أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى نصار - ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد شعبين















المزيد.....

ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد شعبين


مصطفى نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 23:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

بين خنساء غزة ، و ليلى سويف:في البدء كانت معسكرات الاعتقال !!

 

لعل ليلى سويف و الدكتور آلاء النجار تشتركان في دفع ثمن سياسات نازية وحشية لا تراعي لا بشر و لا حجر و لا حتى الأشجار ، لتتطابق بذلك كل من السياسات المتبعة و المنتهجة في البلدين من مصدر واحد ألا و هو النازية الهتلرية و الستالينة التي لا ترى في العدو إلا أحجارًا على رقعة شطرنج مملوكة بالكامل لهم لا مبالاة بأي بعد إنساني أو ديني بل السياسة تأتي قبيل الدولة كلها ، لكن ليست سياسة الدولة بل سياسة الفرد في قمرة القيادة .

 

 

فحالة د. آلاء النجار، خنساء غزة نموذج مصغر عن سياسات النازي المقيت أدولف هتلر ، فهي عانت معاناة شديدة بالقصف المعتمد لبيتها ، الذي لا يحتوى إلا على أولادها الصغار التسعة و زوجها د.حمدي النجار الذي توفي متأثرًا بإصاباته في العناية المركزة ، لتطبق بعدها العملي بالنظري من الأنظمة القمعية ، و على رأسها نظام العسكر الأخرق في مصر الذي لا يركز إلا على مصالحه الخاصة ، و كأن غزة في حالة الكيان الإسرائيلي و مصر العسكر "عزبة "مستباحة لهم يستباحون بها من يريدون ، لإنه بالتأكيد "عدو" حتى لو طفل أو شاب أنهى فترة حكمه غير القانونية على أي حالة .

 

فعلى هذا الأساس ، يفهم قانونا الاستثناء المطبق في غزة و مصر بنفس الأسلوب على كافة الشرائح العمرية المختلفة كما يقول الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين في كتابه بقايا أوشتفيز :الدولة باعتبارها معسكرًا للاعتقال أن قناعات هتلر المحولة للسياسات اليومية "ما هي إلا محاولة إبقاء النظام بخير "، فضلًا عن محاولات مستميتة للحفاظ عليه بالسير على إتباع القمع الممنهج ، و التصفية خارج إطار القانون و الأهم من ذلك محاولة كتم أي صوت حقيقي يمكنه تغيير المعادلة ، ليختم أغامبين بحثه الموسع عن أوشتفيز بعدة أسئلة عن معاني العدو المسوغة في ظل معسكر الاعتقال بتعجب لافت للنظر .

 

 

فالبداية التى وصلها الوضع الحالي المأساوي التي اقتربت أو وصل بالفعل للعسكرة الكاملة، بكافة جوانب حياته اليومية بدء من العمل مرورًا بالحياة العائلية أي أن المواطن البسيط سواء "العامل أو في الهيكل التنظيمي "للدولة كما يفترض زيجمونت باومان،  و بورديو في كتابهما المعنونين بالحداثة و الهولوكوست و عن الدولة ، لينتقل بنا لمستوى أكثر تطرفًا و هو النزوع نحو التوسع في الهمنية على كل شيء فيتحول الإنسان الفريد للإنسان المستباح المنبوذ الذي لا يحميه شيء غير شده القوي المنيع فضلًا مقاومته الشرسة التي تفزع العدو ، لا بالقانون ، و ذلك يعود ببساطة لتعطيل القانون .

 

فالحياة في معسكرات الاعتقال النازية لم تنته في مصر و غزة ، لكنها اتضحت بتجلي كالشمس ، لما لفقد دكتور آلاء النجار في عمق مصر الاستراتيجي، و مشهد إضراب بطولي لليلى سويف لتصرخ بكامل قوتها سواء بجسد نحيف أو ابتلاء تعرضت له نساء غزة و مصر على مدار سنوات قد تصل ل١٥سنة ، أي أن السياسات النازية "المعرية "لقيمة المواطن و الإنسان في التحكم الصارم بالحياة ، وصولًا لحالة الهولوكوست الحي المعاش المتمثل في الأسر أو الاعتقال و الاختفاء القسري ، فضلًا عن إلقاء اللوم على الضحية أو وصمه القبيح و الدنيء بأفظع الألفاظ ، ليبرز سؤال ملح مزعج :هل تبني معسكرات الاعتقال إنسانًا عاقلًا أم مسخًا مشوهًا يسعى حصرًا لمجي الفرصة المناسبة لاقتناصها ؟، و ما بديل السلطات النازية ، و كيف تمهد بإغلاق الأبواب لتكرار سيناريوهات منبوذة و غالية الثمن على المدى الطويل؟!

 

لا أمل لي حسنًا ، فلتذهبوا جميعًا للجحيم : المقاومة الجسورة بين د. ليلى سويف و آلاء النجار.

 

في كتاب استعمار مصر،  يؤسس البروفسور تيموثي ميتشل لفكرة نادرة مفادها حتمية المقاومة ، ببناء نظرية كاملة يشرح فيها عملية الاستعمار المحلي ، و تحديدًا العسكري عبر منظومة من التعليم و بناء فلسفة قاصرة للشيء بهدف وحيد ألا وهو التثبيت الأخير على الحالة الحالية .

 

و للتقييم و الرؤية المقارنية بين الاحتلال الإسرائيلي و مصر في السياسات المتبعة تجاه كل من الشعبين ، طبقت كل من النظرية الاجتماعية و السياسية و النفسية التي لا تجد طريقًا إلا و تمتهنه ، فالقانون مغلول بالعدالة ، و التعليم محطم بالثقافة ، و كذلك الاقتصاد محطم بالرفاهية ، فلا نتيجة جيدة غير مرتبطة بالقادة العسكرين في حالة مصر ، و المتطرفين الإرهابين في حالة الكيان الإبادي اللقيط ، تسود لذلك سياسة الأنا المجنونة و النرجسية السادية التي تضع منفذي القانون و الضباط محل عصمة غير ملموسة ، و لعل تلك تمثل سياسات الحيونة الممنهجة و العلمية في التعذيب النفسي إما في معسكر الاعتقال الكبير و الصغير .

 

و لإن الديكتاتوريات المنبوذة و البربرية تكره النقد ، و الثقافة و تكن لهما احتقارًا دفينًا ، و كرهًا عميقًا تترك فقط الطريق الممهد للإبادة البطيئة عبر سياسات التحويل التدريجي للدولة لمعتقل كبير يائس بائس مفلس ، مسدود الأفق ، و من يهنأ الله له بعقل حي و ضمير يتنفس ، علم مصيره الفوري ، ليجلس سجينًا من بين ١٢٠ألف معتقل سياسي ، يقسمون ل٤ صنوف إما أسرة بلا عائل كحالات محمد عادل و إسماعيل القمري أو أسرة بلا أم مثل هدى عبد المنعم و هدى عبد الحميد ، أو أسرة بلا ذكور كحالة عائلة البلتجي أو أسرة بلا شباب مثل حالات دعم فلسطين، و يجب أن ننقل المسمى من معتقل سياسي أو تضامني لأسير لإن ببساطة هؤلاء لا يختلفون شئيًا عن البرغوثي و سعيدات و كل أسرى الاحتلال ، فالاستبداد ابن الصهيونية كما يقول الدكتور خليل العناني .

 

أما الذين خارج المعسكرات الكبرى المقرفة ، فمصيره لا يفرق قيد أنملة عن مصير د آلاء النجار مع إيقاف التنفيذ أو عدم مجيء الوقت ، فالفقد أو الموت لا يشعر به غير مؤمن مدعم بصنوف الرحمة و السلوان الإلهي لنتقتل بعدها كما يقول جورج أورويل في رائعته ١٩٨٤ "الموت مرتعد لفرائس الأخ الكبير"بسخرية لا تحتاج التفسير ، إلا أن توقفت الدكتور الأكاديمية ليلى سويف في وجه السلطة الغاشمة ، ليطرح سؤال أخير عبر السيناريوهات الواردة في فشل المقاومة السليمة في تلك الحالات الفريدة .

 

بين ثورتين مدمرتين :المصائر المحتومة في قراءة المحروسة .

 

في كتاب جنود و جواسيس و حكام ، يلمح الأستاذ الفخري في جامعة كامبردج حازم قنديل أن ثورة يناير طبخت على نار هادئة بعدما ترك العسكر الأمور للشعب لإكمال الإحاطة بعائلة مبارك من المشهد مع الحفاظ على الأساس الصلب المحرك للأمور ، مع الاعتماد على عدم العداء مع الشعب بصورة مباشرة لئلا ينتهي الأمر لأكثر السينابورهات قتامة آنذاك ، ألا و هو الإطاحة به من الحكم .

 

ليتأكد السيناريو الكئيب بالنسبة لبقية الشعب ، بضرورة إزالة العسكر الفوري ، فضلًا عن تنحيته القسري من السياسة و الاجتماع لتحويلهم الدول لما يقارب المفهوم الأصيل لمعسكر الاعتقال النازي الذي لطالما يستفيد فيها حصرًا النخبة الحاكمة ، بل أن ذلك تخطى حدود النخبة بالكامل لينحصر في شخص الرئيس ، في تجسيم حي نابض للسلطوية الوحشية ، أو البنيوتكوان و هو مصطلح صكه الفيلسوف و القانوني النفعي جيرمي بنتام في كتابه حول فلسفة القانون في القرن الثامن عشر ليصبح بمعنى السجن الكبير ، أو المعتقل الواسع ذا الحدود المفتوحة ، و لعل المنظر القانوني رفائبل ليمكين في كتابه "حكم المحور في بولندا المحتلة ".

 

فالسيناريوهات المفتوحة تنذر بانفراجة سلبية ، تلعب فيها الثورة دور العلاج الوحيد ، لكنها قد تتشكل بصور و أشكال متطرفة كثورتي الجياع أو النموذج السوري على مصر ليتجلي السبيل الآخر من السيناريوهات الأشد بؤسًا ، متخطية مخيلة أشد المحبطين و البؤساء ، و لا داع للقلق إن رفض الإفراج عن علاء عبد الفتاح أو غيره أو إدخال المساعدات لغزة ، لإن لهذه الدولة حكومتين ، بداهة فشلها ، لاعتمادها الأصلي على عقد اجتماعي جديد مفاده الدفع مقابل كل شيء كما يؤكد يزيد صايغ في دراسته الموسعة عن الجمهورية الثانية .

 

فلا خير و لا أمل ولا تقدم ملموس و محسوس مبني على معتقل كبير لإن ببساطة الحق ينتفي هنا بنفي جميع المبادى و القيم و الأساسيات البديهة ، و طالما أن الإبادة الجماعية سواء بطيئة في مصر أو مدوية في غزة مستمرة دون رد فعل حقيقي و جازم ، فمن الطبيعي للغاية تمدد و تمادي السياسات القمعية و التجويعية حتى تعودوا للمقاومة ، فسياسات الدولة السلطوية كما يقول أستاذ العلوم السياسية ميلان سوفليك "تبنى نفسها على الخوف السلطوي و التسلط الاستبدادي "الذين إن خربا مجتمع ، و هو جلي واضح لا تخفيه عين الرأئي الكفيف حتى خلال العشرية السوداء.

 

 

و تنته هذه الدول كما انتهت النازية الهتلرية بخراب كامل للدولة بكل معاني الكلمة ، فيخلق بهذا الدمار الشمولي بيئة خصبة ووسعة للعنف العشوائي بحد تعبير البروفسور سينشبيا ماليشربيش في كتابه صعود الوحشية المنظمة أن تلك البيئة "تتشرب العنف فتعمل على تفريغه بشتى الطرق "، مع العلم أن التفريغ غير محدد بطبقة أو فئة معينة أو مدى قرب أو بعد الأفراد من بعضهما البعض،  فالعنف الرمزي و الحقيقي لهما نفس القدر من التدمير و التخريب الشمولي الذي يتناول مختلف الأبعاد و تنويعاتها المختلفة لإن العنف الأعمى القائم على الجوع أو الانتقام لا يحدد هوية المجوع أو القاتل أو المعذب أو المنتهك .

 

فالخطوة الأولى لعدم الوصول لطريق محدق محفوف بالمخاطر ، مراعاة التعييد على الأسرى المصريين و أهل غزة بإدخال المساعدات ، و ممارسة شتى الضغوط السياسية و الدبلوماسية لوقف الحرب الأشنع ، و إلا سيتحول مصائر المحروسة لمجرد كتاب من العبر الحزينة عن دولة تحولت لسجن ، و دويلة خاضعة مكبلة للخارج ، فضلًا عن ممارسة شتى أنواع القتل و الامتهان الانتقائي ، فمن لم يتعلم من التاريخ القريب كسقوط بشار الأسد أو البعيد كالنكبة الثانية التي لطفت باسم النكسة في عام ١٩٦٧ تحول لعبرة معاشة مرد لها كل الانتهاكات و الأفاعيل التي أذاقتها لشعبين كاملين .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى سويف و آلاء النجار ...المعتقل القاتل لشعبين ببرود
- مقاومة المقاومة :الأردن خنجر حاد في ظهر غزة


المزيد.....




- تجدد الاشتباكات في لوس أنجلوس وسط احتجاجات على تطبيق قوانين ...
- الجيش الجزائري يعلن قتل -أبو بشرى- و-حمزة السوفي-
- صحيفة: البنتاغون و-ناسا- يبحثان عن بديل لأجهزة -سبيس إكس- بع ...
- صحيفة تكشف من -وضع- الكدمة القاتمة تحت عين ماسك
- سياسي فرنسي: قيام الجيش الفرنسي بتدريب القوات الأوكرانية يضر ...
- لماذا رفض زيلينسكي تسلم قتلى الحرب؟
- في مشهد نادر في الإمارات.. أمطار غزيرة تجتاح الشارقة
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات يزعم أنها لنفق اختبأ فيه كبار قا ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يقرر إزالة سوريا من -لائحة الدول المارق ...
- أوروبا تواجه خطر الجفاف بعد موجات حرارة قياسية


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مصطفى نصار - ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد شعبين