أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - فريدريك ميسترال جائزة نوبل للأدب سنة 1904














المزيد.....

فريدريك ميسترال جائزة نوبل للأدب سنة 1904


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


فريدريك ميسترال من فرنسا الحائز على نوبل للأداب 1904

فريدريك ميسترال (Frédéric Mistral. نشأ في بيئة ريفية
تقليدية، وكان للريف البروفنسالي بطبيعته ولغته وعاداته أثر عميق في تكوينه الثقافي والأدبي.
تلقى تعليمه في أفينيون ثم درس القانون في جامعة إيكس-أون-بروفانس، إلا أن اهتمامه الحقيقي لم يكن بالقانون، بل بالأدب واللغة والتاريخ الشعبي. ومنذ شبابه المبكر، أظهر شغفًا خاصًا باللغة البروفنسالية التي كانت آنذاك مهمّشة أمام هيمنة اللغة الفرنسية الرسمية.
عاش ميسترال في فترة شهدت فيها فرنسا مركزية ثقافية ولغوية قوية، حيث فرضت الدولة الفرنسية اللغة الفرنسية كلغة رسمية وحيدة في التعليم والإدارة، مما أدى إلى تهميش اللغات الإقليمية مثل الأوكسيتانية، والبريتانية، والباسكية.
لم يكن ميسترال سياسيًا بالمعنى الحزبي أو الثوري، لكنه كان مثقفًا مقاومًا ثقافيًا؛ إذ رأى في الدفاع عن اللغة المحلية دفاعًا عن الكرامة الإنسانية والهوية الجماعية. كان مشروعه الثقافي ذا بعد اجتماعي واضح، يهدف إلى إعادة الاعتبار للفلاحين وأهل الجنوب وثقافتهم الشعبية في مواجهة التهميش الثقافي.
في عام 1854، شارك ميسترال في تأسيس حركة الفليبريج مع ستة شعراء آخرين، وهي حركة أدبية وثقافية هدفت إلى إحياء اللغة والأدب البروفنساليين. أصبحت هذه الحركة من أهم المبادرات الثقافية الإقليمية في أوروبا، وأسهمت في إنتاج أدب مكتوب بلغة كانت تُعدّ آنذاك لهجة عامية
كان ميسترال الزعيم الروحي والفكري لهذه الحركة، وقد وضع لها أسسًا لغوية وأدبية واضحة، ما جعلها مشروعًا طويل الأمد لا مجرد تيار شعري عابر.
اللغة والأسلوب
كتب ميسترال معظم أعماله باللغة الأوكسيتانية البروفنسالية لكنه كان يرفقها غالبًا بترجمات أو شروح فرنسية. يتميز أسلوبه بالوضوح، والغنائية، والاعتماد على الصور الطبيعية، والأساطير المحلية، والتراث الشعبي.
الموضوعات
تناولت أعماله:
الحياة الريفية
الحب والطبيعة
التقاليد الشعبية
التاريخ المحلي
الصراع بين الحداثة وفقدان الهوية
الحنين إلى الماضي الثقافي
ميريو (Mireio – 1859
وهي قصيدة ملحمية تُعدّ أشهر أعماله، وتحكي قصة حب مأساوية بين فتاة ريفية وشاب فقير، في إطار يعكس الحياة الاجتماعية والتقاليد البروفنسالية. اعتُبرت هذه القصيدة حدثًا أدبيًا كبيرًا وأعادت الاعتبار للأدب الإقليمي.
كالنداو Calendal – 1867
ملحمة شعرية تحتفي بالبطولة الشعبية وبالصراع من أجل الكرامة والحرية، وتُبرز قيم الشجاعة والعمل.
نرت Nerto – 1884
عمل ذو طابع أسطوري وتاريخي، يعكس اهتمام ميسترال بالموروث الشعبي والأساطير المحلية.
قاموس كنز الفليبرِيج (Lou Tresor dóu Félibrige
وهو عمل لغوي ضخم يُعدّ من أهم القواميس الأوكسيتانية، ويمثل جهدًا علميًا هائلًا في حفظ اللغة وتوثيقها.
منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل لفريدريك ميسترال:
تقديرًا لأصالته الشعرية
واعترافًا بجهوده في إحياء لغة أدبية مهددة بالاندثار
ولإسهامه في الحفاظ على تراث ثقافي إنساني
وقد تقاسم الجائزة مع الكاتب الإسباني خوسيه إتشغاراي، مما يعكس تقدير نوبل للأدب الذي يخدم الهوية الإنسانية والثقافية، لا فقط الأدب المكتوب باللغات الكبرى.
يتميّز ميسترال بين الأدباء العالميين بأنه:
أحد أوائل الحاصلين على نوبل من دعاة التعدد اللغوي
نموذج للأديب الذي جمع بين الإبداع الأدبي والعمل الثقافي
رمز عالمي للدفاع عن اللغات والثقافات المهمّشة
يُقارن أحيانًا بشخصيات مثل:
وليم بتلر ييتس في الدفاع عن الهوية الثقافية بابلو نيرودا في الربط بين الأدب والذاكرة الجماعية
يمثّل فريدريك ميسترال حالة فريدة في تاريخ الأدب العالمي؛ فهو شاعر، ومصلح لغوي، ومؤرخ ثقافي، ورمز للهوية الإقليمية في مواجهة التوحيد الثقافي. لم يكن مشروعه مجرد كتابة شعر، بل بناء ذاكرة جماعية وحماية لغة من الزوال. ومن هنا، فإن قيمته الأدبية والإنسانية تتجاوز حدود فرنسا وبروفانس، لتجعل منه واحدًا من أهم الأصوات التي أكدت أن الأدب ليس ترفًا فنيًا، بل فعل مقاومة ثقافية وحفظ للإنسانية.



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف نزع سلاح الفصائل
- مراهقة لا تُخفي رغبتها
- ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود
- بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية
- كواكب الساعدي حوار دائم بين الذات والعالم
- صلاح نيازي الاغتراب، الشعر، والترجمة
- .جلالة الملك التطوّر
- ملائكة المسافات
- منى الصرّاف امرأة واحدة تمثل آلاف النساء
- كريم ناصر الذات التي تكتب الذات
- عبدالباقي فرج صور ومحطات مكانية وزمانية
- الشاعر حمد شهاب الأنباري أسلوب الاعتراف
- وداد الواسطي المرونة والإنسياب الشعري
- الشاعر يوسف الصائغ على حافة الجرح
- الناي قصبة جوفاء كانت يومًا ما خضراء
- عصمان فارس المغني الفنان الممثل المخرج الناقد المسرحي
- الشاعر عبدالله كوران عمل في إذاعة يافا فلسطين القسم الكردي
- الشاعرة السعودية عطاف سالم
- الشاعرة جيهان محمد حسن خلف قضبان المسافة
- الفنان والكاتب يحيى ااشيخ


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - فريدريك ميسترال جائزة نوبل للأدب سنة 1904