|
|
أمريكا اللاتينية: المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل بين الإمبريالية والمقاومة الشعبية
رياض الشرايطي
الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 02:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمريكا اللاتينية، القارة التي شهدت عبر قرون صراعًا مستمرا بين قوى الهيمنة الخارجية وشعوبها الباحثة عن الاستقلال والعدالة الاجتماعية، تعيش اليوم مرحلة دقيقة وحاسمة من تاريخها. المكسيك، كولومبيا، فنزويلا، والبرازيل ليست مجرد أمثلة عابرة على تدخل القوى الإمبريالية، بل تمثل نماذج متكاملة لكيفية استمرار الهيمنة العالمية على شعوب تحاول مقاومة التبعية، الدفاع عن سيادتها، والحفاظ على مشروع وطني تقدمي. في قلب هذه الصراعات، نجد أن التهديد ليس مجرد سياسة مؤقتة، بل استراتيجية طويلة المدى، تتداخل فيها القوة الاقتصادية، الضغوط السياسية، السيطرة الإعلامية، الحرب الهجينة، والضغط القضائي، وكلها تهدف إلى تقييد قدرة الشعب على تنظيم نفسه، إدارة موارده، وتحقيق سيادة حقيقية على قراره الوطني. في المكسيك، تكشف الأحداث الأخيرة عن عمق التهديد الإمبريالي المباشر، من خلال تحريض الفوضى، دعم الجماعات اليمينية المتطرفة، واستهداف السلطة التقدمية المباشرة. ما يحدث هناك ليس مجرد احتجاجات عادية، بل محاولة ممنهجة لتفكيك المشروع الوطني التقدمي، وزرع الانقسامات الاجتماعية والسياسية لصالح النفوذ الخارجي. وفي كولومبيا، يتخذ التدخل شكلا أكثر تعقيدا، يجمع بين الحرب الهجينة، الضغط الاقتصادي، التدخل في الإعلام، وتمويل الجماعات المسلحة، بينما تحاول فنزويلا مواجهة الحصار الاقتصادي المكثف، العقوبات المالية، والهجمات المستمرة على مؤسسات الدولة. أما البرازيل، فتعكس أساليب أكثر دهاء ودقة في التدخل الإمبريالي، حيث يتم استهداف القيادة الشعبية والمجتمع المدني من خلال القضاء والإعلام، مع محاولة تفكيك أي مشروع تقدمي دون مواجهة مباشرة. ورغم هذه التحديات، يظهر عبر التجارب الأربع أن الشعب هو العامل الأساسي في مواجهة الهيمنة الإمبريالية، وأن المقاومة الشعبية اليومية ليست مجرد رد فعل، بل مشروع استراتيجي طويل الأمد. النساء والفلاحات في الريف، الشباب والفئات المهمشة، الحركات الطلابية والنقابات المستقلة، جميعهم يساهمون في تحويل الأنشطة اليومية إلى فعل سياسي، إدارة الموارد الاقتصادية المحلية إلى أدوات مقاومة، وتنظيم المجتمع المدني لتعزيز الاستقلالية الوطنية. هذه المقاومة لا تقتصر على الأفعال المباشرة، بل تشمل التنظيم الثقافي والسياسي، المبادرات التعليمية، الإعلام المستقل، ونقل الوعي الطبقي والسياسي عبر الأجيال، لتصبح قوة شاملة ومستمرة ضد التدخلات الخارجية. إن تحليل هذه التجارب تكشف أن المقاومة الشعبية في أمريكا اللاتينية هي شبكة متكاملة، تجمع بين الريف والمدن، الاقتصاد والسياسة، الثقافة والتنظيم الاجتماعي، لتصبح المشروع الوحيد القادر على ضمان السيادة الوطنية وحماية المشروع التقدمي من الانهيار تحت وطأة الهيمنة الإمبريالية. هذه الحقيقة تضع أمامنا دروسا حية: أي تدخل خارجي، مهما كانت قوته، لا يستطيع هزيمة شعب متحد، منظم، ومستمر في مقاومته اليومية، لأن قوة الشعب هي الضمانة الحقيقية لاستقلاله وحريته وحقه في مشروع وطني تقدمي يعكس إرادة المجتمع بأكمله.
الفصل الأول: المكسيك ، الفوضى المؤسسية والمقاومة الشعبية العميقة.
المكسيك تمثل نموذجا فريدا لفهم صراع أمريكا اللاتينية ضد الهيمنة الإمبريالية. منذ استقلالها عن إسبانيا، واجهت موجات متكررة من التدخلات الأجنبية، بدء من الاحتلال الأمريكي لمقاطعات تكساس ونيو مكسيكو وكاليفورنيا في منتصف القرن التاسع عشر، مرورا بسيطرة الشركات الأمريكية على النفط والموارد الطبيعية في القرن العشرين، وصولا إلى الهجمات السياسية الحديثة التي تستهدف إضعاف الحكومة الشعبية وإخضاع المجتمع المدني. هذه التدخلات لم تقتصر على الاقتصاد أو السياسة الرسمية، بل امتدت لتشمل الأحزاب السياسية، الإعلام، التعليم، وحتى التنظيم الاجتماعي المحلي، في محاولة لتفكيك شبكات القوة الشعبية التي تحمي المجتمع والمشروع الوطني. الطبقات الشعبية المكسيكية، من الفلاحين في تشياباس إلى العمال الصناعيين في مكسيكو سيتي، والشباب الجامعي والنقابيون، شكلوا جميعا شبكات مقاومة عملية. خلال أحداث اقتحام القصر الرئاسي الأخير، لم يكن الدفاع عن الحكومة مجرد مسألة رمزية، بل تطبيق مباشر لما تعلمه المجتمع المكسيكي عبر عقود من النضال الشعبي. لجان الأحياء والفلاحون أصبحوا قادرين على إدارة الموارد الغذائية، تنظيم حملات التضامن، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ما جعل المجتمع قادرا على الصمود أمام الهجمات المنظمة من قبل جماعات يمينية متطرفة مدعومة إمبرياليا. الاقتصاد المكسيكي، رغم الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية، حافظ على ديناميات محلية نشطة. الجمعيات الزراعية التعاونية والمشاريع الصغيرة التي يديرها المجتمع المحلي هي مظاهر ملموسة للمقاومة اليومية التي تثبت أن الشعب يمكنه مواجهة الضغط الإمبريالي من خلال خلق بدائل اقتصادية مستقلة، وهذا يشمل شبكات توزيع الغذاء، اقتصاد التضامن، والمشاريع الاجتماعية التي تحمي الطبقات الفقيرة. الثورة المكسيكية عام 1910 بقيادة بانشو فيلا وإميليانو زاباتا كانت ردا مباشرا على الهيمنة الأجنبية وأسست قاعدة قوية للمقاومة الشعبية المستمرة، والتي ما زالت تتجذر في مشاريع الفلاحين والعمال حتى اليوم. كما أظهرت تجربة حركة زاباتا الوطنية للفلاحين قدرة المجتمع على صوغ نموذج سياسي واقتصادي مستقل يرفض الهيمنة الأجنبية ويعزز الديمقراطية الشعبية المباشرة. سياسيا، الحكومة المكسيكية المعاصرة تعمل ضمن نطاق محدود من الاستقلالية، محمية جزئيا بتنظيم المجتمع المحلي، لكنها تواجه تحديات مركبة من تدخل القوى الإمبريالية عبر الضغط على الأحزاب المعارضة والتحريض الإعلامي المباشر. المقاومة الشعبية اليومية ليست مجرد حماية، بل هي مشروع استراتيجي مستمر يدمج الاقتصاد، الثقافة، والسياسة في شبكة واحدة من القوة الشعبية المتكاملة.
الفصل الثاني: كولومبيا ، الحرب الهجينة والتنظيم الشعبي المستدام.
كولومبيا، أرض النزاعات المستمرة منذ أكثر من قرن، تعد نموذجا صارخا لفهم أساليب التدخل الإمبريالي الحديث في أمريكا اللاتينية، وطبيعة المقاومة الشعبية المستمرة ضد هذه الضغوط المركبة. منذ أوائل القرن العشرين، وهي تعيش في صراع دائم بين النخب المحلية المدعومة من القوى الأجنبية، وطبقات الشعب التي تبحث عن العدالة الاجتماعية والاستقلالية الاقتصادية والسياسية. تدخل الشركات الأمريكية الكبرى، خصوصا في قطاعات القهوة والبترول، كان دائما حاضرا، مدعوما من السفارات والمراكز الاستخباراتية، لتقويض أي مشروع شعبي أو أي تحرك يسعى لإعادة توزيع الثروة أو توسيع حقوق العمال والفلاحين. الحرب الأهلية الطويلة، مع موجات العنف المستمرة و خاصة من طرف كارتيلات المخدرات، أعطت كولومبيا خصوصية مميزة في طبيعة تدخل الإمبريالية، حيث تمزج القوى الخارجية بين الحرب المباشرة، التمويل السري للميليشيات، الضغط على الأحزاب المعارضة، والتحكم في الإعلام المحلي لتشويه أي مشاريع تحررية. هذا السياق جعل المجتمع المدني الكولومبي مضطرا لتطوير أساليب مقاومة شاملة ومستدامة، تتجاوز الاحتجاجات التقليدية لتصبح شبكة متكاملة تضم الدفاع القانوني، التنظيم الاجتماعي، الإدارة الاقتصادية المحلية، والتعليم البديل، والتوعية الثقافية والسياسية. على مستوى الريف، الفلاحون الكولومبيون أسسوا جمعيات تعاونية زراعية وإنتاجية قروية مستقلة، تمكّنهم من مواجهة سيطرة الشركات الكبرى وتقليل اعتمادهم على الأسواق الخارجية، وهو ما يعد مثالا حيا على المقاومة الاقتصادية اليومية، التي تشكل خط الدفاع الأول ضد النفوذ الإمبريالي. في المدن، ساهمت الحركات الطلابية والنقابات المستقلة في حماية المجتمع المدني، تنظيم الحملات التوعوية، ومراقبة وسائل الإعلام للتصدي للتلاعب بالمعلومات، ما جعل المقاومة شاملة لكل أبعاد الحياة اليومية. تاريخيا، تشهد كولومبيا سلسلة متواصلة من التجارب النضالية: من الثورة الفلاحية في وادي ماجدالينا، مرورا بحركات العمال في بوغوتا وكالي، وصولا إلى مقاومة المجتمعات الحضرية للفقر والعنف المسلح. هذه التجارب تظهر أن المقاومة الشعبية في كولومبيا ليست فعل احتجاجي فقط، بل مشروع مستمر طويل المدى يدمج بين النضال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في شبكة واحدة متماسكة وقوية. النساء والفئات المهمشة لعبت دورا محوريا في تعزيز التنظيم الشعبي، حيث تأسست لجان نسائية لإدارة الموارد الأساسية، تنظيم التعليم المحلي، والحفاظ على الإنتاج الزراعي، وتحويل الأعمال اليومية إلى أفعال سياسية مستمرة. الشباب، بدوره، ساهم في نقل الوعي السياسي والثقافي بين الأجيال، وضمان استمرار المشروع الشعبي رغم الضغوط الأمنية والاقتصادية. الجانب الاقتصادي يشكل حجر الزاوية في قدرة المجتمع على مواجهة الهيمنة الخارجية. مشاريع الاكتفاء الذاتي، التوزيع المحلي للغذاء، والشبكات التعاونية الزراعية والصناعية، لم تسمح فقط بتخفيف الاعتماد على الشركات الأجنبية، بل أصبحت أدوات حقيقية لإعادة إنتاج القوة الشعبية، وتحويل العمل اليومي إلى مقاومة سياسية واقتصادية متواصلة. السياسة الرسمية، بالرغم من محاولات الحكومة المركزية الحفاظ على استقرار الدولة، لا يمكنها مواجهة التدخلات الأجنبية بمفردها، ما يجعل القدرة على التنظيم الشعبي المستقل، وإدارة الموارد المجتمعية، محورا استراتيجيا للمقاومة. في مواجهة الحرب الهجينة، وأدوات الهيمنة المتنوعة، تظهر كولومبيا أن الشعب يستطيع الدفاع عن نفسه وإعادة صياغة استقلاليته على الأرض، من خلال دمج كل أشكال المقاومة اليومية في مشروع شامل يحمي المجتمع والمشروع الوطني التقدمي.
الفصل الثالث: فنزويلا ، الحصار الاقتصادي والمقاومة اليومية.
فنزويلا، منذ بداية القرن الحادي والعشرين، أصبحت واحدة من أكثر التجارب تحديا في مواجهة التدخل الإمبريالي المباشر والمنهجي في أمريكا اللاتينية. الدولة الفنزويلية، الغنية بالموارد النفطية، كانت دوما هدفا لتدخلات القوى الخارجية التي حاولت، عبر سياسات متعددة الأبعاد، تقييد السيادة الوطنية والتحكم في اقتصاد الدولة، ونسف القدرة الشعبية على إدارة شؤونها. العقوبات الاقتصادية الأمريكية المكثفة، الهجمات المتكررة على البنية التحتية للطاقة، محاولات السيطرة على مؤسسات الدولة، وحتى التدخل في الحياة اليومية للمجتمعات، شكلت حصارا اقتصاديا وسياسيا معقدا يهدف إلى إضعاف الدولة من الداخل. إلا أن الشعب الفنزويلي، وعلى رأسه النساء والفلاحات العاملات في الريف، استطاع أن يحوّل هذه الأزمات إلى فرص لتعميق المقاومة الشعبية اليومية والاستقلالية المجتمعية. في المناطق الريفية، أصبحت الفلاحات العمود الفقري للمجتمع، حيث يقمن ليس فقط بالزراعة وإنتاج الغذاء، بل أيضا بتنظيم المجتمع المحلي، إدارة الموارد الغذائية، الإشراف على برامج التعليم والرعاية الصحية، وتحويل كل نشاط يومي إلى فعل سياسي يعزز صمود المجتمع أمام الهجمات الخارجية. لجان الأحياء المنتشرة في كاراكاس وفي مختلف الولايات الريفية، استطاعت توفير الغذاء، التعليم، والرعاية الصحية في ظل الحصار، مؤكدة أن المقاومة اليومية المستمرة هي استراتيجية حقيقية للحفاظ على المشروع الوطني التقدمي. على الصعيد الاقتصادي، أثبتت التجربة الفنزويلية أن الاقتصاد التضامني والمبادرات المحلية المستقلة ليست حلولا مؤقتة، بل أدوات استراتيجية لبناء استدامة شعبية. الجمعيات التعاونية الزراعية، المشاريع الإنتاجية المحلية، وسلاسل التوزيع الذاتي للغذاء، وفرت بدائل اقتصادية أمام الضغوط الاستعمارية الحديثة، مما مكن المجتمع من تحويل أزمة الحصار إلى فرصة لتعزيز الاكتفاء الذاتي والاستقلالية الاقتصادية. هذه الأدوات الاقتصادية لم تكن مجرد استجابة للحصار، بل جزء من مشروع طويل الأمد لتمكين المجتمع من حماية نفسه وإدارة موارده بشكل مستقل. التنظيم السياسي والفكري للشعب الفنزويلي لعب دورا حيويا في مقاومة الهيمنة الإمبريالية، حيث تم تأسيس شبكات إعلامية بديلة، مراكز تعليمية شعبية، وحملات توعية سياسية وثقافية تهدف لتقوية الوعي الطبقي وتعميم المعرفة حول طبيعة التهديدات الخارجية. الشباب والفئات المهمشة ساهموا في نقل هذه المعرفة بين الأجيال، وتطوير أساليب جديدة للتنظيم الاجتماعي والسياسي، وتحويل العمل اليومي إلى فعل مقاوم مستمر. تاريخيا، يمكن النظر إلى فنزويلا منذ الاستقلال وحتى القرن الحادي والعشرين، لرصد قدرة المجتمع على الصمود أمام التدخلات الأجنبية، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو سياسية. من ثورة 1810 ضد الاستعمار الإسباني، مرورا بالسيطرة النفطية للشركات الأجنبية في القرن العشرين، وصولا إلى التجارب الحديثة لمقاومة الحصار والعقوبات، يبرز خط متواصل من النضال الشعبي الذي يدمج بين المقاومة اليومية، الإدارة الاقتصادية المحلية، والتنظيم السياسي والثقافي. السياسة الرسمية، على الرغم من القيود الاقتصادية والسياسية المفروضة من الخارج، استطاعت أن تدعم هذه المقاومة الشعبية من خلال برامج اجتماعية، مشاريع إنتاج محلية، وتنظيم المجتمع المدني، ما يؤكد أن مقاومة فنزويلا لا تقتصر على الاحتجاج السياسي أو المقاومة المسلحة، بل تتغلغل في كل تفاصيل الحياة اليومية، وتستمد قوتها من قدرة الشعب على تنظيم نفسه واستدامة مشاريعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. في مواجهة الضغوط الإمبريالية، تظهر فنزويلا أن قوة الشعب تكمن في استمرارية المقاومة، وتماسك المجتمع، وقدرته على إدارة موارده بشكل مستقل، مما يحوّل العمل اليومي للفلاحين والنساء والشباب إلى مشروع سياسي طويل المدى قادر على مواجهة الضغوط الخارجية والحفاظ على السيادة الوطنية.
الفصل الرابع: البرازيل ، القضاء والإعلام كأدوات الهيمنة ومقاومة المجتمع المدني.
البرازيل، أكبر دولة في أمريكا اللاتينية من حيث المساحة والسكان، تمثل حالة فريدة في مواجهة التدخل الإمبريالي، حيث يجمع هذا التدخل بين الضغط القضائي المباشر، السيطرة على وسائل الإعلام، والاستهداف المتواصل للقيادة الشعبية والمشاريع التقدمية. منذ الإطاحة بالرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، واستمرار الحملات القضائية ضد قيادات يسارية أخرى، أصبح واضحا أن الهدف لا يقتصر على السيطرة على السلطة السياسية، بل على تفكيك شبكات التنظيم الشعبي والمجتمع المدني، وفرض هيمنة اقتصادية وسياسية خارجية على الدولة والمجتمع. التاريخ البرازيلي الحديث يظهر أن التدخل الإمبريالي لم يقتصر على الفترة المعاصرة، بل يمتد جذوره إلى القرن التاسع عشر والعشرين، حين سيطرت الشركات الأجنبية، خصوصا الأمريكية والأوروبية، على الموارد الطبيعية، واستغلت العمال والفلاحين في ظروف اقتصادية قاسية، مع دعم القوى المحلية النخبوية للحفاظ على هذه الهيمنة. هذه الخلفية التاريخية تفسر طبيعة المقاومة الشعبية البرازيلية، التي تظهر في كل مستويات المجتمع المدني، من المدن الكبرى إلى القرى النائية، ومن العمال والفلاحين إلى الشباب والنساء والفئات المهمشة. في المدن الكبرى، ساهمت الحركات الطلابية والنقابات المستقلة في حماية المجتمع المدني، تنظيم الحملات التوعوية، مراقبة وسائل الإعلام للتصدي لمحاولات التلاعب بالمعلومات، وبناء شبكات دعم متبادلة بين الأحياء والفئات الاجتماعية المختلفة. أما في الريف، فقد قامت النساء والفلاحات بتنظيم جمعيات تعاونية زراعية، مشاريع إنتاج محلية، وإدارة الموارد الغذائية بشكل مستقل، ما يعكس قدرة المجتمع على تحويل الأنشطة اليومية إلى أفعال سياسية مقاومة تضمن الاستدامة الشعبية والقدرة على الصمود أمام التدخلات الخارجية. الجانب الاقتصادي في البرازيل يمثل حجر الزاوية في مقاومة الشعب، حيث ساعدت المبادرات التضامنية، المشاريع الإنتاجية المحلية، وسلاسل التوزيع الذاتي للغذاء، في تقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي للفئات الشعبية. هذا التكامل بين الاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة يظهر أن المقاومة البرازيلية ليست مجرد احتجاجات أو مقاومة رمزية، بل مشروع استراتيجي متكامل يغطي كل أبعاد الحياة اليومية. على المستوى الثقافي، لعبت المبادرات التعليمية والإعلامية المستقلة دورا حاسما في نشر الوعي الطبقي وتعزيز القدرة على مواجهة التدخل الإمبريالي. الشباب والفئات المهمشة كانوا عنصرا فعالا في هذا التحرك، حيث ساهموا في تطوير مهارات القيادة المجتمعية، تنظيم المبادرات الاقتصادية، والحفاظ على روح المقاومة اليومية. هذه القدرات المستمرة للمجتمع المدني تجعل البرازيل مثالا حيا على كيف يمكن للقوة الشعبية أن تصمد أمام الحملات القضائية والإعلامية المعقدة، وتعيد إنتاج مشروع وطني تقدمي مستقل عن الهيمنة الأجنبية. تاريخيا، يمكن ملاحظة أن المقاومة الشعبية في البرازيل متجذرة منذ القرن التاسع عشر، عبر حركات العمال والفلاحين، مرورا بحركات الشباب والنساء في القرن العشرين، وصولا إلى التجارب الحديثة ضد الانقلابات السياسية والحملات الإعلامية. كل هذه التجارب تؤكد أن القدرة على تنظيم المجتمع المدني، إدارة الموارد الاقتصادية، والتحكم في المعرفة الثقافية والسياسية، تشكل أداة حقيقية لمواجهة التدخل الإمبريالي وصون السيادة الوطنية.
الفصل الخامس: المقاومة الشعبية كمشروع استراتيجي شامل.
المقاومة الشعبية في أمريكا اللاتينية، كما تظهر في المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل، ليست مجرد مجموعة احتجاجات متفرقة أو ردود فعل عابرة، بل مشروع استراتيجي شامل يمتد عبر التاريخ ويغطي كل أبعاد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. هذا المشروع يعتمد على التنظيم الشعبي المستمر، إدارة الموارد المحلية، التعليم الشعبي، والتواصل المجتمعي المتبادل، ليصبح القوة الفاعلة التي تواجه التدخلات الإمبريالية المتنوعة، سواء كانت اقتصادية، عسكرية، إعلامية، أو قضائية. في الريف، تمثل النساء والفلاحات العمود الفقري لهذه المقاومة، حيث يقمن بتحويل كل نشاط يومي، من الزراعة إلى توزيع الموارد الغذائية وإدارة المجتمعات المحلية، إلى فعل سياسي يعزز الاستقلالية الشعبية ويضعف القدرة الإمبريالية على السيطرة. هذه المقاومة اليومية ليست منفصلة عن الفعل السياسي، بل هي جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على مشاريع التنمية المحلية، تأمين الغذاء، وحماية المجتمعات من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي. في المدن، تلعب الحركات الطلابية والنقابات المستقلة دورا مماثلا، إذ تقوم بتنظيم الحملات التوعوية، إنشاء شبكات دعم مجتمعي، مواجهة التضليل الإعلامي، والحفاظ على استقلالية المجتمع المدني. الشباب والفئات المهمشة يكملون هذه الشبكات من خلال تنظيم المبادرات الثقافية والسياسية، تطوير قدرات القيادة المجتمعية، وضمان استمرارية نقل المعرفة والوعي الطبقي بين الأجيال. اقتصاديا، تعد المبادرات التضامنية، الجمعيات التعاونية، والمشاريع الإنتاجية المحلية أدوات أساسية للحفاظ على الاستقلالية الشعبية وتقليل الاعتماد على الأسواق والشركات الأجنبية. من خلال هذه الأدوات، يصبح العمل اليومي مشروعا مقاوما قادرا على مواجهة الضغوط الإمبريالية المستمرة، وتوفير فرص الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بأكمله. التجربة التاريخية للشعوب في هذه الدول الأربع تؤكد أن المقاومة الشعبية الحقيقية ليست محدودة بزمن معين أو بساحة معينة، بل هي شبكة متكاملة تمتد عبر كل الميادين، تربط بين الريف والمدن، بين التعليم والإنتاج، بين الثقافة والتنظيم السياسي، وتشكل مشروعا متكاملا قادرا على مواجهة كل أشكال التدخل الخارجي. كل أزمات، سواء كانت اقتصادية، سياسية، أو اجتماعية، تُحوَّل إلى فرصة لتعزيز قدرة المجتمع على الصمود وتنمية استقلاليته. الجانب الثقافي والفكري لهذه المقاومة يظهر من خلال المبادرات التعليمية الشعبية، الإعلام المستقل، الحملات الثقافية والسياسية التي تعزز الوعي الشعبي، وتطوير المعرفة التاريخية والسياسية حول طبيعة الهيمنة الإمبريالية. هذا الوعي، مدعوم بالعمل اليومي المستمر، يجعل الشعب قادرا على التحرك بشكل جماعي، وحماية نفسه ومشروعه الوطني، والحفاظ على استقلالية القرار الشعبي أمام أي تهديد خارجي. تاريخيا، تظهر التجارب أن المقاومة الشعبية لا تنتج فقط من الصراع مع القوى الأجنبية، بل هي أيضا نتيجة تراكم خبرات المجتمع في مواجهة العنف، الفقر، والاستغلال الداخلي والخارجي. التجارب المكسيكية، الكولومبية، الفنزويلية، والبرازيلية، تثبت أن الاستمرارية في التنظيم الشعبي، والتكامل بين كل أبعاد الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية، هي التي تمنح الشعوب القدرة على الصمود، وتحويل أي تهديد إلى فرصة لإعادة بناء القوة الشعبية وتعزيز السيادة الوطنية. في النهاية، المقاومة الشعبية ليست مجرد استراتيجية للحظة معينة، بل مشروع طويل الأمد، مستمر، وممتد، يربط بين الأجيال، ويمثل أداة حقيقية للتحرر، وصمام أمان ضد التدخلات الإمبريالية، ويؤكد أن الشعب هو الضمانة الحقيقية لاستقلاليته وحريته في مواجهة كل أشكال الهيمنة.
الفصل السادس: مقارنة أشكال التدخل الإمبريالي وأساليب المقاومة
عندما ننظر إلى التجارب المختلفة في المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل، يتضح أن التدخل الإمبريالي في أمريكا اللاتينية ليس موحدا، بل يختلف حسب الدولة والسياق التاريخي والسياسي والاقتصادي، لكنه دائما يسعى لتحقيق هدف واحد: إضعاف السيادة الوطنية والسيطرة على الموارد الحيوية والمجتمع المدني. في المكسيك، تتخذ الإمبريالية شكل التحريض المباشر والفوضى المؤسسية، مع دعم جماعات متطرفة لإشعال النزاعات المحلية، واستغلال الانقسامات الطبقية والسياسية لصالح النفوذ الخارجي. هذه الاستراتيجية تعتمد على التخريب الاجتماعي والسياسي، واستهداف السلطة التنفيذية المباشرة لإضعاف الدولة الوطنية. في كولومبيا، تتخذ الهيمنة الإمبريالية شكل الحرب الهجينة والتحريض الإعلامي والضغط الاقتصادي المستمر. تمويل الجماعات المسلحة، التدخل في العمليات الانتخابية، والتلاعب بالإعلام المحلي، كلها أدوات لإضعاف أي مشروع شعبي تقدمي. ومع ذلك، استطاع الشعب الكولومبي، من خلال النقابات المستقلة، الحركات الطلابية، الحركات النسائية، والمبادرات البيئية والفلاحية، بناء شبكة مقاومة مستدامة، تجمع بين الدفاع القانوني، التنظيم الاجتماعي، الإدارة الاقتصادية، والتوعية الثقافية والسياسية، لتصبح قوة مواجهة حقيقية ومستمرة. أما في فنزويلا، فتأخذ التدخلات شكل الحصار الاقتصادي المكثف، العقوبات المالية، الهجمات على البنية التحتية النفطية، والتدخل في مؤسسات الدولة. لكن الشعب الفنزويلي، وعلى رأسه النساء والفلاحات في الريف، استطاع تحويل الأزمات الاقتصادية والسياسية إلى فرص لتعزيز المقاومة الشعبية اليومية والاستقلالية المجتمعية. لجان الأحياء والمجتمعات المحلية في المدن والريف عملت على تأمين الغذاء، التعليم، الرعاية الصحية، وتحويل كل نشاط يومي إلى فعل مقاوم يعزز صمود الدولة والمشروع الوطني التقدمي. البرازيل تمثل حالة أكثر دهاء من التدخل الإمبريالي، حيث يتم استهداف القيادة الشعبية والمجتمع المدني عبر الضغط القضائي، والتحكم الإعلامي، والتحجيم المنهجي للبرامج التقدمية. الحملات القضائية ضد لولا دا سيلفا وقيادات يسارية أخرى، بالإضافة إلى السيطرة على الإعلام، تهدف إلى تفكيك شبكات التنظيم الشعبي وقمع أي مشروع وطني تقدمي حقيقي. رغم ذلك، استطاع المجتمع المدني البرازيلي بناء شبكة مقاومة متكاملة تشمل المبادرات الاقتصادية المحلية، الحملات الإعلامية المضادة، وتنظيم المجتمع المدني لضمان استمرار القوة الشعبية. رغم اختلاف أدوات التدخل بين الدول الأربع، هناك نقاط مشتركة في أساليب المقاومة الشعبية: -النساء والفلاحات: يمثلن العمود الفقري للمقاومة اليومية، من الزراعة إلى إدارة الموارد المحلية، وتحويل كل نشاط يومي إلى فعل سياسي مستمر. -الشباب والفئات المهمشة: ينقلون الوعي الطبقي بين الأجيال، ويطورون قدرات القيادة المجتمعية، ويضمنون استمرار المشروع الشعبي رغم الضغوط الخارجية. -الاقتصاد الشعبي والمبادرات التعاونية: تعد أدوات استراتيجية لتقليل الاعتماد على الأسواق والشركات الأجنبية، وتحويل العمل اليومي إلى مقاومة اقتصادية متواصلة. -التنظيم الثقافي والسياسي: يشمل الإعلام المستقل، الحملات التعليمية، المبادرات الثقافية والسياسية التي تعزز الوعي الشعبي وقدرة المجتمع على مواجهة التهديدات الخارجية. التجارب الأربعة تؤكد أن المقاومة الشعبية ليست مجرد احتجاجات مؤقتة، بل مشروع مستمر طويل الأمد، يدمج بين العمل اليومي، الإنتاج الاقتصادي، التنظيم الاجتماعي، والتعليم الثقافي والسياسي، ليصبح قوة شاملة ومتعددة المستويات. هذه القدرة على الاستمرارية والتكامل بين كل أبعاد الحياة اليومية والسياسية والاقتصادية تمنح الشعوب في المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل القدرة على الصمود أمام كل أشكال التدخل الإمبريالي المتنوعة، وتحويل أي تهديد خارجي إلى فرصة لتعزيز الاستقلالية والسيادة الشعبية. في النهاية، يظهر أن القدرة على تنظيم المجتمع المدني، إدارة الموارد الاقتصادية، وصون الثقافة والوعي السياسي، هي الوسيلة الأكثر فعالية لمواجهة الإمبريالية، وبناء مشروع وطني شعبي متين ومستدام. التجربة المشتركة لهذه الدول الأربع تؤكد أن الشعوب هي الضمانة الحقيقية لأي مشروع تحرري قادر على الصمود أمام التدخلات الخارجية، وأن المقاومة الشاملة هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على السيادة والاستقلالية الوطنية.
الفصل السابع الختامي: الخطر الإمبريالي والمقاومة الشعبية الشاملة في أمريكا اللاتينية.
الأزمة الحالية في أمريكا اللاتينية، التي تشمل المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل، تعكس أعمق أشكال التدخل الإمبريالي في التاريخ الحديث للقارة، حيث تتشابك السياسة، الاقتصاد، الإعلام، والقضاء، لتشكّل شبكة ضغط مركبة تهدف إلى تحجيم السيادة الوطنية والسيطرة على المجتمع المدني والشعوب بأدوات متعددة. هذه التدخلات ليست عابرة أو محدودة بالزمان، بل جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتفكيك المشاريع الشعبية التقدمية وإعادة الهيمنة الاقتصادية والسياسية الخارجية، خصوصا في ظل إدارة ترامب الحالية، التي تعمل جنبا إلى جنب مع القوى الدولية الصهيونية لتغذية الأزمات الداخلية وتحويل أي تجربة تحررية إلى هدف لهدم الدولة الوطنية ومشروعها الاجتماعي. الخلاصة الكبرى تكمن في أن الشعوب اللاتينية، من المكسيك إلى البرازيل، من كولومبيا إلى فنزويلا، تمتلك القدرة على بناء مشروع مقاومة شامل ومستدام، يعتمد على التنسيق بين جميع أشكال النشاط اليومي والسياسي والاقتصادي والثقافي، ويحول أي تهديد خارجي إلى فرصة لتعزيز الاستقلالية والتمكين الشعبي. هذا المشروع المتكامل هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على السيادة الوطنية، ومواجهة جميع أشكال الهيمنة الإمبريالية، وضمان استمرار المشروع الوطني التقدمي عبر الأجيال. في النهاية، تؤكد التجارب الأربع أن المقاومة الشعبية ليست مجرد خيار، بل ضرورة وجودية لكل أمة تسعى للحفاظ على استقلالها، وحقوق شعبها، واستمرارية مشاريعها الوطنية التقدمية، وهي التعبير الحقيقي عن قوة الشعوب وقدرتها على الصمود أمام كل أشكال التدخل الخارجي.
#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
-
بعد غزة… الضفة الغربية على صفيح النار: التهجير القسري والاست
...
-
الدّولة البوليسية المعاصرة
-
من مانهاتن إلى القصبة: حين تتكلم الأزمات بلغتين
-
السّرياليّة والسّرياليّة الثوريّة. من الحلم إلى التمرّد: في
...
-
النضال البيئي بين العفوية والتنظّم في تونس: الواقع والآفاق.
-
بين تاريخ الوصاية وإغراءات «الإعمار»: ما يقترَح اليوم ليس مج
...
-
مشروع قانون المالية لسنة 2026: بين الوهم الاجتماعي وتكريس ال
...
-
الديني و الماركسي في خندق المقاومة وحدود الالتقاء: من طهران
...
-
اتفاق شرم الشيخ: عودة الانتداب بثوب أمريكي – قراءة في مشروع
...
-
غزة والمقاومة: غنيمة التّاريخ وبوصلة الأحرار
-
من -الشعب يريد- إلى -النهضة تقرر- إلى -الرئيس يقرر
-
الأفقية والقاعدية: تفكيك مفاهيمي وتحليل تطبيقي.
-
البناء القاعدي والتسيير الذاتي: بين النظرية، التجارب، والتحو
...
-
السلاح ، المخدرات و الادوية ، اسلحة للثراء و اخضاع الشعوب.
-
تحليل مقتضب للنرجسية الفردية و السّلطة والشعبوية.
-
الاعتراف بالدولة الفلسطينية: خطوة ناقصة في معركة طويلة ضد ال
...
-
الأدب العربي والترجمة: ساحة المقاومة والوعي.
-
الأدب والتكنولوجيا: بين انفتاح النص وقلق المستقبل.
-
نقد الإبداع وإبداع النقد.
المزيد.....
-
ترامب وميلانيا يرحبان بمحمد بن سلمان في البيت الأبيض لحضور م
...
-
غارة إسرائيلية جنوبي لبنان توقع 13 قتيلا والجيش الاسرائيلي ي
...
-
مستوطنون متطرفون يحاولون إدخال قرابين حيوانية للمسجد الأقصى
...
-
-الغريب-.. هل علي عزت بيغوفيتش هو الحل؟
-
أمريكا.. الكونغرس يُقرّ مشروع قانون يلزم وزارة العدل بنشر مل
...
-
إسرائيل تنشر فيديو لاستهداف موقع في مخيم عين الحلوة بلبنان
-
-النواب الأميركي- يصوّت لصالح نشر وثائق قضية إبستين
-
-حماس- تعلّق على إعلان إسرائيل استهداف معسكر لها في لبنان
-
البيت الأبيض: ترامب يوافق على صفقة دفاعية ضخمة للسعودية
-
ترامب ومحمد بن سلمان يوقعان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي
المزيد.....
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
المزيد.....
|