أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - اللقاء الأخير














المزيد.....

اللقاء الأخير


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتضارب الانباء كثيراً حول الضربة الأمريكية على سوريا هذه الأيام إلى درجة لم تربك المواطن العادي فقط بل أفقدت التحليلات السياسية أيضاً مصداقياتها و خيوط توازنها، و هذا عائد ليس فقط إلى اختلاط الأرواق كثيراً مع اقتراب موعد الضربة العسكرية المرتقبة، و إنما إلى التأثير السلبي الذي يلعبه الإعلام في تحوير الوقائع و تحليلها بما يخدم أهدافه و غاياته، إلى جانب الحرب النفسية التي تمارسها رأسي الحربة (الولايات المتحدة و فرنسا) على أركان النظام السوري، و محاولة إنهاك الحالة النفسية لدى الضباط و الأفراد عبر نشر الرعب بينهم لدفعهم إلى الاستسلام لحتمية مصير النهاية السوداء للنظام و دفعهم إلى الخروج عن مساره و القفز من مقطورته الهالكة، ليسهل شراء الذمم الكبيرة من جهة، و ليجرجر دبلوماسية النظام إلى حيث يفرض عليه التنازل عن بعض اسلحته و أوراقه التي قد تضر التحالف أثناء القيام بضربه، لذا فإن الخطوات التي لجأ إليها أوباما على غير عادة اسلافه منذ الحرب العالمية الثانية و الإذعان لتصويت الكونغرس الأمريكي ما هو إلا وسيلة للمماطلة لتحطيم العزيمة المتبقية لدى العسكر السوري.

أعتقد أن الضربة الامريكية - الفرنسية قادمة لا محال مقياساً بالتجهيزات العسكرية و الحشود المتأهبة قبالة سوريا، و صوناً للمصداقية الأمريكية و هيبتها كقوة عالمية تقاس عليها كافة المعايير الدولية، و عليه فإن نهاية النظام باتت تظهر في الافق، و الحديث عن تأميم الاسلحة الكيماوية السورية أممياً ليس إلا مجرد مناورة لتأمين هذه الاسلحة و التخلص من هاجس استخدامها من قبل النظام إذا حاول أرتكاب حماقة ما تجاه شعبه مثلاً، و محاولة أخيرة لإغداق روسيا بالمزيد من الابتزاز المالي لتغييب معارضتها بصورة تامة، و بعدها ستنهال صواريخ التوماهوك و الكروز على المواقع العسكرية السورية ليس بالصورة التي تروج لها الولايات المتحدة عن محدودية الضربة و عدم سعيهم لإسقاط النظام أو ما شابه، و ذلك لأعتبارات تتعلق بكسب موافقة أو صمت الدول المعارضة أو التي ستعارض عمليات عسكرية واسعة في حال كُشف اللثام عنها، لكن الضربات المخطط لها ستكون محدودة و مؤثرة جداً بحيث تقسم ظهره و تشل قدرته على مجابهة زحف الجيش الحر على الارض، فالأمريكان و الفرنسيون يعلمون تماماً نقاط ضعفه و المفاصل التي تخلخل ترابطه و هم على دراية بهشاشة هذا النظام و بأن هيكله سيتداعى كأحجار الدومينو بمجرد تلقيه الضربات، فالجيش سيختفي و الاسلحة ستتوقف و سيتصدع رأس الهرم و سينقلب الكثير من الضباط الكبار على زملائهم الذين أحترقت اوراقهم لإنقاذ إنفسهم و لإشغال مناصب جهزت لهم في سوريا المستقبل، بدلاً من التحول إلى نزلاء في السجون أو جثث و أشلاء هنا أو هناك.

و قد تكون مقابلة بشار الأسد مع قناة (CBS) الأمريكية التي أجرت اللقاء الأخير في حياة الرئيس العراقي صدام حسين، إعادة لدورة الزمان التي تتكرر فيها فصول حيوات الدكاترة و حتمية المصير الواحد و مستوى الغباء في التعامل مع شعوبهم، و التي تودي بهم دوماً إلى الزوال بعد أن يفوت الاوان على إصلاح ما أفسدته أنظمتهم القمعية القائمة على جماجم الشعب و برك من دمائهم، ألا هل سنسمي القناة الآنفة الذكر قناة اللقاء الأخير؟



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - اللقاء الأخير