رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 12:04
المحور:
الادب والفن
غالبا ما يأتي العمل الأدبي الأول للكاتب متسرعا، وهذا يعود إلى شهوة النشر التي تلازم الكاتب في عمله الأول، فالعنوان "ظلال وعشق وصدى" يؤكد عدم وجود أرضية/ مكان يستند عليه الشاعر، فنجده يركز على أثر الصوت/ "صدى"، ويتجاهل الفعل الحقيقي، وهذا الأمر أيضا نجده في أثر الصورة/ "ظلال"، بمعنى أن الشاعر يبتعد عن المحسوس، ويتعامل مع الأثر، وما ينتج عن الحقيقة/ عن المحسوس/ المسموع والمشاهد.
في قصيدة الافتتاح "أبقى معي" سنجد أثر الظلال والصدى حاضرا وبقوة:
"أنت بقربي أنسى نفسي
لا ترحل
لا لا تذهب
أنا في عينيك متيم
أنا في كفيك مقيد
لا لا ترحل حقا لا لا تذهب
حسني من دونك شكل أجرد
صوتي من دونك وجه أعمى
شعري من دون يديد مصفد"
نلاحظ الصدى/ الظلال في ألفاظ: "لا (مكرر سبع مرات)، أنا، دونك/ دون (مكرر ثلاث مرات)، فبدا التكرار وكأنه صدى/ ظلال للفعل الحقيقي.
وإذا ما توقفنا عند صوت المتكلم سنجده صوت أنثى، التي بدت وكأنها صدى/ ظلال للرجل.
واللافت في هذه القصيدة وجود إيحاء جنسي:
"أنا دونك أرض مقفرة وشعوب تقهر
لا لا ترحل لا لا تذهب"
وهذا التمرد للأنثى يحسب للقصيدة، لكن إضافة "وشعوب تقهر" شوه الصورة والتمرد الذي جاء في المقطع، فبدت الظلال مشوهة، والصدى مزعج.
في قصيدة العنوان: "ظلال وعشق وصدى" يوضح الشاعر ما أراد تقديمه:
"أيلول يمشط شعر شرفتها
وظلي ساكن فيها يحاور صمتها
بخشوع راهب
الليل أسدل ستره
وأناخ العشق الرغائب
ظلي أناخ رحيل غربته
على مرمى تصوره البعيد"
لا شك أن هناك مشاعر جياشة، لكن تسرع الشاعر حال دون تقديمها بصورة تليق بها، فجاءت ألفاظ: "أناخ، الرغائب" بمثابة ظلال/ صدى (ممسوخ) لا تتماثل مع جمال الهيئة/ الصورة، وفخامة الصوت وما فيه من أحاسيس.
وهذا الأمر تكرر في موطن السماء":
"تشرين قابع بداخلي يهزني بشوق
يهز نخلة الصبا يساقط الوله
فأنكح الندى وأنجب البرق
ويظهر الصدى بلونه الرشيق"
لا شك أن المقطع جميل، وكان يمكن التألق به أكثر، لو استخدم الشاعر رمزية البعل وعشتار، ففيهما يمكن إيجاد روافد جمالية، أسطورية تخصب القصيدة، خاصة أن الشاعر يتحدث عن الفصول "أيلول" وعن الطبيعة.
ونلاحظ قسوة لفظ "فأنكح" حيث كان يمكن استبداله بإيحاء جنسي.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟