أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أوزجان يشار - الوظيفة المرتبكة بين كفاءة الغرباء وثقة الأقرباء: حين تُدار الوظائف بالقلب لا بالعقل














المزيد.....

الوظيفة المرتبكة بين كفاءة الغرباء وثقة الأقرباء: حين تُدار الوظائف بالقلب لا بالعقل


أوزجان يشار
كاتب وباحث وروائي

(Ozjan Yeshar)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 23:21
المحور: كتابات ساخرة
    


في المؤسسات والشركات التي تُرفع فيها شعارات الشفافية كما تُرفع اللافتات الإعلانية للتسويق عن خدماتها، لا شيء يحدث صدفة. كل شيء مُعد مسبقًا، حتى “العدالة” و"الامانة" لهما سيناريو خاص جدا يتمتع بالمزاج والليونة والتناقض.

اليوم، أيها السادة الأفاضل، عاشت شركتنا وأسمها "الشركة العالمية للامانة والشفافية" يوماً من أيام التوظيف الاستثنائية. تمّت التوصية بتعيين ابن رئيس الشركة في منصب المدير العام، ومع ذلك – تكرّمًا لا التزامًا – قررت الإدارة عقد مقابلة “نزيهة”، تضم نخبة من مديري الموارد البشرية والمشاريع والتسويق.

المرشحان اثنان:
عيسى صابر، موظف ذكي ومجتهد يعرف طريقه بالجهد لا بالنسب.
وفهيم رابح، ابن رئيس الشركة المحظوظ، يعرف الطريق بالنسب لا بالتعب.

بدأت المقابلة. أو قل: السيرك.



المقابلة السيرك

هيئة التوظيف: ما اسمك؟
عيسى: عيسى صابر.

هيئة التوظيف: يا سيد عيسى، لو في طائرة فيها خمسون حجرة ورمينا منها حجرة واحدة، كم حجرة تبقى؟
عيسى: تسع وأربعون.

هيئة التوظيف: حسناً. كيف تدخل فيل في الثلاجة بثلاث خطوات؟
عيسى: نفتح الثلاجة، ندخل الفيل، نغلق الثلاجة.

هيئة التوظيف: حسناً، ولو الغزال بدل الفيل بأربع خطوات؟
عيسى: نفتح الثلاجة، نخرج الفيل، ندخل الغزال، نغلق الثلاجة.

هيئة التوظيف: الأسد يقيم حفلة يوم ميلاده، من سيحضر؟
عيسى: كل الحيوانات، ما عدا الغزال الموجود في الثلاجة.

هيئة التوظيف: حسناً. لو سيدة تريد عبور النهر سباحة، والنهر مليء بالتماسيح، ماذا تفعل؟
عيسى: تسبح مطمئنة، فكل التماسيح في حفل ميلاد الأسد.

هيئة التوظيف: ممتاز، لكنها ماتت. لماذا يا عيسى؟
عيسى: ربما انتهى عمرها أو غرقت لأنها لا تستطيع السباحة.

هيئة التوظيف وبصوت واحد: خطأ.. خطأ..خطأ! لقد سقطت فوق رأسها الحجرة التي رميتها من الطائرة.
نأسف يا عيسى صابر، ونتمنى لك التوفيق في المرة القادمة.



دخل فهيم رابح، مبتسمًا كمن حضر ليستلم الجائزة لا ليؤدي الاختبار.
سُئل: هل تعرف لماذا أنت هنا؟
قال بثقة الوارث: نعم، لأن عيسى صابر سيسجن بعد أن رمى حجرة فوق رأس سيدة.

فانفجرت اللجنة بالتصفيق:

“ألف مبروك يا فهيم، يمكنك البدء اليوم!”



بعد السيرك

خرج عيسى صابر من القاعة حاملاً أوراقه وكرامته، أما فهيم رابح فدخل مكتبه الجديد مزينًا بلافتة “المدير العام”، وهو الذي لا يستطيع أن يدير رأسه شمالا ويمينا سوى ليتأكد بأنه لازال يحتفظ برأس فوق كتفيه.

في الخارج، جلس عيسى في الممر، يراجع ما جرى بصمت. لم يكن غاضبًا، بل مذهولًا من بساطة اللعبة.
أن تكون الأفضل لم يعد كافيًا. عليك أن تكون الأقرب.



الختام

في بعض الاماكن، كل مؤسسةٍ أو شركة نسخة مصغرة من المشهد العام للفساد المقنع، حيث تُقام المقابلات كالعروض، وتُوزَّع المناصب كالميراث.

هناك دومًا عيسى صابر يُجري الاختبار بعرق الجبين، وفهيم رابح ينجح ويربح بميزة الواسطة والقرابة.

وكلما دُقَّت طبول التغيير، خرجت لجان الموارد البشرية بحماس الممثلين القدامى لتقدّم العرض نفسه، بنفس النهاية:
المنصب لمن يعرف الطريق المختصر إلى قلب الرئيس… لا إلى عقل الشركة.



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)       Ozjan_Yeshar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير التحليلي النقدي: وعي في زمن الفوضى الرقمية
- حياة تتجدد بعد تشيرنوبل: بين أثر الإشعاع النووي وقوة التكيف ...
- العنصرية: ضلال الروح البشرية في عتمة صندوق الاختلاف اللامتنا ...
- خلق الأعداء: آلية الهيمنة الأمريكية من خلال الدعاية والعمليا ...
- ديني: عظمة صغيرة في كهف سيبيري تحمل في طيّاتها سرّ التميز
- فنّ سرقة الفقراء بالوهم: من “رأس المال الوهمي” إلى رهن البيت ...
- قراءة في كتاب “سحر التفكير الكبير” لديفيد شوارتز
- سجن الأوهام والبحث عن الذات: رحلة الإنسان بين الخوف والحرية
- الشجاعة التي لا تنكسر: صعود الروح في وجه الجدار العنصري
- القمامة والقدر: رحلة (كاري) من سلة المهملات إلى عرش الرعب
- على ظهر امرأة: صورة واحدة تكشف ثقل التاريخ
- أندرو جاكسون: الطاغية الذي صنعته السياسة الأمريكية القديمة
- صناعة الجهل وتفكيكه: حين تتحوّل المعرفة إلى قناعٍ للحقيقة
- وسام الحمار
- القرد أولى بلحم غزاله
- كاميل كلوديل… حين نَحَتَتِ العزلةُ وجهَ العشق
- في حضرة عبث الحنين .. حكاية الحاجّ نبيل وأشباح سبورتنج
- القراءة بين سيف أرطغرل الصارم ومقص زكي الحلاق الفاهم
- ومضات من حياة لازلو كرازناهوركاي: رسول الخراب الجميل
- حقيبة الملابس .. من مذكّرات الكاتب التركي عزيز نيسين


المزيد.....




- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...
- ياسر جلال: رواية -غير مثبتة- عن دور للجيش الجزائري في القاهر ...
- مهرجان فلفل إسبيليت الأحمر: طعام وموسيقى وآلاف الزوار
- فيلم وثائقي يعرض الانهيار الأخلاقي للجنود الإسرائيليين في حر ...
- من -سايكو- إلى -هالوين-.. لماذا تخيفنا موسيقى أفلام الرعب؟
- رام الله أيتها الصديقة..!
- ياسر جلال يعتذر عن معلومة -خاطئة- قالها بمهرجان وهران للفيلم ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أوزجان يشار - الوظيفة المرتبكة بين كفاءة الغرباء وثقة الأقرباء: حين تُدار الوظائف بالقلب لا بالعقل