أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود














المزيد.....

ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


ماجد أحمد دخيل لا يحتفي بالموت ولا يفرض بطولة زائفة

يوماً ما

في غرفةٍ غير مرتّبةْ
يحتشدُ قليلٌ من الأرقِ
ونعاسٍ خجولْ
يتمرّدُ على عنادِ ألليلْ
ليقتنصَ فرصةَ حلمٍ
يعتاشُ
على ألتوددِ لهُ ......
العودةُ
إلى الإغراقِ في التفاؤلِ
تؤجل تداعيات الإخفاقْ
وتستدعي أماكنَ وفرصاً
استقرت في العمقْ
وأنتَ ترتدي قبلاتكَ الاؤلى
متجاوزاً خجلكَ الشفيف الذي ورثتهُ عن أمّكَ
وهي تحاورُ مساءً يرتبطُ بالذاكرةْ
يوماً ما
ستحتفلُ من جديد
ببدايةِ شتاءٍ فضّي
ينقلكَ من خلفِ شباكٍ داكنْ
إلى حديقة السبكي
وأكثر من حضنٍ دافئْ
أوسلو 28-11-2023

الذات المثلجة
تتهافت فوق خريف من القمامة
وتشدوا لمزارات الأغصان الجرداء
يكسوها خبل
يتفاعل مع أديم السفح المنزلق حتما نحو البحر
ينتج أحلاما
تتراكض
مثل خنادق غربتنا
يأكلها الصدأ .....
أُخبيء خيالي
خلف سنام الليل
ولا ينساني المدّ القبلي
نرسم أشباه المدن المنقولة من أقصى الجوف
ينتقل الخوف المخبّأ
تحت رداء الصدفة
أروح إلى يافطة
تنقش حروفها شموعا
تستغني عن نسق الحدث المرتب
مثل الرسوم المتحركة
احشر نفسي عنوة
في أفق المترامية الأطراف
لأغدو ثلجا
يغزو رأسي
كي يتبلل عمري
بالشيخوخة المبكرة
أنسى اني ولدت لأرحل
باحثا عن قطب متعادل
لا يرسلني إلى بهو
يصفق للموت فقط
ولا تنضب نياشين الفعل لديه
اوسلو ٢٦١١٢٠١٣
تندرج قصيدتا يوماً ما والذات المثلجةضمن ما يمكن تسميته بـ شعر الوعي الوجودي المنفي، حيث تتقاطع التجربة الذاتية مع أسئلة الزمن، والذاكرة، والاغتراب، والبحث عن معنى في عالم متشظٍ. لا يكتب ماجد أحمد دخيل من موقع الوصف أو السرد المباشر، بل من داخل وعي مأزوم يعيد تشكيل الواقع عبر المجاز، واللغة المنكسرة، والصورة المتوترة.
إن شعره لا يحتفي بالحدث بقدر ما يُفكّكه، ولا يطمئن إلى المعنى الجاهز، بل يقيم في منطقة الشك، والتأجيل، والاحتمال، وهو ما يمنحه بعداً حداثياً واضحاً، منفتحاً على التجربة الإنسانية الكونية دون أن يفقد جذوره في القصيدتين، لا يظهر الاغتراب كحالة جغرافية فحسب أوسلو المنفى، بل كـ بنية نفسية ومعرفية. فالشاعر مغترب حتى عن ذات
في «يوماً ما»، يتجلى الاغتراب في غرفة غير مرتبة، أرق، نعاس خجول، ذاكرة تتكئ على الأم، على القبلة الأولى، على الحلم المؤجل.
في الذات المثلجة، يصبح الاغتراب أكثر قسوة: قمامة، أغصان جرداء، صدأ، خنادق الغربة، بهو يصفق للموت.
الذاكرة هنا ليست ملاذاً، بل عبئاً وجودياً، تستدعى لتأجيل الإخفاق لا لتجاوزه.
الزمن في شعر دخيل غير خطي؛ هو زمن معلّق
يوماً ما ليست وعداً، بل تعليقاً أبدياً.
الشتاء، الخريف، الشيخوخة المبكرة، كلها صور زمنية تحيل إلى تآكل العمر قبل اكتماله.
الذات الشعرية
لا تنتصر.
لا تنهزم تماماً.
بل تعيش حالة تفاوض مرهق مع الوجود، بحثاً عن “قطب متعادل لا يحتفي بالموت ولا يفرض بطولة زائفة.
قصيدة النثر كخيار جمالي يعتمد الشاعر قصيدة النثر لا بوصفها شكلاً سهلاً، بل كـ ضرورة تعبيرية
غياب الوزن والقافية يقابله إيقاع داخلي قائم على التكرار، والانقطاع، والتدوير الدلالي.
البياضات، النقاط، الانكسارات البصرية تعكس تصدع الذات.
النهاية في يوماً ما مفتوحة على حضن دافئ محتمل.
النهاية في «الذات المثلجة» تترك الذات معلقة في سؤال المصير.
وهذا يعكس رؤية شاعرية ترى أن الحياة نفسها نص غير مكتمل.
اللغة مشحونة، لكنها غير خطابية.
رمزية دون غموض متعالٍ.
تمزج اليومي بالفلسفي، والحميمي بالكوني.
الصورة لديه:
ليست تزيينية.
بل وظيفية معرفياً.
الذات المثلجة صورة تلخص الانجماد النفسي والاغتراب.
خنادق غربتنا تحويل الغربة إلى حرب صامتة.
بهـو يصفق للموت نقد حضاري للعالم الذي يحتفي بالفناء
ما يميز هذه القصائد هو
غياب الادعاء الشاعر لا يتقمص دور النبي أو المناضل.
صدق التجربة الألم غير مصطنع.
الاقتصاد اللغوي: لا إسراف في الصورة ولا في الفكرة.
الانفتاح الكوني: التجربة العراقية تتحول إلى تجربة إنسانية.
الإبداع هنا يكمن في تحويل الهشاشة إلى طاقة
ينتمي دخيل إلى جيل ما بعد الخراب
لا يكتب عن الحرب مباشرة.
بل عن نتائجها النفسية والوجودية.
يقف في منطقة وسطى بين:
الحساسية العراقية العميقة.
والتجريب الحداثي غير المؤدلج.
. في السياق العربي والعالمي
قصائده قابلة للترجمة
لأنها لا تعتمد على خصوصية لغوية مغلقة.
بل على تجربة إنسانية كونية: المنفى، الزمن، الذاكرة، الموت.
وهذا يمنحه قابلية للحضور في المشهد الشعري العالمي، خصوصاً ضمن أدب المنفى واللجوء.
إن قصيدتي -يوماً ما- والذات المثلجة تمثلان نموذجاً لشعر:
لا يصرخ، بل يهمس بعمق.
لا يدّعي البطولة، بل يعرّي الإنسان.
لا يبحث عن الخلود، بل عن لحظة صدق.
ماجد أحمد دخيل شاعر يكتب من حافة الوجود، ويمنح قصيدته حقها في الشك، والتردد، والبحث، وهو ما يجعل تجربته جديرة بالقراءة النقدية الجادة، وبالانتماء إلى الشعر العراقي والعربي المعاصر بوصفه شعراً إنسانياً، حداثياً، ومتفرداً.



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلند الحيدري تجربة الحداثة العراقية
- كواكب الساعدي حوار دائم بين الذات والعالم
- صلاح نيازي الاغتراب، الشعر، والترجمة
- .جلالة الملك التطوّر
- ملائكة المسافات
- منى الصرّاف امرأة واحدة تمثل آلاف النساء
- كريم ناصر الذات التي تكتب الذات
- عبدالباقي فرج صور ومحطات مكانية وزمانية
- الشاعر حمد شهاب الأنباري أسلوب الاعتراف
- وداد الواسطي المرونة والإنسياب الشعري
- الشاعر يوسف الصائغ على حافة الجرح
- الناي قصبة جوفاء كانت يومًا ما خضراء
- عصمان فارس المغني الفنان الممثل المخرج الناقد المسرحي
- الشاعر عبدالله كوران عمل في إذاعة يافا فلسطين القسم الكردي
- الشاعرة السعودية عطاف سالم
- الشاعرة جيهان محمد حسن خلف قضبان المسافة
- الفنان والكاتب يحيى ااشيخ
- شيركو بيكس شاعر الحرية والخيال
- الشاعر عبد الكريم كاصد
- الفنان والأديب سمير عبد الجبار


المزيد.....




- حريق مفتعل أم قضاء وقدر؟ جدل حول وفاة الفنانة المصرية نيفين ...
- -صوت هند رجب- يمضي لمسافة أبعد في منافسات جوائز الأوسكار الـ ...
- -صوت هند رجب- و3 أفلام عربية أخرى تقتحم سباق الأوسكار
- الأوسكار في دورته الـ98.. قائمة بأبرز الأفلام المرشحة لنيل ا ...
- ضايل عنا عرض لمي سعد وأحمد الدنف: فيلم يروي يوميات سيرك غزة ...
- -صوت هند رجب- يتصدر ترشيحات الأوسكار بعد جائزة -الأسد الفضي- ...
- بالصور.. مهرّج مكلوم يرسم الابتسامة على وجوه أطفال غزة
- نجوم الغناء ضحايا الاصدارات الزائفة باستخدام الذكاء الاصطناع ...
- «كعكة الرئيس» يدخل القائمة القصيرة للأوسكار في إنجاز تاريخي ...
- فيلم وثائقي يكشف أسرار معركة حلب وتفاعل واسع على المنصات


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - ماجد أحمد دخيل حالة تفاوض مرهق مع الوجود