أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي
(Ozjan Yeshar)
الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 12:14
المحور:
الادب والفن
لا شيء يبقى كما هو. ليست هذه حكمةً مُعلّبة، بل خبرةٌ عاديّة لإنسانٍ حاول أن يمدّ يده إلى الماضي فلدغه من طرفه الحادّ. الأماكن تتغيّر، الناس تتبدّل، والذكريات—حتى التي حفظناها في علبٍ معدنيّة داخل دولاب الذاكرة—تُصاب بالصدأ حين يغيّر الزمن نوع الهواء. ومع ذلك، يصرّ القلب على التجربة: أن يعود إلى الإسكندرية ذات صباح، حاملًا سلّةً من روائح الملح والبسطرمة والبحر، كأنه يتسوّق من سوقٍ أغلق أبوابه منذ سنوات.
دخلتُ المدينة كمن يجرّ خريطةً ممزّقة. كان الترام يزحف على سكّته القديمة بصفيرٍ متواضع، والسماء تتصنّع زرقتها بحماسٍ طفولي، والبحر يتظاهر بأنه بحرٌ آخر لا شأن له بطفولتنا. خلف محطة سبورتنج، حيث كان نادي السنترال يشبه مقطعًا من أغنيةٍ لم نُكملها، هناك لعبتُ كرة السلة، رغم أنني كنتُ أعشق كرة القدم وكنتُ موهوبًا فيها. لكنهم قالوا لي: «أنت قصير القامة، ولابدّ أن تلعب كرة السلة لأنها ستجعلك أطول.»
لا أعرف مدى صدق ما قالوا، لكني—رغم عدم اقتناعي—وجدتُ أن المهم لم يكن الرياضة نفسها، بل الصداقات التي تنمو في ساحتها. كنا نحن الثلاثة: أنا، علاء الدين بكري، وأندرياس فاسيليوس، الطفل اليوناني الوسيم الجريء الذي لم يعرف الخجل يومًا.
تركتُ قدميّ تقودانني إلى المدرّج الإسمنتيّ حيث كنّا نجتمع لنضحك قبل سرد النكتة، ونصدّق أن كرة السلة ستمنحنا طولًا إضافيًا ولو بمقدار وهمٍ جميل. لا أستطيع أن أتوقف عن الضحك كلما تذكّرت كيف خدعوني حين قالوا: «اللعب في فريق كرة السلة سيجعلك أطول.» ربما كنتُ أضحك لأني أدرك أن الحقيقة غير ذلك، ولأني لم أرد أن أفقد ثقتهم. ثم اكتشفتُ أن الصداقة هي التي منحتنا الطول: أن تضع يدك على كتف رفيقك فترتفعا معًا عن الأرض بسنتمترٍ من المعنى.
كان أندرياس، الطفل الذي تبنّاه البحر، شُعلةً من جرأةٍ لا تُرهق. عينان زرقاوان تسبقان ضحكته، وكاريزما لا تعرف الحرج، ويدٌ دائمًا في بقالة أبيه—الخواجة فاسيليوس، أو “سيوس” كما كان الناس يختصرونه—تنتقي لنا “كنوزًا” صغيرة: زيتونًا يلمع كالنيّات الحسنة، جبنًا مملّحًا يذكّرك بأن الملح لا يُستخدم في الطعام فقط، وبسطرمة تخونك رائحتها فتشي بك من أول زقاق. أما زجاجات مشروب الزبيب التي يحتسبها والده، فكان أندرياس يصرّ أنها “للذوق الراقي” فحسب. وعلى المدرجات، كانت أوراق الكوتشينة تحمل وجوه فتياتٍ جميلات بثياب البحر، لا نعرف إن كنّ حقيقةً أم مجرّد مطبّاتٍ على طريق المراهقة.
علاء الدين كان أخفّنا ظلًّا: يمسك الألم من ياقة قميصه ويحوّله إلى نكتة، ثم يعتذر للألم آخر الليل. أما أنا، فكنتُ الساذج الذي يصدّق أن العالم سينضبط إذا انضبطت ضحكتنا.
لكن السيناريو لم يحترم براءة الصغار. توفيت والدة علاء فجأة، فصار في الملعب خشبةً بلا بهجة، وكأنه كبر دفعةً واحدة. لماذا نشعر أننا نكبر بسرعة حين نفقد أمهاتنا؟ رأيته يومها وقد اعتنق الصمت. جاء أبوه من الدنمارك، ضمّ ابنه كمن ينقذه من الغرق ببطانيةٍ غريبة الرائحة، وغادرا. لوّحنا له من طرف الشارع، أنا وأندرياس، ولوّحت معنا طفولتنا ثم اختبأت. بقيتُ وأندرياس وحدنا نساير سخرية الأيام: نضحك أقلّ، نقسم الشوكولاتة بعدلٍ أشدّ، ونؤجّل الحديث عن الغد لأن الغد غالبًا يغيّر عنوانه.
كبرنا كلٌّ في طريقه. غادرتُ أنا أيضًا الإسكندرية سنوات، ومع كلّ مدينةٍ عشتُ فيها كنتُ أخبّئ في جيبي حفنة رملٍ من شاطئ كليوباترا، كأنها تعويذة ضدّ النسيان. وحين عدتُ، لم أعد لأستعيد شيئًا بقدر ما أردتُ أن أتحقّق: هل كان أندرياس حقًّا من لحمٍ ودم، أم كان خدعةً بصرية لفظها البحر؟
رافقني خالي محمد—ميمي كما تُسمّيه العائلة—رجلٌ يؤمن أن الحنين رياضة فرديّة تؤدَّى بلا جمهور، لكنه مع ذلك جاء. قال لي في الطريق، وهو يرشّ جملةً من ملح الفكاهة على طبق الحنين: «من يعود ليبحث عن زمنه، يجد الناس قد بدّلوا البيوت، ولم يتركوا المفتاح تحت الدرج.» أومأتُ وكأنني أفهم، بينما كنتُ أفتّش في داخلي عن لحظة العدسة التي توقفت فيها ذاكرتي.
في الإبراهيمية، حيث كانت بقالة الخواجة فاسيليوس، صادفتُ لافتةً جديدة ودكّان خردوات يبيع مفكاتٍ ومسامير وقفّازاتٍ مطاطية. لا زيتون، لا أجبان، ولا أثر لعطر مدام إيليني وهي تعبر الحيّ بأناقةٍ لا تُشترى. سألتُ رجلًا يخرج من عمارةٍ مقابلة؛ ابتسم كمن يقدّم واجب العزاء، وقال إنه لا يعرف. سألتُ امرأةً تبيع الخضرة؛ قالت إنها جاءت حديثًا. حتى المخبز في شارع “لا غيتيه” تغيّر، وكأن الماضي تلميذ كسول لا يحتفظ بكلّ جميل.
وعندما هممنا بالرحيل، توقّف رجلٌ مسنٌّ أمامنا وقال:
«عمّ تبحث؟»
قلت: «عن صديقٍ قديم، اسمه أندرياس.»
هزّ رأسه مطمئنًا، ثم قال بلا ارتباك: «آه، أعرفه، ولكن… ربما الاسم ليس صحيحًا.»
انخلع الاسم من ذاكرتي مثل سنٍّ قديم. قلت: «بل أندرياس، اليوناني.»
ابتسم الرجل وقال: «تعالوا عند الغروب، ستجدونه جالسًا في الركن على المقهى.»
في المساء، دخلنا المقهى. دخان الأرجيلة يصعد كأدعيةٍ معاصرة، والأصوات تتقاطع حول مبارياتٍ لا تنتهي، والمذياع يعلن أخبارًا لا تصدّق نفسها. أقبل العم سيد—صاحب المكان—بصينية الشاي، يضعها أمامنا بحسمٍ رائق. لمح نظري يتثبّت في الركن، فابتسم ابتسامة العارف، وأشار بيده:
«لو شئت، هناك من قد يفرح برؤيتك… وربما لا.»
لم يقل اسمًا، ولم يزد. اتّجهتُ بحذرٍ نحو الرجل الجالس في الركن. أصلع الرأس، ممتلئ الجسد حتى بدا كرسيّه كأنه يتمتم "الصبر جميل". كان ينفخ في فحم الأرجيلة، ويأمر النادل بالشاي “مضبوطًا”، كأنه يدير دولةً صغيرة اسمها “الزمن”.
اقتربتُ منه وقلت: «السلام عليكم.»
ردّ بهدوءٍ لا يُفصح: «وعليكم السلام ورحمة الله.»
جلستُ قبالته وقلتُ: «سؤالٌ غريب، لكن… هل لعبتَ في نادي السنترال خلف محطة سبورتنج؟»
رفع حاجبًا كمن يتذكّر كلمة السرّ في فيلمٍ قديم. قلتُ بسرعة:
«كنتَ تأتي من بقالة الخواجة فاسيليوس بزجاجات الزبيب، ومدام إيليني كانت تمرّ قرب المغرب. أنا هشام، صديقك وصديق علاء الدين بكري… أتذكُر؟»
انطفأتْ في عينيه ومضةٌ قصيرة، ثم تجمّدت ملامحه كزجاجٍ تحت المطر.
قال بنبرةٍ مهذّبةٍ حادّة: «يبدو أنك تُخطئ يا أستاذ. أنا اسمي الحاجّ نبيل، وأمي اسمها الحاجة كريمة. الماضي له أهله ومقاهيه. إن كنت ترغب في شرب الشاي فأهلًا وسهلًا، وإلّا… فالطريق يتّسع للجميع.»
لم يكن غليظًا، لكنه قطع الحبل بخيطٍ واحد.
حاولتُ أن أمدّ الجملة من طرفها الآخر: «ولكنّ… يا أندرياس…»
فقاطعني بيده بأدبٍ وحزم: «أرجوك، كفى. لقد توقّف الماضي عند باب هذا المقهى، وعلّق لافتة تقول: إما أن تشرب الشاي أو ترحل.»
عدتُ إلى طاولتي أجرّ قدميّ كأنهما كلمتان طويلتان. قدّم لي ميمي كوب ماءٍ وقال ضاحكًا بنصف حكمة:
«لقد مضى الماضي وانقضى.»
ابتسمتُ لأن البدائل كلّها فاشلة. خرجنا. الشارع نفسه، لكنني غريبٌ على حروفه. مشينا بصمتٍ لعدّة مبانٍ، ثم قال ميمي:
«لا تعاتب من بدّل جلده؛ فربما كان يستر جرحًا لا نراه.»
بعد أيامٍ من ذاك اللقاء العالق في حلقي كحصاة، وصلتني أخبارٌ قليلة لا تكتمل: الرجل الذي صار يُعرف بالحاجّ نبيل تزوّج ممرّضةً تعمل في مستشفى المواساة، وله ولدٌ واحد، لا يتكلّم اليونانية، ولا يعترف أنه يعرفها. أذابت المدينة العائلة كما يذوب الملح في الماء: الذائبة موجودة، والملوحة تدلّ، ولكنك لا تمسكها.
حاولتُ أن أغضب فلم أفلح. الغضب يحتاج إلى موضوعٍ ثابتٍ لتقذفه بالحجارة، أما الماضي فقد تدرّب جيدًا على الركض.
ثمّ ظهر علاء الدين مجددًا—لا من بوابة مطارٍ أو من رصيف بحر، بل من شاشةٍ زرقاء اسمها “فيسبوك”. المفارقة كاملة: عشنا في هيوستن سنواتٍ دون أن نلتقي، كنا نتنفس الهواء ذاته، نشتري القهوة من المتجر نفسه، ونسير في شوارع متوازية لا تتقاطع إلا في الخرائط، ثم لا يحدث اللقاء إلا على منصةٍ صُمّمت لئلا يحدث اللقاء.
تزوّج علاء من أمريكية، وأنجب. كان يريد أن يصبح طبيبًا مثل أمّه، فإذا به يصبح سمسار عقاراتٍ ناجحًا، يبيع للناس أثاث أحلامهم القديمة. قلت له ساخرًا: «ألم تكن تريد الطبّ؟» فأجاب بجملةٍ تصلح شعارًا لحياتنا: «أعالج الآن أنواعًا أخرى من الأوجاع… أو أؤجّلها بعقدٍ طويل الأجل.» ضحكنا كمن يتصالح مع القدر حتى لا يجرّبه عليه.
هكذا أعادني الفيسبوك إلى علاء، بينما أعادني ركن المقهى إلى رجلٍ تخلّى عن اسمه الأول. في الحالتين أدركتُ أن الهويّة عند بعضنا ليست شجرةً ذات جذور، بل بيتٌ خشبيّ متنقّل: تجرّه سيّارةٌ أخرى، تُثبّته في أرضٍ جديدة، تُعلّق على بابه لافتةً مختلفة، ثم تقول للمارّة: «هنا يسكن إنسانٌ بدأ من جديد.» لا خيانة في ذلك، بل نجاة. ثمّة مَن يدفنون اسمهم لأنهم لا يملكون مقبرةً ألطف: يفرّ “أندرياس” ليصير “الحاجّ نبيل”، لا حبًّا في الإنكار، بل رغبةً في حياةٍ لا تُحاسبه على لسانه ولهجته وملامحه وعينه التي تشبه البحر أكثر مما تشبه الشارع.
المضحك أنّني، وسط هذه الحكمة التي أدّعيها، ظللت طفلًا يحلم بتجربةٍ تعيد ترتيب العالم: أن يدخل ثلاثةٌ إلى مقهى، فيخرجوا ثلاثة. لكن العالم، في سخريته الدقيقة، يُجري تجاربه على مهل: يدخل ثلاثة، فيخرج واحدٌ باسمه القديم، وواحدٌ باسمٍ جديد، وواحدٌ يتعلّم كيف يلوّح بيديه الاثنتين.
في مرآة الإسكندرية، لم أرَ خيانةً بقدر ما رأيت تمرينًا على البقاء: علاء يشفي خيبة “طبيبٍ مؤجّل” بصفقةٍ ناجحة وصورةٍ لعائلةٍ تتّسع، والحاجّ نبيل يحمي بيته الجديد من عاصفةٍ اسمها “كان”، وأنا أدرّب لساني على كلمة “ربّما”.
ربّما كان الماضي هو الذي يرفض أن يعثر علينا، لا نحن. ربّما خاف من مطالبتنا له بأن يبقى على حاله، فأغلق هاتفه وهرب. وربّما كنّا نحن من يهرب لأننا نخشى أن نراه على حقيقته: باردًا، متكوّمًا، أقلّ طولًا مما ظننّاه. في كلّ الأحوال، تعلّمتُ من ذاك الركن في المقهى أن الإنسان لا يُقاس بما تذكّره عنه، بل بما يصرّ على نسيانه كي يواصل المشي. وتعلّمتُ من شاشة الفيسبوك أن الزمن صار يوزّع لقاءاتٍ إلكترونية بدل العناق، وأنك قد تكون في المدينة نفسها مع صديقك لسنوات، ومع ذلك تحتاج وسيطًا أعمى كي يدلّ أحدكما على الآخر.
في مساءٍ آخر، عدتُ إلى الكورنيش. كان البحر مشغولًا بتمارينه الأبديّة: يمضي ويعود، يجيء ويذهب، لا يعد أحدًا إلا بما يقدر عليه. وقفتُ أرقب الخطّ حيث يلتقي الماء بالسماء دون بيانات اعتماد. تذكّرتُ مدرّجات السنترال، كرةً ترتفع فتهابها يدٌ صغيرة، ضحكةً تتعثّر ثم تكمل، وفتاةً على كوتشينةٍ تبتسم ابتسامةً لا تُصدّق إلا في العتمة. قلتُ لنفسي: لم أكن قصيرًا يومًا، كنتُ فقط بحاجة إلى منصّةٍ أنظر منها إلى الأمور بوضوحٍ أعلى قليلًا.
السخرية منصّتي: تُنبّهني أن أتحمّل الخسارة دون خطابات، وأن أسامح الماضي دون أن أعيّنه موظفًا عندي.
أعرف الآن ما سأفعل إن صادفتُ الحاجّ نبيل مرةً أخرى: لن أفتح صندوق الأسماء القديمة، ولن أطلب من الأرجيلة أن تنفخ في رمادٍ صار رمادًا. سأبتسم له وقد أناديه باسم أندرياس أو الحاج نبيل، وأترك عند طاولته سلامًا لا يطلب جوابًا. وسأكتب لعلاء تعليقًا خفيفًا على صورة بيتٍ باعه: «احفظ غرفةً للصدف، فإنها تُحسن ترتيب اللقاءات أكثر منّا.» ثم أمضي.
فالحياة، كما اكتشفنا ونحن نعدّ الغيوم فوق سبورتنج، لا تنظر إلينا إلّا بقدر ما نحسن النظر إليها.
وإن كان لا بدّ من حكمةٍ أخيرة، فهي ما تعلّمته من الإسكندرية نفسها:
«الحنين لا يعيد أحدًا، لكنه يعلّمك أن تودّع بأدب.»
ولكي يكتمل الدرس، أستعير من قلبي جملةً أكتبها على باب الخروج:
نحن ثلاثةٌ إلى الأبد—صبيٌّ يضحك قبل أن يفهم النكتة، ورجلٌ يبدّل اسمه لينجو، وصديقٌ صار سمسار عقاراتٍ بينما كان يريد أن يطبّب العالم—وكلٌّ منّا، على طريقته، يواصل المباراة بعد أن غيّر الحكم الصافرة، وتبدّلت أحذيتنا، وبقي في صدر كلّ واحدٍ منّا ملعبٌ صغير لا يقبل القفل ولا المفتاح.
وإذا كان الزمنُ ساحرًا ماكرًا، فليكن: سنصفّق له حين يُخرج من قبعته أرنبًا اسمه “صدفة”، وسنضحك حين يختفي الأرنب في الهواء، ما دمنا نستطيع، كلّ مرة، أن نُعيد ترتيب العتمة بيدينا.
في النهاية، ليس علينا أن نربح المسرحية؛ يكفي أن ننحني للجمهور ونحن نبتسم، ونُخفي في الجيب الأيسر تذكرةً قديمة لترامٍ يحملنا، إن شئنا، إلى محطةٍ لا تبيع غير الذكريات… لكنها، على الأقل، تبيعها بابتسامة.
#أوزجان_يشار (هاشتاغ)
Ozjan_Yeshar#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟