عاطف زيد الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 02:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• على هامش احتفال الجولاني وزمرته بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد ...
بعد أكثر من عقد على معاناة السوريين بين الاستبداد والحرب والدمار، بات واضحاً أن معظم السوريين يتطلعون إلى التغيير الحقيقي، تغيير يفتح الطريق نحو دولة قانون، ومؤسسات، وحقوق إنسان، لا نحو استبدال حكم استبدادي بحكم متطرّف أشد قسوة واستبدادا.
لقد عانى السوريون لعقود من نظام بشار الأسد الإستبدادي، وهو نظام ارتكب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وقمع الحريات، ممّا أدخل البلاد في صراع دموي مدمّر.
لكن سقوط النظام لا يعني تلقائياً حلول الدولة التي يحلم بها الشعب؛ بل قد يفسح المجال لقوى أخرى تحاول فرض نفسها على حساب السوريين ومستقبلهم.
= = الجولاني… نموذج جديد للاستبداد وليس بديلاً وطنياً
إن صعود أبو محمد الجولاني – قائد “هيئة تحرير الشام” – إلى موقع النفوذ في أجزاء من الشمال السوري لا يحمل أي ملامح لمشروع دولة حديثة.
الجولاني شخصية مصنفة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كـإرهابي، وكانت واشنطن قد أعلنت سابقاً عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
هذه الحقيقة وحدها تكشف حجم الهوة بين ما يطالب به السوريون وما يمثّله الجولاني.
لا يمكن لدولة أن تبنى على سلطة قائد لفصيل مسلح، ولا على فكر متشدد، ولا على سجل من الانتهاكات والتجاوزات.
وبينما حاول الجولاني في السنوات الأخيرة إعادة تقديم نفسه بوجه “مدني” أو “معتدل”، فإن البنية التنظيمية لهيئته، والممارسات التي سُجلت بحق المدنيين والمعارضين، تظهر بوضوح أن المشروع الذي يطرحه لا يمتّ بصلة لمشروع دولة ديمقراطية أو جامعة للسوريين.
= = سورية ليست بحاجة إلى طاغية جديد بل إلى عقد وطني جديد
لسنا مضطرين للوقوع في فخ المقارنة بين السيئ والأسوأ.
فالشعب الذي انتفض مطالباً بالحرية والكرامة لا يقبل أن يُستبدَل استبدادٌ بآخر، ولا أن تخرج سورية من حكم عائلة نحو حكم جماعة مسلحة ذات أيديولوجيا مغلقة.
التغيير الحقيقي لا يمكن أن يقوده أشخاص متورطون بالعنف، ولا تنظيمات مصنّفة إرهابية، ولا مشاريع تتقاطع مع أجندات غير وطنية.
بل تقوده قوى سياسية ومدنية سورية، تمثل الشعب بكل فئاته، وتؤمن بالديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان.
= = لا للاستبداد… ولا للتطرف
موقفنا واضح:
- نحن لسنا ضد التغيير، بل مع التغيير الحقيقي.
- نحن لسنا مع الأسد، ولسنا مع الجولاني.
- نحن مع سورية حرة، موحدة، مدنية، بلا طغيان ولا إرهاب.
سورية التي حلم بها ملايين السوريين ليست سوريا الأسد، وليست سوريا الجولاني.
سورية ذات الوجه عربيّ الملامح ، تقدّميّ النهج، مقاوم التوجّه.
سورية التي نريدها هي سورية لكل أبنائها… سورية الأمان، القانون، والعدالة والتقدّم.
#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟