أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - كامل الوزير: عندما تتحول الطرق لمذابح يومية بلا توقف !!















المزيد.....

كامل الوزير: عندما تتحول الطرق لمذابح يومية بلا توقف !!


مصطفى نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المأساة المتكلمة :كفر السنابسة و فواجع أخواتها .

لعل من أهم أسباب سيطرة حادثة وفاة ١٨ زهرة نضرة من كفر السنابسة هو فجاجتها الكبيرة التي لا تكتفي بمجرد الموت على الطرقات ، في سمة اعتيادية لعصر السيسي بحق في المجال الهندسي و البنية التحتية ، و لكن في تركيبة الكوارث المتعددة من أول عمالة الأطفال لغاية تشوه الوعي الطبقي و السياسي للأطفال امتدادًا لعدم تطبيق الحد الأدنى للأجور ، لإن ببساطة عاملات اليومية كانوا يتقاضون ١٣٠ جنيه أي بمعدل دولارين و نصف ، أو ٢ يورو في اليوم بمعدل شهري يعادل ٦٠ دولار !!.

و لا تعد تلك الحادثة المرة الأولى في الفواجع على الطرقات المصرية و قطارات الموت ، فما يميز تلك الحادثة الأليمة للغاية أن كل كوارث دولة العسكر المقيتة تكالبت على بعض الفراشات فأحرقتها فقرًا و حوجة زائدة رامية إياها تحت خط الفقر العالمي في وسط قرية متهالكة قديمة مبنية بالطوب اللبن حسبما ذكر تقرير لمصطفى بسيوني ، مع أدلجتهم برعونة بالغة و انحطاط منتهى الوصف ، لدرجة كتابة الطفلة جنى ١٥ عامًا رسالة تستخدم فيها التعابير ذات الحمولة الرسمية الأمنية مثل إرهابي و تكفيري أي جريمة ناطقة بمختلف أشكال النطاعة الأخلاقية و الفساد و الإهمال المخزي ، مع عدم توقف الأوضاع المأساوية على الطرقات المهترأة و التالفة .

و مدعى آخر للحزن يكمن في رد فعل من يفترض أنهم مسؤولين مباشرين عن دماء البنات و أوضاعهم ، فكالعادة رمى الكل طوبتهم إلا للقطة الرخيصة و المصطنعة على الكل ، ليس حبًا أو رغبة ضمنية في تعويضهم أو تعافيهم ، بل محاولة بائسة و مخزية لكسب الرضا و نيله ، لإن منوالهم المستمر يفيد بأن الصورة الملتقطة أجدر بالاهتمام و الرعاية المتلقاة من المواطن البسيط ، الذي تحول لفأر تجارب رخيص الثمن و كثير العدد يجابهه الحياة اليومية كأنها محاولات للنجاة من الموت الشائع في كل مكان .

علاوة على ذلك، فإن كامل الوزير استنفر الجميع بتصريحاته العشوائية و المغرورة التي لا تنم غير عن عقلية متصلبة جامدة مغرورة منافقة في غير محلها ، و استرخاص أرواح و دماء الناس ، وسط حالة عارمة من السخط و الغضب الشعبي على الوضع الاقتصادي المرزي فضلًا عن محاولة مسميتة للدفاع عن تهربه من المسؤولية القانونية و الجنائية و الأخلاقية ، و إبراز كفاءته المثالية في النقل و رصف البنية التحتية على منوال فيلم اللى بالي بالك حينما قام الضابط المسؤول عن القسم بطريقة هزلية تصل لدرجة اللاواقعية و السريالية ، بل لم يكن من المبالغة القول بتفوق الوزير و إنجازه في العقلية الانبطاحية و المتعجرفة .

و لا يختلف عن كارثية البنية التحتية اثنين في مصر ، إذ بلغ عدد القتلى الناجمين من الحوادث المتتالية أرقام مرعبة حقًا قدرت ٦٦ ألفًا على مدار ١٢ عامًا ، لكن المصابين بلغوا ما بين ٣ ل ٧ أضعاف مصابي حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية البربرية بشكل بشع و كبير ، بعبارة أخرى من الممكن تصنيف ما يحدث بإبادة الطرق أو نزيف الأسفلت لكن يظل الحادثة كاشفة و تتكلم بحق و تصرخ بمنتهى الوقاحة عن المشاركين الضالعين فيها بدء من كامل الوزير الوزير المكتمل و المفضل للسيسي و الممثل الأفضل للحقبة الدموية و المنكوبة بشكل أقرب للسجن الحربي .

كامل الوزير :من جنرال ظل البنية التحتية للوزير الأفضل لتجارب الموت المختلفة .

تفاقمت الصورة المقيتة منذ تولي كامل الوزير نائب رئيس الهيئة الهندسية بعد عام واحد من الانقلاب الدموي الخاص بالسيسي ، في يوليو 2014 بالتحديد بتولية المشاريع المحددة و المستهدفة بالطرق الخاصة بالقوات المسلحة المصرية ، أو الاحتلال المحلي لمصر كما يسميه الكاتب و الباحث ناثان ج بروان ، و حينها تولى الوزير المهام الخاصة بالطرق و الكباري و الإنشاءات مشكلًا بذلك منفذًا حيويًا و هامًا لاستيلاء العسكر الغاشم على الاقتصاد ، و لهذا السبب بحق تمت ترقيته بصورة مريبة بعد عام فقط .

تولى الوزير رئاسة الهيئة الهندسية التي تشرف على عدة مهام حيوية أهمها كانت افتتاح التفريعة الثانية لقناة السويس ،و التي سببت تراجعًا تدريجيًا في الإيرادات المرصودة لقناة السويس كليًا في مخالفة صريحة لأبسط مباديء الإدارة المنظمة و العلمية فضلًا عن الهشاشة المعرفية المتوغلة في مختلف قطاعات البلد بطريقة مخيفة ، تسببت بمصائب محققة و كوارث كبرى في قطاعات النقل و المواصلات و السكك الحديدية لدرجة تصدر مصر لمؤشر متقدم في أكثر الدولة خطورة و تلوتًا في العالم من دون حتى توليته للوزارة ، فأصبحت الآية الكريمة من سورتي العنكبوت و البروج " أينما تكونوا يدرككم الموت" مطبقة بشكل دوري يومي .

و لصفاته الشخصية المحدودة و إمكانياته السطحية ، من لا مبالاة شديدة و قوية و غرور و غطرسة و عجرفة ، و الأجدر من ذلك كله عدم وجود طموح شخصي ، و يتميز أيضًا بالطاعة المطلقة التي لا تسمح و لا تعرف طريقة للمناقشة الإبداعية أو الاستفسارية في الأوامر و النواهي ، رقي لرتبة الفريق في الندوة التثقفية للقوات المسلحة في عام ٢٠١٩ ، و حدث بعدها حادث رميسيس البشع الخاصة بمحطة القطارات ، مسببًا استقالة الوزير السابق هشام بركات ؛ فوجدها السيسي فرصة لإحضار رجله المفضل و المدلل للمنصب الذي قلبه رأسًا على عقب للأسوأ و الأفدح على كل الأصعدة .

فعلى مدار ٦ أعوام فقط ، هدمت وزارة النقل و تحولت لمنطق الشركات الخاسرة ، من حيث المديوانيات و الديون و الخسائر المدوية في مشاريع هدفها الأول و الأخير جني الأرباح و ملء الكروش الناهبة للدولة كافة فاقترض بشره لبلوغها ٣٧ مليار دولار ، مع مدحه الكبير و شكره العظيم لتلك السياسة الاقتصادية التي تهدد سياسات الدول و سيادتها الفعلية على أرض الواقع لاشتراك الدائن بطريقة ما أو آخرى في اتخاذ القرار للدول المدينة ما يكبلها بقسوة ملحوظة ، و تنازلات مهينة تهمش بطريقة محجفة ، على غرار كل المؤسسات في الدولة المتسولة أو الجمهورية الجديدة.

و بناء على القاعدة الموضوعة سلفًا منذ بداية الانقلاب العسكري، فلا حساب مانع ولا جزاء رادع لضابط شرطة أو جيش في إشارة مفتوحة للقتل الواسع و التعذيب خارج إطار القانون، ليتساوى الجميع من مات في حادثة كمن مات في المعتقل ،من دون تعويض كاف أو تكلفة كافية ، فقط السجن الحربي أو المعتقل السياسي ما يطرح تساؤلات جدية تتعلق بقيمة الإنسان و رؤية الدولة له ، و تحويلها البلد لساحة حرب مفتوح إما على الطرق أو في العمل أو على السكك أو مسجونًا طبقيًا و اجتماعيًا في مقابل إكمال حياة لا تساوى بالنسبة للحكام بما يجنيه من تكلفة الترميم فقط .

المواطن النكرة و الرخيص : حينما تتحول لما هو أدنى من الحيوان اللقيط !!

دائمًا ما يكرر السيسي خطاباته الغريبة و المريبة حيال الفقر و العجز و عدم القدرة المعتمدة على تعديل أحوال البلاد لكنه في حقيقة الأمر يكرس لرسالة مفادها رخص و دونية المواطن ، مطبقًا عليه سياسات استعمارية في الإفقار القاسي و الصلب و إصراره على بناء المشاريع بتخبط و عشوائية بمجرد حضور الفكرة على ذهنه السطحي من دون دراسة محكمة أو منهج علمي أي بعبارة أخرى إنه يخلط النهج السلطوي في الاستحمار و الاستغباء و القمع فضلًا عن أسلوب الربح السريع و السبوبة الخاطفة و الغنية .

و لعل هذا النهج خسر البلاد أكثر من أي وقت مضى، لكن ما يهم حقًا مثلما ذكر على شريعتي عالم الاجتماع الإيراني في كتابه الاستحمار و النباهة أن الإنسان التافه لا يرى نفسه "بوضوح و تجل"، و لعل التجلي هنا شرط أساسي للوقوف ضد الظلم و رفضه أينما كان بمرجعية راسخة لعدم العيش كأنك تجاهد لتكون إنسانًا وسط سيل من المعذبات منذ الاستقياظ للمنام ، و إلا لم تأتيك في الكوابيس و أنت نائم ، لكن قيمتك الإنسانية تتحدد بمقدار احتكاكك مع الظلم لمواجهته لا للتجنب و التفادي بغرض الهروب و الفرار لإنك كلما تجنبت ، فستجي إليك لا محالة لإنها دائرة مفتوحة لا تغلق كما ذكر فانون في معذبو الأرض.

و بتلك الرؤية التعريفية ، يمكن تعميم الرؤية الاستحقارية و الدونية لتتمدد لتصل للفصل التام بين الأنا و الآخر ، فالعسكر ليس أهلًا للمناقشة الجدية أو جدال مجدي ينتج إصلاحًا مبدئيًا أو تطويرًا حقيقيًا قد يفضي لأولى خطوات تغيير تمهيدي ، بل أن عرف الاعتراف بالمسؤولية الأخلاقية التي رأينا و عايشناه في عهد مبارك ، ملقيًا الفساد الضخم و الكبير على الوزراء مثل أحمد زكريا و غيرهم ، ما يعطي صورة مؤكدة يقينية بتكرار الحوادث و تزايدها إن لم تكن ستزيد بوتيرة مرعبة و سرعة مخيفة تدل على البؤس الكبير للشعب و المواطن البسيط على جميع المستويات .

و ما يؤكد النهج النيولبيرالي في العقلية العسكرية الإرادة المدفوعة و المسروعة و المدفوعة بكل قواتها و عدتها المسخرة و اللانهائية أن تقطع الصلة الواصلة بالشعب تمامًا و يفصل عنصريًا و طبقيًا عن طريق العاصمة الإدارية الجديدة غير طبعًا المدن الجديدة التي لا تعبر إلا عن رؤية انتقامية ثأرية استعبادية لا تريد إلا للعقاب أن يفصل "بحسب الفئة المستهدفة و الناشزة " بتعبير ميشيل فوكو الفيلسوف الفرنسي في كتابه الالتزام و العقاب الذي ينظر في الكتاب بإن الإفلات من العقاب سيمهد لزرع عقيدة متزعزعة تربو للغابة العشوائية .

فإن الدولة المهزقة و المتسولة لا ترى في مواطنيها في العموم غير بقرة حلوب ، باختلاف طبقاتها الاجتماعية فالمطلوب منك أن تكون عبدًا مطيعًا و إلا مصيرك سيكون معتقلًا أو متوفيًا أو مهاجرًا أو مهجرًا منفيًا ، و الآن يضاف عليه الموت المشاع بتعبير غي دبيور أو الموت المساوي للحياة البدائية التي لا نستطيع مقاومتها أو هكذا أوهمنا أنفسنا تحت حجج هاوية و رؤية محدودة حتى تحول المحيط الجغرافي لباعث على الاكتئاب ، أو مهدر لكل جهد مقدر فقط من أجل تخمة و فساد أولياء الجمهورية في الجمهورية الجديدة التي فقدت " عملها المؤسساتي من أجل مصالح ضيقة " بتعبير الباحث الفلسطيني يزيد صايغ .



#مصطفى_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة الدائمة: تحول مصر لخرابة في دمار مستمر وخراب معحل.  
- الكارت المحترق الرابح: إثبات حرب إبران امتلاك إسرائيل لأمن ا ...
- قوافل الصحوة الأخلاقية و الفضح المعري للضمير الدولي الميت :م ...
- عيد غزة :لا طقوس للبهجة ، و إنما طقوس للنجاة و البقاء .
- ليلى سويف و آلاء النجار :المعتقل الكبير الذي يقتل بدم بارد ش ...
- ليلى سويف و آلاء النجار ...المعتقل القاتل لشعبين ببرود
- مقاومة المقاومة :الأردن خنجر حاد في ظهر غزة


المزيد.....




- قتلى وجرحى بينهم أطفال إثر غارة قرب نقطة توزيع مياه وسط غزة، ...
- ترامب يقول إن الولايات المتحدة سترسل صواريخ باتريوت الدفاعية ...
- ترامب يقرر إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- مقتل العشرات في اشتباكات مسلّحة جنوب سوريا
- وفاة محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق عن 82 عاما بعد مسيرة حكم ...
- سوريا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو في السويداء تسفر عن ...
- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...
- عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية ...
- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى نصار - كامل الوزير: عندما تتحول الطرق لمذابح يومية بلا توقف !!