أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - رقصة المصالح في برك الدم السوري!














المزيد.....

رقصة المصالح في برك الدم السوري!


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الأزمة السورية التي مرت بأطوار عديدة وإن بدأت بأنامل غضة وعلى وقع هتافات سلمية، سرعان ما فقد السوريون زمام التحكم بها، فتحولت إلى الإقليمية ثم إلى الدولية، لتصبح أزمة عالمية بأمتياز، وهذا ما جعل السوريون على مختلف مشاربهم و انتماءاتهم السياسية و المجتمعية، أدوات، سواءاً بصورة مباشرة أو بممارساتهم المفروضة عليهم، لتنفيذ أجندات الآخرين على حساب إراقة المزيد من دماء الأبرياء و تحطيم بنيان الدولة ومؤسساتها، وهم يدركون أن الحلول لابد أن تحمل بصماتاً من خارج الحدود ومن وراء البحار، وأن من يعتبرونه عدواً أو صديقاً لابد لنصيبه في الكعكة السورية، المغموسة بدماء الأطفال و النساء، أن يكون محفوظاً و إلا؟

فالنظام لا يمكنه الاستمرار دون الغطاء الدولي الروسي له و دون مده بالأسلحة و الإمكانيات العسكرية التي لم تنقطع طيلة ما يربو الثلاثة اعوام من عمر الازمة، وهو على قناعة تامة أن حياد إيران من حربه الشعواء على شعبه، تعني نهايته المدوية و تفكك ترسانته الطائفية كتفكك الضباب مع سطوع الشمس الدافئة، وهذا ما يدفعه إلى استخدام آخر و أصعب أرواق قوته، من ناحية لإنزال أكبر قدر ممكن من الضربات الموجعة بخصومه المعارضين مستفيداً من الأمكانيات التي تتيحها حلفاءه، و من ناحية أخرى يمارس دوره كجندي مطيع و مقاتل أخلص العهد لحماية المشروع الإيراني الذي يمثل نقطة من نقاط استمراريته في سدة الحكم في سوريا، بالتوازي مع نجاحه في إقناع الطائفة العلوية بحتمية المصير المشترك لهما، فكسب نقطة إضافية إلى رصيده، مستفيداً من الشروخ الثقافية بين مكونات خصومه و غياب ما يطمئن الآخرين في مايطرحون.

والمعارضة، إضافة إلى غياب قاعدتها الجماهيرية لأفتقاد الغالبية العظمى منها إلى جسم له تاريخ معارض، فإن دورانها في فلك مصالح الآخرين وربط برامجها برؤى و اهداف غير سورية، جعل منها معارضات مشتتة و أدوات متناقضة، يسعى كل مكون إلى فرض خصوصيته على البقية، فكان الإقصاء ورفض الآخر برنامجاً جامعاً وليس السعي إلى لملمة الجراح ورص صفوفها، على الأقل في مرحلة مقارعة النظام، لذلك تنوعت البرامج و رؤى الحل و تحولت المعارضات إلى أجزاء من رقصات المصالح السياسية و الاقتصادية لدول العالم التي لا تهمها أرقام الشهداء و لا ملايين النازحين و المهجرين، أو مقدار الدمار الذي حل بسوريا، إنما الحل ينضج عندها حين تنضح كعكتها، ليس على نار مئات الآلاف من الشهداء أو تشريد الملايين أو تدمير وطن بأكمله، وإنما الثمن ليس هذا كله، فهو في عقلية من يطرح نفسه بديلاً عن النظام، هذه العقلية التي لم تستطع استيعاب أن روسيا لا تتمسك بشيء سوى مصالحها، ومن هذه النتيجة نستخلص أن سوريا قبل كل شيء في أزمة معارضة سياسية فشلت إلى اللحظة في فك لغز الحل في بلدها!



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحول الربيع خريفاً في سوريا؟
- ماذا يحدث في سوريا؟
- دوامة الصراع لن تنتهي إلا بإرادة السوريين أنفسهم!
- المجتمع المدني بين الولادة و التشوهات
- إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات ترب ...
- في سوريا إعادة لترميم النظام في غفلة من الموت السريري للمعار ...
- الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خي ...
- الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف
- الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني
- المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - رقصة المصالح في برك الدم السوري!