أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - المحمية الجديدة الألفية : غزة يراد لها أن تكون أوكرانيا القرن العشرين .















المزيد.....

المحمية الجديدة الألفية : غزة يراد لها أن تكون أوكرانيا القرن العشرين .


مصطفى نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي : قصقصة أجنحة لصالح الأقوى .

بشكل غامص و غير معلوم بالضرورة ، مثلت أوكرانيا القوة الضاربة و إحدى أعمدة القوة الضاربة في الاتحاد السوفيتي لإنها مثلت بشكل متزايد بمختلف المجالات منها العسكرية و الاقتصادية و الاستراتيجية الحيوية على رأسها الرؤوس النووية المخزنة في الاتحاد وصولًا لعدد 1089 رأس نووي بحلول الخمسينات من القرن الماضي ، فضلًا عن ظهير عسكري مانع و جيش يكن ولاء أعمى للسوفيت ، حتى القداسة التي تجعل المرء مغرمًا بالالتحاق الفوري به على الفور لما سيكتبه التاريخ عنه بحروف من نور !! و نتيجة لذلك ، تكونت عقيدة راسخة رسوخ الجذور العقدية .

و بسبب تلك العقيدة الراسخة ، لجأت روسيا لتكوين أوكرانيا الحديثة عبر العديد من الحروب المتتالية مع أوربا الغربية باعتبارهم حلفاء تارة و "أعداء متربصين و محتملين" مرات عديدة آخرها في حرب روسيا الحالية مع أوكرانيا ، و لعل هذا التجذر المعمق دفع بوتين لخوض حربه الشرسة المستمرة حتى الآن بعد رفضه المحتمل بالفعل لخطة مفصلة على مقاسه معدة من ترامب ، لعلمه جيدًا أنه في لحظة غير مسبوقة لم يشهدها بوتين منذ عهد جوبتشاف ،فضلًا عن المكاسب الواسعة من إكماله للحرب على غرار إسرائيل!! عمليًا و استراتيجيًا ، تعد روسيا في حرب حالية هادئة الوتيرة مع أوربا حاليًا ، و خاصة بعد توسع الهجمات الروسية على دول الناتو ، الأمر الذي دفع الباحث الفخري في مركز دراسات الأمن القومي توبياس إليبوبو لاعتبار ذلك الهجوم تمهيدًا ل"تنفيذ خطة ترامب " المذلة.

و لكن في المطلق ، و بشكل بعيد و قريب النتائج ، تعد روسيا و معها الولايات المتحدة هم من فككوا الردع الأوكراني في أتون تفكك الاتحاد السوفيتي ، و تكون روسيا الاتحادية بشكلها الحالي مفككة العلاقات الخارجية لأوكرانيا التي أسهمت بعمق و تشعب غريب في تكوين التركيبة الحالية للسياسة و التمدد الحضاري و غيرها من الملفات الخارجية التي تمس و تجري مجري الدم في الوريد ، و التي حولت أوكرانيا لمحمية طبيعية ظاهريًا طبقت تكتيتكًا في الحرب الحالية ، لتنتهي بخيارين أكثر مرارة و أشد ألمًا بين الاستسلام المعنون في صورة " اتفاق ترمبي " لوقف إطلاق النار ، و بين إكمال الحرب وحيدة مع تخلي أمريكي كامل عنها لتلتهما روسيا بشهية مفتوحة . و هي معادلة يراد لها التعميم في غزة تحديدًا في مرحلة الخطة الثانية بعد شرعنتها الاستعمارية في الأسبوع الماضي يوم السبت 22 نوفمبر لترسخ صورة مفهومة من الانتداب الأمريكي الجديد المرسخ للسلطة الإسرائيلية.

فلم تنتظر أكثر من أسبوع حتى أعادت القصف المدفعي على كافة أنحاء غزة من شمالها لجنوبها ، غير استمرارية التصريحات المتطرفة من حكومة نتنياهو المتطرفة التى نقلت فقط العمليات العسكرية من غزة للضفة بنفس الوتيرة الإبادية ، غير عمليات النسف و لتهجير و قطف الأشجار القسري حتى بلغت مبلغًا جللًا بأن وصفت بإبادة زراعية ، و هدم القرى الملصقة بالأقصى حتى أخليت معظم البيوت مثلما تقول الباحثتين شارلوت ريتز-جاك و كذلك تليكا تايلور تشيرمان في مجلة 972 ، و هو ما حدث لحد مماثل و مشابه في أوكرانيا عقب نزع العداد النووي و قصقصة أجنحتها من بداية الألفينيات حتى الحرب الحالية الطاحنة.

تقريبًا لما سبق ، عند التخلي الفعلي من أوكرانيا عقب الانهيار الفعلي للاتحاد السوفيتي ، قامت أوربا و أمريكا بالتخلي الفوري عنها لما لها من ضعف عسكري ، و لمعرفتهم الشاملة و استسلامهم المحض للقوي الروسي آنذاك ، وكذلك الغاز الروسي التي تعتمد عليها الغرب بالكامل ، و هو ما لمح له المفكر الروسي ألكنسدر دوكين الملقب بعقل بوتين حينما حاول فهم عقلية ترامب و خلص لنتيجة هامة للغاية مفادها اهتزاز ترامب الدائم مقابل تقديم الضمانات الدبلوماسية و الوعود المالية الزائفة ، خاتمًا الأمر كما كليتنون عندما تخلى عن أوكرانيا و سلم أسلحتها النووية لروسيا ، أم محاولة مستميتة لنزع سلاح غزة الشامخة.


الدول الأليفة : نزع السلاح تاريخ من الكارثية المدمرة و انهيار متكامل الأركان لمعادلة الردع .

تاريخيًا ، مثل نزع السلاح بعدًا استراتيجيًا ممهدًا لما بعده بشكل أكبر ، من خيارات متفجرة لسيناريورهات ملغومة بحق ليس فقط لما حدث بعدها بالفعل ، بل لفداحته المؤلمة و صفاقته الدامية بمختلف مراحله التاريخية منذ أثنيا لغرناطة و البوسنة و الهريسك و انتهاءً بأوكرانيا و غزة. بشكل مجمل جامع ، بقى الدرس الوحيد هنا عدم التخلي عن السلاح القليل أفضل و أجدر من استباحة نفسك بالمجان تمامًا ، بغرض النظر عن أي إغراءات لامعة أو ضمانات مالية أو عهود براقة ، ففي النهاية هي و العدم سواء .

فعند النظر لتاريخ الأندلس ، فمن الجيد وضوح ثنائية الردع و السلاح ، لتتجلى الرؤية الجلية و العبرة العظيمة بكامل تفاصيلها عند مهادنة ملوك القشطال المسيحيين مثل أنطونيو و فردنيادو الثاني ، حتى وصفها المؤرخ الأندلسي آنذاك ابن حيان في كتابه المقتبس من تاريخ الأندلس حتى عادت لقوتها بنفس الوتيرة التي فتحت بها على يد يوسف بن تشفيين في معركة الزلاقة الشهيرة ، مستمرة بعدها قرابة 300 عام للسقوط الأليم بنفس المأساة التي تغافل عنها ، بترك السلاح و التمرغ في الشهوات الدنيوية ، ما جعل المؤرخ و عالم الاجتماع التاريخي عبد الحليم عويس يعتبر في كتاب دراسة لسقوط 30 دولة إسلامية أن الأندلس "ضحية الفساد العسكري ".

ففي حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي أيضًا ، تكررت التجربة نصيًا و قولًا ، لكن هذه المرة مع البوسنة و الهريسك ، حيث نزع سلاح البوسنيين بتعاون أممي وثيق لينتهي الأمر بمذبحة سربتنشرنتيا المرعبة الذي وصفاها الرئيس البوسني على عزت بيجوفتيش في كتاب سيرة ذاتية و أسئلة لا مفر منها " بالمجزرة الكبيرة على البوسنة الصغيرة " مخلفة عدد ضحايا 8 آلاف شهيد و 15 ألف مصاب ، بعكس الشق الآخر من البلدة أغرودواس الذي زيفت صنع الأسلحة للتظاهر بامتلاكها حتى ينجوا البوسنيين من بطش الصرب المدمر ، في درس دام و سام من دروس إبادة ماضية .

و هكذا ، حدث نفس الأمر تاريخيًا مع منظمة التحرير الفلسطينية التي سلمت سلاحها للسعودية آنذاك بالتعاون مع الأمم المتحدة بمنتهى الصرامة و الوفاء بالمواثيق لينفى عرفات بعدها لتونس و يشهد الكاتب و الباحث السعودي أحمد ناصر بن سعيد أنه رأه في تسلمه التكريمي لجائزة الملك فهد في عام 1983 مماثلًا بذلك الفخ المحكم الذي نصب لأوكرانيا بعده ما يصنف من أغبى التحركات السياسية و التطورات الأيدولوجية التي طالما أتت بنتائج عكسية ، و آثار مدمرة تسببت في صناعة مذابح أكثر فداحة ضد المستضعفين ، مطبقًا لنبوءة الصحفي البريطاني الأمريكي روبرت تابر في كتابه القيم " حرب المستضعفين " المنظر و المسلط الضوء إجمالًا على فكرة استحالة فوز جماعات التحرر الوطني على الاستعمارات الحديثة بكافة قوتها المدمرة و إمكانياتها المرعبة .



#مصطفى_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولوكوست غزة الإسرائيلي: علاجه الوحيد نزع النازية .
- سيد المصلحة الشخصية : نتنياهو يدير عودة قريبة للحرب على غزة ...
- القاعدة الصهيونية : دور مصر في تزكية حرب الإبادة الجماعية ال ...
- جيل التحولات الثورية : جيل زد قائدًا للتغيرات الكبرى سياسيًا ...
- مشعل الحرب الأهلية و معزز للمجاعة الفتاكة في السودان :الدور ...
- القديس المتدثر بنجمة داوود : فلسطين مركز للمسيحية المتصهينة ...
- ملوك الطوائف الجدد : استحالة تحقيق إسرائيل الكبرى يتوقف على ...
- الدولة البلطجية : أصل ثابت للجمهورية الجديدة في الحكم الفاشي ...
- المجزرة المسلملة للإبادة : حين تتحول لعنة الدماء لخراب معجل
- الأمن النخبوي المعكوس :أمن مصر القومي ليس بأمن العسكر القومي ...
- إبادة ممنهجة للمستقبل و الطفولة :حرب إسرائيل البربرية على ال ...
- كامل الوزير: عندما تتحول الطرق لمذابح يومية بلا توقف !!
- النكبة الدائمة: تحول مصر لخرابة في دمار مستمر وخراب معحل.  
- الكارت المحترق الرابح: إثبات حرب إبران امتلاك إسرائيل لأمن ا ...
- قوافل الصحوة الأخلاقية و الفضح المعري للضمير الدولي الميت :م ...
- عيد غزة :لا طقوس للبهجة ، و إنما طقوس للنجاة و البقاء .
- ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد ش ...
- ليلى سويف و آلاء النجار ...المعتقل القاتل لشعبين ببرود
- مقاومة المقاومة :الأردن خنجر حاد في ظهر غزة


المزيد.....




- الأردن: تكرار حوادث الاختناق خلال أسبوع بوسائل تدفئة يثير ال ...
- فيديو جديد يظهر رهائن غزة يحتفلون بـ-حانوكا- قبل وفاتهم
- برلين تستدعي سفير موسكو بسبب هجمات سيبرانية منسوبة لروسيا
- فضلون في بلا قيود: الأمن أساس الاستقرار
- أوروبا تقرر استخدام الأصول الروسية لتمويل قروض أوكرانيا
- كأس العرب: الأردن يتغلب على العراق ويلتحق بالمغرب والسعودية ...
- بعد عام على سقوط الأسد.. هل استعاد الإعلام السوري حريته؟
- إيران : تعتقل نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2023 ...
- ليبيا: مقتل أحد كبار مهربي البشر في مداهمة أمنية عقب اعتداء ...
- فرنسا: بارقة أمل للأجانب بعد تبني الجمعية الوطنية لقرار التج ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - المحمية الجديدة الألفية : غزة يراد لها أن تكون أوكرانيا القرن العشرين .