أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية














المزيد.....

بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


بلند الحيدري حياة وشعر ومكانة

بلند الحيدري (1926–1996) يُعتبر من الأصوات الشعرية العراقية البارزة في النصف الثاني من القرن العشرين، شاعرًا جمع بين التجذّر في تقاليد اللغة العربية وشغفًا بالتحولات الحداثية وجودية وماركسية في بعض جوانبها، ومؤلفًا ومفكِّرًا له حضورٌ متباين في النقد الأدبي: حظي بإشادة بعض النقّاد وتجاهل نسبي من آخرين، ما يجعل إعادة دراسته ضرورةً لفهم مسار الشعر العربي الحديث.
ولد بلند الحيدري في بغداد في 26 سبتمبر أيلول 1926 لعائلة ذي أصول كردية، واسمه في الكردية يعني «الشامخ». تنقل بين عوالم العراق الثقافية وعَمِل في الصحافة والأدب، وكان ذي ميولٍ فكرية متنوعة قراءات في الفلسفة والوجودية، وميلٍ إلى أفكار سياسية وديمقراطية في مراحل مختلفة من حياته. تُوفي في لندن في 6 أغسطس آب 1996 إثر عملية جراحية للقلب.
من المحطات العملية والثقافية في حياته: المساهمة في الصحافة الأدبية العراقية، الانخراط في منابر ثقافية مختلفة، والعيش فترةً في المنفى الخارج الذي شكّل سياقًا مهمًا في عديد نصوصه الوجدانية والسياسية. بعض الدراسات تناولت دور هذا التجوال والمنفى في بناء وعيه الشعري.
البدايات والتكوين قراءات في الأدب والنقد والتراث، وطلاع على الفلسفة وعلم النفس، ما أعطى شعره بعدًا تأمليًا ونفسيًا مع ميولٍ وجدانية.
التحول الحداثي تبنّي شكل من أشكال الحداثة في الشعر ليس دائمًا كسرًا كاملًا للأوزان، بل مشاركة في تجربة حديثة تتداخل فيها دراما الذات والوجود. كثير من نصوصه تبرز ثنائيّة البطل المغترب والإنسان الوجود.
الالتزام السياسي والإنساني لم يَغِب البعد الاجتماعي والسياسي عن نصوصه؛ إما كخلفية أو كصوتٍ مباشر، وهو ما جعله شاعرًا يتداخل فيه الذاتي بالعالمي.
الذات والوجود يطغى في شعر الحيدري اتجاهٌ تأملي وجودي، حيث يتحول الشاعر إلى راصدٍ لذاته وللبشرية، ويُظهِر شعره نزعةً إنسانية بامتياز.
الحنين والمنفى تجربة الغربة والمنفى ظلت مرجعية موضوعية ووجدانية؛ الصور في شعره تتخذ طابعًا أحيانًا نوستالجيًا، وأحيانًا استنكاريًا على خلفية الألم والمقاومة.
اللغة والصورة حافظ على لغةٍ عربيةٍ متماسكة ذات قدرة على التكثيف الرمزي، ولكنه لا ينأى عن الإيحاءات والأساليب الدرامية، إذ تناول بعض الباحثين البنية الدرامية في نصوصه كأحد عناصر قوّتها الفنية.
هناك دراسات أكاديمية ناقشت مظاهر التداولية والمرجعيات في شعره، وبحثت البنية الدرامية لقصائده، كما ظهرت مقالات نقدية تعالج تجاهله النسبي من قبل بعض النقّاد بالمقارنة مع معاصرين مثل بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، مما أثار نقاشًا حول معايير الانتباه النقدي والتوثيق الأكاديمي للشعر الحديث.
بالمقارنة مع شعراء مثل بدر شاكر السياب أو عبد الوهاب البياتي الحيدري يشاركهم الهمّ الحداثي والبحث عن لغةٍ جديدةٍ تُقاسِم القارئ تجربة الانكسار والبحث عن ذاتٍ جديدة، لكنه يميل في كثير من نصوصه إلى توظيفات وجودية أكثر خصوصية وبناءات درامية داخلية، بدلاً من السرد القومي أو الرموز السياسية الكثيفة التي تميّزت عند آخرين. هذا الفارق جعل موقعه مختلفًا أقل ملاحقةً نقديًا وجماهيريًا، لكنه ذا ثراء موضوعي وشكلي يستجيب لقراءات متأنية.
إقليميًا العراق المنطقة يُعدُّ الحيدري واحدًا من الأصوات العراقية المهمة في بناء تجربة الحداثة الشعرية العراقية، لكنه كما ذُكر لم يحظَ بدرجة التغطية النقدية التي نالها بعض معاصريه، ما أدّى إلى نوعٍ من النسيان الجزئي داخل السردية الأدبية الرسمية. تُشير مقالات ومذكرات إلى أنه ريادة لم ينصفها النقاد.
عربيًا شعره معروف لدى قرّاء الأدب العربي المهتمّين بالجيل الحداثي، مع وجود ترجمات متفرقة أو اقتباسات، لكن تأثيره العام ظل محدودًا مقارنةً ببعض الأسماء الأوسع انتشارًا إعلاميًا ونقديًا.
عالميًا لم يصل الحيدري إلى شهرة عالمية واسعة موازية لبعض شعراء عرب آخرين هذا يعود إلى عوامل عدة قلة الترجمات المتداولة، وقلة الدراسات التوثيقية المفصّلة بلغاتٍ أجنبية، وكذلك الاهتمام المتفاوت بالتراث الشعري العراقي في المشهد العالمي. لذلك تُعدّ مبادرات الترجمة والدراسة الأكاديمية مفتاحًا لرفع هذه المكانة مستقبلًا.
إلى جانب الشعر، شارك الحيدري في الصحافة والأعمال التحريرية، وترك نصوصًا ومواقف فكرية تعكس قراءاته المتنوعة في الفلسفة والسياسة والنقد الأدبي، ما جعله شخصية ثقافية مركبة في سياق المشهد العراقي الحديث.
ضعف التوثيق والبحث الأكاديمي الشامل مقارنةً بزملائه.
عوامل تاريخية وسياسية أدّت إلى تشتيت الانتباه عن بعض الأصوات الأدبية خلال فترات مضطربة في المشهد العراقي والعربي.
قلة الترجمة والانخراط في شبكات نشر دولية مقارنةً ببعض الأسماء الأخرى



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كواكب الساعدي حوار دائم بين الذات والعالم
- صلاح نيازي الاغتراب، الشعر، والترجمة
- .جلالة الملك التطوّر
- ملائكة المسافات
- منى الصرّاف امرأة واحدة تمثل آلاف النساء
- كريم ناصر الذات التي تكتب الذات
- عبدالباقي فرج صور ومحطات مكانية وزمانية
- الشاعر حمد شهاب الأنباري أسلوب الاعتراف
- وداد الواسطي المرونة والإنسياب الشعري
- الشاعر يوسف الصائغ على حافة الجرح
- الناي قصبة جوفاء كانت يومًا ما خضراء
- عصمان فارس المغني الفنان الممثل المخرج الناقد المسرحي
- الشاعر عبدالله كوران عمل في إذاعة يافا فلسطين القسم الكردي
- الشاعرة السعودية عطاف سالم
- الشاعرة جيهان محمد حسن خلف قضبان المسافة
- الفنان والكاتب يحيى ااشيخ
- شيركو بيكس شاعر الحرية والخيال
- الشاعر عبد الكريم كاصد
- الفنان والأديب سمير عبد الجبار
- الشاعر سعدي يوسف


المزيد.....




- السفير العماني لدى تونس: حريصون على دعم جميع المبادرات التي ...
- الداخلية تتخذ الإجراءات بحق الشاعر علي نعيم بعد تجاوزه على ر ...
- 16 رواية تترشح للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العر ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج روب راينر وزوجته ...
- التقدم والاشتراكية يسائل وزير الشباب والثقافة والتواصل حول أ ...
- من هم -الحشاشون- وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟
- مصر.. تصرف فنان مع سائقه يفجر موجة من ردود الفعل
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج الشهير روب راينر ...
- ”سينماتيك”.. خطى واثقة نحو تأسيس مرجعية نقدية
- العثور على المخرج السينمائي روب راينر وزوجته جثتين هامدتين ف ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية