أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس نعسان - الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني















المزيد.....

الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 00:22
المحور: القضية الكردية
    


ما هو الإعلام؟ و ما مهمته؟

كثيراُ ما نسمع عن السلطة الرابعة، فما دورها و لماذا سميت بهذه التسمية؟
إن الإعلام بوصفه السلطة الرابعة، يمارس دوراً رقابياً على مؤسسات الدولة المختلفة و يكشف جوانب العيب و الفساد فيها و يبينها للرأي العام و لأصحاب القرار كي يتم البت فيها و تصحيحها، و هو بذلك يلعب دور العين الساهرة التي تتابع الصالح العام و تُقوم الأخطاء و العثرات التي تشوب كيان الدولة، و الإعلام لا يقتصر في الصحافة بل يشمل الإذاعة و التلفزيون و الصحافة و المواقع الإلكترونية: مواقع التواصل الاجتماعي على تنوعها.
مهمة هذه السلطة أو هذا الإعلام في الأنظمة الديمقراطية تتلخص في تقديم المعلومات الصحيحة للمواطنين، كشرط جوهري في استمرار النظام الديمقراطي، و هذا يساعد المواطنين على اتخاذ القرارات الصحيحة حول مستقبل بلدهم و يتحملون مسؤولية قراراتهم، أما المعلومات الخاطئة و التوجيه الإيديولوجي الفوقي كما في الأنظمة الاستبدادية و الديكتاتورية، يجعل من هذا الإعلام بوقاً لأهواء هذه الأنظمة و أهدافها الخاصة، بحيث لا يرى أبعد مما يسمح به الديكتاتور و لا يبجل إلا المستبد و أدواته ساخراً الوطن و المواطنين في خدمته و طوع إرادته، و هذا يحول المواطنين إلى ماكينات تتصرف وفق رغبات و أوامر الآخرين و تدفعهم إلى اتخاذ قرارات خاطئة و لا مسؤولة بسبب شعورهم بهامشية قراراتهم و غياب أهميتها.

كيف يمكن بناء إعلام عصري حر؟

بناء إعلام عصري حر يمتاز بالشفافية و حرية التصرف يحتاج إلى كوادر متخصصة و إمكانيات مادية و مصادر تمويل مستقلة بحيث يتخذ قراراته بحرية تامة دون سلطة أو رقابة أو توجيه من جهة حزبية أو سلطوية و إلا فإنه سيبقى رهن رغبات و أهداف الجهة الوصية عليه و سيتحول إلى أداة دعائية و إعلامية لتلك الجهة و لن يعود بمقدوره القيام بوظيفته المنوط به و هي تطوير الفكر المجتمعي نحو بناء حرية الرأي و الديمقراطية و قبول الآخر، و إظهار التنوع الثقافي و العرقي و المذهبي و المعرفي الذي يغني الثقافة الاجتماعية و يطور المجتمع، و الكوادر الإعلامية تتحرى الموضوعية و الدقة في الخبر و المعلومة بغض النظر عن الحيادية الغير مهمة في هذا الحقل، إذ أن الموضوعية تكسب المؤسسة الإعلامية المصداقية في العمل فتستقطب الجماهير و تستحوذ على اهتمامهم، أما نقل المعلومات بأساليب الهواة دون خبرة و دراية بمهنية الإعلام يسيء إلى صورة تلك المؤسسة.

أين يتربع الإعلام الكوردي السوري؟

كان الإعلام الكوردي السوري مغيباً عن المشهد السياسي العام لجملة من الأسباب منها ما هو متعلق بقانون المطبوعات و ما يتضمنه من معوقات سياسية تكبل خلق إعلام كوردي قادر على الحياة و الاستمرار في ظله، و منها ما هو متعلق بالوصاية الحزبية التي جعلت من المنشورات السرية التي تصدرها لسان حالها و الناطقة الرسمية باسمها فقط، بحيث لا تتطرق إلا إلى ما توافق عليه و ما يناسب سياساتها و أهدافها الحزبية فحسب، و هذا ما أبعد الأقلام الحرة و الكوادر المتخصصة المستقلة عنها و أختصرها في أقلام الكوادر الحزبية الهاوية و الغير مضطلعة على خباياه و مقوماته الصحيحة.
رغم النمو الكمي الذي شهده هذا الإعلام مؤخراً و خاصة منذ 19 تموز 2012، إلا أنه لا يزال بمجمله رهن التوجيه الحزبي، فالمنشورات و إن زادت عدداً و تنوعاً فإنها حزبية و كذلك المواقع الإلكترونية التي أصبحت بالمئات إما حزبية أو مقربة منها و لا توجد منها المستقلة في الواقع الكوردي العام و الكوردي السوري الخاص، سوى بعض النشرات الدورية التي أسسها بعض المثقفين و النشطاء السياسيين من الشباب إبان 19 تموز، أي بعد تحرير مجمل المناطق الكوردية في سوريا من الأمن و عصاه الغليظة التي كانت مسلطة دوماً على رأس الإعلام و الإعلاميين، منذ ذلك الحين بدأت بعض الأصوات الحرة تطفو إلى السطح و تحاول التأسيس لصحافة كوردية مطبوعة و إلكترونية مستقلة و موضوعية، لكن قلة الخبرة و ضعف الإمكانات المادية و غياب وسائل التكنولوجيا الحديثة عن واقعنا تقف عوائق في وجه تطور هذا الإعلام.

ما اللغة و الثقافة التي يستخدمها الإعلام الكوردي السوري؟

إن الإعلام الكوردي السوري، إعلام هواة و ليس إعلام كوادر و تخصص، لذا فإنه يفتقر إلى الأساليب الحديثة في مخاطبة الموجه لهم و التي تكمن في غياب لغة تعبيرية قريبة إلى ثقافة و فكر الشريحة التي تخاطبه إن كانت كوردية أو غير كوردية، حيث تركز لغته على مفردات الشحن القومي التي لم تعد تستقطب الناس و لا تثير مشاعرهم، و يعتمد وصف الأحداث بالسرد المباشر الذي يزعج الآخرين و يولد فيهم شعوراً مناقضاً للشعور المنشود، بينما قطع الإعلام العالمي أشواطاً نحو محورية المشاهد في البرامج و التقارير و مخاطبة شعوره بأساليب نفسية و أدبية تعزف على أوتار الحواس على غفلة منه لاستدراجه إلى الانفعال و التفاعل مع الحدث، فتتكون الصورة المراد إيصالها إلى الجماهير على أكمل وجه، و للأسباب نفسها، فإن الإعلام الكوردستاني فشل في إيصال الصورة الصحيحة عن مجازر حلبجة و عمليات الأنفال السيئة الصيت إلى الثقافات العربية و العالمية، و اليوم سيفشل الإعلام الكوردي السوري و معه الكوردستاني في نقل حقيقة ما يجري في المناطق الكوردية السورية إلى الرأي العام العالمي لنفس الأسباب الآنفة.

و بارقة الأمل التي تخترق ضبابية الواقع الحالي، تتجسد حالة الولادة النشطة لمنظمات و لجان المجتمع المدني على الساحة السورية عموماً و الكوردية خصوصاً، و التي تتضمن في ثناياها بوادر إعلامية حرة و مستقلة، إلا أنها في الغالب تعاني ما يعانيه الإعلام الحزبي من الافتقار إلى التخصص إضافة إلى كونها تجربة فتية أو تكاد تكون في طور الولادة، و بالتالي يلزمها فترة زمنية لتنضج و تستحوذ على ثقة الناس و اهتمامهم.

كيف يمكن للإعلام الكوردي السوري أن يتطور؟

يمكن لهذا الإعلام الذي نسميه تجاوزاً "الإعلام" أن يتطور و يتقدم إذا أخذنا بعين الاعتبار:
1. الاعتماد على الكوادر الإعلامية المتخصصة و الممتهنة له.
2. رفع الوصاية الحزبية عنه و إطلاق عنانه ضمن قوانين عصرية تليق بإعلام عصري.
3. توحيد الخطاب الإعلامي الكوردي عموماً و الكوردي السوري خصوصاً.
4. إنشاء دور نشر عامة و مستقلة.
5. دعم الإعلام المستقل بكافة فروعه.

و إلا فإنه سيبقى ضعيفاً هشاً يضر أكثر مما ينفع في مواجهة الإعلام المضاد الذي يمتلك من الوسائل و الإمكانات ما تجعله متفوقاً على الإعلام الكوردي في كافة الميادين و المجالات، خاصة و أن الإعلام بات السلاح الأمضى في المعارك الحديثة، فهو السلاح الذي فجر و لا يزال ثورات الربيع العربي، من خلال صفحات التواصل الاجتماعية التي ينتمي إليها ملايين البشر عبر العالم، و آخر إحصائية أظهرت أن عدد سكان الفيسبوك مليار نسمة أي ثالث أكبر دولة في العالم.
علينا أن ندرك تماماً أهمية الإعلام في معركتنا القومية و الوطنية و أن نقدمها على المعركة العسكرية لا أن نستهزئ من الفيسبوكيين و التويتريين و اليوتيوبيين، فهم ثوار اليوم و قد يكونون حكام الغد.



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...
- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس نعسان - الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني