة خارج أسوار المخيم، تحافظ على طهارة الجسد والطعام، كأنما تبني حول نفسها قبة روحية ضد نجاسة الحرب.

وعندما تأتي اللحظة المنتظرة—في الليلة الرابعة، في خيمة القائد، خلال وليمة غارق فيها بالخمر—يظن هولوفيرنس أن الليل له، بينما تكون هي قد هيأت روحها لختام الفصل الأعظم. يترنح القائد، يتهدل جسده من نشوة السكر، ويتركها وحدها معه. ولأول مرة، ينقلب المشهد بالكامل: المرأة الأعزل تحتفظ بوعيها كاملًا، بينما الغازي يفقد آخر أسلحته.

تتمتم صلاتها القصيرة التي تسبق العاصفة:
“يا رب إله إسرائيل، قوّني اليوم.”

ثم تمسك بسيفه، تضرب مرة، ثم مرة أخرى، فتسقط رأس الجبّار، لا كغنيمة بل كتحرير.

تضع الرأس في سلة الطعام، تخرج من المخيم بنفس الهدوء الذي دخلته به، وتمشي في الليل بين جثث الجنود النائمين، حاملةً في سلتها ما سيغيّر مصير مدينة كاملة.

عند الفجر، حين اكتشف الجيش أن قائدهم قُتل وأن رأسه اختفى من فراشه، انكشف ظهر المعسكر دفعة واحدة؛ دبّ الرعب بين الجنود كأن عصب الحرب انقطع، فتهاووا في فوضى مفاجئة، يركضون بلا نظام، يتركون خيامهم وسلاحهم وكأن الموت يطاردهم من الخلف. وعلى أسوار المدينة، يرفع اليهود رأس القائد كراية معكوسة تعلن انهيار العدو قبل أن يبدأ الهجوم. ينقضّون على الجيش المذعور فيقتلون الآلاف، ويحصدون غنائم ضخمة تملأ السهول التي تركها الهاربون خاوية. ثم يصعدون إلى أورشليم ليقدموا الهدايا في الهيكل، شاكرين انتصارًا بدا مستحيلاً قبل ساعات قليلة. أمّا يهوديت، فتنسحب إلى حياة هادئة طويلة؛ تعيش في رخاء حتى تبلغ المئة وخمس سنوات، ترفض الزواج بعد منشي كأن قلبها اكتفى، ثم تُدفن إلى جواره، مكتملة الحكاية التي بدأت معه وانتهت باسمه.

───────────────────

على مستوى التاريخ، تتضح الطبيعة الرمزية للنص بشكل لافت؛ فبيثوليا ليست مدينة مسجلة في أي مصدر تاريخي، ونبوخذنصر يظهر هنا كملك بابلي لا آشوري كما يقدمه السرد، ما يوحي بأن الخلط بين الحقائق التاريخية ليس خطأً، بل خيارًا أدبيًا واعيًا. النص، الذي يرجح الباحثون أنه وُلِد في القرن الثاني قبل الميلاد في خضم اضطهاد أنطيوخوس الرابع، لم يُكتب لتوثيق حدث، بل ليكون أداة تحفيز للأمة اليهودية، مستلهمًا روح المكابيين الذين قاوموا السياسات القمعية للسلوقيين. المزج المتعمّد بين زمن السبي البابلي وزمن الهيمنة اليونانية ليس مجرد تقاطع زمني، بل استراتيجية لإحياء الماضي وإعادة صياغته بحيث يصبح قوة في الحاضر، ويحول نبوخذنصر إلى رمز للطغيان المستمر، أيًا كان الاسم أو الحقبة، فتتكرر القصة كدرس خالد في مواجهة القهر والثبات على المبادئ، وليس فقط كوقائع تاريخية.

في أفق أوسع، يعكس النص التوترات الثقافية والدينية التي اجتاحت فلسطين بعد غزو الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد؛ حين انتشرت الثقافة اليونانية بشكل واسع، وفرض الحكام السلوقيون سياسات هلنستية صارمة، شملت التعدي على المقدسات وتدنيس الهيكل، ما خلق حالة من الصدام بين الهوية اليهودية والتراث اليوناني. في هذا السياق، يظهر كتاب يهوديت ليس فقط كرد فعل روحي على هذه الضغوط، بل كعمل أدبي متكامل يجمع بين الصمود العملي والروحاني، ويقدّم نموذجًا للأمة في مقاومة الاستبداد الثقافي والسياسي، مجسّدًا عبر الشخصيات التاريخية والرمزية قوة الإرادة والوعي الجمعي في مواجهة الطغيان.

───────────────────

من الناحية الأدبية، يمثل يهوديت نموذجًا فريدًا للرواية البطولية في الأدب اليهودي الهلنستي، حيث تمتزج روح التراث القديم مع جرأة بطلة تتجاوز حدود التقليد. في هذا النص، يتجلى صدى قصص خالدة من الكتاب المقدس: ياعيل التي اقتحمت الخيمة وقتلت سيسرا، قائد الجيش العدو، مستخدمة حيلة غير متوقعة لتحويل ما يبدو ضعفًا إلى انتصار استراتيجي، وقصة إستر التي بمكرها ودهائها في البلاط الملكي أنقذت شعبها من الهلاك على يد هامان، لتؤكد أن المرأة في هذه الروايات ليست كائنًا سلبيًا بانتظار النجدة، بل فاعلة ومبادرة، صانعة مصيرها بوعي وإرادة. يهوديت تأخذ هذه الأمثلة إلى مستوى جديد، حيث تتحرك بمبادرة كاملة، مستثمرة جسدها وجمالها ليس فقط كرموز جمالية، بل كأدوات تكتيكية في الخداع والانتقام، لتتحول من مجرد بطلة روائية إلى رمز حي للقدرة على مواجهة الطغيان والتحدي الشخصي والجماعي.

في مشهد قراءة شخصية يهوديت نكتشف صلابة المرأة وقدرتها على تحدي هياكل السلطة الذكورية، وإعادة صياغة أدوات القوة التقليدية بشكل ذكي ومؤثر. هي تجمع بين الصرامة الأخلاقية والحيلة الذهنية والوعي الذاتي، فتبرز كأيقونة لمقاومة القمع، رمزًا لصراع الإنسان مع الطغيان في جميع مستوياته، من الشخصي إلى السياسي والثقافي، مؤكدًة أن القوة الحقيقية ليست فقط في الجسد أو المنصب، بل في القدرة على توظيف كل أبعاد الذات—العاطفية، الجسدية، الذهنية، والاستراتيجية—لتشكيل مسار المواجهة والانتصار. إن قراءة يهوديت اليوم تكشف عن قدرة الأدب على تحويل التاريخ والقصص الدينية إلى تجربة إنسانية مكثفة، تعلّم الصمود، الجرأة، والذكاء في مواجهة أقسى الأزمات، وتجعل من البطلة نموذجًا خالدًا لكل من يسعى لتجاوز القيود التقليدية، وتحويل التحديات إلى أدوات قوة ووعي.

في التحليلات النسوية الحديثة، تُبرز سوزان غوبار، الأديبة والأكاديمية الأمريكية المتخصصة في الأدب النسوي والنقد الأدبي، يهوديت كشخصية تتحدى الصورة التقليدية للمرأة السلبية والمتوقعة في الأدب الديني القديم، لتتحول إلى قوة أنثوية ثورية تتجاوز حدود الطاعة والخضوع الاجتماعي. فبدل أن تكتفي بالانتظار أو الاعتماد على الحماية الإلهية، تظهر يهوديت كفعل واعٍ ومباشر، تستثمر ذكاءها وحضورها الجسدي والجمالي في مواجهة الطغيان، لتعيد تعريف القوة الأنثوية في سياق المجتمع اليهودي الهلنستي، حيث يُنظر عادةً إلى المرأة باعتبارها كائنًا تابعًا ومقيّدًا.

وفي دراسة أمي جيل ليفين الموسومة بـ“يهوديت: أيقونة الغضب الأنثوي”، تصف يهوديت بأنها “المرأة الفتاكة” (femme fatale)، امرأة تستخدم جاذبيتها الجنسية كسلاح استراتيجي للإطاحة بالطاغية الذكوري، في توتر واضح بين الصورة التقليدية للمرأة التقية وبين القوة الثورية الجريئة، وهو توتر يعكس صراع المجتمع مع فكرة المرأة الفاعلة والقدرة على قلب الموازين التاريخية والاجتماعية لصالحها. هذه القراءة تكشف عن البُعد السياسي والجندري للنص، إذ لا يُعرض مجرد حدث بطولي، بل درس متكامل حول مواجهة الطغيان باستخدام كل أبعاد القوة الإنسانية—الجسمية، العقلية، والاستراتيجية—مع رفض التبعية التقليدية.

من زاوية التحليل النفسي، يرى سيغموند فرويد أن لحظة قطع الرأس ليست مجرد رمز للعنف أو الرغبة الجنسية، بل تعبير عن الخوف البدائي من السلطة الأنثوية القاتلة، ومن قدرة المرأة على الإطاحة بالذكورة السلطوية. هذه الرؤية تعمق فهم النص، إذ تحوّل عمل يهوديت من قصة بطولية إلى دراسة رمزية للصراع بين القوى الاجتماعية والنفسية، حيث يصبح جسد المرأة وأفعالها مرآة للسلطة، والرغبة، والخوف الجماعي، ليؤكد أن الأدب الديني، عند هذه القراءة، ليس سردًا تاريخيًا بحتًا، بل مساحة لتفكيك الرموز النفسية والاجتماعية المرتبطة بالمرأة والمقاومة، وكأن كل حركة وقرار تتخذها يهوديت يعكس إرادة إنسانية كلية في مواجهة الطغيان، وجعل التاريخ والأدب متشابكين في درس متكامل عن القوة والوعي.

───────────────────

التأثير الثقافي في الفن والأدب والسينما

قصة يهوديت تركت بصمة ثقافية هائلة امتدت عبر العصور، متحولة من رمز ديني إلى أيقونة أدبية وفنية تتفاعل مع كل سياق تاريخي وثقافي. في العصور الوسطى، جسدت يهوديت العفة والانتصار على الهرطقة والشر، كما تتجلى في منحوتات دوناتيلو التي تصورها كبطلة مقدسة، ذات حضور متزن يمزج القداسة بالقوة. مع بزوغ عصر الباروك، تحولت إلى رمز للعدالة الإلهية، كما في لوحات كارافاجيو وأرتيميزيا جينتيليسكي بين 1614 و1618، حيث تنفجر الدماء بعنف على اللوحة، معبرة عن غضب جينتيليسكي الشخصي من اغتصابها ومحاكمتها، ليصبح نص يهوديت مصدراً لإعادة صياغة الألم الشخصي والاعتداء كقوة فنية وثورية، في حين تظهر البطلة هنا في آن واحد ضحية ومنتقمّة، جسدًا للقوة والعدالة والجنون المشروع. في القرن العشرين، يقدم غوستاف كليمت يهوديت في لوحته عام 1901 شخصية مثيرة جنسيًا ومخيفة، مع رأس هولوفيرنس في الظل، مستحضرة التوترات الجنسية والاجتماعية والعنصرية في أوروبا، ليؤكد أن البطلة يمكن أن تكون رمزًا مركبًا للغواية والخوف والسلطة في آن واحد.

في الأدب، كانت يهوديت مصدر إلهام مستمر؛ فالقصيدة الإنجليزية القديمة “يهوديت” في القرن العاشر تحول البطلة إلى شخصية مسيحية جرمانية، تشبه مريم العذراء، وتقدم الشجاعة في مواجهة الغزاة مثل الفايكنج، مع إبراز قيم الفضيلة والبطولة الجماعية. ومع تطور الفكر الحديث، أصبحت يهوديت أيقونة نسوية للغضب ضد السلطة الذكورية، مستثمرة في تحليلات فلاسفة مثل جوديث بتلر، أو في الدراسات النفسية الفرويدية التي ترى في قصتها رموزًا للصراع بين الجنسين، القوة، والخوف من السلطة الأنثوية.

أما السينما، فاستعارت القصة لتقدمها بشكل مباشر وحيوي، كما في فيلم “يهوديت” عام 1966، حيث تتحرك البطلة على الشاشة ليس فقط كبطلة تاريخية، بل كرمز للصراع الأبدي بين القهر والمقاومة، بين الخطر والجاذبية، لتتجاوز حدود النص الأدبي إلى تجربة حسية بصرية، تجمع بين التوتر النفسي، الصراع الأخلاقي، والجمال البصري، مؤكدة أن تأثير يهوديت ليس محصورًا في عصر أو مكان، بل يمتد عبر العصور كرمز حي للجرأة، القوة، والقدرة على تحدي الطغيان بكل أشكاله.

───────────────────

عند مقارنة يهوديت بشخصيات أخرى في التراث اليهودي، يظهر التباين الواضح بين البطلة العملية والواقعية والجريئة، ودانيال الشاب اليهودي الروحاني الذي يفسر الأحلام داخل البلاط الملكي، ويعتمد على الإيمان السلبي نسبيًا لضمان النجاة. كلاهما يستخدم الذكاء كسلاح أساسي، لكنهما يفعلان ذلك بطرق مختلفة؛ دانيال يستثمر في الفهم الروحي والرمزي للنظام السلطوي ليبقى على قيد الحياة، بينما يهوديت تنتهج المنطق الواقعي المباشر والمخادع، متحركة بمبادرة كاملة، محوّلة جسدها وجمالها إلى أدوات مقاومة واستراتيجية. معًا، يجسدان ثنائية المقاومة اليهودية، الروحانية والمادية، لتقدّم نموذجًا متكاملاً للصمود في وجه الطغيان، وتوضح أن القوة قد تكون إيمانية أو عملية، لكنهما يتشابكان في الهدف النهائي: حماية الشعب والكرامة.

من زاوية أدبية وتاريخية، يظل كتاب يهوديت متفردًا في مزجه بين الواقع والرمزية. فوجود نبوخذنصر في السرد ربما لم يكن لتوثيق حدث تاريخي دقيق، بل لإشارة رمزية إلى السبي البابلي، رغم تضارب الشخصيات التاريخية والأحداث، وربما اختلاق مدينة بيثوليا التي لا وجود لها سوى في المخيلة اليهودية، ليصبح الماضي أداة فنية تغذي الحاضر، وتجعل البطلة مثالًا خالدًا للذكاء والمبادرة في مواجهة الطغيان.

───────────────────

الخلاصة تكمن في أن يهوديت ليست مجرد شخصية تاريخية، بل درس خالد في المقاومة، يعكس روح شعب تم إضطهاده فنهض لمواجهة الاضطهاد بكافة الطرق والبدع والأساليب، وأستطاع أن يلهم الأجيال بقوة الإرادة والدهاء المرتبط بالإيمان والحيلة. في عالم اليوم، حيث تتعدد أشكال الطغيان والقمع، تظل يهوديت رمزًا حيًا للأمل والصمود، مؤكدًة أن امرأة واحدة شجاعة وذكية يمكن أن تغيّر مجرى الأحداث، وأن الخيال الأدبي أحيانًا يتجاوز حدود الواقع التاريخي في قوته على إلهام التغيير وإعادة صياغة إرادة الشعوب المظلومة في مواجهة الطغيان والاستبداد وهذا لا ينطبق أبدا على الشعب اليهودي فقط بل على الإنسانية جميعا.



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)       Ozjan_Yeshar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل الخامس- سيرة ملك بين الطين البابلي و ...
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل السادس- سيرة ملك بين الطين البابلي و ...
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل الثالث- سيرة ملك بين الطين البابلي و ...
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل الرابع- سيرة ملك بين الطين البابلي و ...
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل الأول- سيرة ملك بين الطين البابلي وا ...
- نبوخذنصر الثاني: -الفصل الثاني- سيرة ملك بين الطين البابلي و ...
- رايان الذي روى عطش مليون إنسان
- ومضات من بريق ضوء في ماريلاند: رحلة باميلا واتسون عبر سكون ا ...
- الهندسة الأخلاقية للكون: قراءة في فلسفة براين لويس ومشروعه ف ...
- الوجه الخفي لليابان: من صليل سيوف فرسان الساموراي إلى رقة تل ...
- ليوبولد الثاني: الملك الذي امتلك قارّة وأباد شعباً
- ومضات من فن الرسام الإيراني -محمود فرشجيان- رائد المدرسة الر ...
- هيباتيا: شمس الأسكندرية المشرقة في عتمة التطرف والإرهاب
- أصدقاء الله: مأساة -الأنقياء- النور المقموع في جنوب فرنسا
- الوجه الآخر للعبث الإنساني في رحله صيد: حين يتحوّل الإنسان إ ...
- ذو نواس: القصة الأقرب إلى الواقع بين النقوش والروايات والتفس ...
- الوظيفة المرتبكة بين كفاءة الغرباء وثقة الأقرباء: حين تُدار ...
- التفكير التحليلي النقدي: وعي في زمن الفوضى الرقمية
- حياة تتجدد بعد تشيرنوبل: بين أثر الإشعاع النووي وقوة التكيف ...
- العنصرية: ضلال الروح البشرية في عتمة صندوق الاختلاف اللامتنا ...


المزيد.....




- رد فعل شجاع لفتاة لحظة تعرضها لمحاولة اختطاف.. لن تصدق ما فع ...
- مصر.. السلطات تحقق في فيديو يظهر -جسمًا يشبه التمساح- في محا ...
- إسرائيل تهدد بـ-الرد- على -حماس- بعد انفجار في غزة يُصيب ضاب ...
- خبراء أمميون نددوا بالحصار الأمريكي على فنزويلا ودعوا لمحاسب ...
- أمم إفريقيا: محرز يقود الجزائر لفوزها الأول منذ تتويجها عام ...
- مكملات الألياف لإنقاص الوزن.. فوائد حقيقية أم خدعة تجارية؟
- احتفالات عيد الميلاد تعود إلى بيت لحم بعد عامين من حرب غزة
- عاجل | الداخلية السورية: قوات الأمن والجيش استهدفت مجموعة إر ...
- غارات أردنية تستهدف تجار أسلحة ومخدرات جنوبي سوريا
- من السيارات إلى الروبوتات.. شيري الصينية تصنع موظفي المستقبل ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أوزجان يشار - نبوخذنصر الثاني: -الفصل السابع- سيرة ملك بين الطين البابلي والنار اليهودية