أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - بين الرصاص والرسائل: هل كانت الدورية الأمريكية الهدف… أم المسار الانتقالي السوري؟














المزيد.....

بين الرصاص والرسائل: هل كانت الدورية الأمريكية الهدف… أم المسار الانتقالي السوري؟


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن استهداف دورية أمريكية برفقة قوات أمن سورية، ومن داخل منشأة أمنية سورية، حدثاً أمنياً عابراً يمكن احتواؤه ببيان تعزية أو رواية رسمية سريعة. فالتوقيت، والمكان، وطبيعة الشركاء الحاضرين في لحظة الهجوم، تجعل من الحادثة رسالة سياسية بقدر ما هي عملية عسكرية، وتضع الحكومة السورية الانتقالية أمام أول اختبار حقيقي لثقة المجتمع الدولي بها، وعلى رأسه الولايات المتحدة.
الحادثة وقعت بعد وقت وجيز من إعلان انضمام الحكومة الانتقالية رسمياً إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام سؤال مشروع: هل كان الهدف جنوداً أمريكيين فقط، أم محاولة مدروسة لخلط الأوراق وضرب المسار الانتقالي في مقتل قبل أن يكتسب شرعيته الدولية؟
الرواية الرسمية السورية، التي تحدثت عن عنصر من تنظيم داعش نفذ الهجوم قبل أن يُردى قتيلاً، قد تكون صحيحة من حيث الوقائع المباشرة، لكنها تظل غير كافية سياسياً وأمنياً. فالولايات المتحدة، كما تُظهر تجاربها السابقة، لا تقيس شراكاتها على أساس النوايا المعلنة، بل على القدرة الفعلية للشريك على ضبط مؤسساته ومنع الاختراق، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأمن قواتها.
التاريخ القريب يقدم نماذج واضحة. في العراق، لم تؤدِ حوادث "القتل من الداخل" التي استهدفت القوات الأمريكية إلى انهيار الشراكة فوراً، لكنها دفعت واشنطن إلى تقليص الثقة العملياتية، وإعادة هندسة العلاقة الأمنية، والضغط لإقصاء شخصيات وفصائل بعينها. أما في أفغانستان، حيث تكررت الهجمات نفسها وترافقت مع فشل سياسي وفساد بنيوي، فقد انتهى الأمر بانهيار الثقة ثم الانسحاب الكامل. الفرق بين النموذجين كان دائماً في قدرة الشريك المحلي على الإصلاح، لا في حجم الخسائر وحدها.
في الحالة السورية، لا يبدو أن واشنطن في وارد الانقلاب على المسار الانتقالي الذي استثمرت فيه سياسياً، لكنها بالتأكيد ليست مستعدة لمنح شيك على بياض. الأرجح أن الحادثة ستُستثمر كأداة ضغط لإعادة ترتيب البيت الأمني السوري، وتشديد معايير الشراكة، وربما إعادة توزيع الأدوار بين الفاعلين المحليين، وفي مقدمتهم قوات سوريا الديمقراطية التي لطالما حظيت بثقة أمريكية أكبر في ملف مكافحة الإرهاب.
في المقابل، لا يمكن تجاهل فرضية أن هناك من يسعى عمداً إلى إفشال الحكومة الانتقالية. فاستهداف القوات الأمريكية في هذا التوقيت يخدم أكثر من طرف: تنظيم داعش الباحث عن إثبات حضوره، وشبكات متضررة من التحول السياسي، وقوى إقليمية لا ترى في استقرار سوريا الجديدة مصلحة لها. الرسالة هنا ليست أمنية فقط، بل سياسية بامتياز: التشكيك في أهلية السلطة الجديدة قبل أن تترسخ.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة. إما أن تنجح الحكومة الانتقالية في تحويل هذه الحادثة إلى نقطة انطلاق لإصلاح أمني حقيقي يعزز ثقة الحلفاء، أو تتحول العملية إلى أول شرخ في جدار الشرعية الدولية الناشئة. ففي السياسة، كما في الحروب، ليست الطلقات وحدها من تقتل… أحياناً الرسائل هي الأخطر!



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأةٌ تبحث عن نفسها… في جسدِ الغيم
- سوريا بعد رفع -قيصر-: فرصة مشروطة… وموقع قسد في معادلة ما بع ...
- حين تتلبّد السماءُ أملاً
- باراك… دبلوماسي التصريحات المتبدّلة: بين ضبابية السياسة الأم ...
- استقرار الإقليم بين ضغوط الجوار ودعم واشنطن
- الكرد السوريون: من التجريد القانوني إلى انتفاضة قامشلو - سجل ...
- أنفاسٌ على عتباتِ الحكمةِ (قصيدة)
- خيارات المركزية واللامركزية في الدستور السوري القادم: دراسة ...
- الذئاب المنفردة والإرهاب المتحول
- تركيا وملف الكرد في سوريا
- رقصة المصالح في برك الدم السوري!
- كيف تحول الربيع خريفاً في سوريا؟
- ماذا يحدث في سوريا؟
- دوامة الصراع لن تنتهي إلا بإرادة السوريين أنفسهم!
- المجتمع المدني بين الولادة و التشوهات
- إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات ترب ...
- في سوريا إعادة لترميم النظام في غفلة من الموت السريري للمعار ...
- الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خي ...
- الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف
- الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني


المزيد.....




- منفذو هجوم شاطئ بوندي المزعومون زاروا منطقة معروفة بالتطرف ف ...
- هل ينفد الكون من النجوم الجديدة؟
- ترامب يوسع حظر السفر إلى الولايات المتحدة ليشمل 7 دول إضافية ...
- تونس في ذكرى الثورة : مسيرات لأنصار الرئيس وسط احتقان سياسي ...
- سجن بعد تصريحات حول الأمازيغية ثم عفا عنه تبون... من هو المؤ ...
- مجلس الصحافة الألماني يوبخ -بيلد- بسبب تغطيتها استشهاد أنس ا ...
- مادورو محذرا الأميركيين: لا نريد فيتنام جديدة
- عون: نسعى لإبعاد شبح الحرب والتفاوض لا يعني استسلاما
- -أبواب أميركا تُغلق-.. مرسوم ترامب يفجر جدلا واسعا على المنص ...
- موقع إيطالي: 3 نقاط ضعف تهدد الدفاع الجوي الروسي


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - بين الرصاص والرسائل: هل كانت الدورية الأمريكية الهدف… أم المسار الانتقالي السوري؟