أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أوزجان يشار - العنصرية: ضلال الروح البشرية في عتمة صندوق الاختلاف اللامتناهي















المزيد.....

العنصرية: ضلال الروح البشرية في عتمة صندوق الاختلاف اللامتناهي


أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي

(Ozjan Yeshar)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 22:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


العنصرية كمرض يعمي البصيرة ويفتك بالإنسانية

العنصرية ليست مجرد رأي متعصب أو سلوك اجتماعي عابر، بل هي مرض عميق الجذور يصيب جوهر الإنسانية، يشوه الرؤية ويسمم الروح. إنها نظرة ضيقة تقيس الجمال والقيمة بمقاييس محدودة ومغلوطة، كأن الحسن لا يتحقق إلا بلون بشرة واحد أو هيئة معينة أو ثقافة محددة. بينما الحقيقة الأبدية أن الجمال يكمن في التنوع نفسه؛ في اختلاف الألوان كما في صفاء القلوب، وفي تنوع الملامح كما في نقاء الأخلاق وإنسانية السلوكيات.

يصيب هذا المرض العين بحيث لا ترى سوى الشبه والتطابق. والعقل يصبح أسيراً للافتراضات الوهمية التي ينسجها الخوف والجهل، والقلب يفقد قدرته على الفهم والحب والتعاطف. هكذا يتحول الإنسان إلى أعمى رغم عيونه المفتوحة، يرى العالم من ثقب ضيق صنعه بنفسه. يعيش في دائرة من التصورات الجامدة التي يعتقدها حقائق مطلقة، بينما هي مجرد ظلال مشوهة في عتمة الإدراك والوعي.

من الناحية النفسية، يفسر علماء النفس مثل غوردون أولبورت في كتابه “طبيعة التحيز” (1954) أن العنصرية تنبع من الخوف الأساسي من المجهول والحاجة الغريزية إلى الهوية الجماعية، حيث يبني الفرد “نحن” مقابل “هم” ليشعر بالأمان والتفوق. هذا التحيز يتغذى على آليات دفاعية نفسية مثل الإسقاط، حيث ينسب الإنسان عيوبه إلى الآخرين ليبرر كراهيته.

فلسفياً، يذكرنا جان بول سارتر في “الوجود والعدم” (1943) بأن الإنسان مسؤول عن اختياره، وأن رفض الآخر هو رفض للذات الحرة، مما يجعل العنصرية انتحاراً وجودياً يدمر إمكانية التواصل الحقيقي.

تاريخياً، شهدت البشرية منذ العصور القديمة مثل هذه التقسيمات، كما في الإمبراطورية الرومانية التي ميزت بين “رومان” و”برابرة”، أو في الحضارات القديمة مثل اليونانية التي اعتبرت غير اليونانيين “برابرة”. هذا يؤكد أن هذا الداء ليس حديثاً بل متجذراً في الطبيعة البشرية، لكنه يتفاقم مع السلطة والاستعمار.

اجتماعياً، تؤدي العنصرية إلى تفكك المجتمعات وتوليد دوامات من العنف، كما رأينا في حركات مثل “حياة السود مهمة” التي برزت كرد فعل على التمييز النظامي، أو في الاحتجاجات العالمية ضد التمييز الثقافي في عصر العولمة. هذه الأبعاد المتعددة تجعل العنصرية ليست مجرد مشكلة فردية، بل كارثة جماعية تهدد مستقبل البشرية.



العنصرية الدينية والثيوقراطية: احتكار الإيمان كسلاح إقصاء وتدمير

عندما يتداخل الدين بالسلطة السياسية، يتحول الإيمان من سبيل للتقوى والسلام الروحي إلى أداة قمعية للتمييز والإقصاء، بل وتبرير الجرائم. الدول الثيوقراطية، التي تزعم حكماً بتفويض إلهي مباشر، غالباً ما تجعل من العقيدة معياراً وحيداً للمواطنة والحقوق.

بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، اختلط الدين بالسياسة بحيث أصبح الولاء السياسي مقياساً للإيمان. أدى ذلك إلى إقصاء الأقليات مثل البهائيين والمسيحيين والأكراد والسنة، حيث يُعاملون كتهديد للوحدة الدينية، ويواجهون الاعتقال والإعدام بتهم “الردة” أو “الخيانة”.

الفاتيكان، كنموذج مصغر لحكم رجال الدين، يعكس فكرة احتكار “الحق الإلهي” في مؤسسة بشرية. رغم سلميته النسبية، إلا أنه تاريخياً ساهم في حملات مثل الصليبية التي مزجت الدين بالفتوحات العنيفة.

أما إسرائيل، فقد قامت على أسطورة “شعب الله المختار”، التي تحولت من ميثاق روحاني في التوراة إلى ذريعة لمشروع استيطاني عنصري، تقسم البشرية بين “مختارين” يستحقون الأرض و”آخرين” يُنفون أو يُقمعون، مما أعاد كتابة الجغرافيا والذاكرة باسم التفوق الإلهي، كما في سياسات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.

تاريخياً، لابد من تذكر محاكم التفتيش الإسبانية (1478-1834) كيف أحرقت الكنيسة الكاثوليكية آلافاً من البشر بتهم الهرطقة، مستندة إلى تفسيرات دينية لتبرير القتل والتعذيب، خاصة ضد اليهود والمسلمين والوثنيين بعد سقوط غرناطة عام 1492 وبمباركة من بابا الفاتيكان.

نفسياً، يفسر إريك فروم في “الخوف من الحرية” (1941) أن هذه العنصرية الدينية تنبع من الرغبة في الهروب من مسؤولية الحرية عبر الالتحاق بجماعة “مختارة” توفر الأمان الوهمي.

فلسفياً، ينتقد إيمانويل كانط في “نقد العقل العملي” (1788) استخدام الدين لتبرير التمييز، مؤكداً أن الأخلاقية الحقيقية تكمن في معاملة الآخر كغاية لا كوسيلة، وأن أي احتكار للحقيقة الإلهية هو تدنيس للدين نفسه.

اجتماعياً، أدت هذه النظم إلى نزاعات طائفية مستمرة، كما في الشرق الأوسط حيث يؤثر التمييز الديني على ملايين الحياة يومياً، أو في الهند حيث يستغل القوميون الهندوس الدين لإقصاء المسلمين، كما في أحداث غوجارات 2002 التي أسفرت عن آلاف القتلى. هذه الأمثلة تكشف كيف يصبح الدين، الذي يفترض أن يكون مصدر سلام، أداة للكراهية عندما يُسيس.



“شعب الله المختار”: تحول الوعد الديني إلى سلاح سياسي وأيديولوجي

منذ القرن التاسع عشر، مع صعود الحركة الصهيونية بقيادة ثيودور هرتزل عام 1897، استُخدم مفهوم “الاختيار الإلهي” لإقناع الغرب بأن عودة اليهود إلى “أرض الميعاد” استحقاق إلهي لا غزو استعماري.

ساعدت البروتستانتية الإنجيلية في أوروبا وأمريكا على تغذية هذا الوهم عبر تأويلات توراتية، محولة النص الديني إلى أساس لتفوق عرقي وتاريخ استعماري، كما في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل اليوم.

هذه إحدى أخطر صور العنصرية الدينية، إذ ترتدي عباءة الوحي لتمنح نفسها الحق في نفي الآخر وتدمير حضارته باسم الله الذي خلق الجميع، مما أدى إلى نزوح ملايين الفلسطينيين عام 1948 فيما يُعرف بالنكبة.

تاريخياً، يعود المفهوم إلى التوراة، لكنه كان روحانياً لا عرقياً، إلا أن الصهيونية الحديثة أعادته لتبرير الاحتلال، مستلهماً من حركات قومية أوروبية.

نفسياً، يرى ألبرت ميمي في “اليهودي والعنصرية” (1962) أن مثل هذه الأساطير تعزز الشعور بالتفوق لمواجهة الشعور بالدونية التاريخية الناتجة عن الاضطهاد.

فلسفياً، يذكرنا نيتشه في “هكذا تكلم زرادشت” (1883) بأن “الإله المختار” هو وهم يخفي الضعف البشري، وأن الحقيقة تكمن في تجاوز مثل هذه الأوهام نحو إنسانية متفوقة.

اجتماعياً، أدى ذلك إلى نزاع فلسطيني-إسرائيلي مستمر، مع تقارير الأمم المتحدة تندد بالتمييز كشكل من الأبارتهايد، وأحداث مثل حرب غزة 2023 تكشف كيف يستمر هذا الوعد في تبرير العنف.

جنوب أفريقيا والكونغو وزنجبار: ذاكرة الدم والتمييز العرقي والاستعماري

في جنوب أفريقيا، أقر نظام الأبارتهايد عام 1948، مقسماً السكان إلى بيض وسود وملونين، محرماً الأغلبية السمراء من الحقوق الأساسية مثل التصويت والتعليم المتساوي، حتى سقوطه عام 1994 على يد نيلسون مانديلا بعد كفاح دام نصف قرن شمل الاعتقالات والمظاهرات العنيفة.

في الكونغو، مارس الملك ليوبولد الثاني (1885-1908) جرائم استعمارية بشعة، محولاً البلاد إلى مزرعة مطاط بشرية، مقتلاً أكثر من 10 ملايين شخص بقطع أيدي العمال وفرض العمل القسري، كما وثق آدم هوشيلد في “شبح الملك ليوبولد” (1998).

أما زنجبار عام 1964، فقد شهدت مذابح عرقية أطاحت بالحكم العربي، مقتلة عشرات الآلاف من العرب والآسيويين، معكسة كيف تنقلب الضحية إلى جلاد في دوامة الكراهية.

تاريخياً، يشبه ذلك تجارة العبيد عبر الأطلسي (1500-1800)، التي نقلت 12 مليون أفريقي إلى الأمريكتين، مما رسخ صورة “الأسود” كعبد.

نفسياً، يفسر فرانتز فانون في “معذبو الأرض” (1961) أن الاستعمار يولد عنفاً متبادلاً، حيث يدفع المستعمَر إلى تبني عنف المستعمِر.

فلسفياً، ينتقد هيغل في “فينومينولوجيا الروح” (1807) التمييز كشكل من “السيد والعبد” الذي يدمر الإنسانية المشتركة.

اجتماعياً، أدت هذه الأحداث إلى حركات تحرر مثل ANC في جنوب أفريقيا، لكن آثارها تستمر في عدم المساواة الاقتصادية حتى اليوم.



العنصرية الطبقية والاجتماعية: من كاست الهند إلى خدم العالم في عصر العولمة

في الهند، يقسم نظام الكاست البشر منذ الولادة إلى براهمة (كهنة)، كشاتريا (محاربون)، فيشيا (تجار)، شوردا (عمال)، وداليت (منبوذون). رغم الحظر الدستوري منذ 1947، إلا أن الداليت يُمنعون من دخول المعابد أو الحصول على فرص متساوية.

في الخليج وآسيا، يُعامل العمال المهاجرون كفئة دنيا تحت نظام الكفالة، كما في تقارير أمنستي (2019-2023)، حيث يُحرمون من جوازاتهم ويعانون الاستغلال الجسدي.

تاريخياً، يعود الكاست إلى الفيدا (1500 ق.م.)، وارتبط بالدين الهندوسي. نفسياً، يرى أبراهام ماسلو أن التمييز يعيق تحقيق الذات، مولداً شعوراً بالدونية الموروثة.

فلسفياً، يدعو جون راولز في “نظرية العدالة” (1971) إلى مساواة تتجاوز الطبقات من خلال “حجاب الجهل”، حيث يُحكم على كل فرد بعيداً عن وضعه الاجتماعي أو لونه. اجتماعياً، يؤدي هذا التمييز إلى عدم استقرار، كما في احتجاجات الداليت أو فضائح معاملة الخادمات في دول عربية وآسيوية ولاتينية.



الكو كلوكس كلان: صليب الكراهية في ليل أمريكا والعالم الحديث

تأسست الكو كلوكس كلان عام 1865 لإعادة التفوق الأبيض بعد تحرير العبيد، مرتكبة جرائم بحق السود والأقليات، مستندة إلى تأويلات دينية تجعل العرق الأبيض “شعب الله الجديد”.

في القرن الحادي والعشرين، عادت الظاهرة مع مقتل جورج فلويد عام 2020، محفزة احتجاجات عالمية. تاريخياً، بلغ أعضاؤها 4 ملايين في عام 1920، وكانت مرتبطة بالحرب الأهلية الأمريكية.

نفسياً، تنبع من “التحيز الضمني” كما درس دانيال كاهنمان في “التفكير السريع والتفكير البطيء” (2011). فلسفياً، ينتقد فولتير التعصب الديني في “رسالة في التسامح” (1763). اجتماعياً، أدت هذه الحركات إلى تأسيس حركات حقوق مدنية مثل تلك التي قادها مارتن لوثر كينغ، مما أظهر أن مواجهة العنصرية تتطلب التحدي الجماعي والقوانين العادلة.



العنصرية الثقافية والقومية: صيحات النقاء الوهمي وأقنعة الكراهية الحديثة

العنصرية الثقافية لم تعد تقتصر على اللون أو الدين، بل تتسلل إلى الفكر تحت رايات “الأصالة” و”الهوية”، معتبرة الثقافات الأخرى “تهديداً” للنقاء.

نرى ذلك في تصريح مارغريت ثاتشر عام 1978 بأن بريطانيا “تُغمر بأناس من ثقافة مختلفة”، مما أثار مخاوف من الهجرة وأدى إلى سياسات إقصائية ضد المهاجرين من آسيا وأفريقيا.

كذلك، في بعض النزعات الأمازيغية المتطرفة التي ترفع شعار “لسنا عربًا”، رغم أن دراسات DNA (Nature Genetics 2018) تثبت امتزاج أصولهم مع الأوروبيين والشرق أوسطيين، مما يجعلها محاولة لفصل وهمي يغذي الكراهية. وفي مصر، يصرخ الكثيرون بفكرة غير منطقية وهي “أنا فرعوني لا عربي”، متجاهلين أن “الفرعون” لقب سياسي أصلا بدأ بحكم الهكسوس تبعه ملوك من أصول متنوعة (فارسية،آسيوية، نوبية، ليبية، رومانية، تركية،ألبانية )، فليس هناك دم نقي بل ثمة هجرات وتداخل ثقافات وهويات وتاريخ متشابك.

تاريخياً، تجسد النازية في ألمانيا (1933-1945) العنصرية القومية الثقافية، حيث اعتبر هتلر “الآريين” ثقافياً متفوقين، مما أدى إلى الهولوكوست الذي قتل 6 ملايين يهودي.

في أمريكا الحديثة، ترتبط القومية البيضاء بالمسيحية القومية، كما في تقارير بروكينغز (2023)، حيث يرى أنصارها المهاجرين غير البيض “تهديداً ثقافياً”، مما أثار حوادث مثل هجوم شارلوتسفيل 2017.

نفسياً، يفسر بول غيلروي في نظرياته عن “السود البريطانيين” (1980s) أن العنصرية الثقافية تنبع من “الرأسمالية العنصرية” التي تستغل الاختلافات للحفاظ على الهيمنة. فلسفياً، يدعو أرسطو في “السياسة” للتنوع كأساس للدولة، محذراً من القومية الضيقة التي تؤدي إلى الانهيار. اجتماعياً، تؤجج هذه الصيحات نزاعات مثل بريكسيت، حيث استخدمت مخاوف “الثقافة البريطانية” لإقصاء المهاجرين، أو في فرنسا حيث يُحظر الحجاب كـ”تهديد ثقافي”، مما يعزز التمييز ضد المسلمين.

هذه الأمثلة تكشف أن العنصرية الثقافية ليست مجرد صيحات، بل أيديولوجيا خطيرة تتخفى خلف “الحفاظ على الهوية” لتبرير الكراهية والإقصاء.



من أوهام النقاء إلى إدراك الإنسانية المشتركة ودعوة لثورة الوعي

إنّ كل حضارة وُلدت من تزاوج حضارات أخرى، وكل لون بشري هو خليط من ألوان سابقة، وكل ثقافة غنية بما استلهمته من الآخرين. فالعنصرية، في حقيقتها، ليست إلا محاولة بائسة ويائسة لإنكار وحدة الأصل الإنساني وتنوع المصير الجميل. منذ أن سار الإنسان الأول على الأرض، لم يكن أبيض ولا أسود، بل كان ابن الغبار ذاته الذي يتشكل منه الجميع، كما يذكرنا الكتب السماوية والعلوم الحديثة.

العنصري يرى العالم كما يرى نفسه: ناقصًا ومهددًا، لأن الخوف من التعدد هو خوف من الذات، خوف من اكتشاف أننا جميعاً متساوون في الإنسانية.

ولهذا، فإننا حين نكسر قيد العنصرية لا نحرر الآخر فحسب، بل نحرر أنفسنا من عمى الإدراك والجهل الموروث.

فالحقيقة لا تسكن في لون البشرة ولا في سلالة الدم ولا في نقاء الثقافة، بل في القدرة على أن نرى الجمال في اختلافنا، ونبني جسوراً من التعاون بدلاً من جدران الكراهية. كما قال نيلسون مانديلا:

«لا يولد الإنسان وهو يكره، فالناس يتعلمون الكراهية، وإذا كانوا قادرين على تعلمها، فيمكن تعليمهم الحب، لأن الحب أقرب إلى قلب الإنسان من نقيضه.»

اليوم، في عالم يعج بالنزاعات القومية والثقافية، يجب أن تكون دعوتنا ثورة وعي: تعليم الأجيال الجديدة التسامح من خلال المناهج التعليمية، ومكافحة التمييز عبر قوانين دولية صارمة، وتشجيع الحوار الثقافي لنبني مجتمعات متماسكة.

في القرآن الكريم يقول الله موجا الحديث إلى الناس جميعا وليس للمسلمين فقط “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات: 13)

تذكّر هذه الآية بأن القيمة الحقيقية للبشر ليست في اللون أو الأصل أو العرق، بل في الخلق الحسن والتقوى والاحترام المتبادل. هي دعوة للتواضع والاعتراف بالآخر، لتغدو الإنسانية وحدة حية تنبض بالتنوع، لا ساحةً لتصفية الحسابات أو التفوق الكاذب.

في القرآن الكريم أيضا بداية العنصرية ، حيث يقول إبليس عندما أمره الله بالسجود لآدم إحتراما وتقديرا وليس عبادة:

“قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين” (الأعراف: 12)

هذا يظهر أن الافتخار بالنسب أو الأصل – وهو جوهر الكثير من العنصرية التي أبتدعها إبليس وهي امتداد لموقفي المتمرد على القبول والتسامح والمودة والتواضع والاعتراف بحق الاختلاف.

إن العنصرية ليست قدراً، بل خياراً يمكن رفضه، وفي رفضه تكمن قوتنا الحقيقية كبشر. فدعونا نتحرر من هذا الظلام، ونرى في مرآة الاختلاف وجهنا الإنساني المشرق، لبناء عالم يسوده السلام والمساواة.

المصادر :

• آدم هوشيلد – شبح الملك ليوبولد، 1998.
• تقارير منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن العمالة المنزلية (2019–2023).
• مجلة Nature Genetics، دراسة عن الأصول الجينية لشعوب شمال أفريقيا، 2018.
• وثائق الأرشيف الأمريكي حول منظمة Ku Klux Klan (Library of Congress).
• تقارير الأمم المتحدة حول نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا (1973–1994).



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)       Ozjan_Yeshar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلق الأعداء: آلية الهيمنة الأمريكية من خلال الدعاية والعمليا ...
- ديني: عظمة صغيرة في كهف سيبيري تحمل في طيّاتها سرّ التميز
- فنّ سرقة الفقراء بالوهم: من “رأس المال الوهمي” إلى رهن البيت ...
- قراءة في كتاب “سحر التفكير الكبير” لديفيد شوارتز
- سجن الأوهام والبحث عن الذات: رحلة الإنسان بين الخوف والحرية
- الشجاعة التي لا تنكسر: صعود الروح في وجه الجدار العنصري
- القمامة والقدر: رحلة (كاري) من سلة المهملات إلى عرش الرعب
- على ظهر امرأة: صورة واحدة تكشف ثقل التاريخ
- أندرو جاكسون: الطاغية الذي صنعته السياسة الأمريكية القديمة
- صناعة الجهل وتفكيكه: حين تتحوّل المعرفة إلى قناعٍ للحقيقة
- وسام الحمار
- القرد أولى بلحم غزاله
- كاميل كلوديل… حين نَحَتَتِ العزلةُ وجهَ العشق
- في حضرة عبث الحنين .. حكاية الحاجّ نبيل وأشباح سبورتنج
- القراءة بين سيف أرطغرل الصارم ومقص زكي الحلاق الفاهم
- ومضات من حياة لازلو كرازناهوركاي: رسول الخراب الجميل
- حقيبة الملابس .. من مذكّرات الكاتب التركي عزيز نيسين
- الصراع على نوبل للسلام 2025: ترامب مقابل ثونبرغ.. من يستحق ل ...
- إنهم يصطادون طرابيش الصغار .. عندما طار طربوشي من فوق رأسي
- الأرض الأم: ومضات من حياة الفنانة وو شانغ وتحليل رمزية الخلق ...


المزيد.....




- -قصف مخيمات مهاجرين على حدود اليمن والسعودية-.. ما قصة الفيد ...
- ماكرون يعلن إفراج إيران عن فرنسيين بعد أكثر من 3 سنوات من ال ...
- ماذا نعرف عن ديك تشيني، الرجل الذي ترك بصمته في السياسة الأم ...
- إيران تفرج عن الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باري بعد احتجاز دام ...
- ماكرون يعلن الافراج عن الفرنسيين المحتجزيين في إيران..ما الت ...
- إسرائيل تعلن تسلم جثة رهينة أخرى من غزة عبر الصليب الأحمر
- مقومات بناء مجتمعات عادلة على طاولة القمة العالمية للتنمية ف ...
- تقرير أوروبي يحدد أسباب تجميد عملية انضمام تركيا للاتحاد وأن ...
- -ما وراء الخبر- يستعرض اشتراط السوداني انسحاب القوات الأميرك ...
- مجلس الدفاع السوداني يعلن التعبئة العامة لمواجهة الدعم السري ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أوزجان يشار - العنصرية: ضلال الروح البشرية في عتمة صندوق الاختلاف اللامتناهي