أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - ملوك الطوائف الجدد : استحالة تحقيق إسرائيل الكبرى يتوقف على هذا الشرط !















المزيد.....

ملوك الطوائف الجدد : استحالة تحقيق إسرائيل الكبرى يتوقف على هذا الشرط !


مصطفى نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهلا بكم في الشرق الأوسط الجديد : عربان متصهينين و مقرفصين.

يعرف قديمًا عن العرب بمجموعة متكاملة و متلاحمة من القيم النبيلة و الأخلاق الرفيعة التي نوعًا ما برغم انحطاطهم و ترديهم الشامل و البانورامي ظلت حاكمة للمشهد الاجتماعي و القبلي و السياسي ، فتجد نماذج رفيعة المكانة مثل هاشم الذي عرف بعطفه على الفقراء و دفن في غزة ، متدثرة باسمه لنبله الأخلاقي و صيته الواسع بالإيثار المتعالي و كرم الخلق و دماثته المرنة ، و كذلك حلف الفضول الذي ٠مدحه النبي بحرارة لإنه مجلس عدل و استرداد حقوق المستضعفين في الجزيرة العربية كافة .

و ترميمًا لرواسب الجاهلية المقيتة و إكمالًا لحقوق و مكارم أخلاق البشر ، أصلح الإسلام بنظامه المتكامل و الشامل نقاط الخلاف و العصبية و القبيلة المنتنة المنبوذة فأسس نظام ممارسته العدل و الإنصاف و تطبيقاته الحرية الحقة و الإرادة المبنية على ثنائية الحق و الظلم أو " البر و التقوى " ، و متى تخلى عن تلك الثنائية "سقطت و انحدرت تلك الدولة " فورًا و بطريقة تجعلها عبرة و عظة تاريخية حقيقة وواقعية غير زوالها المفاجيء و المباغت فضلًا عن المرءوة المحركة لنظام حياة المسلم العادي : و هو ما أدى بصلاح الدين الأيوبي " وفقًا لكتاب محمد سهيل طقوش تاريخ الدولة الأيوبية لتحرير الأقصى الذي تتعرض غزته على مدار عامين لأكبر محرقة و إبادة جماعية حدثت منذ الهولوكست..

لكن مع سقوط العثمانيين و انتهاء الخلافة الإسلامية ، استوردت " الدول المستقلة " نموذجًا مشوهًا من النظم الاجتماعية و السياسية القائم بالأساس على خدمة الكيان الإسرائيلي سواء على مستوى النظرية و الفكرة المجردة ، أو التطبيق الواقعي بدءً من مصر التي أنشأت بريطانيا بسواعد أبناء مصر و نخبها الفاسدة بداية من عقد مؤتمر 1920في شهر مارس ، و مرورًا بفرقة العمال المصرية التي قاتلت أكثر من 20 ألف فلسطيني منذ الحرب العالمية الأولى و حتى النكبة 1948 ، بحسب كتابي القاهرة 1920 لسيبراد فورت ، وكذلك كتاب فرقة العمال المصرية لكايل أندرسون .


و هكذا ، أسست الدول العربية الحديثة على نموذج مغاير للأخلاق العربية الأصلية بداية من الأردن مرورًا بالثكنة المصرية و نهاية بلبنان و سورية و الخليج العربي كافة ، فهي دول "مستوردة " و مجتمعاتنا بالتبعية تنظر لنفسها مثل دولها المستقلة حديثًا أو كما يقول أشيل ميبمي في كتابه " سياسات الموت " " الغرب لم يرحل عن الشرق " غير بتأكده أنه ما زال تابعًا مستحقرًا محقرًا ذاته ، بإسقاط الكرامة العربية و من وراءها كل القيم الحقيقة التي مهدت ، بحسب تعبير فرانز فانون في كتاب "أقنعة بيضاء و بشرة سوداء " رؤية الذات بمعرفة المستعمر ، خالقًا تفسيرًا جديدًا لنموذج شكل واقعنا المعاصر في حرب الإبادة .

فعلى غرار النكبة العربية الأولى عام 1948 و الثانية عام 1967 ، يسير العرب على قدم و ساق نحو نموذج العرب المتصهيين ، متأخذًا الحجج الواهية و الذرائع الكيدية و الساقطة التي تشابهت لحظة التخلي عن غزة "بلحظة إعلان عبدالرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية " عدم قدرته " على إرسال أسلحة للقائد عبد القادر الحسيني " مجسدين بمساعدتهم النشطة و تواطؤهم الفج و المكشوف "إسرائيل الكبرى " لا كما يقول أو يريد نتنياهو بل على غرار زئيف جابونسكي صاحب الصهيونية التصحيحية و نظرية الجدار الحديدي المدمرة بشكل ناجز سريع يجعل الشرق الأوسط الجديد بجد تعبيره عبارة عن عربان متصهيين ووظفيين و مقرفصين .

خذلان مرير و تواطؤ فج : السلام لن يتحقق بالخيانة المهمشة لأسس الدول العربية النفسية .

في كتاب الانفجار ، يكتب لنا الصحفي المقرب للنظام الناصري المصري محمد حسينين هيكل أن الاستقرار للممالك و الدول العربية هز لحين وصوله للتبخر الكامل مع احتلال الصهاينة لكامل الأراضي الفلسطينية عام 1948 ، مسببة فقدان ثقة كامل في الأنظمة العربية و داخلين بمرحلة أطلق عليها ديفيد فيرومكين " سلام ما بعده سلام " مشكلة ارتباط تتصل بحبال وثيقة قوية بالصهيونية ، و لعل هذا ما عبر عنه سيد قطب في كتابه معالم في الطريق حينما قال أن تلك الجيوش المتوسعة " لن تطلق طلقة على اليهود".

بالفعل ، تحققت نبوءة سيد قطب، بل تفوقها في الخسة و الرداءة ما لم يتخيله أشد المنافقين خسة و أقلهم كرامة و رجولة عربية ، و كذاك أشد المتشائمين قتامة ، من جميع الجوانب المساندة للاحتلال الإسرائيلي إعلاميًا و تجاريًا و ثقافيًا و عسكريًا، و انتهاء بتحقيق حلمه بإسرائيل الكبرى بتبعيتها المذلة و المهددة للاستقرار الداخلي ذاته ، أو بحد تعبير الفيلسوف المسلم روجيه غارودي في كتابه رسالة الإسلام "يحث الإسلام بشدة على خلع الرذائل المقيتة لإنها مهمشة لكل شيء بدءًا من النفس و انتهاء بالسياسة العملية"، و تلك السواقط و الرذائل تجسدت بتجل نادر في الحرب الإبادية في غزة .

فقد انحدر العربان لدرجة مخيفة من أول الصمت المخزي للخذلان المرير، و المشاركة النشطة ، مشاركة أخوية عامة و موأزرة قوية و عميقة التأثير بكافة السبل الحقيقة التي لولاها لانتهت الحرب الضروس بعد شهرين فقط لعدم امتلاك الكيان الإسرائيلي تلك القدرة الرهيبة التي تؤهله لخوض حرب استنزاف مرهقة عليه مستغلًا رغبتهم العارمة المجسدة في كتاب حرب لبوب وودورد ذاكرًا اندهاش المجرم أنتوني بلنكين وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق العربان معهم حتى "يقضوا على حماس نهائيًا"، فنشطت التجارة بين كل الأقطار الخليجية منها السعودية و الإمارات بالجسر البري ، و مصر باتفاقية الغاز المرهنة للأمن و كذلك المساعدة في بناء المستوطنات بارتفاع صادرات الأسمنت ٥ أضعاف بتخفيض سعرها للثلث غير إمداد الكيان بالسلاح المشترى من أوربا و الولايات المتحدة و توصيله برًا و بحرًا و جوًا بمنتهى الشغف المتيم .

فعند النظر و التأمل ، فمن المرير بيع و رمي الأمن القومي العربي ، بأسلوب تفكير القوميين العرب ، بالتخلي عن امتداد استراتيجي حيوي و عميق مثل غزة ، فالأمر من جميع النظرات و مختلف الرؤى "مجمع باتفاق عام " إنساني قبل إسلامي على إن العرب في صدد عملية تسليم رقابكم الكلية ، لمن قال لهم بصفاقة سافرة ، و هو نتنياهو الذي اخترق حتى الآن هدنتين مع رفضه المتكرر للهدنة المؤقتة حاليًا ،" إني في صدد مهمة روحية تاريخية " ، محققين بذلك نبوءة الدكتور الفذ حامد ربيع الذي قال عن تلك الحرب قبيل ال3 عقود في مقال له عام 1985 م و تجاهلوه كعادتهم المتردية.


فالمحصلة النهائية لعصر النذالة المعاش أن الأخ صار "العدو من الداخل " كما قال د . أحمد ناصر بن سعيد مقابل الحفاظ المتطرف و الشديد على مكاسب و مصالح شخصية ضيقة الأفق من شأن استمرارها " انفجار جديد" سيكنس الدول الشائخة ، و تغير المنطقة الحتمي بغير هوى الصهاينة المجرمين لا لشيء لإن المقاومة هي اللغة " التي لا يفهم المستعمر المنهار أساسًا غيرها " سواء كان خارجيًا أو داخليًا مثلما حدث مع ملوك الطوائف المنقذين من البطل القائد يوسف بن تشفيين في معركة الزلاقة المعيدة لهم أمجادهم المهدورة .

لا سبيل إلا المقاومة و الممانعة الغاشمة و الدائمة ...دعم غزة أساس استراتيجي و سلاح فعال .


يمكن فهم و استعياب التصريحات المجنونة و المتطرفة لنتنياهو حول إسرائيل الكبرى ضمن عدة سياقات ، و على رأسها السياق الخارجي الدولي برد مضاد و مناهض على الحملات الأوربية و التصريحات السائرة على الاعتراف بدولة فلسطينية ، أو مثلما يكمل الدكتور عبدالله معروف "فخ محكم " من شارون غال لحصار نتنياهو الدولي و العزلة المتنامية التي تزيد بإطراد و ممتمة حقيقة للتأكد الهام و اليقيني على رسوخه السياسي و الأمني و إطالة أمده عنوة و غصبًا عن الأسرى و أسرهم .

لكن بغرض النظر عن اللعبة المنشأة من وراء تصريحات نتنياهو ، ينبغي الحذر و الحيطة من التساهل السائل و التسيب المترهل تجاه العدو الصهيوني في تلك اللحظات الحرجة و الأحداث التاريخية الجلل التي أثبت التاريخ الإسلامي أن كلما هادنت و تنازلت تمعن العدو التاريخي تحديدًا ، و الصهيوني أو المتصهين ، و ملوك الطوائف مثال جيد على ذلك و شديد الصدق على إن الاستبداد السياسي مثلما يؤكد الكاتب و الباحث السوري أحمد دعدوش " هادم مهدم لكل المثل " ، و لملوك الطوائف الغارقين في الخيانة الواضحة و الاستبداد الغاشم مثال واضح و صريح على تلك المفارقة الحقيرة ، أي بعبارة أخرى لا خير يرجى و لا أمل ينتظر ممن سلم لعدوه مفاتيحه و مكامنه .


فالنتيجة الوحيدة لتمثيل معادلة ردع استراتيجية قوية هي بتمثيل المقاومة الفلسطينية تمثيلًا حقيقًا ينم و يدل على حفظ و حماية بيضة المقدسات المشرفة و المعظمة ، و حتى مع التخلي عن مرجعية الدين بشكل مطلق من ناحية العرب ، فلا داع للاستمرار في النهج المومسي الخاسر ، و الذي كلف ملوك الطوائف ، كل شيء حتى استعانوا بالقائد المقاوم الوحيد في المغرب العربي ، و لعل هذا الأمر الخطير سبب أساسي لاعتبار المؤرخ الكبير د حسين مؤنس في كتابه تاريخ المغرب " ممهد لسقوط الأندلس كافة " لحين الإنقاذ ممن رأي فيهم العبر الدالة و الدروس الجليلة في أن " الرباط طريقنا الوحيد و الجهاد (المقاومة) أملنا المنجي ".



#مصطفى_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة البلطجية : أصل ثابت للجمهورية الجديدة في الحكم الفاشي ...
- المجزرة المسلملة للإبادة : حين تتحول لعنة الدماء لخراب معجل
- الأمن النخبوي المعكوس :أمن مصر القومي ليس بأمن العسكر القومي ...
- إبادة ممنهجة للمستقبل و الطفولة :حرب إسرائيل البربرية على ال ...
- كامل الوزير: عندما تتحول الطرق لمذابح يومية بلا توقف !!
- النكبة الدائمة: تحول مصر لخرابة في دمار مستمر وخراب معحل.  
- الكارت المحترق الرابح: إثبات حرب إبران امتلاك إسرائيل لأمن ا ...
- قوافل الصحوة الأخلاقية و الفضح المعري للضمير الدولي الميت :م ...
- عيد غزة :لا طقوس للبهجة ، و إنما طقوس للنجاة و البقاء .
- ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد ش ...
- ليلى سويف و آلاء النجار ...المعتقل القاتل لشعبين ببرود
- مقاومة المقاومة :الأردن خنجر حاد في ظهر غزة


المزيد.....




- ربما كان ترامب يلعب الغولف خلال انتشار إشاعة موته - مقال في ...
- -الجيش غير مستعد-.. الزعيم -البافاري- يستبعد نشر قوات ألماني ...
- قناة ترامب المفضلة تحتل المرتبة الأولى بمشاهدات الأميركيين
- تشييع الشهيد أحمد شحادة في نابلس بعد اغتياله برصاص الاحتلال ...
- رسالة حميمة من جين أوستن لشقيقتها إلى المزاد.. ماذا كتبت فيه ...
- روسيا تشن هجوما ليليا جديدا بعشرات المسيرات على أوكرانيا.. و ...
- ضحك وفرح.. شقيقات يحيين لقطة من الماضي بعد أربعة عقود
- نازحو البدو من السويداء يحتمون بالمدارس: صفوف بلا كتب وأسر ب ...
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي بحلول عام 2028؟ ...
- إسرائيل تواصل استهداف أبراج مدينة غزة وسط استمرار تدهور الوض ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - ملوك الطوائف الجدد : استحالة تحقيق إسرائيل الكبرى يتوقف على هذا الشرط !