أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - الفلسفة في مواجهة التطرف














المزيد.....

الفلسفة في مواجهة التطرف


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أراد التطرف أن يحتسب فقال أصلي وفصلي ومنبتي أنجلوساكسوني، وأبنائي كُثُر، أذكرُ اثنين منهم الكل على شاكلتهما، هما الكيان الصهيوني في فلسطين تحت الاحتلال ونظام الفصل العنصري المقبور الذي ران على الصدور وكتم على الأنفاس طويلًا في جنوب افريقيا.
لا دين للتطرف، ولا عِرق بعينه. وقد شاهدت البشرية بأسرها تجسيد أبشع فصول التطرف في غزة أخيرًا، بحرب إبادة ضد الشعب العربي الفلسطيني. وكما بات معروفًا للقاصي والداني، فإن الكيان اللقيط ليس بمستطاعه ممارسة هذا الحجم من الإجرام والبشاعات من دون الدعم الأميركي المفتوح بالمال والسلاح وضمان الإفلات من العقاب.
أخيرًا، انتقلت أميركا في ممارساتها من التطرف إلى ما يشبه شريعة الغاب في القرن الحادي والعشرين. ولعل آخر الأدلة الفاضحة موقف راعي البقر الأميركي تجاه فنزويلا. فبحجة مكافحة المخدرات، تتجه أميركا للسيطرة على هذه الدولة ونهب ثرواتها النفطية ذات المخزون الأعلى في العالم ويقدر بحوالي 303 مليارات برميل. وقد قال برتقالي البيت الأبيض بمنتهى الصراحة والوضوح إذا لم يتنحَّى مادورو سنلجأ إلى استخدام القوة. فهل لهذا الكلام من معنى غير استباحة أميركا للدول الضعيفة، بقصد نهب ثرواتها واسقاط أنظمتها الوطنية بمنطق شريعة الغاب؟!
على صعيدنا نحن، نُقر ونعترف بأن ثقافتنا مأزومة، ولا جدال في ذلك. فَهم الدين المسيطر في مجتمعاتنا غير علمي، بل ومتحجر في بعض تبدياته وتعبيراته، لا غبار على ذلك. واقعنا مُثقل بأزمات الفقر والبطالة والتجهيل، هذا واضح لا يدع مجالًا لاطناب.
لكن التطرف في مجتمعاتنا، إذا ما تقصينا روافده الرئيسة سنجد أنه إما من انتاج الغرب الاستعماري وبالذات الأنجلوساكسون، أو رد فعل على سياساتهم العنصرية الاستعلائية ضدنا، لا سيما دعمهم المفتوح للكيان الصهيوني اللقيط واحتلاله لأراضينا ومواصلة العدوان ضد شعوبنا.
مقول القول، التطرف بات سياسة أميركية تدر مليارات الدولارات على الخزينة والشركات الأميركية. وبالتالي، لن تتوقف أميركا وأدواتها القوية خاصة مثل الكيان الصهيوني عن ممارسته إلا مُرغمين. والذي نراه أن سدنة التطرف وأساطينه وأدواته ينتقلون به على مستوى التطبيق العملي إلى مستوى شريعة الغاب وأكثر.
هنا، يصبح من الترف الفكري الحديث عن دور الفلسفة ومثالياتها في مكافحة التطرف. وأي فلسفة؟!
نعم، الفلسفة من أنبل ما أنتج العقل الإنساني، لكنها ليست كلًّا واحدًا ولم تكُن منظومة فكرية واحدة ولن تكون.
أرسطو، أحد أبرز أساطين الفلسفة، بني منظومته الفكرية على معادلة أعلى- أدنى، قائلًا إن هذا قانون طبيعي، بمعنى تفرضه الطبيعة. وفي تطبيق ذلك فيما يتعلق بشؤون الاجتماع الإنساني، احتقر أرسطو المرأة وقال إنها أدنى من الرجل. وذهب إلى القول بأن الشعوب الآسيوية لديها طبيعة العبيد. هيجل من جهته، أحد آباء الفلسفة وهو من هو في حقلها، كاد ينفي عن السود صفة الإنسانية، وقال فيهم ما يعيب صدوره عن فيلسوف بحجمه. مونتسكيو، واضع أساس الفصل بين السلطات تأثر برؤية أرسطو المومأ اليها قبل قليل كما انعكس ذلك في ارثه الفكري. نيتشه، فيلسوف النازية، وفق مبدا البقاء للأفضل.
مع اقرارنا بأن هؤلاء الفلاسفة أغنوا الفكر الإنساني، لكن ما ذكرنا من رؤاهم وُظِّف في مراحل تاريخية معينة ولربما ما يزال يُوظف لتغذية النزوع الاستعماري العنصري الاستعلائي تجاه دول العالم الثالث، وتجاهنا نحن العرب بالذات.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله ...
- الشِّيْخَة


المزيد.....




- ابتداءً من 2027: الاتحاد الأوروبي يطوي صفحة الغاز الروسي
- متهمة أوروبا بتقويض جهود السلم في أوكرانيا.. روسيا تصف محادث ...
- مكتب نتنياهو: بقايا الجثة التي وصلت من غزة لا تعود لأي من ال ...
- روسيا: لا تسوية حول أوكرانيا بعد محادثات بوتين مع مبعوثي ترا ...
- -قمامة لا نريدهم في بلدنا-... إدارة ترامب تعلق طلبات الهجرة ...
- الجزائر: الصحافي الفرنسي كريستوف غليز أمام محكمة الاستئناف
- الصحافي الفرنسي كريستوف غليز المحتجز بالجزائر يمثل أمام محكم ...
- ترامب يشيد بـ-مكالمة مثمرة- مع الرئيس البرازيلي لبحث التجارة ...
- رئيس كوريا الجنوبية يتحدث عن تقديم اعتذار لكوريا الشمالية
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: معبر رفح سيفتح في الأيام القادمة في ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - الفلسفة في مواجهة التطرف