أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - مابعد سايكس بيكو.. ما قبل الشرق الأوسط الجديد!!















المزيد.....

مابعد سايكس بيكو.. ما قبل الشرق الأوسط الجديد!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكثر هذه الأيام الأحاديث عن إلغاء نتائج اتفاقية سايكس بيكو التي أسست حدود الدول في تقاسم متفق عليه بين وزيري خارجية بريطانيا حينما كانت "عظمى" وفرنسا، بعقلية النفوذ الاستعماري تحت عنوان نشر الفكر التنويري لمبادئ العدالة والإخاء والمساواة!! لعل أبرز نماذج هذه الأحاديث جاءت في كلمة وزير الخارجية التركي الأسبق الدكتور داوود أوغلو في مؤتمر الجامعة الأمريكية في دهوك، حول أهمية إلغاء نتائج سايكس بيكو، ربما يكون ذلك تطبيقًا لنظريته حول المجال الحيوي لتركيا الجديدة، والعودة إلى النزعة العثمانية، فيما سبق أن طرحت مراكز الأبحاث الإسرائيلية هذا الإلغاء من خلال ما عُرف بنظرية "شد الأطراف" التي طرحها "إسرائيل شاحاك" في مخططه لتفتيت دول الشرق الأوسط، وتصدى سابقا الدكتور حامد ربيع لتحليلها في كتابه المعروف "نظرية شد الأطراف". هناك تجارب مقاربة، مثل تكوين دولة يوغسلافيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تفتيتها ما بعد انهيار جدار برلين، وتلك الاحتمالات المفتوحة لإعادة تشكيل دول منطقة الشرق الأوسط التي تشمل تركيا وإيران والعراق وسوريا ولبنان والأردن، وربما تصل إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي. واقع الحال، أن أول بشائر الحديث عن إعادة رسم خارطة الدول قد حصلت في أحداث ما عُرف بـ"الربيع العربي"، وهي اليوم تمضي بذات الاتجاه مع نموذج (الجيل Z) وما يتضمنه من إعادة تكوين الوعي الإنساني بعناوين تختلف عن ثوابت المجتمعات العربية والإسلامية، فضلًا عن مظاهر إعادة توزيع التحالفات المستقبلية تحت عنوان الاتفاقات الإبراهيمية مرة، وصفقة القرن مرة أخرى، أو الشرق الأوسط الأخضر مرة ثالثة. كل ذلك يُقرأ من زوايا متعددة ضمن منظور ما بعد الابتعاد عن اتفاقات سايكس بيكو، ربما تثبت أحداث العراق وسوريا ولبنان واليوم إيران، أن الحراك الاجتماعي والاقتصادي ربما يمضي نحو انفجار تكويني لإنتاج الشرق الأوسط الجديد وفق التصورات الغربية المتوافقة مع الميول الإسرائيلية أولًا وطبيعة بعض الأنظمة العربية لاسيما الخليجية ثانيًا، وأيضًا ما يتمسك به الشعب الكردي في حق تقرير المصير لتكوين دولته التي ربما تكون فتيلا يفجر بنيان خرائط تلك الحدود التي رسمت دول ما بعد سايكس بيكو، لتكون هناك خرائط لدول جديدة. السؤال الأكثر إثارة: كيف يمكن إعادة تكوين هذه الدول وفق النموذج العرقي والطائفي، فهناك تنوعات متعددة الأطراف في دول الشرق الأوسط بوصفه القديم الذي أنتج بعد الحرب العالمية الأولى وتمسك به ما بعد الحرب العالمية الثانية وصولًا إلى الحرب الباردة ثم عالم القرن الحادي والعشرين؟ في أي قراءة موضوعية تتخذ الحياد الأكاديمي في مصفوفة التحليل، فإن الخطاب السياسي لقيادات المكونات القومية والمذهبية لما يظهر في سوريا اليوم وعراق ما بعد 2003 وقبله، وحتى تطورات الأحداث في إيران ناهيك عن لبنان، فإن النزاع ليس على حقوق التنمية المستدامة وما تفترضه من ديمومة توظيف الموارد البشرية والمادية من أجل نماء الأوطان، فإن الأغلبية الأعم تتنازع على سلطان الحكم، فيما تتأثر مواقف هذه القيادات المكوناتية بالميول والاتجاهات الإقليمية والدولية، ولم تكن فواعل ناهضة للتأثير أولًا على تلك السياسات، لأن الدول الغربية المتقدمة تتعامل مع مصالح استراتيجية، وليس مع طموحات محلية قومية أو مذهبية، وإن كانت تجيد بعقلية الاستعمار القديم الذي أنتج سايكس بيكو إدارة المتغيرات الجديدة لمصالحها فحسب. وفق هذا التصور الافتراضي ما بين الوقائع والتحليل، كيف يمكن ترجيح إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد، وما المؤثرات التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك؟ في هذه المقاربة، سيكون المؤثر الأول تسوية حل الدولتين، وإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق أو الأردن بنموذج يعيد توزيع معادلة السلطة والمال ما بين ثلاث دول تمثل العراق وسوريا والأردن. ربما ظهور الإقليم الغربي عراقيًا كنواة أولية لهذا التصور الافتراضي، يؤكد ما سبق وكرره الرئيس ترامب أن أراضي إسرائيل أصغر وتحتاج إلى مساحة أفضل!
النموذج الثاني الافتراضي، إعادة تكوين خارطة العراق أو ما يبقى منه مع إيران بعد إعادة تقسيمها، فيكون جنوب العراق وعربستان أو خوزستان دولة جديدة ربما تنضم لها الكويت، ومثل هذا التجمع لموارد بشرية ونفطية اقتصادية ومنفذ بحري، ربما يلغي الآثار الظالمة لحدود العراق القديمة، مع عزل كردستان العراق أو ما يعرف اليوم بكردستان الجنوبية وكردستان إيران وسورية، لتكون دولة إما تحت حكم كونفدرالي مع تركيا، أو تنضم لتركيا تحت عنوان المجال الحيوي وفق نظرية داوود أوغلو وزير الخارجية التركي الأسبق الذي صفق له الكثير من قيادات الأحزاب العراقية وهو يدعو لإلغاء اتفاقية سايكس بيكو. يضاف إلى ذلك رفض رئيس إقليم كردستان، انضمام قوات قسد الكردية السورية للجيش السوري كأفراد بل كقوة اتحادية في إدارة لا مركزية، وبوجود الجزال عيدي قائد هذه القوات بزيه المدني الأقرب لاستلام سلطة اتحادية مشابه لنموذج العراق ما بعد 2003. في النموذج الخليجي، يمكن المضي نحو اتحاد كونفدرالي بزعامة سعودية واضحة، تضم اليمن، وتعيد تكوين المنطقة في استراتيجية واضحة متوائمة مع الاتفاقات الإبراهيمية، والميول الإسرائيلية والأمريكية بعد أن تنتهي جميع الأطراف من حل معضلة اللاجئين والانتهاء من ظهور حل الدولتين. السؤال الثالث، ما يعجل أو يؤخر هذا الانفجار في جغرافيا حدود سايكس بيكو؟ الإجابة الواقعية، نموذج شد الأطراف ذاته الذي تمت ممارسته طيلة الربع الأخير من القرن العشرين ما بعد حرب تشرين 1973، والربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يضاف إليه متغيرات الملف النووي الإيراني وما يتطلب اليوم وفق الدراسات والتحليلات الإسرائيلية والأمريكية قطع "رأس الأفعى" في إعادة شاه إيران الابن لحكم إيران جديدة، ربما يكون في هذه العودة الحصول على قطعة أو قطع جديدة فيما يمكن أن يكون من نتاج حدود الشرق الأوسط الجديد بتناغم تركي إيراني متجدد، وأيضا ربما يتراجع "تجار السجاد" الإيرانيون عما يحملون من "عقائد" في عقد صفقة جديدة مع "الشيطان الأكبر" والتوصل إلى ذات التناغم المطلوب لصالح المشروع الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي في الشرق الأوسط الجديد.
كل ما تقدم مازال في موقع التحليلات، لكن الحقيقة التي ما زالت ماثلة للعيان، أن شعوب المنطقة تحت حدود اتفاقية سايكس بيكو وتحديات الشرق الأوسط الجديد، هم الخاسرون الأساس من كل ما يتم التلاعب به على رقعة شطرنج المصالح الدولية والإقليمية، ويمكن حساب هذه الخسائر ما بين نموذج الاقتصاد الريعي لدول مثل العراق ودول أخرى تتعامل مع اقتصاد المعرفة وانتاجية الذكاء الاصطناعي. أما الطموحات البشرية القومية أو المذهبية، فإن القانون الوضعي قد أوجد لها تلك الحلول الناجعة في نموذج المواطنة الفاعلة في دول عصرية مثلها ما أكرر الدعوة إليه في عراق واحد وطن الجميع، فهل يمكن أن يبقى العراق هكذا وسوريا أيضا ولبنان؟ الإجابة تتطلب وجود تلك الإرادة الوطنية البازغة ليس للتنافس على كراسي السلطة بل للإمساك بركاب المستقبل في إدارة المعرفة لإنتاج دول مدنية في عقد دستوري راسخ، يضمن حقوق الأجيال المقبلة في أغلب الدول موضع التنازع، بدلًا من أنظمة أقل ما توصف به أنها دكتاتوريات تقمع حقوق كل القوميات والمذاهب في هذه المنطقة... السؤال إلى أين تمضي هذه المنطقة؟ سؤال ربما تجيب عليه السنوات المقبلة.



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا -أوراق بيضاء-... تؤسّس برنامج الحكومة المقبلة؟؟!
- وهم (الحياد) وعنجهية السلام الصهيوني!!
- كوميديا.. ديمقراطية المصالح!!
- سريالية العراق.. متغيرات فوق الواقع!!
- على هامش الحقيقة!!
- عراق الغد. من المس بيل. إلى مارك سافايا!!
- رؤية ٢٠٥٠. . فرضيات غائبة عن البرامج ...
- سرديات الحرب والسلام.. اليوم التالي في حرب غزة!!
- حوكمة التسويق السياسي.. مبادرة العراق في شيتام هاوس نموذجا
- رؤية ٢٠٥٠.. عراق واحد وطن الجميع
- الامميون الجدد!!
- اليوم التالي!!
- ما بين واشنطن وطهران.. واقع العراق الرمادي!!
- غزة.. ملح فوق جرح الهزيمة!!
- الضربة الإسرائيلية على حماس في الدوحة.. الانتفاضة الفلسطينية ...
- الماء والكهرباء.. وجباية الحواس!!
- روح شنغهاي.. توازن مصالح!!
- ما بين الأفكار والأداء.. فشل الديمقراطية!!
- بوصلة الضجيج.. وغبار الأحداث!!
- الوعي المقدس والجنرال زمن!!


المزيد.....




- حصرياً لـCNN.. هيئة رقابية أمريكية تتهم وزير الدفاع بـ-تعريض ...
- واشنطن تطلق -ضربة العقرب- في الشرق الأوسط.. سرب جديد يطارد إ ...
- الجزائر.. محكمة الاستئناف تؤيّد حكمًا بالسجن سبع سنوات بحقّ ...
- إسرائيل تتسلم رفاتا من غزة.. هل تكتمل المرحلة الأولى؟
- مسقط تعلن الإفراج عن طاقم سفينة هاجمها الحوثيون قبل أشهر
- تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو
- تقرير يكشف تحايل نشطاء مؤيدين لإسرائيل لكسب الإعلام الأميركي ...
- 5 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي على خيام نازحين بخان يون ...
- وفد سعودي يصل حضرموت وإعلان اتفاق تهدئة
- خبراء: هذه الفواكه والخضراوات الأكثر تلوثا بالمبيدات


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - مابعد سايكس بيكو.. ما قبل الشرق الأوسط الجديد!!