أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الشرايطي - الفاشية الشعبية: حين يصنع الخوف وعيا زائفا، وتصنع الجماهير طغاتها.















المزيد.....



الفاشية الشعبية: حين يصنع الخوف وعيا زائفا، وتصنع الجماهير طغاتها.


رياض الشرايطي

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: الفاشية الشعبية… احتمال دائم في تاريخ المجتمعات.

الفاشية الشعبية لا تعتبر انحرافا مفاجئا عن المسار “الطبيعي” في السياسة، بل احتمالا قائما دائما في كل مجتمع يعجز عن بناء وعي نقدي جماعي مستمر. إنها ليست مجرد سلطة قمعية تفرض بالقوة، ولا مجرد انقلاب عسكري أو مرسوم طوارئ، بل هي حالة نفسية وسياسية واجتماعية معقدة، تتسلل إلى الحياة اليومية، وتتنكر في لغة الشعب، وتتغذى على مخاوفه وهشاشته المعرفية، وتستثمر رغباته في الطمأنينة والأمان الزائف.
الخطر الحقيقي للفاشية الشعبية لا يكمن في الجنود أو الشعارات، بل في الوعي المعطّل للجماهير نفسها، الذي يجعل الفرد يختار الطاعة ويؤمن بالمنقذ، ليس عن جهل ساذج، بل عن وعي ناقص أو مشوّه. هي لا تطلب من الشعب أن يفكر، بل أن ينتمي، وأن يصفّق، وأن يذوب في الانتماء الجمعي، وهكذا يتحول كل مجتمع محتمل الضحايا إلى شريك في إنتاج الاستبداد، دون إدراك حقيقي لما يحدث.
الفاشية الشعبية ليست أيديولوجيا متكاملة، ولا نظرية سياسية واضحة، بل هي نمط من التفكير الجماعي، وعادة اجتماعية مدمّرة، وثقافة خوف تمتد في كل تفاصيل الحياة اليومية. إنها تنتعش حين يتراجع العقل النقدي، ويستبدل التحليل بالخوف، والانفعال بالفهم، واليقين الزائف بالشك الخلّاق. وهي لا تبدأ بالقمع المباشر، بل بتعويد المجتمع على قبول ما كان مرفوضا بالأمس، وبإعادة تشكيل الانفعالات الجماعية بطريقة تجعل من الخضوع، والطاعة، والصمت، أمورا “طبيعية” ومطلوبة.
التاريخ مليء بالأمثلة على أن المجتمعات الأكثر تقدما وعلما يمكن أن تصنع فاشية داخلية، ليس بسبب نقص المعرفة العلمية أو التقنية، بل بسبب غياب التفكير النقدي والوعي السياسي المستمر. ألمانيا النازية كانت مجتمعا متقدما علميا وثقافيا، لكنها أفرزت أحد أكثر الأنظمة الفاشية تطرفا في التاريخ، عبر انتخابات وديمقراطية شكليا، لكن مفرغة من مضمونها الحقيقي. إيطاليا الموسولينية استثمرت في المسرح الجماعي، والهتاف، والرموز، لتحوّل المواطن من مفكر مستقل إلى كتلة صوتية مدمجة في منظومة سلطوية. وإسبانيا الفرنكوية نجحت في ترسيخ استبدادها ليس فقط بالقوة، بل بإعادة تشكيل وعي المجتمع اليومي، وجعل الصمت والحياد أدوات ضغط اجتماعي، ووسائل تربية على الخوف والطاعة.
الفاشية الشعبية إذن ليست قضية قوة، بل قضية وعي، ثقافة، وعادة جماعية. إنها تنتشر وتزدهر في المجتمعات التي تتوقف فيها الأسئلة عن الوجود، ويصبح البحث عن الحل السريع والتطمين النفسي أهم من البحث عن الحقيقة، ويصبح الانفعال والمشاركة العاطفية أكثر قيمة من الفهم والتحليل. هي تحوّل الاختلاف إلى تهديد، والنقد إلى خيانة، والحرية إلى نعيم لا يحتمل، والصمت إلى أمان، حتى يصبح الخضوع ناتجا عن اختيار ذاتي، لكنه اختيار مشوّه ومضلّل.
إن قراءة الفاشية الشعبية تتطلب تجاوز التحليل السطحي للأحداث، لتشمل فهم بنية المجتمع، وعلاقته بالخوف، والتعليم، والإعلام، والسياسة اليومية، واللغة، والنظام الرمزي الذي يغذّي الانقسام والتبسيط المفرط. فهي احتمال قائم داخل كل مجتمع، لا يقهر بالتهديد المباشر وحده، ولا بالإدانة الأخلاقية، بل يحتاج إلى تحليل دقيق واستراتيجية طويلة المدى لإعادة بناء الوعي، وتمكين العقل من ممارسة شكّه الخلّاق، واستعادة السياسة كمجال لصراع المصالح المشروع، لا لمسرح العواطف الجماعية أو الطقوس القسرية.
في هذا السياق، يصبح من الضروري القول إن الفاشية الشعبية ليست مجرد موضوع تاريخي أو سياسي، بل تحذير دائم للمجتمعات الحية، تتكرّر أشكالها وتتنوع وسائلها، لكنها تعتمد على نفس القاعدة الأساسية: غياب التفكير النقدي، واستبدال الشك باليقين الزائف، والخوف بالتحليل، والانتماء بالحرية الفردية.
ومن هذا المنطلق، يستحيل فهم الفاشية الشعبية أو مواجهتها دون دراسة متأنية لتاريخها، وأمثلتها العملية، وأليات عملها في وعي الجماهير، ودورها في إعادة إنتاج الاستبداد. إنها معركة مستمرة، ليست ضد شخصيات فحسب، بل ضد منطق الانقسام، المنطق البسيط، والخوف المدار، والجهل المعطّل الذي يتيح للأنظمة الاستبدادية أن تزدهر في أعماق المجتمعات.
وبينما تنكشف عبر التاريخ، تقدم الفاشية الشعبية درسا صارخا في ضرورة بناء وعي نقدي جماعي مستمر، وثقافة سياسية متماسكة، وممارسة يومية للحرية والشك والتحليل. كل تأخر في هذه المعركة، كل صمت، كل استسلام للطمأنينة الزائفة، هو خطوة نحو إعادة إنتاجها. وعليه، تصبح مواجهة الفاشية الشعبية مسألة حضارية بقدر ما هي سياسية، ومسألة وعي بقدر ما هي قضية مصالح، ومسألة تاريخ بقدر ما هي واقع معاصر يحدّد مستقبل المجتمعات.
وكما نبّه أومبرتو إيكو بدقة قاتلة:
«الفاشية تنمو من الإحساس بالإهانة، وتحتاج إلى عدو دائم كي تستمر».

01. أمثلة تاريخية: حين صوّتت الجماهير ضد نفسها.

في ألمانيا النازية، لم يكن صعود هتلر حدثا شاذا أو قفزة في الفراغ. لقد جاء في سياق اجتماعي مأزوم: هزيمة قومية، أزمة اقتصادية خانقة، إحساس جماعي بالإذلال، وانهيار الثقة في النخب التقليدية.
ما فعله الخطاب النازي لم يكن اختراع الخوف، بل تنظيمه وتوجيهه.
الجماهير، عبر الانتخابات والحشود والخطاب الشعبوي، لم تجبر على تفويض هتلر، بل أقنعت نفسها بأن التفويض هو الحل الوحيد.
هنا تظهر المفارقة القاسية:
الديمقراطية الشكلية تحوّلت إلى بوابة للفاشية حين فصلت عن الوعي النقدي.
لم يلغ النظام النازي السياسة دفعة واحدة، بل أفرغها تدريجيا من مضمونها، وحوّل المشاركة إلى تصفيق، والاختيار إلى طقس، والولاء إلى فضيلة.
في إيطاليا الموسولينية، كان المشهد مختلفا شكليا، لكنه متطابق جوهريا.
الدولة لم تكن قوية في بدايتها، لكن الجماهير كانت مهيّأة نفسيا لقبول العنف كحلّ، والزعيم كرمز، والاستعراض كبديل عن الفعل السياسي الحقيقي.
السياسة تحوّلت إلى مسرح دائم:
المسيرة بدل النقاش،
الشعار بدل الفكرة،
والقوة بدل الشرعية.
ما وحّد التجربتين ليس القمع فقط، بل الاستعداد الاجتماعي لتبريره.
الناس لم يكونوا جميعا متطرفين، لكنهم قبلوا التطرف لأنه بدا أقل فوضوية من الحرية، وأقل إرهاقًا من التفكير.
أما في إسبانيا الفرنكوية، فقد اتخذت الفاشية مسارا أكثر هدوء وأشدّ رسوخا.
بعد الحرب الأهلية، لم يكن المطلوب تعبئة الجماهير بلا انقطاع، بل ترويضها نفسيا.
الخوف تحوّل إلى أسلوب حياة:
الصمت فضيلة،
الحياد حكمة،
والانسحاب من الشأن العام شكل من أشكال النجاة.
الفرنكوية لم تطلب من الناس الإيمان بها، بل فقط التكيّف معها.
وهنا تكمن خطورتها:
حين يصبح الخوف فرديا، لكنه يمارس جماعيا، يتحوّل إلى نظام اجتماعي مستقر.
القمع لا يعود مهمة الدولة وحدها، بل يتحول إلى رقابة متبادلة، وإلى شكّ دائم، وإلى تفكك في الروابط الإنسانية نفسها.

02. من الفاشية الكلاسيكية إلى الفاشية الجماهيرية المعاصرة.

الفاشية اليوم نادرا ما تأتي بملابسها القديمة.
لقد تخلّت عن التحية الرسمية، لكنها احتفظت بالجوهر:
تبسيط العالم،
شيطنة الخصم،
وتحويل السياسة إلى معركة وجودية دائمة.
الفاشية الجماهيرية المعاصرة تعمل عبر:
الإعلام،
الخطاب الشعبوي،
التلاعب بالعواطف،
وإعادة إنتاج الخوف يوميًا.
الثنائيات القاتلة تعود بصيغ جديدة:
نحن / هم
الوطني / الخائن
الشعب / الأعداء
في هذا السياق، لا يحتاج القائد إلى برنامج اقتصادي أو اجتماعي متماسك.
يكفيه أن يكون مركزا عاطفيا، نقطة تجميع للغضب، ورمزا للخلاص.
الأزمات لا تحل، بل تدار؛
والغضب لا يفكك، بل يستثمر.
كما كتب غرامشي:
«حين يعجز القديم عن الاستمرار، ولا يولد الجديد بعد، تظهر الوحوش».
الفاشية الشعبية هي أحد هذه الوحوش:
نتاج الفراغ،
وثمار العجز عن تخيّل بديل.

03. الفاشية والشعوب: مسؤولية مُرّة لا يمكن إنكارها.

الحديث عن مسؤولية الشعوب في صعود الفاشية يظل من أكثر الموضوعات حساسية وإرباكا، لأنه يلامس منطقة رمادية بين الضحية والفاعل. لكن تجاوز هذه الحساسية ضروري، ليس بدافع الإدانة الأخلاقية، بل بدافع الفهم السياسي العميق.
فالاستبداد، تاريخيا، لم يكن يوما مشروعا فرديا صرفا، بل علاقة اجتماعية معقّدة، تحتاج إلى قبول، أو صمت، أو مشاركة غير مباشرة كي تستمر.
لا يعني هذا تحميل الجماهير وزر الطغيان، بل الاعتراف بأن الطغيان لا يعيش طويلا في فراغ اجتماعي معاد بالكامل.
حتى أكثر الأنظمة قمعا احتاجت دائما إلى:
– جمهور يصفّق
– جمهور يصمت
– أو جمهور يبرّر
وغالبا ما يكون هذا الجمهور منهكا، خائفا، محبطا، لا شريرا ولا واعيا بخطورة ما يفعل.
هنا تحديدا تكمن المأساة: حين يتحوّل الخوف إلى منطق، والصمت إلى فضيلة، والتكيّف إلى حكمة سياسية.
الفاشية الشعبية لا تقوم على تعبئة الجميع، بل على تفكيك القدرة الجماعية على الرفض.
حين يصبح الاعتراض مكلفا نفسيًا واجتماعيا، وحين يقدّم الاستقرار بوصفه أعلى القيم، يبدأ المجتمع، تدريجيا، في التخلّي عن أدوات الدفاع الذاتي:
– الشك
– النقد
– التضامن
– والمساءلة
القبول الاجتماعي بالفاشية غالبا ما يتخذ أشكالا ناعمة، غير صاخبة:
ليس هتافا دائما،
بل تبريرا عابرا،
أو صمتا طويلا،
أو جملة من نوع: “الوضع لا يحتمل”، “ليس هذا وقته”، “نريد فقط أن نعيش”.
لكن التاريخ يعلّمنا أن التخلّي المؤقت عن الحرية لا يكون مؤقتا أبدا.
الفاشية لا تطلب من الناس أن يكونوا جلادين، بل فقط أن يكفّوا عن رؤية الجلاد.
لا تبدأ بإلغاء الحقوق دفعة واحدة، بل بتطبيع المساس بها، خطوة خطوة، حتى يصبح ما كان صادما في الأمس عاديا اليوم، ومطلوبا غدا.
وحين تُشيطَن المعارضة أخلاقيا، لا سياسيا فقط،
وحين يصوَّر المختلف كخطر وجودي،
وحين يُربط الأمن بشخص أو جماعة أو خطاب واحد،
فإن المجتمع نفسه يبدأ في ممارسة القمع، دون حاجة إلى أوامر مباشرة.
هنا تتحقق أخطر لحظات الفاشية الشعبية:
حين يصبح الاستبداد ثقافة عامة، لا مجرد نظام حكم.
وحين يتحوّل المواطن من صاحب حق إلى طالب حماية،
ومن فاعل سياسي إلى موضوع أمني.

04. الفاشية الشعبية والشعبوية العادية: أين يبدأ الانحدار؟.

التمييز بين الشعبوية والفاشية الشعبية ليس فكرة نظرية، بل ضرورة سياسية.
فالشعبوية، في أصلها، ليست مرضا بالضرورة، بل قد تكون عرضا لأزمة حقيقية: فساد نخب، انسداد سياسي، أو اغتراب اجتماعي.
لكن الخطورة تبدأ حين تتحوّل الشعبوية من أداة احتجاج إلى منطق إقصاء.
الشعبوية العادية تبسّط الخطاب، لكنها لا تبسّط الواقع حدّ الإلغاء.
تنتقد النخب، لكنها لا تجرّم الاختلاف.
تخاطب الناس بلغتهم، لكنها لا تصادر عقولهم.
أما الفاشية الشعبية، فتبدأ لحظة يحدث هذا الانزلاق النوعي:
حين يتحوّل “نحن” من أداة تضامن إلى سلاح إقصاء،
وحين يصبح “الشعب” كيانا طاهرا متخيّلا، لا يجوز الاختلاف معه،
وحين يختزل الوطن في قائد، أو خطاب، أو لحظة انفعالية.
الفاشية الشعبية لا تقول فقط: النخبة فاسدة،
بل تقول: كل من لا ينتمي إلينا فاسد أو خائن.
وهنا تدفن السياسة، لأن السياسة لا تقوم إلا على الصراع المشروع بين رؤى مختلفة.
في هذه المرحلة، لا يعود القائد مجرد ممثل سياسي، بل يتحوّل إلى رمز خلاص، إلى نقطة إسقاط لكل الآمال والمخاوف.
لا يسأل عن برنامجه،
لا يحاسَب على فشله،
لأن مساءلته تقدَّم بوصفها طعنا في “الإرادة الشعبية” نفسها.
في تجارب عديدة، خاصة في السياقات الهشّة، يستخدم خطاب “حماية الدولة” أو “منع الانهيار” لتبرير إغلاق المجال العام.
الحرية تقدَّم كنعمة،
المعارضة كفوضى،
والتفكير كخطر.
وهنا لا تعود الفاشية بحاجة إلى إعلان نفسها.
يكفي أن تعاد صياغة المعاني:
– القمع يصبح حزما
– الصمت يصبح وعيا
– الطاعة تصبح وطنية
الفاشية الشعبية، في هذه المرحلة، لا تفرض بالقوة فقط، بل تطلب اجتماعيا.
الناس يطالبون بالقبضة الحديدية،
بالقرار الواحد،
بالصوت الواحد،
لأن التعدد بات مرهقا، والحرية باتت مخيفة.
وحين تُهاجَم النخب الثقافية باسم “الواقعية”،
ويُشيطَن التفكير النقدي بوصفه تهديدا للاستقرار،
ويُكافأ الصمت ويُدان السؤال،
فإن المجتمع لا يُقمع فقط، بل يُعاد تشكيله نفسيا ليقبل القمع، بل ويدافع عنه.
هنا، تصبح الفاشية الشعبية نهاية منطقية لمسار طويل من التنازلات الصغيرة،
تنازلات بدت معقولة في لحظتها،
لكنها، مجتمعة، مهّدت لدفن السياسة باسم الشعب.

05. كيف يساهم الجهل في صناعة الفاشية؟.

الجهل بوصفه بنية سياسية لا نقصا معرفيا.
الفاشية الشعبية لا تبنى فوق الغباء، بل فوق تعطيل التفكير.
وهذا التمييز أساسي: فالمجتمعات التي أنجبت الفاشية تاريخيا لم تكن مجتمعات أمّية بالضرورة، بل كانت، في كثير من الأحيان، متعلّمة تقنيا، لكنها منزوعة السياسة، أو مفصولة عن أدوات التحليل النقدي.
الجهل الذي تحتاجه الفاشية ليس جهلا بالمعلومات، بل جهلا بالأسئلة.
ليس غياب المعرفة، بل غياب القدرة على الشك.
وهنا يتحوّل الجهل إلى بنية اجتماعية تُنتج وتُعاد إنتاجها عبر التعليم، والإعلام، والخطاب العام.
حين يُختزل التعليم في التلقين،
وحين تُفصل الثقافة عن النقد،
وحين تُحوَّل المعرفة إلى مهارة تقنية بلا أفق اجتماعي أو سياسي،
يصبح الفرد قادرا على العمل، لكن عاجزا عن الفهم؛
قادرا على التكيّف، لكن غير قادر على الاعتراض.
الفاشية الشعبية تزدهر في هذا الفراغ تحديدا.
فالفرد الذي لم يتدرّب على التفكير السياسي،
ولا على قراءة التاريخ بوصفه صراع مصالح،
ولا على فهم الدولة كعلاقة قوى،
يصبح فريسة سهلة لأي خطاب بسيط يمنحه تفسيرا جاهزا للعالم.
الخطاب الفاشي لا يقول: افهم الواقع،
بل يقول: ارتَح من فهمه.
لا يقدّم تحليلا، بل عدوا.
لا يطرح أسئلة، بل يقينا.
واليقين، في لحظات الخوف، أكثر إغراء من الحقيقة.
كما حذّرت هانا آرنت بدقّة مرعبة:
«أخطر ما في الأنظمة الشمولية أنها تجعل التفكير فعلا غير ضروري».
حينها لا يعود التفكير جريمة فقط، بل يصبح فائضا بلا وظيفة.
الجهل هنا يتحوّل إلى راحة نفسية:
راحة من التعقيد،
راحة من الشك،
راحة من المسؤولية.
وهنا تحديدا تبدأ مساهمة الأفراد في صناعة الفاشية، لا لأنهم يريدون القمع، بل لأنهم يريدون الطمأنينة.
الفاشية تقدّم نفسها بوصفها اختصارا للحياة السياسية:
لا حاجة للنقاش،
لا حاجة للاختلاف،
لا حاجة للانتظار.
في هذا السياق، يصبح الإعلام أداة مركزية.
لا بوصفه ناقلا للأكاذيب فقط، بل بوصفه مُسطّحا للواقع.
الخبر يُفصل عن السياق،
الحدث يُفصل عن أسبابه،
والسياسة تُختزل في صراع أخلاقي بين “الخير” و“الشر”.
وحين يُعاد إنتاج هذا النمط يوميا،
يتعوّد العقل على الاستهلاك لا التحليل،
وعلى الانفعال لا الفهم،
وعلى الاصطفاف لا التفكير.
الفاشية الشعبية تحتاج هذا النوع من الوعي المُعطّل:
وعي يرى العالم بسيطا لأنه مرهق،
ويطلب القائد لأنه تائه،
ويكره المختلف لأنه خائف.

06. الوعي النقدي بوصفه مقاومة: لماذا تخاف الفاشية من التفكير؟.

إذا كان الجهل هو التربة الخصبة للفاشية الشعبية، فإن الوعي النقدي هو عدوّها الوجودي.
ولهذا لا تحاربه الفاشية فقط بالقمع، بل بالتشويه، والسخرية، والتجريم الأخلاقي.
الوعي النقدي لا يعني امتلاك الحقيقة،
بل امتلاك القدرة على مساءلتها.
ولا يعني معارضة دائمة،
بل رفض الخضوع الأعمى.
الفاشية تخاف من الوعي لأن الوعي:
– يكشف التناقض بين الخطاب والواقع
– يربط الأزمات ببنيتها الاقتصادية والاجتماعية
– ويُسقط وهم “المنقذ الفرد”
ولهذا تُقدَّم الثقافة النقدية دائما بوصفها:
لعبة نخبوية،
أو تشويشا،
أو خطرا على “الاستقرار”.
في لحظات صعود الفاشية الشعبية،
لا يُستهدف المثقف لأنه يحمل سلاحا،
بل لأنه يحمل سؤالا.
السؤال أخطر من المعارضة الصريحة،
لأنه يُربك اليقين،
ويُضعف الاصطفاف،
ويفتح ثغرة في الجدار العاطفي.
الوعي النقدي ليس فعلا فرديا فقط، بل ممارسة جماعية طويلة النفس:
في المدرسة،
في الجامعة،
في الإعلام،
في النقاشات اليومية،
وفي استعادة السياسة بوصفها شأنا عاما لا طقس ولاء.
مقاومة الفاشية الشعبية لا تعني فقط إسقاط نظام،
بل تفكيك البنية الذهنية التي تسمح بعودته.
فالتاريخ يعلّمنا أن الأنظمة تسقط أسرع من العقليات.
ولهذا، فإن أخطر ما يمكن أن يحدث بعد أي تجربة استبدادية،
ليس بقاء رموزها،
بل بقاء منطقها:
منطق الصوت الواحد،
والخوف من الاختلاف،
والحنين إلى “الحزم”.
الوعي النقدي لا يعد بالراحة،
بل بالقلق الخلّاق.
ولا يمنح يقينا،
بل أسئلة.
لكنه وحده القادر على منع الجماهير من التحوّل، مرة أخرى، إلى مادة خام للطغيان.
كما قال برتولد بريخت:
«الذي لا يعرف الحقيقة جاهل،
لكن الذي يعرفها ويكتمها، فهو مجرم».
في هذا المعنى، الوعي ليس موقفا فكريا فقط،
بل مسؤولية تاريخية.
ومجتمع لا يدافع عن حقه في التفكير،
سيفقد، عاجلا أو آجلا، حقه في الاختيار.

07. كيف تُقاوَم الفاشية الشعبية؟.

تفكيك الآليات بدل الاكتفاء بإدانة النتائج.
مقاومة الفاشية الشعبية لا تبدأ بإسقاط الحاكم، بل بتفكيك الشروط الاجتماعية والنفسية التي جعلت صعوده ممكنا.
فالطغاة يسقطون، لكن الفاشية تعود، لأن بنيتها الأعمق غالبا ما تبقى سليمة:
الخوف،
التبسيط،
الحنين إلى السلطة القوية،
والشك المرضي في الحرية.
أحد أكبر الأوهام السياسية هو الاعتقاد بأن الفاشية تُهزم فقط عبر الصندوق، أو الشارع، أو الانقلاب على رأس السلطة.
التاريخ يُظهر أن هذا النوع من الانتصار، إن لم يُرفق بتغيير عميق في الوعي الجماعي، يكون انتصارا مؤقتا، سرعان ما يُعاد إنتاج نقيضه بأسماء جديدة وشعارات مختلفة.
الفاشية الشعبية لا تُواجَه بخطاب أخلاقي عام،
ولا بإدانة الناس أو السخرية من “وعيهم”،
بل بمواجهة الآليات التي تعمل في العمق:
أولا: تفكيك خطاب الخوف:
الفاشية تعيش على فكرة أن الخطر دائم، شامل، ووشيك.
مقاومتها تبدأ بكشف أن هذا الخطر غالبا ما يكون:
– مبالغا فيه
– أو مُفتعلا
– أو مُستخدما لتبرير السيطرة
ليس المطلوب إنكار الأزمات، بل نزع طابعها الوجودي الذي يشلّ التفكير.
ثانيا: استعادة السياسة من يد الانفعال:
الفاشية الشعبية تنتصر حين تتحول السياسة إلى عاطفة خالصة:
غضب بلا تحليل،
حب بلا مساءلة،
كره بلا فهم.
مقاومتها تمرّ عبر إعادة السياسة إلى معناها الأصلي:
صراع مصالح،
تعدد رؤى،
وتناقضات قابلة للنقاش لا للإلغاء.
ثالثا: كسر قداسة القائد:
لا فاشية شعبية دون زعيم مُنزَّه عن الخطأ.
حين يصبح القائد “ضرورة تاريخية”، أو “آخر الحصون”، أو “صوت الشعب”،
يُغلق باب المحاسبة،
وتُقتل السياسة.
مقاومة هذا المنطق لا تكون بشخصنة مضادة،
بل بإعادة الاعتبار للفعل الجماعي،
وللمؤسسات،
وللمساءلة الدائمة مهما كانت الظروف.
رابعا: إعادة بناء التضامن الاجتماعي:
الفاشية الشعبية تزدهر في المجتمعات المفككة،
حيث يشعر كل فرد أنه وحده،
وحيث يُقدَّم الآخر إما كمنافس أو كخطر.
التضامن هنا ليس شعارا أخلاقيا،
بل شرط سياسي يمنع تحويل الخوف الفردي إلى سلوك جماعي فاشي.
الفاشية تُهزم حين يشعر الناس أن قوتهم في بعضهم،
لا في القبضة التي تعد بحمايتهم منهم.

08. ما بعد الفاشية: لماذا لا يكفي إسقاط الطغاة دون تحرير الوعي؟.

أخطر لحظة في تاريخ أي مجتمع ليست لحظة صعود الفاشية، بل ما بعدها.
لأن ما بعد الفاشية قد يتحول، إن لم يُدار بوعي، إلى إعادة إنتاجها بشكل أكثر نعومة، أو أكثر شعبية، أو أكثر دهاء.
كثير من المجتمعات اعتقدت أن سقوط الطاغية يعني نهاية الاستبداد،
فاكتشفت بعد سنوات أن المشكلة لم تكن في الشخص،
بل في المنطق.
منطق:
– الصوت الواحد
– الحل السريع
– النفور من التعدد
– الحنين إلى “الحزم”
هذا المنطق يعيش في الوعي اليومي،
في المدرسة،
في الإعلام،
في الأسرة،
وفي اللغة نفسها.
لهذا، فإن البديل الحقيقي للفاشية الشعبية ليس نظاما سياسيا فقط،
بل ثقافة سياسية جديدة.
ثقافة:
– ترى الاختلاف ثروة لا خطرا
– ترى الشك فضيلة لا خيانة
– ترى السياسة صراعا مشروعا لا حرب إبادة
تحرير الوعي لا يعني تحويل الجميع إلى مثقفين،
بل تمكينهم من أدوات بسيطة لكنها حاسمة:
– طرح السؤال
– رفض التبسيط
– والتمييز بين الأمن والطاعة
المجتمع الذي لا يتعلّم كيف يختلف،
سيتعلّم كيف يخضع.
والمجتمع الذي لا يحتمل القلق،
سيطلب الطمأنينة من أول مستبد يعده بها.
ما بعد الفاشية يتطلّب زمنا أطول من زمن إسقاطها،
لأنه زمن تفكيك العادات الذهنية،
لا الشعارات فقط.
ولهذا، فإن المعركة ضد الفاشية الشعبية ليست معركة لحظة،
بل مسار تاريخي،
يتقدم ببطء،
ويتراجع أحيانا،
لكنه لا يُختصر في قائد بديل ولا في خطاب جذاب.
كما قال غرامشي:
«التشاؤم من العقل، التفاؤم من الإرادة».
العقل يكشف لنا هشاشة المجتمعات أمام الفاشية،
لكن الإرادة وحدها هي ما يمنع تكرارها.

خاتمة: الفاشية الشعبية… معركة وعي مستمرة.

الفاشية الشعبية ليست مجرد حدث سياسي أو أزمة لحظية، بل مرآة قاسية للمجتمع نفسه، تكشف هشاشته، فراغه المعرفي، وافتقاره إلى أدوات الفهم والتفكير. هي ليست قدرا محتوما، لكنها احتمال دائم، يتغذى على الخوف، ويزدهر حين يغيب الشك، ويستمر حين يُربط الانتماء بالولاء الأعمى، والخطر بالحبّ الوطني، والحقّ بالاصطفاف الجماعي.
الأنظمة الفاشية، كما رأينا عبر التاريخ، لا تصعد بالقوة وحدها. ألمانيا النازية لم تُبْنَ على الدبابات فقط، بل على الخوف الموروث من الهزيمة، وعلى الرغبة في راحة نفسية من التفكير، وعلى البحث عن منقذ يختصر الأزمات والجرح الوطني في شخص واحد. إيطاليا الموسولينية لم تُبْنَ على الشوفينية والعنف وحدهما، بل على المسرح الجماعي للهيام بالرموز، وعلى تواطؤ الجماهير مع خطاب مبسّط يحرّم السؤال ويقدّس الطاعة. حتى النظام الفرنكوي في إسبانيا، الأكثر هدوء من حيث العنف المعلن، استند إلى صمت المجتمع، وإلى الخوف من الاختلاف، وإلى إعادة تشكيل وعي يومي جعل القمع ممارسة اجتماعية عادية، لا مجرد سياسة دولة.
الفاشية الشعبية إذن حالة جماعية معقدة: ليست خطابا سياسيا فحسب، بل تربية متواصلة على الخضوع، عبر الإعلام، والتعليم، والخطاب الاجتماعي اليومي. إنها لا تطلب الطاعة بالقوة فقط، بل تحوّل الخوف الفردي إلى قاعدة سلوك جماعي طبيعي، وتحوّل المراقبة إلى ممارسة اجتماعية، والصمت إلى فضيلة، والتكتم على النقد إلى حماية للذات. بهذا المعنى، كل فرد يُساهم فيها، أحيانا دون وعي، ليس بيده القلم على بندقية، بل بيده صمته، وتبريره، وتصفيقه.
أخطر ما في الفاشية الشعبية أنها تجعل التفكير فعلا غير ضروري، كما قالت هانا آرنت. وفي هذه اللحظة بالذات، يصبح الجهل ليس نقص معلومات، بل تعطيلا للعقل، وتحويل الأزمات إلى ثنائيات زائفة: نحن/هم، الوطني/الخائن، الشعب/الأعداء، الخصم/المنقذ. حين يتحوّل العالم إلى ثنائية مبسّطة، يصبح التصفيق أسهل، والانتماء أسهل، والخضوع أيسر، ويختفي السؤال.
لكن الوعي النقدي ليس مجرد امتياز معرفي. هو أداة بقاء، هو الدفاع اليومي عن المجتمع قبل الدفاع عن الفرد. إنه الفعل المقاوم الحقيقي ضد الفاشية الشعبية: الشك الخلّاق، التساؤل المستمر، رفض تبسيط الواقع، وحماية المجال العام من الانقضاء على يد العاطفة الجامحة. مقاومة الفاشية لا تقتصر على إسقاط الطاغية، بل على تفكيك الآليات التي تجعل المجتمع يعيد إنتاجها: تفكيك الخوف، إعادة السياسة إلى معنى الاختلاف المشروع، كسر قداسة القائد، وإعادة بناء التضامن الاجتماعي بوصفه مناعة ضد التحوّل إلى كتلة صوتية واحدة.
وحتى بعد إسقاط الطاغية، لا ينتهي الخطر. ما بعد الفاشية قد يكون أخطر، لأنه يكشف البنية العميقة التي خلقتها: منطق الصوت الواحد، التوحيد القسري، الحنين إلى الحزم، النفور من الاختلاف، التحوّل النفسي للمجتمع إلى محتاج دائم لـ “منقذ”. إنه زمن طويل النفس، لا يقتصر على الساحات أو الانتخابات، بل يشمل المدرسة، الإعلام، اللغة اليومية، وعي الأسرة والمجتمع بأسره.
ولذلك، فإن المقاومة الحقيقية للفاشية الشعبية مسار تاريخي طويل: معركة يومية ضد التبسيط، ضد الخوف المُدار، ضد اختزال الشعب في صوت واحد، وضد الطمأنينة الزائفة التي يقدّمها أي منقذ. المعركة ليست مجرد قضية أخلاقية، بل مسألة بقاء المجتمع ذاته: ثقافة نقدية، قدرات على الشك، قبول الاختلاف، قدرة على مساءلة السلطة، وتمكين المواطنين من أدوات فهم الواقع والتمييز بين الطمأنينة الزائفة والحقائق.
وفي النهاية، الفاشية الشعبية مرآة للمجتمع نفسه، لكنها أيضا اختبار لوعيه وقدرته على الدفاع عن نفسه. هي تقول بصراحة: لا يكفي رفض الاستبداد الظاهر، بل يجب رفض الاستبداد الخفي في الذهنية، في الانفعال، في القبول المسبق للسلطة، في الخوف من الاختلاف.
الوعي النقدي إذن ليس خيارا ثانويا، بل شرط استمرار الحرية والكرامة. المجتمع الذي لا يتدرّب على التفكير، سيُدرَّب عاجلا أو آجلا على الطاعة. كل لحظة صمت، كل سؤال مكبوت، كل نقد مرفوض، هي حجر إضافي في بناء الفاشية القادمة.
كما قال برتولد بريخت بمرارة:
«الذي لا يعرف الحقيقة جاهل،
لكن الذي يعرفها ويكتمها، فهو مجرم».
الواجب هنا مزدوج: معرفة الحقيقة، ومكافحة الصمت.
وبين الاحتمال والتحقق، بين الخوف والتفكير، يبقى السؤال الأبدي:
هل نختار التفكير… أم نكتفي بالتصفيق؟
وهذا السؤال ليس مجرد نهاية للنص، بل بداية لكل مقاومة ممكنة، لكل وعي ينتظر أن يولد، ولكل مجتمع يرفض أن يتحوّل إلى مادة خام للطغاة.



#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الثورات المغدورة منها، والمسروقة، والمستمرّة: صراع الوعي ...
- الثورة التونسية: ثورة مستمر بين الشرارة الشعبية والالتفافات ...
- الهيمنة الفرنسية، الفرنكفونية، وإصلاح التعليم العالي والمراك ...
- الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا ...
- الانقلابات العسكرية في إفريقيا: بين الهيمنة والريع وفرصة الث ...
- الفعل الثوري والبيئة: حين يصبح الدفاع عن الأرض جزء من معركة ...
- القطاع والضفة بين معماريّة الخراب ومخطّطات الاقتلاع: جغرافيا ...
- الحرية والحريات في صراع الهيمنة: الشيوعية والنضال من أجل الإ ...
- تونس الآن الآن ..
- فنزويلا في قلب الصراع العالمي
- الحرية والمواطنة في مواجهة آلة القمع وبناء جدار الخوف... قرا ...
- قراءة في أحزاب اليسار الكلاسيكية، واليسار الثوري الحديث، وال ...
- أمريكا اللاتينية: المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل بين ا ...
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ...
- بعد غزة… الضفة الغربية على صفيح النار: التهجير القسري والاست ...
- الدّولة البوليسية المعاصرة
- من مانهاتن إلى القصبة: حين تتكلم الأزمات بلغتين
- السّرياليّة والسّرياليّة الثوريّة. من الحلم إلى التمرّد: في ...
- النضال البيئي بين العفوية والتنظّم في تونس: الواقع والآفاق.
- بين تاريخ الوصاية وإغراءات «الإعمار»: ما يقترَح اليوم ليس مج ...


المزيد.....




- -وسط حصار لفنزويلا-.. ضربة أمريكية على قارب مزعوم لتهريب الم ...
- واحدة من أكبر صفقات الأسلحة بتاريخهما.. إليكم تفاصيل ما أُبر ...
- عثرات بالبحث عن مطلق النار بجامعة براون تؤدي للقبض على الشخص ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- استطلاع: غالبية الألمان تؤيد استخدام أصول روسية لصالح أوكران ...
- تواصل المواجهات بين كمبوديا وتايلاند وبنوم بنه تتهم بانكوك ب ...
- جدعون ليفي: أنى لمجزرة بوندي أن تحجب كل مجازر غزة!
- صحف عالمية: الخط الأصفر يشبه حدودا قاتلة للفلسطينيين في غزة ...
- مجزرة -بطن الهوى-.. إخلاء مزيد من بيوت المقدسيين لصالح المست ...
- ماذا تأكل عند الإصابة بالإنفلونزا؟


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الشرايطي - الفاشية الشعبية: حين يصنع الخوف وعيا زائفا، وتصنع الجماهير طغاتها.